رواية "أرض الجمل" تدور أحداثها في عام 1995، من خلال عدة شخصيات تعكس حال المجتمع المصري في ذلك الوقت، وتعكس حال الجماعات الإسلامية. وهي أول رواية تدلف إلى عالم جماعة الإخوان المسلمين الغامض. وتناقش الرواية بعض ظواهر علوم الباراسيكولوجي مثل الخروج من الجسد والتواجد في أكثر من مكان في ذات الوقت.
في رواية أرض الجمل سنجد إبليس يحاول أن يسجد لقبر آدم عليه السلام:
في رواية أرض الجمل ، سنفاجأ بأن إبليس في عام 3248 ميلادية يريد أن يتوب إلى الله ويأتمر بأمره في السجود لآدم وهو في قبره عليه السلام:
ص 388
نظر إبليس إلى قبر آدم وتساءل في نفسه: كيف أسجد له بعد أكثر من ستين ألف سنة؟
احتار إبليس أيسجد أم لا؟ فدفعه المعلم ليسجد، وصرخت فيه روح علي ليسجد.
فتفجرت ينابيع الدموع في قلب إبليس، وقال بصوت متهدج:
-سأكلمكم بالعلم. إن الجينات الوراثية قد أثبتت لكم يا بني آدم، أن الإنسان يتشابه مع جينات الغوريلا في 98.4%، ويتشابه مع القط في 97%، ومع الكلب في 95%، ومع الحصان في 80%!..
ثم ضحك بفحيح خبيث وواصل:
-إن جينات الإنسان تتشابه تماما مع جينات الشامبنزي إلا في ثلاثة جينات، وهذه الثلاثة جينات هي نفسها موجودة عند الإنسان ولكنها في صورة متحورة، ثم تريدون مني أن أسجد لأبيكم؟!
ردت روح علي:
-يا غبي، لماذا لم تقل إن الجينات الوراثية تتشابه أيضا مع نبات الذرة في 67%، ومع نبات الموز في 50%!... فهذا دليل على أن عجينة الخلق واحدة، وأن الخالق واحد.
وواصلت:
-ثم إنك يا لعين، قد شاهدت آدم وهو من صلصال فخار، وكنت تتحرك داخله. يعني إنك لا تستطيع أن تقول إن الإنسان قد أتى من الشامبنزي، ولم يقل أحد إن الإنسان نصفه موز وثلثاه ذرة وأغلبه قط!...
قال إبليس:
-أنا لم أقل إن الإنسان قد أتى وتطور من القرود، ولكني أردت أن أقول لكم إن الإنسان يتشابه مع القرود في جيناته الوراثية، فكيف تطلبون مني أن أسجد له؟ إن العلم قد أكد لي على صحة موقفي في عدم السجود لآدم.
قال المعلم ساخطا:
-إن الآمر للسجود هو الله. وعليك طاعة أمره سبحانه وتعالى.
-هل سمعتم عن تشابه بين خلقة الشيطان وبين خلقة الحيوانات أو حتى الإنسان؟ فكيف تطلبون مني أن أسجد؟
فسأله المعلم بعنف:
-ألم تقل أنت إنك تريد التوبة؟
-لا أستطيع أن أسجد. أنا خير منه. أنا خير منه. خلقه من تراب وخلقني من نار...
دفع المعلم إبليس في قفاه فوقع على الأرض وهو يقول :
-لا أستطيع السجود. لا أستطيع. لا أستطيع...
هتفت الأرواح المؤمنة:
-اسجد... اسجد... اسجد...
فهتفت أرواح الكافرين:
-لا تسجد... لا تسجد... لا تسجد...
وتلاطمت موجات الأصوات الهادرة في فضاء الكوكب:
-اسجد... اسجد... اسجد...
-لاسجد... لاسجد... لاسجد...
-اسجد... اسجد... اسجد...
-لاسجد... لاسجد... لاسجد...
-اسجد... اسجد... اسجد...
-لاسجد... لاسجد... لاسجد.


تناقش رواية " أرض الجمل " ظاهرة تواجد الفرد في أكثر من مكان في ذات الوقت... ص 341:
-لقد أتينا بك إلى هنا لتخبرنا بسر قيادتك للمظاهرات بشحمك ولحمك في كل المحافظات في الوقت نفسه. فهل هي معجزة في نهاية القرن العشرين أم ماذا؟!... أم هو خداع من جماعتك؟! وما أكثر خداعكم!...
وقال رئيس الوزراء:
-وربما يكون سحرا!
وقال رئيس الحرس الجمهوري:
-من غير المستبعد أن يمارس إخوان الشياطين السحر...
تبسم علي قائلا :
-طالما أن لنا قوة خارقة، فلماذا لا نتفاهم؟
فتساءل وزير الداخلية:
-أنتفاهم معك يا غلام؟
فلم يرد عليه علي. وفوجئ الحاضرون بالقيد وهو ينفك من رسغ علي الأيمن، وبعد ثانية واحدة، ظهر علي بشخصيات عديدة في قاعة الاجتماع الفسيحة... استولت الدهشة، وتمكن التحير من أرواح الحاضرين، فضربوا كفا بكف...
هتف مستشار الأمن القومي:
-لقد ظهر بعدد المحافظات التي كان فيها في المظاهرات!...
فقال رئيس الحرس الجمهوري بحماس:
-لو فتحنا النار على أي شخصية من هذه الشخصيات، فستختفي بقية الشخصيات ونستريح من هذا الساحر وسحره الخبيث!...
فتبسمت شخصيات علي في ذات الوقت بذات الابتسامة لأنه شاهد المعلم ولم يره غيره وقال من خلال الابتسامة:
-إن لنا سبعة أرواح، فلن تستطيعوا أن تقضوا علينا أبدا...
وظل يكرر: أبدا ... أبدا ... أبدا ...
ومع مرور الوقت، تحير الحاضرون في التعامل مع هذه النسخ العديدة لشخصية علي، والتي تواجههم بعناد وقوة وثبات، وتملك الخوف منهم جميعا!... كان رئيس الجمهورية هو الوحيد الذي بدا وهو رابط الجأش ومالكا لزمام نفسه حتى لا ينهار أعضاء المجلس. كان السفرجي واقفا طوال الوقت على مقربة من الرئيس لتلبية أي أمر، وكان الوحيد المسلح بين كل الحاضرين ولم يلحظ أي أحد أنه كان مسلحا بمسدس مارك23، وكان يخفيه في سرواله الفضفاض. وبإشارة من عين الرئيس لم يلحظها أحد؛ فتح السفرجي النارَ من مسدسه الخاص محدثا فزعا رهيبا...

للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم ...

الأستاذ الفاضل: حسين ليشوري

الأستاذ الفاضل: حسين ليشوري
شكرا جزيلا للمستك الرقيقة الفاحصة في التعليق على رواية أرض الجمل. وبالنسبة لهذه الرواية فلم تدلف إلى كل الجماعات الإسلامية من الداخل، إنما عكست حال الجماعات الإسلامية المتشددة وخاصة "الجماعة الإسلامية" التي كانت تنتهج العنف في دعوتها في منتصف التسعينات من القرن العشرين، ودلفت الرواية بعمق إلى جماعة الإخوان المسلمين الغامض. ولم أستمد مادة الرواية عن الجماعات الإسلامية من وسائل الإعلام، إنما من مناقشاتي لبعض المنتمين إلى هذه الجماعات في ذلك الوقت.
وبالنسبة لاسم الرواية، فهو مستمد من مكان يسمى بهذا الاسم فعلا، أما "روح علي" فهو تعبير عن مرحلة لإسقاط نجمي أو خروج من الجسد لعلي عبد المنعم.
ولقد حاولت رفع نسخة pdf للرواية، ولكن حجم الملف كان كبيرا بالنسبة للرفع في موقعنا المتميز "المبدعون العرب"، حتى بالنسخة المضغوطة لنسخة pdf، لم أستطع رفعها.

الأخ الأستاذ الفاضل: حسين ليشوري
شكرا جزيلا مرة ثانية على تعليقك المدقق والفاحص لراوية "أرض الجمل".
بالنسبة لشخصية "المعلم" فهو شخصية خيالية تقوم بإعداد علي عبد المنعم لكي يواجه تطرف وانحراف الجماعات الإسلامية المتشددة والمعتدلة وخاصة جماعة الإخوان المسلمين. وبخصوص انعكاس الرواية لحال المجتمع المصري في عام 1995، فأنا أقصد رصد الرواية لحال المجتمع المصري على الإجمال وخاصة بالأحوال السياسية والاقتصادية...
وأفقك يا سيدي الفاضل على التدقيق في اختيار اللفظ العربي في التعبير عما نريد، وخاصة أن اللغة العربية حمالة، وبها كم لا حد له من الاشتقاقات اللفظية البلاغية الخلابة...