لحظة لا تنسي



كانت البداية بالنسبة لي .ليس لي معرفة ولا خبرة .طائر وقع من عشه للتو .يريد أن يحلق في الفضاء .لم يكتمل نمو ريشه بعد .إنها النظرة الأولي .والمرة اﻷولي .واللمحة العابرة .التي لا يستطيع المرء أن يستقر بها علي رأي. لكنها كانت الشعاع . الذي أوحي إلي الواجدان أن تعمل .فظلت الكلمات والإبتسامة التي كانت علي الشفاه .ترسم طريقها إلي مشاعري .فألهبت كل مفرداتي .سيطر الخيال وغرقت في بحر الأرق .وصاحبني الطيف .وسكنت في أدغال الخيال .لقد كان الخيال جارفا .ينهمر من عل .مثل شلال متدفق .تحت ضغط التدفق الخيالي .عجزت رؤيتي .فسيطرت ملامحها .واستوطنت .فلا تكاد تغيب عني .إنها حاضرة معي .لا تفتر عني لحظة.حتي تكاد قد وضعت لها متكأ نحت أجفاني .أو ترقد علي سريرها بين أضلاعي .
حاولت ابعادها لكن طيفها رفض .لقد أصبحت ملكا لهذا الخيال .وجدت يدي تكتب علي ورقة .كل ما تحظي به قريعتي من كلمات الثناء والمدح مشعوفة
بحروف الغزل .أرغبها في التواصل معي .وأفرش لها الدنيا ورود .وانثر لها الرحيق .وأنا أمنيها بالسعادة معي .والعيش الرغيد. طويت رسالتي وأبرقتها إليها . ورجعت وأنا أعد نفسي للتحليق .
لقد مرت اﻷيام ثقيلة مثل الجبال .والليالي أثقل .وأنا منتظر أن يعود الزاجل بالرد .حتي انتابني اليأس .وقررت السفر إليها .علي حين غرة. عاد الزاجل وهو يحمل رسالة معه. ونادي علي ساعي البريد .ليسلمني رسالة .
شعور فوق الوصف وغبطة وسرور .لقد تحقق مرادي .سيفارقني الطيف .ساقتل الخيال .
ما هي إلا لحظة أو ال مسافة التي قطعتها قدمي .أو هي المسافة التي امتدت يدي فيهأ لتمسك الرسالة من يد ساعي البريد .والعين تبصرها .
إنها رسالتي التي أبرقتها وظللت أنتظرها فقد عادت إلي وكأنها تاهت عن الطريق .


بقلمي // سيد يوسف مرسي