بين الصدفة والقدر،ينبثق خيط رفيع دقيق، يحملُ الكثير من الإشارات، والرموز، والتساؤلات العالقة في ذهني، والتي تبحث عن ثغرة ما، للنفاذ إلى فضاء المعرفة ، حتى يتسنى لها التلاشي والذوبان في الفراغ السحيق، داخل فيزياء العقل المادي . ريثما تخرج نظرية تلملم أشلاء تلك القوانين الميتافيزيقية .. أؤمن أن هناك أشياء في ذلك العالم تبحث عن الكثير من الإجابات.. لذا نحن بحاجة إلى ألة الزمن للوقوف على حقيقة تلك التساؤلات.. يُقال أن الصيغة الصحيحة لماهية السؤال، تُحدد إجابات قوية وحاسمة .أحاول أن أستفيق من غفوتي الأزلية.. لأزيح صدأ الكوابيس الجاثم على أحلامي المهترئة منذ زمن بعيد ..بيدي المرتعشة أبحث عن الحروف الضائعة في دروب مخيلتي الواهنة.. لأصفف في خنادق السطور تلك الكلمات العبثية ..العودة إلى الماضي ليس درباً من المستحيل..
لن تكون النسبية عائقاً عن تحقيق هدف أصبو إليه ، مازلت مصمماً على كسر تلك القواعد والنظريات ،ثم إعادة تشكيلها وتصويب الأخطاء فيها عن طريق الأستعانة بأساليب التحليل النظري والتفكير النقدي ،من أجل إيجاد مخرج ما لهذه المعضلة الرقمية ..جدلية الألوان ومغزاها في الحياة ،منحة الطبيعة ،
.كيف لي أن أنسى ذلك اليوم المشبوب بالذكريات ، وتلك اللحظة التي رمقتني بها ثم ذهبت في نشيج مرير ..لقد تذكرتها وقد خط الشيب شطئان مهجورة بين جدائلها الفحماء ،تفاجئنى إبتسامتها مشبوبة بطعنات الألم والغصص ، سرعان ما تتبخر فى بحر الألم الكاسر ،وينكسر الأمل معها على أعتاب شفتيها الواهنتين ...يرتجف جسدها كريشة عالقة في مهب الريح ، وجهها شاحب ، ممتقع اللون، وعيناها غائرتان قد إكتحلت بطول السهاد ،وجحيم الفراق ..لحظات وجع قاسية حفرت في أعماقها أخاديد ألم لن تنمحي أبدا.. سعاد رفيقتي .خادمتي صديقتي ...، التي إنكفأت حينا من الدهر أبحث عنها واقتفي أثرها ،بعدما رحلت واكتشفت بعدها السر الدفين في بريد الرسائل التي كانت تبثها إلي ..سعاد تلك الخادمة الصغيرة التي كانت تلهو معي في طفولتي وريعان شبابي ..استعذب ضحكاتها كلما تحرشت بها فيفتر ثغرها الوضاء عن ابتسامة بالغة العذوبة والجمال ..دائما ما كنت أحتار في مكنونها عندما يبرق محياها لاسيما عند قدومي للضيعة في أجازة العام وكأنها معادلة رقمية لا أفتأ أعالج رموزها وشفراتها بفلسفة مادية خارجة عن اضلاع القياس والنسبة ..نخرج إلى البرية خلسة عند بزوغ الفجر نلهو عند أشجار الكرز، نقطع الحقول والمروج ،نسرق ألواح العسل نمتصها ونعب بطوننا منها ،فتطاردنا أسراب النحل بلسعاتها حتى نلوذ ببركة الطين فنغمر أجسادنا بساتره ونتقي به وخزات النحل ،نرقب الطيور وهي تحلق فوق أشجار الدوح العارية فتلتقط الحشرات من بين لحائها ثم تبني أعشاشها الصغيرة فوق أجمة البندق الملتفة حول الأغصان فنشيد حول جذورها مخابيء الطين نلوذ بها كلما تهاطل المطر ، ثم يأتي الصيف ونشرع في نثر بذور الشعير الصيفي قرب الحقول المنخفضة، ونأكل ثمار الفراولة مع القشدة ..ونغسل أقدامنا المتسخة في الجداول الضحلة قرب حقول البلوط ،ثم نعود عند الشفق ونتسلل خلسة خشية أن ينهرنا والدي لتأخرنا ..مضت أعوام وتوفي والدها على أثر أصابته بمرض نادر، ثم والدتها ولم يبقى لها أحد سوانا تعهد والدي برعايتها في كنفنا وصارت فرد من الأسرة .. ثم رحل الملك مكرهاً وترك إرثه لحفنة من العابثين 13 عشر ملكاً أغتصبوا السلطة ،سطوا على كل شيء وانتزعت ضيعتنا وأموالنا بذريعة التأمين ، ولم يستطع أبي تحمل الصدمات فمات كمداً مقهوراً.. رحلنا إلى القاهرة لأكمل دراستي كطبيب وبحثنا عن نُزل حتى أهتدينا لمأوى في حي فقير يعج بالأشقياء والخارجين على القانون وفي صخب الأحداث والصدمات التي كانت تستنزل علينا ..كنت أجد العزاء والسلوى في عينيها النجلاوين .. دائماً ماكانت ترعاني وتهتم لي إذا ألم بي مرض أو أصابتني حمى جراء عدوى من هؤلاء الفقراء والمعدمين أثناء تفقدهم والكشف عليهم عندما يعتورهم المرض .. تمكث طيلة الليل بجواري لتراقب حالتي وهي تضع كمادات الماء البارد فوق رأسي المشتعلة ..شغفها بي جعلني أنظر إليها كوالدتي وأختي وأشياء أخرى ...
كان القليل مما أقتاته من عملي كطبيب مبتدىء بالكاد يكفينا مع امتهانها لحياكة الملابس والتطريز يساعد بعض الشيء في أقتنائي لبعض الكتب والمجلات والترجمات الطبية ..كان لابد أن أذهب لأوروبا بلاد التنوير وقتئذ لأكمل دراستي ولأحصد أرفع الشهادات التي تخولني كطبيب له الأولوية في ممارسة المهنة والسمعة .. دائماً ما تحدثني عن تلك الكوابيس التي تراودها ولا تجد تفسيراً شافياً وتتلعثم : أنها لن تطيق مفارقتي يوماً من الأيام .. وأزداد وجعها
لاسيما عندما أبدى صديقي الطبيب حسين أعجابه بسعاد وطلب الأقتران منها ،كنت أتلمس السبل كي أقنع نفسي قبل أن أخبرها لكني نفيت تلك المشاعر قبل أن تستوطن فؤادي .. كان وقع الكلمات كالنصل يمزق فؤادها ثم يأكل قشرته ويفتت لبته ،
كنت أطمئنها أنني سأكون هناك بجوارها لاسيما حينما تحدجني بتلك النظرة الأسرة ، تجرعت سعاد كؤوس الألم وثابرت كمحارب ساموراي أخير ،لم أشعر بها إلا وهي مسجاة على الأرض والدماء تطفح من شفتيها ودمعة ثقيلة إنسابت على خدها .. تأملتها وأنا أحملها وتفرست في وجهها الوضيء، وهناك صدى بعيد يردد ما أشقاك أيها الكائن البريء وما أتعسك في هذه الحياة البائسة ..جلست بجوارها أترقب
استفاقتها وأنا أسرد شريط من الذكريات التي تجمعنا ..لقد كانت سعاد ملاكي وظلي الحارس في تلك الأوقات التي مضت من حياتي .. كيف لي أن أتناساها طيلة تلك الأعوام المنصرمة ..؟ يا إلهي أي أنانية تلك جعلتني أحمق متبلد الأحساس فاقد الشعور ..وأي خجل يستطيع مواربة تلك الخطيئة الصماء..تمنيت لو عاد بي الزمن لأصلح الأعطاب التي أفسدت عالمنا ،لقد أفتقدت سعاد وافتقدت بريق المرح عندما يتلالئى في عينيها.. لقد رحلت سعاد وغابت عن دنياي وستظل صورتها عالقة في ذهني، ماثلة إلى اليوم .ولن أنسى !!
لن تكون النسبية عائقاً عن تحقيق هدف أصبو إليه ، مازلت مصمماً على كسر تلك القواعد والنظريات ،ثم إعادة تشكيلها وتصويب الأخطاء فيها عن طريق الأستعانة بأساليب التحليل النظري والتفكير النقدي ،من أجل إيجاد مخرج ما لهذه المعضلة الرقمية ..جدلية الألوان ومغزاها في الحياة ،منحة الطبيعة ،
.كيف لي أن أنسى ذلك اليوم المشبوب بالذكريات ، وتلك اللحظة التي رمقتني بها ثم ذهبت في نشيج مرير ..لقد تذكرتها وقد خط الشيب شطئان مهجورة بين جدائلها الفحماء ،تفاجئنى إبتسامتها مشبوبة بطعنات الألم والغصص ، سرعان ما تتبخر فى بحر الألم الكاسر ،وينكسر الأمل معها على أعتاب شفتيها الواهنتين ...يرتجف جسدها كريشة عالقة في مهب الريح ، وجهها شاحب ، ممتقع اللون، وعيناها غائرتان قد إكتحلت بطول السهاد ،وجحيم الفراق ..لحظات وجع قاسية حفرت في أعماقها أخاديد ألم لن تنمحي أبدا.. سعاد رفيقتي .خادمتي صديقتي ...، التي إنكفأت حينا من الدهر أبحث عنها واقتفي أثرها ،بعدما رحلت واكتشفت بعدها السر الدفين في بريد الرسائل التي كانت تبثها إلي ..سعاد تلك الخادمة الصغيرة التي كانت تلهو معي في طفولتي وريعان شبابي ..استعذب ضحكاتها كلما تحرشت بها فيفتر ثغرها الوضاء عن ابتسامة بالغة العذوبة والجمال ..دائما ما كنت أحتار في مكنونها عندما يبرق محياها لاسيما عند قدومي للضيعة في أجازة العام وكأنها معادلة رقمية لا أفتأ أعالج رموزها وشفراتها بفلسفة مادية خارجة عن اضلاع القياس والنسبة ..نخرج إلى البرية خلسة عند بزوغ الفجر نلهو عند أشجار الكرز، نقطع الحقول والمروج ،نسرق ألواح العسل نمتصها ونعب بطوننا منها ،فتطاردنا أسراب النحل بلسعاتها حتى نلوذ ببركة الطين فنغمر أجسادنا بساتره ونتقي به وخزات النحل ،نرقب الطيور وهي تحلق فوق أشجار الدوح العارية فتلتقط الحشرات من بين لحائها ثم تبني أعشاشها الصغيرة فوق أجمة البندق الملتفة حول الأغصان فنشيد حول جذورها مخابيء الطين نلوذ بها كلما تهاطل المطر ، ثم يأتي الصيف ونشرع في نثر بذور الشعير الصيفي قرب الحقول المنخفضة، ونأكل ثمار الفراولة مع القشدة ..ونغسل أقدامنا المتسخة في الجداول الضحلة قرب حقول البلوط ،ثم نعود عند الشفق ونتسلل خلسة خشية أن ينهرنا والدي لتأخرنا ..مضت أعوام وتوفي والدها على أثر أصابته بمرض نادر، ثم والدتها ولم يبقى لها أحد سوانا تعهد والدي برعايتها في كنفنا وصارت فرد من الأسرة .. ثم رحل الملك مكرهاً وترك إرثه لحفنة من العابثين 13 عشر ملكاً أغتصبوا السلطة ،سطوا على كل شيء وانتزعت ضيعتنا وأموالنا بذريعة التأمين ، ولم يستطع أبي تحمل الصدمات فمات كمداً مقهوراً.. رحلنا إلى القاهرة لأكمل دراستي كطبيب وبحثنا عن نُزل حتى أهتدينا لمأوى في حي فقير يعج بالأشقياء والخارجين على القانون وفي صخب الأحداث والصدمات التي كانت تستنزل علينا ..كنت أجد العزاء والسلوى في عينيها النجلاوين .. دائماً ماكانت ترعاني وتهتم لي إذا ألم بي مرض أو أصابتني حمى جراء عدوى من هؤلاء الفقراء والمعدمين أثناء تفقدهم والكشف عليهم عندما يعتورهم المرض .. تمكث طيلة الليل بجواري لتراقب حالتي وهي تضع كمادات الماء البارد فوق رأسي المشتعلة ..شغفها بي جعلني أنظر إليها كوالدتي وأختي وأشياء أخرى ...
كان القليل مما أقتاته من عملي كطبيب مبتدىء بالكاد يكفينا مع امتهانها لحياكة الملابس والتطريز يساعد بعض الشيء في أقتنائي لبعض الكتب والمجلات والترجمات الطبية ..كان لابد أن أذهب لأوروبا بلاد التنوير وقتئذ لأكمل دراستي ولأحصد أرفع الشهادات التي تخولني كطبيب له الأولوية في ممارسة المهنة والسمعة .. دائماً ما تحدثني عن تلك الكوابيس التي تراودها ولا تجد تفسيراً شافياً وتتلعثم : أنها لن تطيق مفارقتي يوماً من الأيام .. وأزداد وجعها
لاسيما عندما أبدى صديقي الطبيب حسين أعجابه بسعاد وطلب الأقتران منها ،كنت أتلمس السبل كي أقنع نفسي قبل أن أخبرها لكني نفيت تلك المشاعر قبل أن تستوطن فؤادي .. كان وقع الكلمات كالنصل يمزق فؤادها ثم يأكل قشرته ويفتت لبته ،
كنت أطمئنها أنني سأكون هناك بجوارها لاسيما حينما تحدجني بتلك النظرة الأسرة ، تجرعت سعاد كؤوس الألم وثابرت كمحارب ساموراي أخير ،لم أشعر بها إلا وهي مسجاة على الأرض والدماء تطفح من شفتيها ودمعة ثقيلة إنسابت على خدها .. تأملتها وأنا أحملها وتفرست في وجهها الوضيء، وهناك صدى بعيد يردد ما أشقاك أيها الكائن البريء وما أتعسك في هذه الحياة البائسة ..جلست بجوارها أترقب
استفاقتها وأنا أسرد شريط من الذكريات التي تجمعنا ..لقد كانت سعاد ملاكي وظلي الحارس في تلك الأوقات التي مضت من حياتي .. كيف لي أن أتناساها طيلة تلك الأعوام المنصرمة ..؟ يا إلهي أي أنانية تلك جعلتني أحمق متبلد الأحساس فاقد الشعور ..وأي خجل يستطيع مواربة تلك الخطيئة الصماء..تمنيت لو عاد بي الزمن لأصلح الأعطاب التي أفسدت عالمنا ،لقد أفتقدت سعاد وافتقدت بريق المرح عندما يتلالئى في عينيها.. لقد رحلت سعاد وغابت عن دنياي وستظل صورتها عالقة في ذهني، ماثلة إلى اليوم .ولن أنسى !!
تعليق