للسلطانيون فقط
كثيراً جداً أقرأ في إعلانات الجرائد هذه العبارة ... تشعر بأن العنصرية وصلت الى حدها الأخير خاصة في التفرقة بين من هو سلطاني و من هو غير ذلك ... كل الوظائف لهم و كل الرواتب لهم و كل الامتيازات لهم ... في أحد المرات كنت قد مرضت مرضاً شديداً و كدت أصاب بالشلل التام بسبب آلام مبرحة في الظهر و لم أكن قد حصلت على الراتب بعد و لا يوجد ما يدفعني الى زيارة طبيب خاص فذهبت الى أحد المستشفيات المترامية الأطراف و التي تدعي بأنها تعالج الجميع و عندما استقبلني الموظف السلطاني تعامل معي كالكلــــــــــب و طردني كأنني غير إنسان و أخبرني ( دع كفيلك يعالجك ) فأخبرته أنني سأموت إذا تحركت خطوتين فضحك كثيراً و تبع ذلك بحديث غير مفهوم و كأنه من كوكب المريخ .... محتواه أن الموت راحة لغير السلطـــــانيين و أننا هنا جئنا نخدمه فقط و لنشارك بأعمارنا و صحتنـــــــــا لإرضائه ... فوضعت حذاءاً في فمي و تركت المكان نادماً أننــــــي عشت على أرض هذه السلطنة معظم حياتي و أنني أحب هذا المكان و أنني لا أشعر بأي اغتراب و اننا عرب كيف يصنع الأخوة هكذا فيما بينهم ... عشت مراهقتي كلها هنا و تعلمت هنا و عشت شبابي حتى وصلت الى سن الجامعة بمرافقة أهلـــــــي ... و ذهبت لأحصل على شهادتي الجامعية بمصر ....ثم عدت مؤخراً للعمل تحت سلطة كفيل ... و بعد سنوات عدة ... و بعد أن خسرت الكثير من صحتي ... بسبب المكوث لمدة خمسة عشر عاماً و يزيد أعمل ... فأنا أفعل ذلك منذ العام 2000 و لمدة خمسة عشر ساعة يومياً على كرسي مكتبي ... أقوم بعملي الإداري و أقوم على شئون موظفي المؤسسة التي اعمل بها أستطيع أن اجزم بأنني كائن فضائي لست مصرياً 100 % فهم في مصر يتعاملون معي كأنني من دول الخليج و انا بينهم لا أتصـــــرف مثلهم ... و فاتنــي الكثير فلست أشعر كما يشعرون و لست أفهم ما يدور و لا أعاني مما يعانون .... كل ما أفكر به عندما أزور أرض الوطن أن أشاهد جميع الأفلام التي مثلوها .... و المسرحيات التي على خشبة المسرح أثناء زيارتي .... و التوجه الى الشاطئ و أن أقوم بإنفاق المبالغ التي قمت بجمعها ... لست أفهم أن الخبز عزيز و أن اللحم لا يمكن رؤيته كثيراً من قبل بعض الناس .... حتى لا يصابوا بصداع ... و رئيس متنازل لرئيس مخلوع و رئيس آخر يأتي ليصحح كل الأخطاء التي وقع فيها كل الرؤساء ... هؤلاء الرؤساء .... يبدو أنهم كانوا يدخنون مخدرات عالية التكلفة عندما وضعوا برامجهم الانتخابية .... ... لم أفهم سياسة الأول و لم أهتم بالآخر .... و سوف أؤيد الأخير .... لم أعاني كما قال الناس من ظلم الأول و لم يمكث الثاني كثيراً حتى نفهمه ... و أطبل للأخير .... أجمل ما يميزني أنني لا أفهم في السياسة لكن إذا سألتني عن الأفلام ستجد ناقداً لا يشق له غبار .. أنا ذاتي فيلم سينمائي .. ألا تشاركوني الرأي .. أين هم منتجي السينما إن كل يوم يمر علينا هو فيلم ... يوجد داخل كل منا قصة مؤثرة جداً أو كوميدية .. يوجد بيننا الآن نجوم كثيرة لم يتم اكتشافهم .. فأنا على سبيل المثال أشبه كثيراً ( محمود المليجي ) و لم أختر لنفسي دور البطولة لأن خال من أخوالي أخبرني أنني لم أخلق لذلك و يبدو أنه على حق ... فأنا غامض و صامت و ليس يوجد معي ( شاحن نوكيا ) و قصتي في منتهى الإثارة حتى أنك لتظن أنها مجموعة أفلام ... فليكتشفني أحدهم قبل أن أنفجر بالأفلام التي داخلي ..
لفت نظري جملة كتبها أحد الأشخاص الذي لم يقم أحد بتربيته و غالباً هو في السن الذي دون الثانوية العامة و هي ( بدور حبيبة نايف ) على حائط المنزل الذي أسكن فيه .. و لاحظت ان هذه الكلمة منتشرة فــــــي الحي و في أحد المرات قمت بكشف هذا المراهق و أخبرته أن ما يقوم به غير حضاري و تشويه للممتلكات فأخبرني بمنتهى الحقارة .. لماذا أنت غاضب هل أنت ( بدور ) ؟ لم اتمالك نفسي من الغيظ فقام كل الشباب بمناداتي ( بدور ) و أصبحت منذ هذا التاريخ الأخت ( بدور ) و في حديث جانبي بيني و بينه شرح لي متعة القيام بمثل هذا العمل و كيف أنك عندما تفرغ عبوة الطلاء على الحائط فأنت تتلذذ كأنك كاتب صحفي مشهور ... يبدو ان كل شيء في هذا العالم تغير للعكس الأخلاق صارت تسمى خنوع ... و العلم لا يكيل ( بالباذنجان ) و عندما هممت بالذهاب الى العمل قامت بتصويري تلك الآلة الملعونة التي تصور المخالفات كنت أقود سيارتي بسرعة ( 71 ) و المفترض ( 70 ) فاستحقـــت الحكومة ما يعادل خمس الراتب الذي أتقاضاه ... منذ أن تم تطبيــــق هذا القانون و نحن نبيع ملابسنا حتى نسدد مخالفات المرور و في إشارة المــرور اقترب مني ذلك الشرطي الذي يأكل أطفالاً صغار و أخبرني لماذا لا ترتدي حزام الأمان فأخبرته أن الـــــــــــوزن زائد فأخرجني من السيارة و اكتشف أنني كذلك لا أحمل أدوات السلامة و أن السيارة يوجد بها ملصقات ... و بعد ان انتهى من تسجيل كل ما خطر على باله كان يوماً خسرت فيه الراتب كله و لكنه ارتاح كثيراً بأن قام بإهانة رجل في مثل وزني و أهان كذلك محفظتي ... إنه يوم سعيد جدا .
و عندما وصلت الى عملي تفاجأت أن الخدمات الالكترونية لمكتب العمل في إجازة و تتم صيانتها ... كم من الغرامات التي ( سأشربها ) اليوم فإنه يوجد ثلاثة عمال لا بد أن اجدد إقاماتهم سيحصون على غرامة مؤكدة و سأقوم أنا مهزوماً بدفعها فانا الوكيل الحصري لغرامات الاقامات حسب قرار الكفيل ... إنه من أسعد ايام حياتي فبعد أن أنفقت راتبي كله صباحاً سأصرف راتب الشهر القادم في غرامات للعمـــــــل .. و كنت قد وصيت زوجتي صباحاً بألا تمرض و ألا تدع أطفالنا يمرضون لكنها اتصلت بي و أخبرتني بأنه يجب زيارتها للطبيب كذلك الأولاد .... فقمت بالتصفيق داخل المكتب و عندما شعر بي زملائي أتوا مسرعين ليباركوا لي فلا أفعل مثل هذه الفعلة إلا لخبر سعيد لكنهم عادوا يجرون أذيال الفشل و هكذا سأقوم بإنفاق راتبي العاشر في المستشفى و الدواء و هنا تقوم بإنفاق ما يعادل 500 دولا كأنك تشرب ماءاً ... هكذا مر اليوم و قبل أن يذهب المدير العام لبيته ليقوم بتناول الغذاء أراد ان يضحك قليلاً و ينتقدني فأنا سكرتيره و هو لا يشعر بسعادة إلا أن يجعل وجهي أحمر من الغيظ و فوجد خطأً في خطاب كنت أوجهه للبنك خطأ صياغة ليس خطأً جوهرياً و كان يوم استلام الراتب فأراد ان يوفر قليلاً من ماله و حتى انتبه و كي لا يتكرر هذا الخطأ ... ثم أنه ليس هناك مانعاً من توجيه بعض الاهانات و أنني أصبحت ضخماً كالجمل و أنه لا بد أن أقتصـــد في الأكل و كيف أنه يخجل من وزن سكرتيره امام الجمهور العريض علماًُ أن جمهوره هذا هو أصدقاؤه الذي يقوم بمناداتهم لشرب القهوة و تذكر أيام الشباب ... و اتصل بالمحاسب صاحب الجنسية السودانية و أسر له حديثاً و عندما ابتسم المحاسب علمت أن هناك خصماً مالياً و هذا الأخير لا تلمع عيناه إلا في ضرر لمصري لست أعلم لماذا يكرهوننا رغم أننا لسنا نشعر بهم أساساً حتى يكون هناك تحدي أو منافسة ... لكنهم في كل مناسبة يقدمون تهنئة لأحدنا بالخصم أو القصف ... يبدو أننا محبوبون كثيراً ... و قبل أن ينتهي النهار قمت بشراء قارورة طلاء نفاثة و ذهبت الى البيت و صرت أكتــــــــب ( بدور حبيبة نايف ) ثم نزلت الى الشارع و كررت ما كنت أفعله و تصادف أنني رأيت نايف نفسه فشد على يدي و اخبرني أنني الآن فقط بدأت أن أفهم و عندما صورتني الة التصوير ابتسمت لها ثم استدرت لأرجع لها و قامــــــــــــــت بما فعلته مرة أخرى و ابتسمت كذلك ثم وصلت مبكراً الى العمل و ملأت مكتب المحاسب السوداني بنفس العبارة ( بدور حبيبة نايف ) و كررت ذلك في مكتب المدير العام و عندما جاءوا جميعاً سألوني من صنع ذلك و لم يجدوا غير ابتسامة ..... ثم تركت العمل أبحث عن شرطي المرور الذي يقوم يومياً بتسفيهي ثم وجدته و بعد ان حرر لي ألف مخالفة أخذت ما تبقى من الطلاء النفاث و كتبت على سيارته ( بدور حبيبة نايف ) .... صحيح ........... الآن تأكد لنا و مما لا يدعو مجالاً للشك أن ( بدور حبيبة نايف ) فلماذا كانت كل هذه المعاناة .... نايف نفسه زارني في السجن و أخبرني بأنني قد فهمت الدرس كثيراً و أنا مكاني محفوظاً بين أصدقائه و أنه سيدافع عني بكل ما أوتي من قوة فأنا كنت مدافعاً عن هذا الحب حتى السجن . 07/ 04 / 2015
كثيراً جداً أقرأ في إعلانات الجرائد هذه العبارة ... تشعر بأن العنصرية وصلت الى حدها الأخير خاصة في التفرقة بين من هو سلطاني و من هو غير ذلك ... كل الوظائف لهم و كل الرواتب لهم و كل الامتيازات لهم ... في أحد المرات كنت قد مرضت مرضاً شديداً و كدت أصاب بالشلل التام بسبب آلام مبرحة في الظهر و لم أكن قد حصلت على الراتب بعد و لا يوجد ما يدفعني الى زيارة طبيب خاص فذهبت الى أحد المستشفيات المترامية الأطراف و التي تدعي بأنها تعالج الجميع و عندما استقبلني الموظف السلطاني تعامل معي كالكلــــــــــب و طردني كأنني غير إنسان و أخبرني ( دع كفيلك يعالجك ) فأخبرته أنني سأموت إذا تحركت خطوتين فضحك كثيراً و تبع ذلك بحديث غير مفهوم و كأنه من كوكب المريخ .... محتواه أن الموت راحة لغير السلطـــــانيين و أننا هنا جئنا نخدمه فقط و لنشارك بأعمارنا و صحتنـــــــــا لإرضائه ... فوضعت حذاءاً في فمي و تركت المكان نادماً أننــــــي عشت على أرض هذه السلطنة معظم حياتي و أنني أحب هذا المكان و أنني لا أشعر بأي اغتراب و اننا عرب كيف يصنع الأخوة هكذا فيما بينهم ... عشت مراهقتي كلها هنا و تعلمت هنا و عشت شبابي حتى وصلت الى سن الجامعة بمرافقة أهلـــــــي ... و ذهبت لأحصل على شهادتي الجامعية بمصر ....ثم عدت مؤخراً للعمل تحت سلطة كفيل ... و بعد سنوات عدة ... و بعد أن خسرت الكثير من صحتي ... بسبب المكوث لمدة خمسة عشر عاماً و يزيد أعمل ... فأنا أفعل ذلك منذ العام 2000 و لمدة خمسة عشر ساعة يومياً على كرسي مكتبي ... أقوم بعملي الإداري و أقوم على شئون موظفي المؤسسة التي اعمل بها أستطيع أن اجزم بأنني كائن فضائي لست مصرياً 100 % فهم في مصر يتعاملون معي كأنني من دول الخليج و انا بينهم لا أتصـــــرف مثلهم ... و فاتنــي الكثير فلست أشعر كما يشعرون و لست أفهم ما يدور و لا أعاني مما يعانون .... كل ما أفكر به عندما أزور أرض الوطن أن أشاهد جميع الأفلام التي مثلوها .... و المسرحيات التي على خشبة المسرح أثناء زيارتي .... و التوجه الى الشاطئ و أن أقوم بإنفاق المبالغ التي قمت بجمعها ... لست أفهم أن الخبز عزيز و أن اللحم لا يمكن رؤيته كثيراً من قبل بعض الناس .... حتى لا يصابوا بصداع ... و رئيس متنازل لرئيس مخلوع و رئيس آخر يأتي ليصحح كل الأخطاء التي وقع فيها كل الرؤساء ... هؤلاء الرؤساء .... يبدو أنهم كانوا يدخنون مخدرات عالية التكلفة عندما وضعوا برامجهم الانتخابية .... ... لم أفهم سياسة الأول و لم أهتم بالآخر .... و سوف أؤيد الأخير .... لم أعاني كما قال الناس من ظلم الأول و لم يمكث الثاني كثيراً حتى نفهمه ... و أطبل للأخير .... أجمل ما يميزني أنني لا أفهم في السياسة لكن إذا سألتني عن الأفلام ستجد ناقداً لا يشق له غبار .. أنا ذاتي فيلم سينمائي .. ألا تشاركوني الرأي .. أين هم منتجي السينما إن كل يوم يمر علينا هو فيلم ... يوجد داخل كل منا قصة مؤثرة جداً أو كوميدية .. يوجد بيننا الآن نجوم كثيرة لم يتم اكتشافهم .. فأنا على سبيل المثال أشبه كثيراً ( محمود المليجي ) و لم أختر لنفسي دور البطولة لأن خال من أخوالي أخبرني أنني لم أخلق لذلك و يبدو أنه على حق ... فأنا غامض و صامت و ليس يوجد معي ( شاحن نوكيا ) و قصتي في منتهى الإثارة حتى أنك لتظن أنها مجموعة أفلام ... فليكتشفني أحدهم قبل أن أنفجر بالأفلام التي داخلي ..
لفت نظري جملة كتبها أحد الأشخاص الذي لم يقم أحد بتربيته و غالباً هو في السن الذي دون الثانوية العامة و هي ( بدور حبيبة نايف ) على حائط المنزل الذي أسكن فيه .. و لاحظت ان هذه الكلمة منتشرة فــــــي الحي و في أحد المرات قمت بكشف هذا المراهق و أخبرته أن ما يقوم به غير حضاري و تشويه للممتلكات فأخبرني بمنتهى الحقارة .. لماذا أنت غاضب هل أنت ( بدور ) ؟ لم اتمالك نفسي من الغيظ فقام كل الشباب بمناداتي ( بدور ) و أصبحت منذ هذا التاريخ الأخت ( بدور ) و في حديث جانبي بيني و بينه شرح لي متعة القيام بمثل هذا العمل و كيف أنك عندما تفرغ عبوة الطلاء على الحائط فأنت تتلذذ كأنك كاتب صحفي مشهور ... يبدو ان كل شيء في هذا العالم تغير للعكس الأخلاق صارت تسمى خنوع ... و العلم لا يكيل ( بالباذنجان ) و عندما هممت بالذهاب الى العمل قامت بتصويري تلك الآلة الملعونة التي تصور المخالفات كنت أقود سيارتي بسرعة ( 71 ) و المفترض ( 70 ) فاستحقـــت الحكومة ما يعادل خمس الراتب الذي أتقاضاه ... منذ أن تم تطبيــــق هذا القانون و نحن نبيع ملابسنا حتى نسدد مخالفات المرور و في إشارة المــرور اقترب مني ذلك الشرطي الذي يأكل أطفالاً صغار و أخبرني لماذا لا ترتدي حزام الأمان فأخبرته أن الـــــــــــوزن زائد فأخرجني من السيارة و اكتشف أنني كذلك لا أحمل أدوات السلامة و أن السيارة يوجد بها ملصقات ... و بعد ان انتهى من تسجيل كل ما خطر على باله كان يوماً خسرت فيه الراتب كله و لكنه ارتاح كثيراً بأن قام بإهانة رجل في مثل وزني و أهان كذلك محفظتي ... إنه يوم سعيد جدا .
و عندما وصلت الى عملي تفاجأت أن الخدمات الالكترونية لمكتب العمل في إجازة و تتم صيانتها ... كم من الغرامات التي ( سأشربها ) اليوم فإنه يوجد ثلاثة عمال لا بد أن اجدد إقاماتهم سيحصون على غرامة مؤكدة و سأقوم أنا مهزوماً بدفعها فانا الوكيل الحصري لغرامات الاقامات حسب قرار الكفيل ... إنه من أسعد ايام حياتي فبعد أن أنفقت راتبي كله صباحاً سأصرف راتب الشهر القادم في غرامات للعمـــــــل .. و كنت قد وصيت زوجتي صباحاً بألا تمرض و ألا تدع أطفالنا يمرضون لكنها اتصلت بي و أخبرتني بأنه يجب زيارتها للطبيب كذلك الأولاد .... فقمت بالتصفيق داخل المكتب و عندما شعر بي زملائي أتوا مسرعين ليباركوا لي فلا أفعل مثل هذه الفعلة إلا لخبر سعيد لكنهم عادوا يجرون أذيال الفشل و هكذا سأقوم بإنفاق راتبي العاشر في المستشفى و الدواء و هنا تقوم بإنفاق ما يعادل 500 دولا كأنك تشرب ماءاً ... هكذا مر اليوم و قبل أن يذهب المدير العام لبيته ليقوم بتناول الغذاء أراد ان يضحك قليلاً و ينتقدني فأنا سكرتيره و هو لا يشعر بسعادة إلا أن يجعل وجهي أحمر من الغيظ و فوجد خطأً في خطاب كنت أوجهه للبنك خطأ صياغة ليس خطأً جوهرياً و كان يوم استلام الراتب فأراد ان يوفر قليلاً من ماله و حتى انتبه و كي لا يتكرر هذا الخطأ ... ثم أنه ليس هناك مانعاً من توجيه بعض الاهانات و أنني أصبحت ضخماً كالجمل و أنه لا بد أن أقتصـــد في الأكل و كيف أنه يخجل من وزن سكرتيره امام الجمهور العريض علماًُ أن جمهوره هذا هو أصدقاؤه الذي يقوم بمناداتهم لشرب القهوة و تذكر أيام الشباب ... و اتصل بالمحاسب صاحب الجنسية السودانية و أسر له حديثاً و عندما ابتسم المحاسب علمت أن هناك خصماً مالياً و هذا الأخير لا تلمع عيناه إلا في ضرر لمصري لست أعلم لماذا يكرهوننا رغم أننا لسنا نشعر بهم أساساً حتى يكون هناك تحدي أو منافسة ... لكنهم في كل مناسبة يقدمون تهنئة لأحدنا بالخصم أو القصف ... يبدو أننا محبوبون كثيراً ... و قبل أن ينتهي النهار قمت بشراء قارورة طلاء نفاثة و ذهبت الى البيت و صرت أكتــــــــب ( بدور حبيبة نايف ) ثم نزلت الى الشارع و كررت ما كنت أفعله و تصادف أنني رأيت نايف نفسه فشد على يدي و اخبرني أنني الآن فقط بدأت أن أفهم و عندما صورتني الة التصوير ابتسمت لها ثم استدرت لأرجع لها و قامــــــــــــــت بما فعلته مرة أخرى و ابتسمت كذلك ثم وصلت مبكراً الى العمل و ملأت مكتب المحاسب السوداني بنفس العبارة ( بدور حبيبة نايف ) و كررت ذلك في مكتب المدير العام و عندما جاءوا جميعاً سألوني من صنع ذلك و لم يجدوا غير ابتسامة ..... ثم تركت العمل أبحث عن شرطي المرور الذي يقوم يومياً بتسفيهي ثم وجدته و بعد ان حرر لي ألف مخالفة أخذت ما تبقى من الطلاء النفاث و كتبت على سيارته ( بدور حبيبة نايف ) .... صحيح ........... الآن تأكد لنا و مما لا يدعو مجالاً للشك أن ( بدور حبيبة نايف ) فلماذا كانت كل هذه المعاناة .... نايف نفسه زارني في السجن و أخبرني بأنني قد فهمت الدرس كثيراً و أنا مكاني محفوظاً بين أصدقائه و أنه سيدافع عني بكل ما أوتي من قوة فأنا كنت مدافعاً عن هذا الحب حتى السجن . 07/ 04 / 2015

تعليق