الفارس ملكا/سحر جبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سحر جبر
    أديب وكاتب
    • 09-03-2009
    • 667

    الفارس ملكا/سحر جبر

    وقف الجميع فى الانتظار.. اندفع الضوء من الكوة وسقط على وجوه التماثيل الكثيرة على الجانبين الواحد بعد الأخر.. لحظات ويتعامد على وجه الفارس ويصبح ملكا.
    إنه يوم التتويج.
    اشرأبت أعناق الحاضرين داخل المعبد تطلعا، إلا الكهنة.. يقف الفارس فى المكان المناسب والوقت الصحيح، سيسقط الضوء على وجهه الآن.
    مرت اللحظات، ولكن الضوء توقف ولم يصل إلى وجهه.
    ساد القلق بين الحضور، وابتسم رئيس الكهنة، وتقدم ومعه الكاهنة التى تحمل الوسادة التى يرتاح عليها التاج، وصعد درجة بجوار الفارس المغمض العينين ووضع التاج على رأسه.. لم ير المشهد سوى الكهنة والوزراء وكبار التجار.. لن يفتح أحدا فمه.
    ارتبك الفارس عدما شعر بالتاج يوضع فوق رأسه، لا حق له فى الملك، فتح عينيه وتطلع فى وجوه من حوله ووقع نظره على أبن الوزير الأول الصغير ينظر إليه باستنكار، ثم علا صوت ابنته وهى تنظر إليه بتعجب:
    "ولكن الضوء لم يسقط على وجهك أبتاه!"
    نظر الوزير إلى ابنه نظرة محذرة، فاحنى الفتى رقبته، ووضعت زوجته يدها على فم ابنتها فسكتت.
    صاح الكاهن الأكبر: "عاش الملك"وردد الجميع الهتاف وراءه، ثم ردده العامة خارج المعبد.
    فكر الفارس بأنه لا يستطيع التراجع، لقد سبق أن فعل الكثير للناس والمملكة، وأصبح الحكم من حقه الآن على أيه حال بعد وضع التاج على رأسه.
    مرت لحظة، وشاهد الجميع يديه ترتفعان إلى رأسه وتخلعان التاج وتعيدانه إلى مكانه فوق الوسادة وسط استنكار الكهنة واستغراب الجميع!
    تحرك الفارس ليغادر مكانه وفجأة سمع صوت شئ يتكسر وأندفعت أشعة الضوء وسقطت على وجهه ثم أحاطت به دائرة من الضوء فى مشهد مهيب بهت له الجميع، حتى الفارس نفسه.
    لم يتحرك أحد، إلا الفتى والفتاة اللذان ابتسما وتقدما ليضعا التاج مرة أخرى فوق رأس الملك الذى أحنى رأسه لهما.
    التعديل الأخير تم بواسطة سحر جبر; الساعة 24-05-2015, 06:12.
    الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه
  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 768

    #2
    قد يبدو النص في مضمونه.. إسقاط على الواقع السياسي الذي تشهده البلاد..
    ولكن في زمن أخر.
    شكراًلك
    الحمد لله كما ينبغي








    تعليق

    • محمد فهمي يوسف
      مستشار أدبي
      • 27-08-2008
      • 8100

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سحر جبر مشاهدة المشاركة
      وقف الجميع فى الانتظار.. اندفع الضوء من الكوة وسقط على وجوه التماثيل الكثيرة على الجانبين الواحد بعد الأخر.. لحظات ويتعامد على وجه الفارس ويصبح ملكا.
      إنه يوم التتويج.
      اشرأبت أعناق الحاضرين داخل المعبد تطلعا، إلا الكهنة.. يقف الفارس فى المكان المناسب والوقت الصحيح، سيسقط الضوء على وجهه الآن.
      مرت اللحظات، ولكن الضوء توقف ولم يصل إلى وجهه.
      ساد القلق بين الحضور، وابتسم رئيس الكهنة، وتقدم ومعه الكاهنة التى تحمل الوسادة التى يرتاح عليها التاج، وصعد درجة بجوار الفارس المغمض العينين ووضع التاج على رأسه.. لم ير المشهد سوى الكهنة والوزراء وكبار التجار.. لن يفتح أحدا فمه.
      ارتبك الفارس عدما ( عندما ) شعر بالتاج يوضع فوق رأسه، لا حق له فى الملك، فتح عينيه وتطلع فى وجوه من حوله، ووقع نظره على أبن ( ابن ) الوزير الأول الصغير ينظر إليه باستنكار، ثم علا صوت ابنته وهى تنظر إليه بتعجب:
      "ولكن الضوء لم يسقط على وجهك أبتاه!"
      نظر الوزير إلى ابنه نظرة محذرة، فاحنى الفتى رقبته، ووضعت زوجته يدها على فم ابنتها فسكتت.
      صاح الكاهن الأكبر: "عاش الملك"وردد الجميع الهتاف وراءه، ثم ردده العامة خارج المعبد.
      فكر الفارس بأنه لا يستطيع التراجع، لقد سبق أن فعل الكثير للناس والمملكة، وأصبح الحكم من حقه الآن على أيه ( أيِّةِ ) حال بعد وضع التاج على رأسه.
      مرت لحظة، وشاهد الجميع يديه ترتفعان إلى رأسه ، وتخلعان التاج وتعيدانه إلى مكانه فوق الوسادة وسط استنكار الكهنة ، واستغراب الجميع!
      تحرك الفارس ليغادر مكانه ، وفجأة سمع صوت شئ يتكسر وأندفعت ( اندفعتْ ) أشعة الضوء وسقطت على وجهه ثم أحاطت به دائرة من الضوء فى مشهد مهيب بهت له الجميع، حتى الفارس نفسه.
      لم يتحرك أحد، إلا الفتى والفتاة اللذان ابتسما وتقدما ليضعا التاج مرة أخرى فوق رأس الملك الذى أحنى رأسه لهما.
      الأستاذة سحر بدر
      أمنياتي بالتوفيق والنجاح
      قصة أثرية تحكي تراثا أبديا سنته لا تتبدل ولا تتغير
      الحق يجب أن يعلو فوق الجميع
      تحياتي
      =========

      خدمات رابطة محبي اللغة العربية

      تعليق

      • سحر جبر
        أديب وكاتب
        • 09-03-2009
        • 667

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
        قد يبدو النص في مضمونه.. إسقاط على الواقع السياسي الذي تشهده البلاد..
        ولكن في زمن أخر.
        شكراًلك
        هو بالفعل زمن أخر.. جزيل الشكر على المرور والرد.
        مع خالص ودى وتحياتى
        الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

        تعليق

        • سحر جبر
          أديب وكاتب
          • 09-03-2009
          • 667

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
          الأستاذة سحر بدر
          أمنياتي بالتوفيق والنجاح
          قصة أثرية تحكي تراثا أبديا سنته لا تتبدل ولا تتغير
          الحق يجب أن يعلو فوق الجميع
          تحياتي
          =========

          خدمات رابطة محبي اللغة العربية
          جزاك الله بكل الخير أستاذى محمد فهمي يوسف..
          شكرا لقراءتك ومرروك الكريم.
          صراع النور والظلام .. الخير والشر.. العدل والظلم أبدى
          ومن المؤكد أن الخير سينتصر يوما.. فى النهاية، لأنها سنة الله سبحانه وتعالى.
          مع خالص ودى وتحياتى
          الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            مشهد رُسِمَ بإتقان
            التفاصيل كانت عين كاميرا للمتلقي في أن يصوّر هذه اللقطة
            أحسنتِ أخت سحر جبر
            تحياتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • عبدالكريم شكوكاني
              أديب وكاتب
              • 31-12-2010
              • 266

              #7
              فيها كل مكونات القصة القصيرة
              مصاغة وموشاة كقطعة خز
              هدفها نبيل
              ولها من الزمان ازمنة
              ومن المكان امكنة
              كنت موفقة استاذة سحر جبر
              تحياتي

              تعليق

              • جلال داود
                نائب ملتقى فنون النثر
                • 06-02-2011
                • 3893

                #8
                الأستاذة سحر بدر
                بعد التحية والتقدير
                ممتعة بلا شك
                رغم أنك إستعملت أدوات العهود القديمة في إحداثيات القصة ، إلا أن مضمونها يصلح لهذا الزمان ، رغم أن لا أحد يتراجع عن منصبه حتى ولو أريق على جوانبه الدم.
                نأمل مواصلة إتحافنا بالمزيد
                دمتم

                تعليق

                • خالدابوجمعه
                  هاوي خربشة
                  • 18-05-2015
                  • 104

                  #9


                  لا بد ان يعود الحق لأصحابه..
                  عاجل ام اجل
                  جميل ما قرأت تحياتي

                  وأبقى أنتظرُ المطر
                  والمطرُ أنتِ

                  تعليق

                  • هدير الجميلي
                    صرخة العراق
                    • 22-05-2009
                    • 1276

                    #10
                    كما كنا قبل سنوات نعشق أفلام التاريخ القديمة
                    ونتفاعل مع المشاهد كما تفعالت مع قصتكِ الان
                    كل التقدير عزيزتي
                    بحثت عنك في عيون الناس
                    في أوجه القمر
                    في موج البحر
                    فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                    ياموطني الحبيب...


                    هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                    تعليق

                    • جمال نصير
                      أديب وكاتب
                      • 06-07-2012
                      • 522

                      #11
                      سرد سلس بخص القضية كلها .. دمتى موفقة

                      تعليق

                      • لمياء كمال
                        أديب وكاتب
                        • 26-10-2012
                        • 270

                        #12
                        حتى الملوك تنحني لبريق التاج, التفاته تسقط المعقولية على الخراب
                        مدخل الأقصوصة واع لما يريد وحقق أفكاره على مهل
                        والخاتمة أثارت الفضول وبعثت الأسباب
                        هل كان الفارس ملكا حقا,
                        لا أدري وربما لن أدري ابدا

                        تقديري

                        تعليق

                        • ناظم الصرخي
                          أديب وكاتب
                          • 03-04-2013
                          • 1351

                          #13
                          ما أروع هذا البوح ،سرد جميل وعليل
                          لابد للضوء أن يكشف ما يعتري الزوايا من ظلام
                          تحياتي العطرة

                          تعليق

                          • سحر جبر
                            أديب وكاتب
                            • 09-03-2009
                            • 667

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                            مشهد رُسِمَ بإتقان
                            التفاصيل كانت عين كاميرا للمتلقي في أن يصوّر هذه اللقطة
                            أحسنتِ أخت سحر جبر
                            تحياتي
                            فوزي بيترو
                            ما أكرمك أستاذى إذ تقرأ ما سطرت!
                            جزاك الله خيرا.
                            مع خالص ودى وتحياتى
                            الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

                            تعليق

                            • سحر جبر
                              أديب وكاتب
                              • 09-03-2009
                              • 667

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم شكوكاني مشاهدة المشاركة
                              فيها كل مكونات القصة القصيرة
                              مصاغة وموشاة كقطعة خز
                              هدفها نبيل
                              ولها من الزمان ازمنة
                              ومن المكان امكنة
                              كنت موفقة استاذة سحر جبر
                              تحياتي
                              شكرا لحضرتك على المرور والتشجيع
                              أسعدتنى برأيك.
                              مع خالص ودى وتحياتى
                              الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

                              تعليق

                              يعمل...
                              X