أغمس ريشة عمري في محبرة القلب لأكتب لكم بصدق

شراييني تضخمت من صمتي


..وقلبي يسأل .. لماذا شختِ الأن ؟! ..

لماذا تعطلت لغة الروح والجسد .. والذاكرة لما لم يصبها النسيان ؟! …

بعد ما أغتال أحبتي كل الفرح وصحر البستان ؟!..

العالم يضيق حولي وكم أخشى من طول العمر والهوان ..

(القلب تتسرع دقاته إحتجاجاَ )

- لا تستعجل أيها القلب ..فأنا متعلقة بأجنحة الموت راضية مرضية ولهم أتمنى حياة كلها فرح وبنيان


مهلاً يا قلب علينا التسليم بأنني السجينة وحبي لهم سلاسل وقضبان ..!

مهلاً ياقلب الصقيع يأكل روحي بوحدتي ..

أبنائي كثر ولا أجد منهم أحد …

حتى حلمي البكر .. الذي حلمت به ..وهربت به الى ما فوق جبين الشمس .. عندما شب ..دعوته إلى فجهل


أبنائي ..

.بالأمس حياتي أهلكتها لكم واليوم ..بدمي اخط مطولة حزني على فراقكم .. وشوقي لن ينتهي بنهايتي وان كنت اقف عاجزة عن الحديث اللآن …!


أبنائي ماذا عساي أن أكتب لكم ؟!

هل أكتب عن شجرة العمر التي تتساقط من بين أصابعي ..

أم عن جبيني الذي سقط منه القمر !


الزمان يمضى سريعا وأنا اليكم أنتظر ..


ابيض مفرقي ..وجفت دموعي ولم أسمع منكم خبر


مكومة بين أيادي ملائكة الرحمة ..

أسألهم متى - يا أحبتي - بكم التقي ..

الناس حولي يحتفلون بعيد الأم .. زوار وزهور وأنا بحرقتي
أرتحل


وها أنا أودعكم بصمتي وقهري

وداعا يا أبنائي …


ولكن تذكروا أنني لازلت أحلم برؤيتكم ..وأن الغربة القارسة جففت عروقي ….لكن روحي هائمة بكم

وداعاً أبنائي ..ولكن

أرجوكم لا ترموا على قبري زهرتكم

لن أثقل عليكم ... سألملم أشلائي وذكرياتي

ها أنا أغمض عيناي
..

ها أنا أموت

على أمل أن أبعث من جديد لكي أطمئن عليكم وعلى أبنائكم من بعدي .


نعم يا أحبتي سأحمل حلمي معي لعلي ألتقيكم في الجنة أو لا أموت