كلايبسوس 6

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 768

    كلايبسوس 6

    تجرع "كلايبسوس الحيثي" مرارة الأسر في صباه ، فنشأ يتيماً وحيداً ، فدأب على إحتساء قطرات الألم والوجع داخل أسوار ميريديث القاسية . ثم وضع نصب عينيه أمال عُظمى معقودة باسترداد حريته المسلوبة ،وعبور ضفة النهر ،من أجل العودة إلى الديار يوماً ما. فشرع بجمع النقود من عمله الشاق، طمعاً في تسديد 300 شاعث من الذهب الخالص.. ثمن باهظ لايملكه العبيد، لكنه يعادل حريته المفقودة ..انبرى "كلايبسوس الحيثي" يكد في عمله ويكدح ، يواصل الليل بالنهار، من أجل طي الليالي العسيفة ..وضع "كلايبسوس "قياس زمني دقيق لادخار النقود ،وعند حلول الليل كان يستل حربته الشهباء ،ويطمر فخاخ الصيد ،من أجل اقتناص الأسماك والأفاعي وبيعها، و كذلك إطعام أمعاءه المتضورة جوعاً، رغبة في عدم تبذير المال .. كان" كلايبسوس" شحيحاً مقتراً في إنفاق المال خشية الإسراف والضياع .. وعند حلول الشفق يتكأ إلى حربته ويترنم بتعاويذ الكهنة ،يمارس طقوس الليل طمعاً في نيل الخير والبركة ، ثم يستلقي على ظهره ويتمدد فوق الحصى ، يعقد راحتيه ويتوسدهما ،ثم يُطلق بصره ضارباً في القبة السوداء حيث بدا القمر كمشعوذ أبيض يمارس طقوسه ،ويرسل خيوطه الفضية ،لتعانق النخيل وأشجار الكروم .
    ،وشرع يطعن جسد الليل بنجومه البيضاء .. ثم يستدير ويختال في ردائه المخملي كساحر أبيض أراق تعويذته فوق صفحة الماء فانكسرت الفضة بين ذوائبه فبرق وتماوج ، ثم تناثر وميضه بين ذوائب الماء وأعرافه ثم لمع وحلق كاليراع ، فهاج الموج وانكفأ يلعق حبيبات الرمل الساكنة في الأعماق القريبة من حافة النهر، ثم رمق "كلايبسوس" النجوم الزاهية وهي تغوص في القبة السوداء بحثاً عن التلاشي والسكون، صُنع الله الذي أتقن كل شيء .. ثم يُلقى السمع لرفاقه وهم يتسامرون في السياسة تارة والأدب تارة أخرى.. ثم يلوكون كلمات السخرية وهم يتفاكهون على مجلس -العجائز- الحرب ويحذرون من إنهيار الإقتصاد بسبب الحرب الدائرة بين الملك الجديد "حور محب"، والحيثيين ،للسيطرة على شواطيء البحر المتوسط .. ثم يسكبون أقداح الرمان اللذيذ إلى أفواههم دفعة واحدة ..ويتضاحكون ،ويتغامزن ،على كهنة المعبد وهم يخدعون الحمقى من العامة بتقديم القرابين من الغلال والفاكهة والنساء إلى آمون ،وعند حلول الليل يتقاتلون ويعربدون فيما بينهم وهم يتقاسمون الغنائم والأموال والفتيات والصبيان .. ثم يسود السكون وتقشعر الأفئدة ، وتتصخر العيون في مآقيها ،لاسيما عند ذكر الحسناء "سيرفنتيا"،ورفضها لكل الخطاب الذين أتوا زاحفين من شتى بقاع الأمبراطورية المصرية.. تراودهم الأمال والأطماع في قنص تلك الزهرة البيضاء اليانعة إنها" سرفينتيا "الغيداء المعروفة سليلة الأمراء والملوك .. ساحرة المدينة ،بيضاء المحيا ،نقية الندى،هيفاء ..لم يهتم "كلايبسوس" لعبث رفاقه وهم يتحدثون عن تلك الفتاة الوضيئة، لقد كان هناك ما يشغله من أمنيات عظمى، تحمل في طياتها معاني سامية وهدف نبيل يسعى لتحقيقه أمال عظمى ترتقي فوق إدراكهم للواقع المادى ، كان "كلايبسوس" يؤمن أن الحياة بلا هدف مجرد نذوات عبثية سرعان ما تخبو ويتلاشى سكرها ولذتها، لاسيما عندما ينسال أول ضوء أبيض من عباءة الليل الداجية ..وفي يوم ما كانت مدينة ميريديث تتألق لاستقبال النبيل "أوسيت نيبي "وابنته الجميلة" سرفنتيا" وكان التقليد المتبع أنذاك عند المرور بتلك المراسيم أن تنحنى الرعية وتغض طرفها حتى يمر الموكب، ومن يخالف يُنزل به أشد العقوبة ..وحدث أن مر موكب النبيلة "سيرفنتيا" فأحنى الرجال رؤوسهم إلا الفتى "كلايبسوس" الذي كان منهمك في قرض تفاحة معطوبة فأذاه راحتها ،فبصق قشرها ، وتجشأ مرارتها، واختلس النظر دون وعي مدرك، ورمق بمؤخرة عينه ذلك الطيف المسبغ حسناً وجمالاً ، فتأوه طويلاً ..وأطلق الزفرات والعبرات ألماً ، لقد أسرته حلاوة تلك الغيداء فسلبته لبه ، وأزالت قشرته وأنكأت جراحه ..ولم يدرك ماهية ذلك الشغف الذي تسرب خلسة إلى جداول القلب، فكان وقعه كموقع الماء من الرماد الملتهب ،فتت صخوره وسالت حممه وجمراته ،فجعلته يتلوى في فيافي العذاب ..ثم شرع الطيف
    يتسلل كالسحر إلى أعماقه وومض في أغواره كالضوء المنبثق من طاقة هادرة داخل أعماق النفس ..تأوة "كلايبسوس "وتحشرجت غصص العشق في نواة القلب فانسابت الزفرات كاللهب يغلى في مراجل العشق ..وتعهد أن يرى تلك الفتاة التي أحدثت صخباً وجلبة في فؤاده المتحجر .. وعند حلول الليل تسور جدران الحديقة المرمرية وارتقى الأشجار السامقة بخفة ومهارة، فرمق حورية تختال بين الشجيرات تجتر ردائها المخملي، وقد أرسلت جدائلها الذهبية المتماوجة كأغصان الزيتون وراء نحرها, وقد انسدل منهما قطوف التوت والعنب ،ثم أطلقت ضحكات المرح أثناء لهوها في البستان، فتكشفت ساقيها عندما اصطدمت بتيار عابر من النسيم الطل فاصطبغ خداها بأرجوان الخجل ، فما برح عقله الساهم يعانق رياح الأمنيات البعيدة الرابضة خلف مرمى الأفق وفي تلك الليلة المقمرة الساحرة.. يستثيرها لتستفيق من مرقدها الطويل، وقف الفتى طويلاً تحت سرادق الليل المرصع بالشوق المترع بالأحزان يعزف على ناى الشجن هدير من الحب والجمال ..تأوة "كلايبسوس" وزفر زفرة حارة كادت تودي به لقد تمكنت الحسناء"سيرفنتيا "منه وتملكت نواصي فؤاده، فصار يهذي دون وعي كأنه سكر من جمالها حتى الثمالة ، لقد ازدادت جمرة الشوق رسوبا في أعماق روحه ،واتقادا على صميم كبده..عاد "كلايبسوس" إلى كوخه المهتريء وتوسد رأسه بين ذراعه وضرب ببصره إلى أعماق الفضاء وغاص في حلم مترف بالسعادة ..فها هو قد
    طوَّق خصرها، وغاصتْ يداه في حنايا شعرها، ضحكتْ له عيناها، أمسك بيدها الغضّة النديَّة بين يديه الجافتين، قبّلها بحنان كبير..ثم استفاق على أثر
    دلو من الماء البارد ،دلقته الخادمة "نيرسيس" على رأسه وهي تنهره :أيها العابث أين كنت طيلة الليل..؟ الكاهن "حور نُب" يُتلمظ من الغيظ ،ويستشيط غضباً لتأخرك أيها الأحمق، وأرسلني كالبريد العاجل لإيقاظك .. ثم رمقت وجهه الشاحب الهزيل وهو يتلوى من سكرة الحلم ..وأفضت ساخرة : أيها المعتوه ما أراك إلا وقد صبأت حباً ..! تُرى هل نسيت إحضار الكتان الملفوف من أجل تحنيط الموتى .
    قبض" كلايبسوس" على مفرق رأسه وعرك ما بين عينيه ..يا إلهي ..! ثم مضى سريعاً إلى المعبد، وهناك إندس بين الجموع وتظاهر بتلاوة الترانيم .. لكن " سرفينتيا " الجميلة لم تفارق مخيلته، فجعلت حياته رأساً على عقب، فظل يراقبها ويطارد ظلها ويلهث في أثرها حتى أضناه التعب والأعياء. فأصابه الهزل والضعف جراء الوله والعشق الذي صب عليه صبا ونال منه نيلا..كان حبه نبيلاً صادقاً فقد أثر عشق "سرفنتيا" على كل الأحلام والأمانى التى قارب على تحقيقها ..لكن الفتاة بادلت ذلك العشق بقلب بارد كالجليد ، كانت تسخر بين صويحباتها من ذلك المتيم "كلايبسوس" المعتوه الغارق في بحار النشوة الكاذبة، والأحلام الضائعة فكان لا يزال في كل آونة، يتحرق تلهفا ،ويتلظى تشوقا ،فكان شبح الأمنيات يحدو به على أعنة السراب، ليزجيه في شعاب الأمل الكاذب ..أنفق "كلايبسوس" الكثير من المال وأسرف في سبيل العشق والهوى ..فما يكاد ينتهى من عمله حتى يتسلل خلف الأسوار إلى حدائق "سيرفنتيا" يرنو بسمعه الى بلبل العشق وهو يصدح بأعذب الألحان ثم يعود وقد ثمل من رؤيتها وهى تختال بين الأزهار..حاول "كلايبسوس"التقرب إليها والتودد لها. لكنه لم يفلح فقد كان قلب "سيرفنتيا" معلق بصديقه "أرمنسيوس" ذلك الفتى الطروادي الذي أثر حياة الجندية والنزال .. لم يمض الكثير حتى تزوجت "سيرفنتيا" و"أرمنسيوس" ونُثرت زهور اللايلاك فوق رؤوسهما وبكى "كلايبسوس" حتى سالت الدماء من عينيه..
    ومسح بأكفه مآقيه المحمرّة ،وأدمعه تتهاطل كالمطر على الجدران التى باتت كظلال شمس ما قبل الغروب..ظل ردحاً من الزمن يسير في دروب الحزن والألم ،حتى فقد الأمل والحياة بعدما تهاوت مدينة الحب التي شيدها في قعر التلاشى والنسيان ،ابتاع بالنقود التي أدخرها طيلة حياته قلادة مرصعة باللأليء والماس، فقد كان ينوى أن يمنحها "سرفنتيا" يوما ما ..مرت الأيام والشهور وتجرد من الحياة حتى صارت ثعابين الألم تلدغ كل مشاعره ،وتأد كل إحساس يزهر بالأمل ، هرع "كلايبسوس" إلى النهر "يبث له أحزانه وألامه وعند حافته ،مط شفتيه الذابلتين .. شعر بالأعياء وتسرب إليه الوهن، أحس بدوار ثقيل يتسرب إلى قعر رأسه ،فكاد أن يسقط بعدما خارت قواه ،نزع حزام النصف ،واستخرج منه قلادته المرصعة بالماس فخيل إليه طيفها يدنو منه ، يمد يده إلى القلاده ،فندت منه ابتسامة باهته مسبغة بالسخرية ،تلاشى عندها الطيف وأملس بعيداً عندما حجبه صوت الفتيان وهن يسخرن منه ، .. ثم اجتاح النهر عاصفة باردة تلفح المكان ،تسرب منها
    خيط أبيض من الثلج بدأ يتشكل على حافة الرمل في جانبي النهر,, حيث رأى أسماك ميتة فقدت بريقها..وفقدت الحياة رونقها وأظلمت في داخله ..تداعت ألوان الصورة في عينيه فاسودت الحياة..
    رمق إلى قاربه القديم الرابض بين الأعشاب اليابسة .. ،نزع حبله فتهادى بين الموج ،غشي جبينه سحابة من الحزن ،كفكف دمعة انسابت على حذر لكنه مسحها بضحكات مصطنعة ساخرة تمخر عباب الفضاء ،ثم نثر عقده وطوح بالماس في عمق الماء ،غشي جبينه سحابة من الحزن ثم قال :
    لا أحسب أنني أستطيع العبور إلى الضفة الأخرى ، ثم رحل "كلايبسوس" إلى مكان ما، وتوارى عن الأنظار
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد عبد البصير أحمد; الساعة 16-10-2022, 08:05.
    الحمد لله كما ينبغي








  • روينا عاصم
    أديب وكاتب
    • 07-07-2012
    • 240

    #2
    بأسلوب راق وسرد متقن نقلت صورة رقيقة لحالة عشق
    ذكرتنى بأفلام انجليزية عشنا على جمالياتها ورقيها سنوات طوال

    تقديرى استاذ أحمد فريد لتلك القصة الرائعة

    تعليق

    • عبد الحميد عبد البصير أحمد
      أديب وكاتب
      • 09-04-2011
      • 768

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة روينا عاصم مشاهدة المشاركة
      بأسلوب راق وسرد متقن نقلت صورة رقيقة لحالة عشق
      ذكرتنى بأفلام انجليزية عشنا على جمالياتها ورقيها سنوات طوال

      تقديرى استاذ أحمد فريد لتلك القصة الرائعة
      شكراً لمرورك دكتورة روينا ..
      لاحرمنا الله تواجدك أيتها النبيلة ..
      عاطر التحايا .
      الحمد لله كما ينبغي








      تعليق

      • أميمة محمد
        مشرف
        • 27-05-2015
        • 4960

        #4
        السلام عليكم أخي أحمد فريد.. أتمنى لك التوفيق وتقبل قراءتي
        قرأت قصتك كلايبسوس للتو.. غموض الاسم جعلني أتساءل عنه عن جذوره أسباب انتقاءه.. لم تمنحني المقدمة ـ إذا كانت للقصة مقدمة ـ أي إضاءة عن الزمان والمكان الذي لا ينتمي لحاضرنا على ما يبدو ولا عن الجذور العائلية لكلايبسوس أو سبب أسره ولا نبذة عن ميرديث مما أحسب إنه جعل في النص ثغرة
        أعتقد إن القاص عندما يصف حيثيات المكان يجعل القارئ يدخل من منطلق رحب وليس من نفق ضيق

        حسن أن نربط القصة خيالا وواقعا معا وكذا بالحاضر أو التاريخ

        الأخطاء الاملائية قليلة دل على كتبابتها بتأن.. جميل مع إني اقتناص اللحظة الوجدانية الإنفعالية يثري القصة بالشاعرية ولا يجعلها جامدة... كنت أبحث بين سطور السرد الجميل ــ السرد متمكن بلا شك وأضاف للعمل واللغة أنيقة ــ عن عقدة ما عن خيوط متشابكة أحاول حللتها لم أجد

        أنتقل السرد بي من الأسر إلى قصة عاشق ربما لو إنها قصة أطول أو رواية لتقبلت هذا لكن في قصة قصيرة تشتت الفكرة يشتت القارئ أيضا

        ذات سطور يا أستاذ أحمد شعرت بالاقتباس:
        "وظيفة الوصف هي خلق البيئة التي تجري أحداث القصة فيها وتكوين نسيجها، ولا يحق للقاص أن يتخذ من الوصف مادة للزينة ..... ومن المتفق عليه أن على الكاتب أن يقدّم الأشياء الموصوفة، ليس كما يراها هو، بل كما تراها شخصياته"

        هل وُفق كاتبنا في إلقاء الضوء على ما في داخل شخصياته من داخل شخصياته؟

        التفاصيل موفقة لكني تساءلت إذا ما كان يمكن إضافة حدث أو أحداث تجعل النص أقوى
        لأني لم أجد تأزم العقدة الذي يضيف التشويق الذي يشد كامل انتباهي بل يقطع أنفاسي شوقا للنهاية

        النهاية أو ضحت إنسان استسلم لمصاعب الحياة.. صياغة النهاية جميلة

        استمتعت بالقصة هناك هنات كالبيئة والزمان عدم احتدام الصراع التنقل من فكرة لفكرة
        غير هذا أسلوبك الرائق لا يملكه غيرك فقط لو أرخيت العنان للقلم في لحظات لحيوية القصة

        مع التقدير والاحترام

        تعليق

        • محمد عبد الغفار صيام
          مؤدب صبيان
          • 30-11-2010
          • 533

          #5
          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد فريد
          ذاق الفتى كلايبسوس مرارة الأسر في صباه ، فنشأ يتيماً فريداً يتجرع كوؤس الذل والهوان، ويحتسي قطرات الألم والوجع داخل أسوار ميريديث القاسية .. فوضع نصب عينيه حلما طالما راوده باسترداد حريته المسلوبة وعبور ضفة النهر ،والعودة إلى الديار يوماً ما، فشرع يجمع النقود من عمله الشاق، طمعاً في تسديد 300 شاعث من الذهب الخالص.. ثمن باهظ لكنه يعادل حريته المفقودة ..انبرى كلايبسوس يكد في عمله ويكدح ، يواصل الليل بالنهار، من أجل طي الليالي العسيفة، ولتحقيق مراده ومبتغاه ،وضع قياس زمني دقيق ( قياسا زمنيا دقيقا )لإدخار ( لادخار ) النقود ،وعند حلول الليل كان يستل حربته الشهباء ،وفخاخ الصيد لاقتناص الأسماك والأفاعي ،من أجل إطعام أمعاءه ( أمعائه )المتضورة جوعاً ورغبة في عدم تبذير المال .. كان كلايبسوس شحيحاً يُقتر في إنفاق المال خشية الإسراف والضياع .. وعند حلول الشفق يتكأ ( يتكىء ) إلى حربته ويترنم بتعاويذ الكهنة ،يمارس طقوس الليل طمعاً في نيل الخير والبركة ، ثم يرقب بتأمل الإنعكاس ( الانعكاس ) الفضي لضوء القمر ،وهو يختال على صفحات المياة المتماوجة ، التي تلعق حبيبات الرمل الساكنة في الأعماق القريبة من حافة النهر، ثم يرمق النجوم الزاهية وهي تغوص في القبة السوداء بحثاً عن التلاشي والسكون، صُنع الله الذي أتقن كل شيء .. ينصت كلايبسوس لرفاقه وهم يتسامرون في السياسة والأدب ،والحرب الدائرة بين حور محب، والحيثيين ،للسيطرة على شواطيء البحر المتوسط ، ثم يطوحون بكؤوس الرمان اللذيذ إلى أفواههم دفعة واحدة ويتضاحكون ،ويتغامزن ،على كهنة المعبد وهم يخدعون الحمقى بتقديم القرابين من الغلال والفاكهة ،وعند حلول الليل يتقاتلون فيما بينهم وهم يتقاسمون الغنائم والأموال.. ثم يسود السكون وتقشعر الأفئدة ، وتتجمد العين في مآقيها ،لاسيما عند ذكر الحسناء سيرفنتيا صارخة الجمال وطيفها الأخاذ ،ورفضها لكل الخطاب الذين أتوا زاحفين من شتى بقاع الأمبراطورية ( الإمبراطورية ) المصرية.. تراودهم الأمال ( الآمال )والأحلام في قنص تلك الزهرة البيضاء اليانعة .. سرفينتيا الغيداء سليلة الأمراء الملوك .. شقراء المدينة بيضاء المحيا نقية الندى ..لم يهتم كلايبسوس لعبث رفاقه وهم يتحدثون عن تلك الفتاة الوضيئة فقد كان هناك ما يشغله من أمنيات كبرى تحمل في طياتها معاني سامية وهدف (هدفا ) يسعى لتحقيقه يرتقي فوق إدراكهم للواقع المعاش، كان كلايبسوس يؤمن أن الحياة بلا هدف مجرد نذوات عبثية سرعان ما تخبو ويتلاشى سكرها، لاسيما عند بزوخ ( بزوغ ) شمس الواقع ..وفي يوم ما كانت مدينة ميريديث تتألق لاستقبال النبيل أوسيت نيبي وحاشيته وابنته الجميلة سرفنتيا.. وكان التقليد المتبع أنذاك عند المرور بتلك المراسيم أن تنحنى الرعية وتغض طرفها حتى يمر الموكب ومن يخالف يعاقب ..وحدث أن مر موكب النبيلة سيرفنتيا فأحنى الرجال رؤوسهم إلا الفتى كلايبسوس الذي كان منهمك ( منهمكا )في قرض تفاحة معطوبة فأذاه ( فآذاه )راحتها ( رائحتها ) ،فبصق قشرها ، وتجشأ مرارتها واختلس النظر دون وعي مدرك ورمق بمؤخرة عينه ذلك الطيف المسبغ حسناً وجمالاً فتأوه ألماً لحلاوة لتلك ( تلك ) الغيداء التي سلبته لبه، وأزالت قشرته..لم يدرك ماهية ذلك الشغف الذي تسرب إلى قلبه،وفتت تلك الصخور المتجمدة فجعلته يتلمظ في فيافي العذاب أو ذلك الطيف الذي
          تسلل كالسحر إلى أعماقه وومض في أغواره كالضوء المنبثق من طاقة هادرة في أعماق النفس ..تأوة ( تأوه ) وانسابت الزفرات كشؤبوب فار من الغيث
          فأطلق كلايبسوس صيحة عميقة تحشرجت في القلب، وتعهد أن يرى تلك الفتاة التي أحدثت صخباً وجلبة في فؤاده المتحجر .. وعند حلول الليل تسور جدران الحديقة المرمرية وارتقى الأشجار السامقة بخفة ومهارة، فرمق حورية تختال بين الشجيرات تجتر ردائها ( رداءها ) المخملي وقد أرسلت جدائلها الذهبية المتماوجة كأغصان الزيتون وراء نحرها وقد انسدل منهما قطوف التوت والعنب ،ثم أطلقت ضحكات المرح أثناء لهوها في البستان فتكشفت ساقيها عندما اصطدمت بتيار عابر من النسيم الطل فاصطبغ خداها بأرجوان الخجل ، فما برح عقله الساهم يعانق رياح الأمنيات البعيدة في تلك الليلة المقمرة الساحرة لتستفيق من مرقدها الطويل، وقف الفتى طويلاً تحت سرادق الليل المرصع بسبائك اللجين الوضاءة ينصت إلى صدى غناء البلبل ،ويكحل بمرود السهاد طرفه المؤرق..تأوة ( تأوه )كلايبسوس وزفر زفرة حارة كادت تودي به لقد تمكنت سيرفنتيا منه وتملكت فؤاده، فصار يهذي دون وعي كأنه سكر من جمالها حتى الثمالة ، وماذا كان بعد ذلك ؟..لقد ازدادت جمرة الشوق رسوبا في أعماق روحه ،واتقادا على صميم كبده..عاد كلايبسوس إلى كوخه المهتريء وتوسد رأسه بين ذراعه وضرب ببصره إلى أعماق الفضاء وغاص في حلم مترف بالسعادة ..فها هو قد
          طوَّق خصرها، وغاصتْ يداه في حنايا شعرها، ضحكتْ له عيناها، أمسك بيدها الغضّة النديَّة بين يديه الجافتين، قبّلها بحنان كبير.
          ولمّا زحفت إلى قلبه كلّ قطرات ندى الأشجار، واستفاقت في نفسه كلّ الخلجان النائمة، خاف على هذي الفراشة المتنقّلة بين بستانه أن تنكسر أجنحتها المرفرفة الحلوة، فعبر بين منعرجات الهروب الآنيّ عائداً إلى لحظات السكون والتأمل..حوريّة جميلة اقتحمتْ شواطئه المهجورة وقلبه المغترب المهاجر بين ضلوعه، بلا استئذان، استدعتْ إلى سمعه كلّ النوارس وضجيج السفن ..وكذلك لبث تحت ظلال أدواح الآلام مضطجعا على بساط العشب الأخضر ليل نهار ، يجيل في عرض الفضاء عينه الحيرى .. ثم تبدد الحلم على أثر
          دلو من الماء البارد ،صبته الخادمة نيرسيس على رأسه وهي تنهره أيها العابث أين كنت طيلة الليل..؟ الكاهن حور نُب يُتلمظ من الغيظ ويستشيط غضباً لتأخرك وأرسلني بريد ( بريدا ) لإيقاظك .. ثم رمقت وجهه الشاحب الهزيل ..وأفضت ساخرة : أيها المعتوه ما أراك إلا وقد صبأت حباً ..!هل نسيت إحضار ( احضار )الكتان الملفوف من أجل تحنيط الموتى .
          قبض كلايبسوس على مفرق رأسه وعرك ما بين عينيه ..يا إلهي ..! ثم مضى سريعاً إلى المعبد وهناك إندس ( اندس ) بين الجموع وتظاهر بتلاوة الترانيم ..لم تفارق سيرفينتيا الجميلة مخيلة كلايبسوس فجعلت حياته رأساً على عقب فظل دهراً يرقبها ويطارد ظلها ويلهث في أثرها حتى أضناه التعب والأعياء فأصابه الهزل والضعف جراء الوله والعشق الذي أصابه صبا ..كان حبه نبيلاً صادقاً فقد أثر كل شيءعلى عشق سيرفنتيا والتي كانت تسخر بين صويحباتها من ذلك المتيم كلايبسوس المعتوه الغارق في بحار النشوة الكاذبة والأحلام الضائعة فكان لا يزال في كل آونة ولحظة يتحرق تلهفا ،ويتلظى تشوفا ،كان شبح الأماني يحدو به في أودية الرجاء ، ويزجيه في شعاب الأمل ، فماذا كان ينبغي ، وماذا كان مطمح أمله ؟... شيء ما ... كل شيء قد تناهى بريقه الى شفيف الروح شغفا وحبا أنفق كلايبسوس المال وأسرف في سبيل العشق والهوى ..يتسلل من عمله إلى حدائق سيرفنتيا يرنو بسمعه الى بلبل العشق وهو يصدح بأعذب الألحان ! فكان البلبل بالألحان يصدح ، يغازل في ألفاف الجنان وردة ، كان لحنه صافياً شفافاً كنسيم الصباح ، يذهب مع الصبا والشمال كل مذهب فأقبل يصغي إلى شجى( شجو ) أنغام البلبل ،وكلما سكت البلبل هنيهة ،انبعثت من أعماق الكون زفرة وجد وطرب وهيام ،وإذا تنهد "آه" وهذه الزفرة "آه" تحملها الريح إلى الأشجار والأعشاب ،وإلى الكواكب والقمر ، ثم يموت صداها على قمم الجبال وطفق البلبل يغرد ... أشعة القمر المرنحة طرباً تعانق الورد والياسمين..حاول كلايبسوس التقرب إليها والتودد لها لكنه لم يفلح فقد كان قلب سيرفنتيا معلق بصديقه أرمنسيوس ذلك الفتى الطروادي الذي أثر ( آثر ) حياة الجندية والنزال..تزوجت سيرفنتيا وأرمنسيوس ونُثرت زهور الايلاك فوق رؤوسهما وبكى كلايبسوس حتى سالت الدماء من عينيه
          ومسح مآقيه المحمرّة كظلال شمس ما قبل الغروب،
          وظل ردحاً من الزمن يسير في دروب الألم و الأحزان ،وابتاع بالنقود التي أدخرها طيلة حياته قلادة مرصعة بالأليء ( باللآلىء ) والماس، ثم وقف عند حافة النهر، ورمق المراكب الصغيرة ،وهي تحمل المتاع والفاكهة لتعبر الصفة الأخرى، تأمل عقده المنظوم وفصم عراه ثم أطلق إبتسامة ( ابتسامة )ساخرةبالألم ونثر قطع الأليء ( اللآلىء ) والماس في الماء وقال كلمات قليلة : لا أحسبني أستطيع العبور إلى الضفة الأخرى .



          الأستاذ الكاتب / أحمد فريد
          أحسبه آثر الانسياق إثر هواه على الانعتاق من عبوديته ، آثر عبودية مختارة على عبودية مفروضة .
          و رغم إعراض سرفنتيا عنه و لا مبالاتها به و زواجها من آخر ...كانت كل مسوغات عشقه أنه (
          رمق بمؤخرة عينه ذلك الطيف المسبغ حسناً وجمالاً فتأوه ألماً لحلاوة تلك الغيداء التي سلبته لبه...) و هل هذا السبب منفردا يكفى ؟
          لم ينل من جمال النص ، و انسيابية السرد ، و نقاء اللغة إلا هنات إملائية ، و نحوية ، و لغوية أدهشتنى ! ما كان ينبغى لمثل قلمك أن يسيخ فيها ؛ ربما خذلك التأنى و أغوتك العجلة لولا ذلك لسموت أكثر ( و ما أبرىء نفسى بالطبع ) .
          و تبقى أ / أحمد فريدا فى أسلوبك ، لك بصمة سردية مميزة أمتعتنا و تمتعنا..لا حُرِمنا يراعك .



          "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #6
            الأستاذ محمد عبدالغفار، جميل هذا التصحيح الإملائي، لاحظت إن كثيرا منها لأخطاء تتعلق بالهمزة
            نحاول ألا نقع فيها بما أننا لا نتوقف كثيرا عند الإملاء والنحو ، ولكن النصوص جميلة بأخطاء أقل
            شكرا لإثراء القصة
            شكرا لكما

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              حدوتة كلايبسوس ذكّرتني برادوبيس ، عبث الأقدار بكفاح طيبة
              جميل التزاوج بين الماضي والحاضر . لعل في المستقبل حكاية تليق بالقادم من الأيام .
              تحياتي لك أخي أحمد فريد
              فوزي بيترو

              تعليق

              • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                أديب وكاتب
                • 09-04-2011
                • 768

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم أخي أحمد فريد.. أتمنى لك التوفيق وتقبل قراءتي
                قرأت قصتك كلايبسوس للتو.. غموض الاسم جعلني أتساءل عنه عن جذوره أسباب انتقاءه.. لم تمنحني المقدمة ـ إذا كانت للقصة مقدمة ـ أي إضاءة عن الزمان والمكان الذي لا ينتمي لحاضرنا على ما يبدو ولا عن الجذور العائلية لكلايبسوس أو سبب أسره ولا نبذة عن ميرديث مما أحسب إنه جعل في النص ثغرة
                أعتقد إن القاص عندما يصف حيثيات المكان يجعل القارئ يدخل من منطلق رحب وليس من نفق ضيق

                حسن أن نربط القصة خيالا وواقعا معا وكذا بالحاضر أو التاريخ

                الأخطاء الاملائية قليلة دل على كتبابتها بتأن.. جميل مع إني اقتناص اللحظة الوجدانية الإنفعالية يثري القصة بالشاعرية ولا يجعلها جامدة... كنت أبحث بين سطور السرد الجميل ــ السرد متمكن بلا شك وأضاف للعمل واللغة أنيقة ــ عن عقدة ما عن خيوط متشابكة أحاول حللتها لم أجد

                أنتقل السرد بي من الأسر إلى قصة عاشق ربما لو إنها قصة أطول أو رواية لتقبلت هذا لكن في قصة قصيرة تشتت الفكرة يشتت القارئ أيضا

                ذات سطور يا أستاذ أحمد شعرت بالاقتباس:
                "وظيفة الوصف هي خلق البيئة التي تجري أحداث القصة فيها وتكوين نسيجها، ولا يحق للقاص أن يتخذ من الوصف مادة للزينة ..... ومن المتفق عليه أن على الكاتب أن يقدّم الأشياء الموصوفة، ليس كما يراها هو، بل كما تراها شخصياته"

                هل وُفق كاتبنا في إلقاء الضوء على ما في داخل شخصياته من داخل شخصياته؟

                التفاصيل موفقة لكني تساءلت إذا ما كان يمكن إضافة حدث أو أحداث تجعل النص أقوى
                لأني لم أجد تأزم العقدة الذي يضيف التشويق الذي يشد كامل انتباهي بل يقطع أنفاسي شوقا للنهاية

                النهاية أو ضحت إنسان استسلم لمصاعب الحياة.. صياغة النهاية جميلة

                استمتعت بالقصة هناك هنات كالبيئة والزمان عدم احتدام الصراع التنقل من فكرة لفكرة
                غير هذا أسلوبك الرائق لا يملكه غيرك فقط لو أرخيت العنان للقلم في لحظات لحيوية القصة

                مع التقدير والاحترام
                راق لي حضورك الآلق في متصفحي ..أ.أميمة سرتني كثيراً كلماتك وأنت تسبرين أغوار النص على منضدة الفحص ..لا أخفي عليك فليست هذه هي الصيغة النهائية التي سيتم توثيقها من لدنى ..لكنني أعمل على أن تخرج بحلية تليق بها مزدانة بالأبداع والانسجام ..اننى أرى أن قراءة النص عند إخراجه لابد أن يصاحبه إيقاع النقد لتأصيل جودة العمل ..شكراً لوجودك المثمر ،أضاف رونق في ذات القصة عند نقدها
                الحمد لله كما ينبغي








                تعليق

                • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                  أديب وكاتب
                  • 09-04-2011
                  • 768

                  #9

                  الأستاذ الكاتب / أحمد فريد
                  أحسبه آثر الانسياق إثر هواه على الانعتاق من عبوديته ، آثر عبودية مختارة على عبودية مفروضة .
                  و رغم إعراض سرفنتيا عنه و لا مبالاتها به و زواجها من آخر ...كانت كل مسوغات عشقه أنه (
                  رمق بمؤخرة عينه ذلك الطيف المسبغ حسناً وجمالاً فتأوه ألماً لحلاوة تلك الغيداء التي سلبته لبه...
                  ) و هل هذا السبب منفردا يكفى ؟
                  لم ينل من جمال النص ، و انسيابية السرد ، و نقاء اللغة إلا هنات إملائية ، و نحوية ، و لغوية أدهشتنى ! ما كان ينبغى لمثل قلمك أن يسيخ فيها ؛ ربما خذلك التأنى و أغوتك العجلة لولا ذلك لسموت أكثر ( و ما أبرىء نفسى بالطبع ) .
                  و تبقى أ / أحمد فريدا فى أسلوبك ، لك بصمة سردية مميزة أمتعتنا و تمتعنا..لا حُرِمنا يراعك .
                  كانت هناك ثنائية تحتمل التضاد في جوهر المضمون ..الشوق للعودة إلى الوطن ،والشغف والحب المنبثق من قعر الحرمان ..حيث أن كلايبسوس كان لديه أمل يراوده في العودة للديار ،لكن ذلك الأمل تبدد عندما وجد الحب يزهر في قلبه ،فلابد أنه شعر بأحساس العودة عندما وجد الحب يشيد تربة اللقاء ..لكن الغربة عادت عندما تنصل منه الحب فشعر بالغربة ..فتلاشت الأحلام في صناديق الآمال الضائعة ..لذلك رفض العودة للديار ..سرني وجودك أ.محمد ومدى اهتمامك بالنص ..ومعالجة الأخطاء ..شرف لي أحظى به من قامة أدبية سامقة مثل حضرتك
                  الحمد لله كما ينبغي








                  تعليق

                  • رجب عبد العال
                    تاجر أقفال و مفاتيح
                    • 06-05-2016
                    • 106

                    #10
                    القصة منقولة من كتاب قصص يونانية , بتصرف بسيط دون أن يشير له الكاتب , وقد انجر خلقه الأستاذ محمد عبد الغفار صيام فأخلط الخطأ و الصحيح

                    تعليق

                    • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                      أديب وكاتب
                      • 09-04-2011
                      • 768

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                      حدوتة كلايبسوس ذكّرتني برادوبيس ، عبث الأقدار بكفاح طيبة
                      جميل التزاوج بين الماضي والحاضر . لعل في المستقبل حكاية تليق بالقادم من الأيام .
                      تحياتي لك أخي أحمد فريد
                      فوزي بيترو
                      صديق وأستاذي الغالي د.بيترو
                      افتقدنا رفقتك ..وحسك الفكاهي الراقي ..
                      ومسبرك الدقيق في تحليل الكوامن داخل النصوص ..
                      إضافة إلى أدبك الرفيع وأخلاقك العالية ..لا حرمنا اطلالتك عل الدواااااام
                      الحمد لله كما ينبغي








                      تعليق

                      • محمد عبد الغفار صيام
                        مؤدب صبيان
                        • 30-11-2010
                        • 533

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة رجب عبد العال مشاهدة المشاركة
                        القصة منقولة من كتاب قصص يونانية , بتصرف بسيط دون أن يشير له الكاتب , وقد انجر خلقه الأستاذ محمد عبد الغفار صيام فأخلط الخطأ و الصحيح

                        أخى الأستاذ الأديب المحترم / رجب عبد العال

                        لا أعتقد صحة ما قلت بشأن قصة الأستاذ الكاتب / أحمد فريد دون عناء بحث أو تقصى ... ؛ غاية ما فى الأمر أنه أجرى عملية تدوير أدبي لحكاية يونانية ؛ فألبسها ثوبا قصصيا قشيبا حاكه بطريقته ، و زركشه برؤيته ، و هو أمر معهود غير مستنكر فى عالم الأدب راجع إن شئت قصص ( جورجى زيدان ) الذى صاغ عشرات القصص التى لها أصل تاريخى فأثرى المكتبة الأدبية و ترك تراثا يحسب له لا عليه ....
                        أما بشأن انجرارى خلف النص ...أعتقد أننى أقدم حسن النية و الثقة على ما دون ذلك ، و هو ما أحبذه و أحمده و لو خالفنى فيه البعض ؛ لا سيما و أننى لست ناقدا و لا أحسبنى سأكون ! غاية ما فى الأمر أنى أُحكِّم ذائقتى و هى ــ بالطبع ــ ليست أمرا فصلا ، إنما هى رؤيتى التى تصيب و تخطىء .
                        و أخيرا عودا حميدا يا كاتبنا ( رجب عبد العال ) فقد افتقدت قلمك و ساءنى أنك انقطعت عنا زمنا ، و أسعدنى أوبك جما جما ... لا سيما و بصمة يراعك تفصح عنك و لو تدثرت بكل الشهور العربية ؛ و إن كان رجب فردا فريدا كيراعك المميز .
                        همسة : أعتقد ــ و الله أعلى و أعلم ــ أن ( أخلط ) لا أصل لها ربما تقصد ( خلط ) ؟!




                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الغفار صيام; الساعة 17-06-2016, 22:17.
                        "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

                        تعليق

                        • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                          أديب وكاتب
                          • 09-04-2011
                          • 768

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة رجب عبد العال مشاهدة المشاركة
                          القصة منقولة من كتاب قصص يونانية , بتصرف بسيط دون أن يشير له الكاتب , وقد انجر خلقه الأستاذ محمد عبد الغفار صيام فأخلط الخطأ و الصحيح
                          يا رااااااااااااااااااااااااااااااااااااجل ..!! ومنقولة كمان ..ويونانية كمان ..!دانت طلعت حدوته ..ههههههههههه ..سيبك أنت ..حسك الفكاهي ماتع ..وراكب مواصله وجاي مخصوص ..عشان تقول الكلمتين دول ..بس أنت رجل عسل .. سعيد ان القصة حظيت باهتمامك يارجب ..بتفكرني بأغنية ..رجب صحبك جنني هههههههه..ماشي يارجب سعيد بمداخلتك .. فكرتني بعادل أمام مش بتيجي ليه مش تبقى تيجي ..أنا ببقى هناك..ههههه طلعت مسخرة يارجب..هقولك حاجة سر ..فيه قصة هنزلها قريب عن شكسبير ..سلام حبيبي
                          التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد عبد البصير أحمد; الساعة 19-06-2016, 05:22.
                          الحمد لله كما ينبغي








                          تعليق

                          • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                            أديب وكاتب
                            • 09-04-2011
                            • 768

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبد الغفار صيام مشاهدة المشاركة
                            أخى الأستاذ الأديب المحترم / رجب عبد العال

                            لا أعتقد صحة ما قلت بشأن قصة الأستاذ الكاتب / أحمد فريد دون عناء بحث أو تقصى ... ؛ غاية ما فى الأمر أنه أجرى عملية تدوير أدبي لحكاية يونانية ؛ فألبسها ثوبا قصصيا قشيبا حاكه بطريقته ، و زركشه برؤيته ، و هو أمر معهود غير مستنكر فى عالم الأدب راجع إن شئت قصص ( جورجى زيدان ) الذى صاغ عشرات القصص التى لها أصل تاريخى فأثرى المكتبة الأدبية و ترك تراثا يحسب له لا عليه ....
                            أما بشأن انجرارى خلف النص ...أعتقد أننى أقدم حسن النية و الثقة على ما دون ذلك ، و هو ما أحبذه و أحمده و لو خالفنى فيه البعض ؛ لا سيما و أننى لست ناقدا و لا أحسبنى سأكون ! غاية ما فى الأمر أنى أُحكِّم ذائقتى و هى ــ بالطبع ــ ليست أمرا فصلا ، إنما هى رؤيتى التى تصيب و تخطىء .
                            و أخيرا عودا حميدا يا كاتبنا ( رجب عبد العال ) فقد افتقدت قلمك و ساءنى أنك انقطعت عنا زمنا ، و أسعدنى أوبك جما جما ... لا سيما و بصمة يراعك تفصح عنك و لو تدثرت بكل الشهور العربية ؛ و إن كان رجب فردا فريدا كيراعك المميز .
                            همسة : أعتقد ــ و الله أعلى و أعلم ــ أن ( أخلط ) لا أصل لها ربما تقصد ( خلط ) ؟!





                            ياسيدي الموضوع بسيط ..حصل سوء تفاهم ..أ. رجب وهو جاي الحنطور وداه مكان غير المكان فافتكرني واحد تاني ..كل سنة وانت طيب
                            التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد عبد البصير أحمد; الساعة 19-06-2016, 05:25.
                            الحمد لله كما ينبغي








                            تعليق

                            • محمد عبد الغفار صيام
                              مؤدب صبيان
                              • 30-11-2010
                              • 533

                              #15
                              لا أعتقد صحة ما قلت بشأن قصة الأستاذ الكاتب / أحمد فريد دون عناء بحث أو تقصى.....
                              و كفى !


                              "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X