مرايا الحطب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن العاصي
    أديب وكاتب
    • 10-01-2015
    • 267

    مرايا الحطب

    قدْ تُرديهُ مسافةُ ناي
    قدْ ينسدلُ الخطو وتلوكهُ الرمالُ
    لكنْ على بُعدِ ظمأ منها
    عثرَ على أوَّلِ موجةٍ يتيمةٍ
    خبأ جداول الصوتِ...

    خلفَ صورِ العتمةِ العتيقةِ
    ونثرَ نكهةَ الحزنِ
    فرحلتْ البساتينُ إلى ترابِ المسافةِ
    لكنَّهُ موجود هناكَ
    في فراشةٍ تسكنُ أغاني المطرِ
    تحتَ القناديل الباهتة
    يضعُ يدهُ على قارعةِ الرمادِ
    يُلوِّحُ بالماءِ للزعترِ الغافي
    خارجَ الرِّيحِ


    يَعبرُ في تخومِ الهشاشةِ
    يحملُ قلب طفلتهِ
    سلكَ درب الرياحين
    كانتْ الخُطى تضجُّ بالجند
    وشجر الطريق أضحى قرميداً ينكمش...

    السياجُ قواريرُ رملٍ متخمةٌ
    الصمتُ منقسمٌ على ظلِّهِ
    انتهى الوطنُ
    فجأة تتعرَّى غابةُ الزجاجِ
    ويعوي الرمادُ الأخضر
    يلوي غرابُ المقابرِ الوقتَ منْ رأسهِ
    لازالَ هارباً
    تلاحقهُ عيونُ القتلى
    تحتَ الأراجيحِ


    سَأَلَتْهُ منْ سيرثُ البكاءَ ولونهُ
    قالَ منْ يأكلُ الضوءَ نيئاً
    الضجيجُ يصفقُ للمناديل
    هوَ هناكَ
    في نعناعِ المجانينِ...

    يطوي وجههُ ويجمعهُ
    يمضي إلى شاطىءٍ لايأتي
    يتبعهُ غيمُ الطفولةِ
    هوَ هناكَ
    يمشِّط ضفائرَ النوارس
    انتظرتْ أن يغشي النرجسَ المرَّ
    على لونِ الماءِ
    لتموتَ في وريدِ النهارِ
    قربَ رُفاتِ المصابيحِ


    عادتْ من دونِ صوتِ المطر
    كانتْ تأبى الكلامَ
    الخُطى تدفنُ دربَ الكرومِ

    نساءُ الفجيعةِ يتناسلن فراشات
    والخيولُ تلدُ عقارب السمِّ...

    تشبهُ الظمأ في فراغهِ

    سَكينَةٌ برائحةِ الغيومِ
    تتسلَّلُ كالضجيجِ
    قالتْ هذا صوتُ روح
    مثلُ صُبحٍ يحتضر

    تسلَّقَ عينيها وهو يبكي
    فرسى المطُر على كتفهِ
    طيراً ذبيحا


    كَتبتْ وصيتها على مرايا الحطبِ
    حينَ يصبحُ الخبزُ بلا لونٍ

    أُقطُفْ ريش الأسماء
    مِنْ نافذةِ النار
    وهِبْ شجرَ الماء ألفَ حريق ليطير...

    قَدْ مُتنا مرتين
    وصَدَقَتْ النبوءةُ
    رَسمتْ سماء بقلبين
    فَتَحَتْ عُشبها
    عَصَرَتْ عبورَ الرملِ

    قالتْ إسْق ريحَ الشمال
    توسَّدتْ عصافيرُها عمقَ الشهيق
    والملائكةُ رقدتْ بأجنحةٍ ناعسة
    قُربَ ابتسامة الموتِ لتستريح


    سارَ مُتعثراً حتى وصلَ قَبرها
    كانَ مُنكسرَ الخُطى
    والماءُ المصلوبُ يفيضُ على الوقتِ

    العقاربُ تنفثُ الرملَ
    على شجرِالبلّوطِ...

    تدلَّتْ الغابةُ كريحٍ حزينةٍ
    تطوي شواهدَ القبور
    اقتربَ من كوّةِ النّورِ
    رأى الصباح يقضمُ وجه الغيمةِ

    ناداها
    مَنْ أخرجكِ ِمنْ جذرِ الماءِ
    عقيقةٌ قديمةٌ على شعاعِ السَّحابِ
    ورسمَ مِنْ إيمانك
    نِصال الخيبةِ

    لمْ يسمع جواباً
    ناداها مرَّةً أُخرى وهوَ يبكي
    سقطَ على الترابِ
    فهوتْ أشجارُ السِّدرِ حزينةً
    فوقَ الضَّريح
    التعديل الأخير تم بواسطة حسن العاصي; الساعة 30-03-2015, 06:41.
    يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    .
    .
    سَأَلَتْهُ منْ سيرثُ البكاءَ ولونه
    قالَ منْ يأكلُ الضوءَ نيئاً


    ناداها
    مَنْ أخرجكِ ِمنْ جذرِ الماءِ



    ملحمة حياة , منذ الجذر يتمرد على ساقه
    منذ الماء يلفظ صفاته ويمضي بقهر الموت على كل ثمرة ..

    العنوان مميز , أعطى ميراث الحطب وإسقاطاته على رؤانا ومرايانا وقد تهشمت
    تحت قرع الساعة وقسوة التجربة..

    إيحاءات الصور لمست دواخل وفواصل النص النثري وقومتها وبما يليق
    من زخارف البلاغة وواسع حيلها ..

    وبعضها كان مستحدثا مبتكرا مما أضاف ورفع من قيمة وقيم العبارة الشعرية
    وهذه صفة تظلل المتعة القرائية وتمدها بالعبر الإنفعالية والتي تنسجم مع خيال القارئ
    موحدة التجربة الحسية ..


    تقديري
    تثبت

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      .
      .


      قمت بحذف المشاركات السابقة والتي دارت بين أستاذنا حسين ليشوري وأستاذنا حسن العاصي
      وذلك لتجاوزهما آداب الحوار .. وبما لا يليق بقامتين أدبيتين نعتز بهما..

      وأضيف أننا يمكننا أن نكسب احترام الآخر وقلبه
      إن اخترنا ألفاظنا وطرق طرقنا على مشاعره وبما لا يجرح إحساسه أو كرامته.

      تعليق

      • حسن العاصي
        أديب وكاتب
        • 10-01-2015
        • 267

        #4
        العزيزة آمال محمد
        من تحلى بالإنصاف بلغ مراتب الأشراف
        بإيجاز ... شكراً من القلب لهذا الموقف النبيل
        وحفنات من زهر قلبي لك للقراءة والاهتمام
        مودتي واحترامي لك أيتها العالية الباسقة
        يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
          قمت بحذف المشاركات السابقة والتي دارت بين أستاذنا حسين ليشوري وأستاذنا حسن العاصي
          وذلك لتجاوزهما آداب الحوار .. وبما لا يليق بقامتين أدبيتين نعتز بهما..
          أعزك الله.
          هل أنت متأكدة، يا آنسة آمال محمد، مما رميتنا به هنا من تهم؟ هل قرأت ما كتبته جيدا؟ هل وجدت فيه كلمة نابية تأباها الأخلاق صدرت مني؟
          ومع هذا كله، لقد أحسنتِ صنعا بحذف مشاركاتي وقد كنتُ عزمت على حذفها لولا أنني وجدتك قد فعلتِ ذلك بل ألغيتِ الموضوع كله أصلا ثم ها هو حاضر بسلامته لكنك أسأت إلى أخينا العاصي بحذفك مشاركة التصحيح، كأن المستشفى يتكبر عن الصدقات.
          كان الله في عوننا على أنفسنا وكان الله في عون اللغة العربية من المسيئين إليها من "أبنائها" والسلام ختام.
          في النقد الأدبي : الناقد ذواقة
          في النقد الأدبي: صادات النقد الخمس (بل السبع).


          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • طاهر مصطفى
            شاعر
            • 26-02-2014
            • 135

            #6
            نص جميل يستحق التأمل بين روح المعنى
            محبتي
            طاهر

            تعليق

            • حسن العاصي
              أديب وكاتب
              • 10-01-2015
              • 267

              #7
              العزيز طاهر مصطفى
              وانت تستحق شكري العالي الواسع على عبورك من هنا
              محبتي واحترامي
              يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                مرايا الحطب ، عنوان يفسح المجال للتأملّ


                هوَ هناكَ
                يطوي وجههُ ويجمعهُ
                هوَ هناكَ
                يمشِّط ضفائرَ النوارس
                كَتبتْ وصيتها على مرايا الحطبِ
                حينَ يصبحُ الخبزُ بلا لونٍ


                يخبّيء النص بين ثناياه حزن أشجار السِّدر
                كنت بديعا هنا أخي حسن العاصي
                تحياتي
                فوزي بيترو

                تعليق

                • حسن العاصي
                  أديب وكاتب
                  • 10-01-2015
                  • 267

                  #9
                  العزيز فوزي سليم بيترو
                  قد جفت الشجيرات المطلة من الأوردة
                  فتحول كل شيء إلى حطب
                  هَوَتْ أصواتنا فصرنا حطب
                  شكراً لجمال روحك
                  وشكراَ واسعاً للقراءة والاهتمام
                  محبتي وتقديري
                  يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حسن العاصي مشاهدة المشاركة
                    (...)
                    نساءُ الفجيعةِ ينتاسلن [يتناسلن] فراشات
                    والخيولُ تلدُ عقارب السمِّ...

                    تشبهُ الظمأ في فراغهِ
                    تناسل يتناسل، هو، وهي تتناسل، و هن يتناسلن، والله أعلم.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    يعمل...
                    X