
اليوم "23" من شهر الوحدة لسنة الشوق الخامسة عشر بعد القهر
أنفث آخر احتمال للخروج من عتمة الدرج
سبعة أيام وأنا حبيسة مزاج "مليكة"
أمس أحسست بأصابعها تلمس خيوط الدانتيلا الناعمة
ولكنها وفي آخر الأمر اختارت تلك الحريرية الحمراء الكئيبة
لا بد أن ليلتها كانت ساخنة ..
ها هي تستيقظ ,ها هي أصابعها الناعمة الطويلة
تتحسسني
تتسلل إلى أعماقي
وأخيرا أخيرا رأيت ذلك البريق في عينها يومئ بنعم
!نعم سحبتني بتردد وبطرف أظفر سبابتها
المطلي الحاد ولكن لا بأس, سأنسى هذا الذل بعد قليل
اليوم يومي إذن
اليوم أتنفس الشمس , أتحد مع ذاك الجسد النافر الغض
استمتع بتلك الرائحة المسكية النفاذة
أتسامر مع حجرها الفيروزي وهو يمرح بقربي, يقص علي آخر ثورة بركان وآخر مقص شذبه وقسمه
ساعة ساعتان وأنا أحس بالحياة
أحس بأقدامها ..ركبها ..عنقها.. إنحناءاتها تتحرك وأتحرك معها
ما أجمل الحياة ,ما أروع أن تكون ,أن تملك القدرة! أن تختار
وما أن نطقت بتختار
حتى نفذت تلك الأصابع الخشنة تحت خيوطي
وصوت ضحكة ماجنة خرقت سمعي وقتلت أفكاري
كانت تتحرك بعنف, تارة تهز أطرافي وأخرى تفتش عن منفذ
تبا لك تبا لك ما أوقحك
ازداد عنفا وشدا
وكلما عاندت ازداد شراسة
كيف بربك! كيف لهذا الجسد الناعم الغض
أن يسمح لتلك اليد الخشنة القبيحة "تلوثه
ويصعقني أنها كانت تستسلم بدلال
بل تنفر راضية مستطيبة ,, بل تطير وابتسامة شبقة لزجة على شفتها الوردية الرقيقة
وأخيرا وبعد مط وشد ومعاملة سادية
طرت في الهواء لأستقر على الأرض
قرب حذاءه القبيح
وأصوات غريبة مختلطة تهز سكينة روحي
تعليق