الأستاذ الموجي حفظه الله

بعد التحية والسلام

لست من جهابذة اللغة العربية، لكني سأحاول لعلني استثير بمحاولتي حماس أهل اللغة
((الحمد لله الذي أحيا أموات النبات بنفحة نفحة إسرائيل الأقدار بالاقتدار))

1. السياق سياق انتشار بذور النبات بالريح والريح نفحة (وهي الروح كما في "أحيا")
2. تجب قراءة العبارة على افتراض تقديم وتأخير
3. إسرائيل مفعول المصدر (نفحة) والفاعل (الأقدار) مؤخر (نفحة الأقدارِ اسرائيل باقتدار)
4. وسواء أخذت "نفحة" بمعنى "هبّة" أو نفخة الهواء (الروح) أو أخذتها بمعنى (الركل برجل الدابة، رفسة الناقة، كما في اللسان) تظل تعني التشتيت والانتشار وهو ما حصل لبني اسرائيل في تيههم: (في لغتي المحلية "رَكْلُ" رِجل الناقة له لفظ خاص يختلف عن "رفسة" الحمار والتي هي أيضا لها مصطلحها الخاص) .
   

والله أعلم، ثم أهل العربية أدرى

ودمت على حب الجهبذة النقدية

للرفع

من له رأي يفيدنا

ما هو القصد باسرائيل:: النبي بعقوب ام دولة اسرائيل؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ما هو القصد باسرائيل:: النبي يعقوب ام دولة اسرائيل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
او بني اسرائيل؟! لانه يوجد 41 آية بالقرآن تذكر اسرائيل او بني اسرائيل؟!

• الكتاب : المنثور
  المؤلف : ابن الجوزي
  مصدر الكتاب : موقع الوراق
  
  

  http://www.alwarraq.com
  
  [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحيا أموات النبات بنفحة نفحة إسرائيل الأقدار بالاقتدار، في صُوَر صورةِ شريف لطيف رحمته المودعَة في ضمن أرسال الرياح . الذي حَلّى أجياد الجماد من قدود مهفهفات الأغصان بلآلىء عقود العنقود كاللؤلؤ المنضود، من سوسن ونرجس وشقائق وأقاح وتفاح، ومنطق غلمان أفنان الأشجار بمعصفرات مكلَّلات مناطق الزهر الفيّاح، فالأرض تبتسم عَجَباً، والسماءُ تبكي طَربا، والنَوْر يحكي ذَهَبا، والطير يُغنِّي شجناً ويرتاح،

وعروس عرائس - الغُروس تتمايلُ تواجداً عند مرّ هبوب لطيف عطر نسيم الرياح، فكُتما أدارَ نديمُ نسيم بنسيم وابل الأمطار، في مجلس الدوحة على صوفيّة الأشجار كأسَ الطربِ والأفراح، وصوتت شبابةُ الريح ،على إيقاع طار الرعد غنّى بلبلُ البلبال وباح، ولمعت شموس النُوّار، وصَفَّقَت أكفُ الأوراق فتمايلت الأشجار، ورموا على مغاني الأطيار مرقعات النواوير من الارتياح، والطيور تسجع والهزار يصفر والهدهد يهدّد بإفصاح، والقمر يُغَرِّد، ورهبان الملائكة يتلون في جوامع صوامع أذكارهم إنجيل تبجيل الملك الفتّاح، البصير الذي يبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء بغير مقلة تعتريه بالانطباق والانفتاح، السميع الذي يسمَعُ وقوع قوائم الذرّ على البرّ، ويعلم ما يختلح في طباق مكنونات خزائن الأشباح، ينزل كلّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا - تعالى ربّنا عن الانتقال والقيام والارتحال والمسير والعدو والرواح - فيقول : هل من سائلِ فأعطيه؟ هل من تائبِ فأتوب عليه؟ هل من داع فاستجيب له، كما ورد عن النبي ( في الصحاح، فَسبحان الذي أطلع من قعر بحر الغيب نفيس جواهر الأرواح، وأودعها بسرِّ حكمته في خزائن الأشباح، أدارَ الفَلَكَ لِيُعْلَمَ بدورانهِ وجودُ المساء والصباح، جعل الليل والنهار طرازين على كُميّ مرقعة الدهر لاصطياد الأرواحُ من اقفاص الأشباح، نَثَرَ دنانير الكواكب على زُرقة شقّة وجه السماء والليل مطويُّ الوشاح، فكأنهُنَّ جَمَرات بقين في مواقد خَلَعَتْ عنها ثيابَ الرماد أيدي الرياح، أو عيونُ الروم رُكِّبت في محاجر السودان رَكَّبها مقترحٌ أحسنَ الاقتراح، مجيبُ دعوة المضطرِّ إذا دعاهُ وهو معتكفٌ على صَنَم لذّاته وأفعالِه القباح، يسمعُ حنينَ أنينِ الأطفال في ديجور الليل وجَرْيُ الماءِ في العود وخيلُ الليل تركض للصباح، استوى على العرش وما جلس، ونَزَل وما انتقل، هذا هو الحق ومن خالفه فهو الخطأ الصُراح، من شرب من راحِ حُبِّه ارتاح، وأعلن بأسراره - وباح، من خالَفَ هوى نفسه استراح، وإلاّ فهو كبيتٍ ما فيه مصباح، أفيقوا من خُمار الهوى فقد نادى المنادي : حيَّ على الفلاح، واتلوا على أسماع القلوب آية فَسَّرها ذو الصلاح، (الله نُورُ السَماواتِ والأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمشكاةِ فيها مِصْباحٌ) قُمْ في وقت السحر واسمع حنين العاشقين وأنين المشتاقين ياذا الأفعال القباح، ينادون مولاهم بشفاهٍ ذابلة، ودموعٍ سائلة، وزفرات قاتلة، وألسنة فِصاح، فإن انقطع قلبك في بادية ذنبك وأنت بمعزل عن الصلاح، فنادِ على نفسك نداء من أعلن بقصتهِ وباح، وتفكّر في أفعاله القِباح، فصاح فأنشد صُراح :
لا خير في العيش بغير افتضاح ... وهل على من مات وَجداً جُناح
قد جئتكم مستأمناً فارحموا ... لا تقتلوني قد رميتُ السلاح
لا تقتلوني أنا في أسركُمْ ... والحبُ قد أثخن قلبي جراح
نَحْمَدُهُ و نشكرُه على ما منَحَ من عطاياه أباح، ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك، لِه شهادةً أرجو بها الفوزَ والنجاح، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله المخصوص بالعلم وأزواجه صلاةً تقوم فتدوم ما هَبَّت الرياح وما تعاقب الجديدانْ واختلف المساء والصباحْ

وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)
سورة الانبياء



ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين


ولئن مستهم نفحة" وقعة خفيفة "من عذاب ربك ليقولن يا" للتنبيه "ويلنا" هلاكنا "إنا كنا ظالمين" بالإشراك وتكذيب محمد

الأسلوب تشبيهي بليغ، إلى حد أن معناه يفوق الفهم. هل المعنى أن الله القدير نفح سيدنا يعقوب بنفحة من قدرته فاستطاع شم ريح ابنه يوسف وهو عن بعد كبير؟
لا أعرف كثيرا علم التفسير، وعليه، يبقى إعراب كلمة نفحة مبهما : هل هي توكيد فتخفض على غرار كلمة صورة، في الجملة الموالية كما شكلها الناقل أو الناسخ بالكسرة، أو هي مفعول مطلق فتنصب. الله أعلم.
احترامي وتقديري لكم مع محبتي، أستاذنا الجليل محمد شعبان الموجي.

عمنا الموجي::
...........بنفحة نفحة إسرائيل الأقدار بالاقتدار؟!
مدحوشة بالجملة بزمن قريب ولا اجزم بذلك ولكن كثير من المخطوطات والكتب وحتى القرآن يحاولون ادخال اشياء للتزوير؟؟
يوجد قرآن عندنا بالعراق :: بدل سورة الاسراء مكتوب سورة بني اسرائيل ..........طُبع بايران من ايام الشاه ،، فكيف الان؟!
انه يحدث الاعاجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
البابلي يقرؤكم السلام

ابن الجوزي رحمه الله يحمد الله الذي أحيا أموات النبات ( وأموات النبات ) يقصد النبات الميت
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
.. والأرض الميتة هي التي تحتاج إلى مطر فيحييها بالمطر
أما متى يموت النبات فيموت مباشرة بعد فصل الخريف .. ذلك بنفحة : والنفحة هنا النسيم الرقيق الذي يهب على النبات فيساهم في إحيائه بعد الموت ..ولها معنى آخر وهو العطية ( وكلا المعنيين ) يصلحان ..لإحياء النبات بعد موته .. فعطية الله لعباده ونعمته عليهم أنه يحيي النبات الذي هو أصل الحياة
نفحة إسرائيل : إسرائيل هنا هو يعقوب عليه السلام الذي أعيد بصره إليه بعد نفحة جاءت من ريح يوسف حينما شمها من قميص ولده يوسف وقال تعالى ( قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ)
عن ابن عباس ، في قوله: ،
قال:هاجت ريح ، فجاءت بريح يوسف من مسيرة ثمان ليالٍ
وكأنه يقول كما أحيت ريح يوسف بصر يعقوب بإذن الله يحيا النبات الميت
وقال : إسرائيل الأقدار ..نسب إسرائيل للأقدار .. مضاف ومضاف إليه : فالإضافة هي نسبة اسم إلى اسم آخر يسمى الأول مضافا والثاني مضافا إليه
ذلك أن يعقوب وهو إسرائيل .عليه السلام سمي يعقوب الأقدار : لأن يعقوب من نسل اسحق عليه السلام الذي ولدته أمه وعمرها ثمانون عاماً كما تقول التفسيرات .. حيث جاء النبي اسحاق ببشرى من الله تعالى لإبراهيم عليه السلام، الذي بلغه الكبر، وكانت امرأته «سارة» عجوزاً، انقطع عنها الولد لكبر سنها، فأرسل الله تعالى له ملائكة بصورة آدميين مسافرين، كانوا في طريقهم إلى قرى لوط عليه السلام ليقيموا الحجة على أهلها، فلما مروا بإبراهيم عليه السلام طلبوا إليه أن يستضيفهم في بيته، ففعل عليه السلام،
أو لأن يعقوب عليه السلام ساقته الأقدار ليترك مكان مولده وهي فلسطين ويسافر إلى العراق عند خاله خوفاً من حقد أخيه العيص حيث ورث يعقوب من أبيه إسحق النبوة والعلم و الصبر و كان ذلك سببا في حقد اخيه عيصو و يسمى ( العيصى ) فخافت ام سيدنا يعقوب عليه من حقد اخيه فطلبت منه ان يسافر الى خاله ( لابان ) بالعراق ويقيم عنده خوفا عليه من حقد أخيه
أو لأنه جاء بعقب أخيه في الميلاد .. ولذلك سمي يعقوباً .. لأنه جاء بعد أخيه العيص
بالاقتدار : أي بقدرة الله عز وجل
والله تعالى أعلى وأعلم

.........................................
سلام الله عليك أخي محمد شعبان الموجي
إن تصنيف الكتاب هذا يذخل في مجال التصوف
ابن قيم الجوزية، رحمه الله، صوفي سلفي، وهو تلميذ ابن تيمية، رحمه الله..
لهذا، وجب شرح المصطلحات وفق علوم التصوف:
النفحة: نسيم طيب متقاطع.. ما ترتاح إليه النفس..
النفحة في المصطلح الصوفي: الحالة الربانية التي يعيشها الصوفي في لحظة سريعة..
إسرائيل: هو سيدنا يعقوب عليه السلام
إسرائيل في المصطلح الصوفي: هو الحب الدائم والحقيقي ولو أدى إلى الهلاك
الأقدار: جمع قدر
وفي الأسلوب الصوفي تعني أن رغم ما بدا من الإنسان، فمرده للأقدار الإلهية وليس للإنسان..
والتلميح هنا: فكما يرسل الله، عز وجل، الرياح اللواقح، ويسوق السحاب إلى الأرض الميتة فيحييها.. فكذلك كانت الأقدار الإلهية بين سيدنا يعقوب، وسيدنا يوسف عليهما السلام، في منزلة الحب.. وصبر، ومصابرة ودموع أفقدته بصره.. كانت النتيجة حياة أفضل للجميع، سواء الأسرة، أو حين تولى خزائن الأرض..
والهدف من هذا التلويح هو الحب الإلهي، والإيمان بالأقدار، بصبر، ورجاء...أتمنى أن اكون قد نبشت عن خيوط الفهم الصحيح.
مودتي

................
سلام الله عليك أخي حسين ليشوري
في البداية أشكرك جزيل الشكر على التنبيه؛ ربما كان سهوا، أو لشدة محبتي لقراءة كتب بن قيم الجوزية..

فإن أخطأت في الكاتب، لم أخطأ في التصنيف، رغم أني أتوفر على بعض مؤلفاته، منها: صيد الخاطر، وتلبيس إبليس، والمنثور..

سيرته الذاتية لا توحي بأنه صوفيا؛ لكن مؤلفاته توحي بذلك، وعلى رأسها: صيد الخاطر، والمنثور.. وقد يتساءل الإنسان عن انتقاذه الشديد للصوفية في كتابه: تلبيس إبليس؟ والجواب هو أنه مثله مثل ابن تيمية صوفي سلفي، لكنه انتقذ تصوف الجهمية.. ومثله مثل الغزالي في كتابه: فضائح الباطنية، وكتابه: المنقد من الضلال..

عاش هذا العالم الرباني في فترة كانت محاربة الفقه، فما بال التصوف؟...

وفي سنة 550هـ تقرب إلى صديقه الذي أصبح وزيرا.. فصارت له خصوم..
فهذه العوامل السياسية هي التي جعلته يخفي تصوفه.. لكنه بارز في كتاباته للغاية..
وفي هذا الكتاب نجد:
وأجازتني صبابة حتى ** صرت أفتي في مذهب العشق وجدي
فلما جن الليل إذا بهاتف يهتف بي ويقول لي: يا أبا الفرج قد غفر الله لك ذنوبك بقولك: اكتبني فيمن يحب المحبين..

ويُستنتج من كتابه "المنثور" أنه تأثر بالجنيد، وإبراهيم بن أدهم، رحمهما الله.. كما يُستنتج أن في عمقه ندما لزلة.. فهل انتقاده الشديد للصوفية، في تلبيس إبليس؟ أم مصاحبته للوزير؟..

أما ما أشرت إليه في ما سبق، فهو حقيقي؛ لأن أسلوب الصوفية فيه تلميح، وتلويح، وتناص، وإشارات..
وكلامه الذي قاله أخونا محمد الموجي، فما بعده: (..الغروس تتمايل تواجدا عند مر هبوب لطيف قطر نسيم الرياح، فكتما أدار نسيم بنسيم وابل الأمطار، في مجلس الدوحة على صوفية الأشجار كأس الطرب والأفراح..)..
هذا دليل على أنه صوفي، إن لم يكن يكتم صوفيته في بداية أمره.. ونقده الصوفية ليس للتشدد، بل هناك جماعات تدعي التصوف تستحق النقد، والذم..أو انتهت حياته بالتصوف بعد مقتل صديقه الوزير، وندمه لعداء الصوفية كلهم..

وقد أشار في كتابه "صيد الخاطر" بقوله: (تأملت أحوال الصوفية والزهاد، فوجدت أكثرها منحرفا عن الشريعة، بين جهل بالشرع، وابتداع بالرأي)، ص: 19، باب بدعة التصوف..
فهنا قال: (أكثرها)، يعني هناك أقلية غير منحرفة..

ولا أحدا يدري هل كتب: كتاب: "تلبيس إبليس"، و"صيد الخاطر" قبل سنة 550هـ، أو بعدها؛ لأن قبلها يكون استنباط، أو استنتاج غير الاستنباط، أو الاستناج بعدها..

وكانت قصة يوسف تناصا، وما جاء فيها تلميحا للعشق الإلهي وما يخلفه من آثار في العاشق..

مودتي

__________
ملحوظة متأخرة: في صياغة السؤال خطأ تحريري كان من المفروض أن يصاغ هكذا "سؤال إلى جهابذة اللغة ..." وليس "لجهابذة اللغة" لأن جهابذة اللغة لم يسألوا هذا السؤال فاللام تفيد النسبة أو الملك وأن السؤال موجه إليهم، ومع العلم أن هذه الملاحظة المتأخرة جدا لا تغني في الإجابة شيئا، ولأن تأتي متأخرا خيرٌ من أن لا تأتي أبدا.

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثمّ أمّا بعد ؛
لقد أثار العميد موضوعًا مهمًّا للنّقاش ، كنت أودّ المغامرة في متاهات الصّوفيّة " الفكريّة " لأنّه سبق لي وأن قمت بجمع بعض التّراث من إحدى الزّوايا لصاحبها ( سيدي مصطفى بن الربيعي ) وتقع ( بأم العظايم ولاية سوق أهراس ) في الشّرق الجزائري ، وبطلب من صديق لي ، باعتباره أحد الفروع .
أمّا بخصوص الرّسالة موضوع الجدل ففيها كثير من الرموز الصّوفيّة ، وتذكّرني برسالة ( التوحيد للشيخ أرسلان الدمشقى ) (ت بعد 540 هـ) ،ما زلت أحمل بعض معانيها القيّمة منذ ثماني عشرة سنة تقريبا. عثرت عليها بأحد المنتديات الجزائرية ، من التي تُعنى بمثل هذه المواضيع ذات الصّلة بالزّوايا الصّوفية في الجزائر . هذا نصّها :
رسالة التوحيد
للشيخ أرسلان بن يعقوب الدمشقي
(ت بعد 540 هـ)
1- كُلُّك شِرْكٌ خَفِىٌّ . وَلاَ يَبِينُ لَكَ تَوْحِيدُكَ إِلاَّ إِذَا خَرَجْتَ عَنْكَ ؛ فَكُلَّمَا أَخْلَصْتَ يُكْشَفُ لَكَ أَنَّهُ هُوَ لاَ أَنْتَ فَتَسْتَغْفِرُ مِنْكَ . وَكُلَّمَا وَحَّدْتَ بَانَ لَكَ الشِّرْكَ ، فَتُجَدِّدُ لَهُ فِى كُلِّ سَاعَةٍ وَوَقْتٍ تَوْحِيدًا وَإِيمَانًا . وَكُلَّمَا خَرَجْتَ عَنْهُمْ زَادَ إِيمَانُكَ ، وَكُلَّمَا خَرَجْتَ عَنْكَ قَوِىَ يَقِيُنَكَ .
2- يَا أَسِيرَ الشَّهَوَاتِ وَالْعِبَادَاتِ ، يَا أَسِيرَ الْمَقَامَاتِ وَالْمُكَاشَفَاتِ ، أَنْتَ مَغْرُورٌ ، أَنْتَ مُشْتَغِلٌ بِكَ عَنْهُ ، أَيْنَ الاشْتِغَالُ بِهِ عَنْكَ .
3- وَهُوَ عَزَّ وَجَلَّ حَاضِرٌ نَاظِرٌ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ} فِى الدُّنْيَا وَفِى الآَخِرَةِ، فَإِذَا كُنْتَ مَعَهُ حَجَبَكَ عَنْكَ، وَإِذَا كُنْتَ مَعَكَ اسْتَعْبَدَكَ لَهُ.
4- الإِيمَانُ خُرُوجُكَ عَنْهُمْ ، وَالْيَقِينُ خُرُوجُكَ عَنْكَ . إِذَا زَادَ إِيمَانُكَ نُقِلْتَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ، وَإِذَا زَادَ يَقِينُكَ نُقِلْتَ مِنْ مَقَامٍ إِلَى مَقَامٍ .
5- الشَّرِيعَةُ جُعِلَتْ لَكَ ، حَتَّى تَطْلُبَهُ مِنْهُ بِهِ - تَعَالَى- لَكَ . وَالْحَقِيقَةُ لَهُ حَتَّى تَطْلُبَهَا بِهِ لَهُ عَزَّ وَجَلَّ ، حَيْثُ لاَ حِينَ وَلاَ أَيْنَ ؛ فَالشَّرِيعَةُ حُدُودٌ وَجِهَاتٌ ، وَالْحَقِيقَةُ لاَ حَدَّ وَلاَ جِهَةَ .
6- الْقَائِمُ بِالشَّرِيعَةِ فَقَطْ تَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِالْمُجَاهَدَةِ ، وَالْقَائِمُ بِالْحَقِيقَةِ تَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِالْمِنَّةِ ، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْمُجَاهَدَةِ وَالْمِنَّةِ . الْقَائِمُ مَعَ الْمُجَاهَدَةِ مَوجُودٌ ، وَالْقَائِمُ مَعَ الْمِنَّةِ مَفْقُودٌ .
7- الأَعْمَالُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالشَّرْعِ الشَّرِيفِ ، وَالتَّوَكُّلُ مُتَعَلِّقٌ بِالإِيمَانِ ، وَالتَّوْحِيدُ مُتَعَلِّقٌ بِالْكَشْفِ الصَّحِيحِ .
8- النَّاسُ تَائِهُونَ عَنِ الْحَقِّ بِالْعَقْلِ ، وَتَائِهُونَ عَنِ الآَخِرَةِ بِالْهَوَى ، فَمَتَى طَلَبْتَ الْحَقَّ بِالْعَقْلِ فَقَدْ ضَلَلْتَ ، وَمَتَى طَلَبْتَ الآَخِرَةَ بِالْهَوَى فَقَدْ ضَلَلْتَ .
9- المؤمن ينظر بنور الله ، والعارف ينظر به إليه .
10- ما دمت أنت معك أمرناك ، فإذا فنيت عنك توليناك ، وما تولاهم إلا بعد فنائهم
11- ما دمت أنت فأنت مريد ، فإذا أفناك عنك فأنت مراد .
12- اليقين الأدوم في غيبتك عنك ، ووجودك به ، فكم بين ما يكون بأمره وبين ما يكون به .
13- إن كنت قائماً بأمره خضعتْ لك الأسباب ، وإن كنت قائماً به تضعضعتْ لك الأكوان .
14- أول المقامات الصبر على مراده ، وأوسطها الرضا بمراده ، وآخرها أن تكون بمراده .
15- العلم طريق العمل ، والعمل طريق العلم .
16- والعلم طريق المعرفة ، والمعرفة طريق الكشف ، والكشف طريق الفناء .
17- ما صلحت لنا وفيك بقية لسوانا ، فإذا حولت السوى أفنيناك عنك فصلحت لنا فأودعناك سرنا .
18- إذا لم يبق عليك حركة لنفسك كمُل يقينك ، وإذا لم يبق لك وجود عندك كمُل توحيدك .
19- أهل الباطن مع اليقين ، وأهل الظاهر مع الإيمان ، فمتى تحرك قلب صاحب اليقين نقص يقينه ، متى لم يخطر له خاطر كمل يقينه . ومتى تحرك قلب صاحب الإيمان بغير الأمر نقص إيمانه ، ومتى تحرك بالأمر كمل إيمانه .
20- معصية أهل اليقين كفر ، ومعصية أهل الإيمان نقص .
21- المتّقى مجتهد ، والمحب متكل ، والعارف ساكن ، والموجود مفقود .
22- لا سكون لمتق ، ولا عزم لمحب ، ولا حركة لعارف ، ولا وجود لمفقود .
23- ما تحصل المحبة إلا بعد اليقين .
24- المحب الصادق قد خلا قلبه مما سواه ، وما دام عليه بقية محبة لسواه ، فهو ناقص المحبة .
25- من تلذذ بالبلاء فهو موجود ، ومن تلذذ بالنعمة فهو موجود ، فإذا أفناهم عنهم ، ذهب التلذذ بالبلاء والنعمة .
26- المحب أنفاسه حكمة ، والمحبوب أنفاسه قدرة .
27- العبادات للمعاوضات ، والمحبة للقربات .
28- ((أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر)) : لما أرادوني أعطيتهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .
29- إذا أفناك عن هواك بالحكمة ، وعن إرادتك بالعلم ، صرت عبداً صرفاً لا هوى لك ولا إرادة .
30- فحينئذ يكشف لك عن نفسك ، فتضمحل العبودية فى الوحدانية ، فيفنى العبد ويبقى الرب تعالى .
31- الشريعة كلها قبضٌ ، والعلم كله بسطٌ ، والمعرفة كلها دلال .
32- طريقتنا كلها محبة لا عمل ، و فناء لا بقاء .
33- إذا دخلت فى العمل كنتَ لك ، وإذا دخلت فى المحبة كنتَ له .
34- العابد راءٍ لعبادته ، والمحب راءٍ لمحبته .
35- إذا عرفتَه كانت أنفاسك به وحركاتك له ، وإذا جهلتَه كانت حركاتك لك .
36- العابد ما له سكون ، والزاهد ما له رغبة ، والصدِّيق ما له ارتكان ، والعارف ما له حول ، ولا له قوة ، ولا اختيار ، ولا إرادة ، ولا حركة ، ولا سكون .
37- الموجود ما له وجود .
38- إذا استأنست به استوحشت منك .
39- من اشتغل بنا له أعميناه ، ومن اشتغل بنا لنا بصَّرناه .
40- إذا زال هواك يكشف لك عن باب الحقيقة فتفنى إرادتك فيكشف لك عن الوحدانية ، فتحققت به أنه هو بلا أنت معه .
41- إن سلَّمتَ إليه قرَّبك ، وإن نازعته أبعدك .
42- إن تقرَّبتَ إليه به قرَّبَك ، وإن تقربت إليه بك أبعدك .
43- إن طلبته لك كلَّفك ، وإن طلبته له دلَّلك .
44- قربك خروجك عنك ، وبعدك وقوفك معك .
45- إن جئت بلا أنت قَبِلَك ، وإن جئت بك حجبك .
46- العامل لا يكاد يخْلصُ من رؤية عمله ، فكن من قبيل المنة ، ولا تكن من قبيل العمل .
47- إن عرفته سكنْتَ ، وإن جهلته تحرَّكت ، فالمراد أن يكون ولا تكون .
48- العوام أعمالهم مُتَّهمات ، والخواص أعمالهم قربات ، وخواص الخواص أعمالهم درجات .
49- كلما اجتنبت هواك قوى إيمانك ، وكلما اجتنبت ذاتك قوى توحيدك .
50- الخلق حجاب ، وأنت حجاب ، والحق ليس بمحجوب ، ومحتجب عنك بك ، وأنت محجوب عنك بهم ، فانفصل عنك بهم ، فانفصل عنك تشهدْه ، والسلام .
في انتظار المزيد ؛ أتمنّى للجميع أطيب النّفحات الرّمضانية .

.................................
سلام الله عليك اخي حسين ليشوري
إن العشق ليس سوى من مرادفات الحب، إنما شرح المفردات أعطى لكل مفرد قوة، وشدة.. ومنها: الحب، الصبابة، الولع، الكمد، العشق، الهيام، الخلة، الغرام..
وقد اتخذ الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام خليلا..
بالنسبة لجهلي لا أرى إخلالا في توظيف مفردات الحب ما دام كل مفرد له قيمته، وقدرته، وميزته الخاصة؛ وهي كلها فروع لكلمة الحب؛ فالمحب، كلمة شاملة، والعاشق لها معنى، والمتيم لها معنى، والمغرم لها معنى، والمدنف لها معنى.. وهكذا..
ليس هناك إخلال أخي العزيز مادام الولد يقول لأمه إني أحبك، تماما كما يقولها المحب لحبيبته؛ إنما الإحساس والصدق والإخلاص والمنبع، أي هل من معين القلب، أم لا تتعدى الحنجرة هو الأهم..
مودتي