العشاء الأخير
بعد مضي عشرون عاما على زواجه..ومشاغل العمل وروتين حياته اليومية..و ثلاثة اطفال بمسؤلياتهم..وجد بريقا جديدا من حب قديم..احست زوجته انه يخرج مع إمرأة آخرى فشعرت بالغيرة..و بادرته قائلة بغضب:( أعلم جيدا كم تحبها..أكثر مني..!! ) إلا أنها لم تمنعه من لقائها-فقدر لها ذلك-.
ذات يوم اتصل بها ودعاها على العشاء..فسألته بقلق:(هل أنت بخير..؟!)لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعا ما.. فأجابها ضاحكا:(نعم..!! ) سألته دهشة:(نحن فقط..؟! ) صمت مترددا..فكرت قليلا ثم قالت باسمه:(أحب ذلك كثيرا).
مر عليها في مساء يوم الخميس بعد انتهائه من عمله ليأخذها.. كان مضطربا قليلا كأنه ذاهب للقاء معشوقته لاول مرة..لكنه اطمئن بمجرد رؤيتها..كانت تنتظره عند الباب مرتدية ملابس بسيطة لكنها أنيقة..بانت مظاهر القلق عليها..لكنها ابتسمت له كالملاك ومدت اناملها الرقيقة اليه فارتجفت بين يديه..ثم تأبطت ذراعه في سعادة طفل تائه بلقاء والديه.
ذهبا إلى مطعم عادي لكنه جميل وهادئ..كان وجهها كالبدر ينضح بالبشر والفرح..وكانت تنظر اليه بحب..وابتسامة الرضا على شفتيها..بينما كان يقرأ قائمة الطعام..تحدثا كثيرا اثناء العشاء..في كل شئ..قصص قديمة..وأخرى جديدة..لكنها كانت ممتعة للغاية..لدرجة انهما نسيا الوقت..الذي امتد بهما إلى مابعد منتصف الليل..لم يكن هناك اي شئ غير عادي..!!
وعندما خرجا ..أوصلها إلى بيتها فقالت مداعبة:(أوافق ان نخرج سويا مرة أخرى..لكن هذه المرة ستكون على حسابي)..فابتسم لها وهز رأسه موافقا..وقبل يدها ثم ودعها.
بعد ذلك بأيام قليلة..توفت بنوبة قلبية أثناء نومها..حدث ذلك فجأة ..فلم يستطع عمل أي شئ لها..أخذته الصدمة و تملك منه الحزن مبلغه..إلى أن وصلته عبر البريد دعوة من المطعم الذي تعشيا فيه..و ورقة مكتوبة بخط يدها..قائلة : (دفعت الفاتورة مقدما..لأني كنت أعلم أنني لن أكون موجودة)..وفي نهايتها (ملاحظة..الدعوة لشخصين..لك ولزوجتك..أشكرك كثيرا على تلك السعادة التي أدخلتها على قلبي..فلن تقدر ما معني تلك الليلة بالنسبة لي..أحبك كثيرا ياولدي ).
تعليق