حارس الجنازات العجوز !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    حارس الجنازات العجوز !

    حارس الجنازات العجوز

    الحارس العجوز يغفو على زفير نجواه
    آلام المعدة و الروماتيزم
    تلك الحكة الناضجة في مسام الجراحات
    ووخز الشجون
    صور لا تكاد تغلق ألوانها
    أمام رعايا الذاكرة المنكسة
    تحمل إليه العالم الفتي مذ قبض البحر بكفيه
    و الزند متراس
    محشة
    منجل
    فأس وربما بندقية ..
    لكنه يغفو قليلا
    و يصحو مع اهتزازة خيوط الفجر بين الغصون !

    يصلي قائما على نبضات جذرها
    المعشق بضمير الأرض
    يميس جذعها
    يحاصرها بعينيه
    و آلام فقراته
    ثم يركن حلمه
    يغوص فيما خلف على امتداد الوقت
    كأنما ينبش ركام ما اختزن
    من شقاوات
    تباريح
    أسفار
    ارتحالات تصدعت لها عروش احتمالاته في الزمن القمري
    فجأة تفزع فرائصه
    تحاصر الغصون
    كمس هتك غوامضه
    حاصرها غصنا غصنا
    ورقة ورقة
    فيسيل صخره قطرا
    حين حط في ذبول غصن يقاوم العطب !

    تطيش قدماه سعيا خلف مجهول
    كفه لا تغادر الجذع
    وبتمتمات دامعات يرفع عجزه القاهر
    يلف حوله مرات و مرات
    يستدعي طبيبا
    كاهنا
    عرافة
    شيخا مريدا
    يستلقي على وجع
    بحضنه آية و مسبحة و صرة من قوارير و شرائط مسكنات
    و أحلام بقرب وصول العافية لغصنه الذابل !

    كم راعه تغير السحاب
    انفلات الطيور عن أجنحة الهواء
    انحلال الغصون و انفلات أمرها
    اغتصابها لأمنه
    لتلك الطمأنينة بحلم رعاه طويلا
    من دبيب المارقين
    انهزامات الأخضر أمام زحف الحجارة
    ومداميك القسوة
    لكنه يظل ساكنا
    يطوق الجبين بالسماء
    ويشرق النهار بابتسامات الرضا
    ربما لحكمة
    تقول :" مهما تناءت الغصون ،
    غاضبت فرعها ،
    يوما تضيق بالرحيل و المنافي ..
    يوما تحن للجذور ".

    الحارس العجوز .. بدا كأنه في هزيعه الأخير
    كقط مبلل
    وحيدا باكيا
    رغم تعانق الغصون
    التفافها الحنون
    محاصرة أحزانه
    فالعطب نال غصنه المبتلى
    فتح الطريق أمام طابور الجنازات
    وكم يخشى .. رؤية الطريق مفتوحة الأشداق
    يكون شاهدا على ابتلاع عمره المنثور
    حارسا لملحها و الجنازات !
    sigpic
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    #2
    لا يخرج العجز عن دائرته المالوفة
    كأنما يخضع السنين الماضية لاختبار الموت
    كانما يرودها على قبول الخاتمة ان فاجاته
    دون سابق انذار ...او حضرت قبل موعدها
    لتربك استعداده للعالم المقبل

    هنا قصة قصيدة ....واعرف ان الربيع
    يعشق هذا النوع من القص لانه الاقرب الى المتلقي
    والاكثر تعبيرا عنه كلما فسحنا براح التاويل
    ولم نضع حدودا لا تسمح بالخروج عن العادي والمالوف

    امتعتنا الابجدية بالجنازة
    وقرانا التراتيل على مهل
    فشكرا استاذ ربيع


    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      من الجميل و المفيد أن تظل هذه الإشكالية في أذهاننا دائما
      و أن نأخذ الأمر على إطلاقه في حال الشعر
      فلا نقول نثر .. بل شعر
      الشعر المنظوم يحمل قضايا القص و المسرح و الرواية و إن تراجع في الأخيرة
      لما تنتهج من سردية ( الرواية الوعاء الكبير الذي استوعب الفنون مثل الإلياذة و الأوديسا وربما بعض الملاحم ) و لكن التجارب الإنسانية تصاغرت عنها و لم تقترفها مثلما حدث في المسرح الشعري و القصة الشعرية
      و على هذا لنا أن نقيس الشعر النثري و معالجته لكل هذا و ألا نكتفي بالقول بدرامية الشعرفقط

      سعيد أن نال النص منك
      و لو كان من باب أنه أقرب إلي القص
      خالص الشكر و التقدير للأستاذة مالكة
      sigpic

      تعليق

      • بسباس عبدالرزاق
        أديب وكاتب
        • 01-09-2012
        • 2008

        #4
        حارس الجنازات
        هذا العجوز مرت أمامه الأمنيات و هي تشيع لقبورها
        و كيف بيعت القبور بالمزايدة
        و كيف تلاشت شعرات رأسه و كأنها صرخات سقطت من قلبه



        كم كنت شجيا أستاذي و عذبا

        محبتي الكبيرة ربيعي
        السؤال مصباح عنيد
        لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          لو تكلمنا عن تجربة الإبداع التي ينقل بها المؤدون الحرف بمشاهد
          ولوحات تعبيرية تجعل الحس القصصي في العمل عمودا فقريا تُبنى
          عليه حالة السرد ، نثرا كانت أو شعرا تمر بمستويات متدرجة من
          أساليب التعبير التي لكلٍّ منها قيمة لا يُقَلَّل منها . فن البالية يتربع
          فوق قمة هذه التجارب وليس من الحكمة أن نقول أن لكل ذوقه في التلقي .
          في قصيدة النثر التي تعالج الفكرة والمضمون بصورة درامية قصصية
          هنا يقترب المبدع من محاكاة فن البالية الذي يحتاج من صاحبة إلى كثير
          من الفطنة والإتقان .
          في هذا النص " حارس الجنازات العجوز " عبر الكاتب بحنكة العارف إلى محراب
          هذا الجنس من التعبير فكان العنوان شاهدا على ما أقول .
          افتتاحية النص تشير إلى أن هناك حدوتة :
          الحارس العجوز يغفو على زفير نجواه
          آلام المعدة و الروماتيزم
          تلك الحكة الناضجة في مسام الجراحات
          ووخز الشجون
          أما القفلة ، فحدّث بلا حرج ! تمنح المتلقي الشعور بالإمتلاء :
          الحارس العجوز .. بدا كأنه في هزيعه الأخير
          كقط مبلل
          وحيدا باكيا
          رغم تعانق الغصون
          التفافها الحنون
          محاصرة أحزانه
          فالعطب نال غصنه المبتلى
          فتح الطريق أمام طابور الجنازات
          وكم يخشى .. رؤية الطريق مفتوحة الأشداق
          يكون شاهدا على ابتلاع عمره المنثور
          حارسا لملحها و الجنازات !


          أخي ربيع عقب الباب أتمنى أن يكون كلامي قريبا من الواقع
          أجمل تحية
          فوزي بيترو

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
            حارس الجنازات
            هذا العجوز مرت أمامه الأمنيات و هي تشيع لقبورها
            و كيف بيعت القبور بالمزايدة
            و كيف تلاشت شعرات رأسه و كأنها صرخات سقطت من قلبه



            كم كنت شجيا أستاذي و عذبا

            محبتي الكبيرة ربيعي
            هي تجربة للمواساة
            و تعجل ما لا يعجل فلا أكون شاهدا على جنازات الأحبة و بنات العمر
            شكرا على مرورك الطيب أخي الحبيب

            خالص محبتي
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              إن كان خلق الله سبحانه خاضعا للحب و الكره من قبل المخلوق
              فما بالك بخلقنا نحن .. حتى و إن كانت هناك دلائل ومقومات ؟
              وخاصة إذا ما كانت هذه ( القصة و الشعر ) من الأمور الخاضعة للاحساس و الشعور أولا ؟!

              أسعدني مرورك أستاذي فوزي

              كل الشكر و المحبة
              sigpic

              تعليق

              • نورالضحى
                أديب وكاتب
                • 06-07-2014
                • 3837

                #8
                الحارس العجوز .. بدا كأنه في هزيعه الأخير
                كقط مبلل
                وحيدا باكيا
                رغم تعانق الغصون
                التفافها الحنون
                محاصرة أحزانه
                فالعطب نال غصنه المبتلى
                فتح الطريق أمام طابور الجنازات
                ..
                .
                .
                أهلآ سيدي الفآضل ..
                حآرس الجنآزآت رغم دلآلآت الشيخوخة به يفتقد الآحبة ..
                و الآنسآن المُحبط لآيرتبط به عمرآ ..
                الكثير مِنّنآ يحتآج الموآسآة والبكآء على الآحلآم ..
                حينمآ يفقد آحبآبه و يمر عليك يومآ مؤلمآ بألف عآم ..
                .
                .
                قلم مُبهر ..
                وأسلوبك عميق الشجن .
                ألف وردة لقلمك وقلبك ..
                .
                .
                [aimg=borderSize=0,borderType=none,borderColor=blac k,imgAlign=none,imgWidth=,imgHeight=]http://n4hr.com/up/uploads/4c757e359a.gif[/aimg]



                ________________________________________
                ,’
                ** ذاتَ مرة آحببت وَ جلّ من لا يُخطئ ...!

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  أن ترى الشجرة أوراقها تذبل ورقة ورقة
                  و تتساقط للريح تذروها كغبار
                  و تشيعها للهباء
                  أن تتعرى الحياة من أحلامها حلما حلما
                  فما تبقى لها سوى أنفاس واهنة
                  و بعض من ظلال الحكايات
                  كم هو قاس ومهلك أن نعيش تلك الحالة ..
                  و في مجتمعاتنا العربية الموشومة بالقسوة و الموت بعدارتدادها
                  و سيرها العكسي كأنها ما عاشت و لا كانت لها الحياة
                  متخففة من تراثها الإنساني الذي أعطته للبشرية و لم تبقي سوى الموت و الجنازات !

                  مرورك أسال النور في عيني
                  و أشرق ما ظننته ظلام النهاية !
                  شكري و تقديري أستاذة نور
                  sigpic

                  تعليق

                  يعمل...
                  X