كبوة الضوء
عامر عثمان
مرتَبكٌ ذاكَ الضوءُ
حيثُ تهترِئُ الخَيالاتُ من هَذيَانهِ
متَلَبِّسٌ بِضَياعِهِ المَعهودِ
يطوي أنفاساً آدميّة
وليلٌ مختَنِقٌ أمامَ المرَايا
يَنْهَبُ النورَ من جَوفِ الغيابِ
يتبعثرُ فيهِ هُتَافُ الصدى كأوراقِ الأفقِ
أُنصِتُ لأُحجياتِهِ كمتَاهَاتِ البَرازخِ اللامرئيةِ
كرياءِ اللحظاتِ المفعمَةِ بالخَيباتِ
أتوسَّلُ الأقدارَ رغم كبريائها الجَّسورِ
فتحولُ بيننا أمطارٌ بِطعمِ البَحرِ
لا أسمعُ سوى قرقعةَ أضلاعي وفقراتي
تَهبُها الريحُ للريحِ
ويهذي اللبُّ فتنهرهُ أعضاءٌ بللوريّةٌ
كأمواجٍ تلطمُها زعانِفُ حورياتٍ خرافية
أكمنُ للريحِ الماجنِ
لأشُدَّ وثَاقَهُ بأكذوبةِ الصمتِ
فيباغتُني الغيمُ حدَّ التلاشي
كحروفٍ مرسومةٍ على ألويةٍ من فراغ ٍ
أتبَعُ الفَراشَ وهي تراقِصُ النورَ المسمومَ
فتجفَلُ من حلمِها الشفاف
وألملم آثارَها على هرج الضوءِ
أتعثَّرُ بغموضِ المكائِدِ
كشركِ يهادنُ مياهاً ضحلة
تكابرُ الخُطا عجرفة الدربِ اللجوج
وينهارُ الظلُّ حليفُ الضوءِ
كأحلامٍ يباغتُها الحقيقيُّ الفظُّ
فأبحثُ عن جهاتٍ معلَّقةٍ بخيوطِ السماءِ
أبحثُ عن جهاتٍ بلا دروب
وعن دروبٍ بلا جهات
كذهولِ السرابِ يجرجرُ لهفةً تائهة
ليتمردَ الغيابُ حيث الضياء المباح
شتاء 2014 م
تعليق