تراتيل سوداء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن العاصي
    أديب وكاتب
    • 10-01-2015
    • 267

    تراتيل سوداء

    إنَّني ممتلئ بالعزلة
    مساحات من السواد
    والأكمام مُبتلة بطعم الفراغ
    أنسدل من نافذة الحمم
    لاملامح لدربي
    أتلوَّى كي أتضرَّج بالخطى الساقطة
    لاشيء سوى هذا الصدى المثقل بالعراء

    يتهالك رماد الهيكل
    لا أديم لهذه العتمة
    غير أن صنوبر الراحلين رمق السَّهد
    لو أنَّ البرق ينكفئ
    لو أنَّ النبت العاري أطياف عقم
    يحاصر الأرق
    لو يمضي هذا الوشم الأخير كطيف
    ويتوارى تحت ركام الخواء

    المدائن تسأل عن أسمائها
    تفتش عن موت يشبهها
    صغار يأكل الذباب عيونهم
    والنساء بأثداء هزيلة
    تجول في الأزقَّة تتعثر بالشقاء
    نعوش ممتلئة بالجمر
    وجه الجنازة يرتعش
    والغربان تنوح على سنديان الغرباء

    يمدُّ الموت أكفَّه نحو المنعطفات
    يفرّ الرمل من شقوق الريح
    وينتظر الشجر القيامة
    وحيدون هم كنجمة الصباح
    يحضنون الأخضر فوق القبور
    فمن يذكر أغصان المدينة
    وألوان دهشتها
    والدروب انتعلت الوحل والدماء

    للتراتيل الحزينة جدران
    وأبواباً مذعورة
    تحرسها الغيلان
    لانوافذ فيها
    وعروق الأرض تبكي
    وتتشقَّق السماء خمائل من احتضار
    لكنَّنا نوغل في الريح
    نقطف رعش الضوء
    نفرش المطر وجهاً للصلاة
    نقرأ أسرار الفصول
    فوق رماد العشب كالعنقاء
    التعديل الأخير تم بواسطة حسن العاصي; الساعة 25-05-2015, 04:38.
    يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    .
    .
    لكنَّنا نوغل في الريح
    نقطف رعش الضوء
    نفرش المطر وجهاً للصلاة
    نقرأ أسرار الفصول



    الصورة المبينة على متن الغيث
    حملت أوزار الشعر وثقل الإسقاط
    وساقت الناصية إلى مصيرها المؤجل

    كانت واثقة الخطى .. كتبت على الدرب رعشة الضوء وحلم المطر بالانفلات من الواقع اللحظي
    إلى حتمية الدوران وقدرته على مسح الجمر وإطفاء المرارة العالقة في بدن الأرض القتيلة

    من شأن هكذا صور أن تحيي دالة الشعر النثري وتقيمه بحدية الإيحاء الممتد الواسع
    والذي يفتح العبارة على كل الاحتمالات

    ولم تزل في عباراتك قوة
    تجذبنا إلى نصوصكم وسحرها المتدفق الدائم

    تقديري للشاعر العاصي
    تثبت

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      .
      .

      يتهالك رماد الهيكل
      لا أديم لهذه العتمة
      غير أن صنوبر الراحلين رمق السذَّهد


      اختيارك للكلمات يمدها بالقوة التي تفعّلها وتجريها
      وحتى تظلل المعنى الذي أردت


      تبنيك لكلمة الهيكل وما أوحى من فراغ لحمي وفكري
      كان مناسبا و
      فاعلا , قدر ما بعده من تزاوج تصويري "في جملة لا أديم لهذه العتمة "
      وكانا أن امتزجا بصائبة متكاملة , أعطت العبارة النثرية قوامها ومزاجها الشعري

      توقفت عند كلمة
      سذهد ولم أجد معنى لها

      تعليق

      • حسن العاصي
        أديب وكاتب
        • 10-01-2015
        • 267

        #4
        صباح الخير آمال
        الكلمة الصحيحة هي السَّهد
        سأعود لاحقاً
        يومك سعيد
        يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها

        تعليق

        • حسن العاصي
          أديب وكاتب
          • 10-01-2015
          • 267

          #5
          آمال العزيزة
          حُسن القراءة والنقد من رفعة الأدب
          ليس مثلك تغوصين في بحر القصيد تبحثين عن مكامن اللؤلؤ
          تستخدمين كافة أدواتك .. تقرأين ثم تعودين للقراءة مرة أخرى
          تنشئين مختبراً لتحليل الكلمات والصور الشعرية والأفكار
          تستعينين بالنظريات الفلسفية والبلاغية وعلم اللسانيات وعلم الجمال
          تحللين .. تقومين بفك الكلمات وإعادة تركيبها .. تعرينها فم تعيدين إلباسها حلة أخرى
          تنظرين في كيفية استخدام الرموز في النص .. وكيف استقامت موسيقى القصيد الداخلية
          كيف تم توظيف الجملة الشعرية لبناء صورة شعرية تُدهش المتلقي
          تعصرين المعنى وترتشفين المفردة حتى القطرة الأخيرة
          قراءة كهذه تستحق مني ومن الجميع كل احترام وإشادة
          آمال
          من يسار صدري أقول شكرا على هذه القراءة الإضافة المثمرة
          كل التحية والاحترام والمحبة التي تليق بقلبك أهديك أسماها وأرقاها
          يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #6
            حين يستسلم الجرح للجلد
            يصبح الاحتراق خضوعا
            الاستنزاف هواية
            نمارسها على الذات
            كي تغادر الاحلام العناد
            وتركب صهو الاعتياد
            وتصبح التراتيل أغنية نرددها في صمت
            كيما تسمعنا الاذان اللاصقة بالجدار
            وتحملنا وزر الامس والغد

            احييك استاذ حسن العاصي على ما نثرت هنا
            من وجع مضمخ بالشعر ...مطرز بالانين

            دمت بهذه الروعة

            تعليق

            • حسن العاصي
              أديب وكاتب
              • 10-01-2015
              • 267

              #7
              لالة مليكة

              حين تتأملين بالكوة المحفورة في جدار العتمة
              هذا لأنك تريدين أن تهربي نحو النور

              هناك أشياء تشلنا كتلك التي تخترقنا دون عثرات
              تلك التي تصاحب الضوء لتسكن كينونة نازفة
              مضرجة بالأسئلة

              مليكة
              وأنت الزهرة المتدثرة بصبح ندي
              حفنات من الشكر للمرور والقراءة

              احترامي
              التعديل الأخير تم بواسطة حسن العاصي; الساعة 27-05-2015, 12:04.
              يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها

              تعليق

              يعمل...
              X