وكأنك المعجزة...
صوتي المحنط في أعماق السنين...
أترين ذاك البعد السافر...؟؟
بين الماس واللجين...
بعد آخر لا تعيه أقدارنا ...!
لا تشمه عيوننا... لا تسمعه حواسنا...
صوت المسافة.. ووجه المسافة ...!
انحدار وارتفاع والتواء للخطى...
وخرافة الطريق.... بنهاية الحريق...
البحر... !!
ليس البحر ما يفصلنا ....
تفصلنا الديار...!
يفصلنا عنوان ...وغربة الأوطان...
ودروب القرية الضيقة..
تحقن خطانا هشاشة...
توسع الحفر ..تعمقها دوائر ومثلثات..
وأشكال لا تعنيها الأسماء ..
فنسقط خجلا ..نتعثر وجلا وارتيابا ...
هو السحاب قادم يظلل القمر .
وهالة ترسم وجه البدر تحدد أيامه...
لعله بنا يا حبيبتي قد اكتمل ...!
الآن لم يعد في الإمكان تشكل الأمل العابس
ولا الحلم الحزين ..
فآخر قطرات الغيظ من الفيض انحدرت...
هزت دما ولحما وعظما من تراب ....؟!
من تراه يفكك لغز الحب ...؟
من يفقأ فيه عين الغموض ...؟؟
من يراود عرافة ...أن تقرا لنا فنجانين
وتتهجي لي ولها يدين باردتين ...!!
لتقول كاذبة خاطئة...
إن المحيط سيصبح ميتا ...
وإن القدس على مرمى حجر ...
وأنكما سنقطعان رمال مالحة حافيين...
تبارككما ...رقصة شامية على الضفاف
وتهدكما كوفية وعقالا ..
وخاتما وخلخالا ....
وقوس قزح...
وجوريا أحمرا ..و عرجون بلح
كان حلما مستأصلا من جمجمة الموت ...
من بحة الصوت المفجوعة ...
من حشرجة الاحتضار ..!
من نار يأكلها صمت الرماد ...
مني أنا.......يا أنا ....!
أنا المحنط فيك جرحا باردا ..
ماردا بحيرة وغيرة
حبا...
أقسم بعينيك...
أن أزرع البحر شوقا...
أن أبني بصخر الشموخ لك جزيرة
وأن أخلدك كنوفمبر...
نوفمبر الذي من صوته
اليأس أقبر... !
من زئيره المستحيل أجبر...!
أن يركع وأن يسجد...
قسما بعينيك الرائعتين....!!
لأخيب ظنون الشك...
وأتوسد نهديك كمعجزة...
وأظلل شفتيك...
بأطراف أصابعي
كأزهار بحيرة...
وان أتوجك فوق عرش قصائدي
سيدة أميرة...!!