أفكار صغيرة..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سما الروسان
    أديب وكاتب
    • 11-10-2008
    • 761

    أفكار صغيرة..

    أفكار صغيرة
    .. داهمتني خيول الذاكرة مخترقة جدار زماني .. هناك داخل مضافة أبي .. وهو يتصدر المجلس فارضا هيبته ووقاره كملك يجلس على عرشه أمامه منقل نار متجمر يئن من حمل أواني القهوة العربية بعبقها الشهي ...بيده ملقط طويل يقلب به الجمر وله فيه مآرب أخرى. القهوة العربية هي المشروب السائد و المفضل لآهل القرية والضيوف من القرى والمدن المجاورة . كان أبي بعيدا عن التحفيظ والتعليم ودودا عطوفا.. كنا نستقي منه الحكمة والنصيحة... الوقت قبل الغروب بدأ درس التحفيظ لأخي ذي العشر سنين , أبي يغضب كثيرا إن لم يحفظ الدرس , ولا مساومة معه بالحفظ .وأنا أرتعد خوفا عندما يخطئ في القراءة.. لقد حفظت الدرس في سري لكي أساعده وألقنه بصوت خافض قبل أن تنال ضربات العقال من جسده النحيل. رغم انه يدعي الخوف إلا انه يقضي وقته في صيد العصافير وتسلق الأشجار وضرب حمار عمي أبو اسعد. كذلك أبناء الحراث أبو كريم لم يسلموا من ضربات "النقيفة" لعبته المحببة التي لا تختفي من بين يديه إلا عند درس التحفيظ ..كنت أشفق عليه كثيرا كان حزني على أخي وضربه وبكائه يقودني إلى تساؤل وحركة فكرية سرية . لِمَ هذا الإصرار على حفظ" قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد" ؟ اذن أبي هو الله ...! لم أكن أحبه لأنه متسلط وقاس .. وهو الذي حرم أمي من أهلها وجاء بها إلى غربة تجعلها تبكي كل عيد أو أي مناسبة مفرحة ,هاهو يجعل أخي يبكي أيضا لعدم حفظه كلاما غريبا لا افهم منه سوى أنه يمدح نفسه ويمجدها ... أبي لم يلد ولم يكن له في حياتي كفوا احد ..فقد كان أبي قويا غليظا لا يقف في وجهه احد ...انه هو واحد احد .. هاهم أعمامي ....وأمي ..ونساء البلدة وأبناء عمومتي.. حتى صديقه أبو سعيد كلهم يخافونه ويحسبون له ألف حساب ..ولا يجرؤ احدهم على مخالفته الرأي .. هاهم يصطفون خلفه بوقار وخنوع . ولا احد ينبس ببنت شفة ...هو يقرأ وهم يرددون آمين أخي وأنا نصطف خلفه ونقوم بحركات العبودية التي يقوم بها زوار المضافة المصطفين خلفه . كان أبي يبتسم لنا في النهاية ابتسامة المنتصر . و ويكافئنا بأن نبقى تلك الليلة ننعم بدفء فروته الشتوية ونستمتع بقصص الضيوف الشيقة. إن الله حنونا ودودا يحبنا كثيرا إذن لماذا يقسو على أخي ويضربه؟ لم تغب عن ذهني قسوته وحنانه وابتسامته النادرة الحدوث. إلا ذاك اليوم الذي حضر فيه رجال البلدة وكبارها معزين إخوتي وأعمامي قائلين الله يرحمه ! من اليوم عرفت الفرق بين أبي وبين الله
    التعديل الأخير تم بواسطة سما الروسان; الساعة 07-04-2017, 06:35.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    انتابني الخوف من تلك الفكرة المجنونة التي طرأت على رأس بطلتك لكني تذكرت أنها طفلة ويمكن أن يحدث مثل هذا خاصة في مثل هذا الظرف الذي سيطر الخوف فيه على حياتها وأيضا الجهل الذي تعيشه
    حسنا فعلت حين أقفلت النص بموت الأب وعودة الابنة للتفكير السليم
    محبتي سما
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    يعمل...
    X