حارس الجنازات العجوز
الحارس العجوز يغفو على زفير نجواه
آلام المعدة و الروماتيزم
تلك الحكة الناضجة في مسام الجراحات
ووخز الشجون
صور لا تكاد تغلق ألوانها
أمام رعايا الذاكرة المنكسة
تحمل إليه العالم الفتي مذ قبض البحر بكفيه
و الزند متراس
محشة
منجل
فأس وربما بندقية ..
لكنه يغفو قليلا
و يصحو مع اهتزازة خيوط الفجر بين الغصون !
يصلي قائما على نبضات جذرها
المعشق بضمير الأرض
يميس جذعها
يحاصرها بعينيه
و آلام فقراته
ثم يركن حلمه
يغوص فيما خلف على امتداد الوقت
كأنما ينبش ركام ما اختزن
من شقاوات
تباريح
أسفار
ارتحالات تصدعت لها عروش احتمالاته في الزمن القمري
فجأة تفزع فرائصه
تحاصر الغصون
كمس هتك غوامضه
حاصرها غصنا غصنا
ورقة ورقة
فيسيل صخره قطرا
حين حط في ذبول غصن يقاوم العطب !
تطيش قدماه سعيا خلف مجهول
كفه لا تغادر الجذع
وبتمتمات دامعات يرفع عجزه القاهر
يلف حوله مرات و مرات
يستدعي طبيبا
كاهنا
عرافة
شيخا مريدا
يستلقي على وجع
بحضنه آية و مسبحة و صرة من قوارير و شرائط مسكنات
و أحلام بقرب وصول العافية لغصنه الذابل !
كم راعه تغير السحاب
انفلات الطيور عن أجنحة الهواء
انحلال الغصون و انفلات أمرها
اغتصابها لأمنه
لتلك الطمأنينة بحلم رعاه طويلا
من دبيب المارقين
انهزامات الأخضر أمام زحف الحجارة
ومداميك القسوة
لكنه يظل ساكنا
يطوق الجبين بالسماء
ويشرق النهار بابتسامات الرضا
ربما لحكمة
تقول :" مهما تناءت الغصون ،
غاضبت فرعها ،
يوما تضيق بالرحيل و المنافي ..
يوما تحن للجذور ".
الحارس العجوز .. بدا كأنه في هزيعه الأخير
كقط مبلل
وحيدا باكيا
رغم تعانق الغصون
التفافها الحنون
محاصرة أحزانه
فالعطب نال غصنه المبتلى
فتح الطريق أمام طابور الجنازات
وكم يخشى .. رؤية الطريق مفتوحة الأشداق
يكون شاهدا على ابتلاع عمره المنثور
حارسا لملحها و الجنازات !
الحارس العجوز يغفو على زفير نجواه
آلام المعدة و الروماتيزم
تلك الحكة الناضجة في مسام الجراحات
ووخز الشجون
صور لا تكاد تغلق ألوانها
أمام رعايا الذاكرة المنكسة
تحمل إليه العالم الفتي مذ قبض البحر بكفيه
و الزند متراس
محشة
منجل
فأس وربما بندقية ..
لكنه يغفو قليلا
و يصحو مع اهتزازة خيوط الفجر بين الغصون !
يصلي قائما على نبضات جذرها
المعشق بضمير الأرض
يميس جذعها
يحاصرها بعينيه
و آلام فقراته
ثم يركن حلمه
يغوص فيما خلف على امتداد الوقت
كأنما ينبش ركام ما اختزن
من شقاوات
تباريح
أسفار
ارتحالات تصدعت لها عروش احتمالاته في الزمن القمري
فجأة تفزع فرائصه
تحاصر الغصون
كمس هتك غوامضه
حاصرها غصنا غصنا
ورقة ورقة
فيسيل صخره قطرا
حين حط في ذبول غصن يقاوم العطب !
تطيش قدماه سعيا خلف مجهول
كفه لا تغادر الجذع
وبتمتمات دامعات يرفع عجزه القاهر
يلف حوله مرات و مرات
يستدعي طبيبا
كاهنا
عرافة
شيخا مريدا
يستلقي على وجع
بحضنه آية و مسبحة و صرة من قوارير و شرائط مسكنات
و أحلام بقرب وصول العافية لغصنه الذابل !
كم راعه تغير السحاب
انفلات الطيور عن أجنحة الهواء
انحلال الغصون و انفلات أمرها
اغتصابها لأمنه
لتلك الطمأنينة بحلم رعاه طويلا
من دبيب المارقين
انهزامات الأخضر أمام زحف الحجارة
ومداميك القسوة
لكنه يظل ساكنا
يطوق الجبين بالسماء
ويشرق النهار بابتسامات الرضا
ربما لحكمة
تقول :" مهما تناءت الغصون ،
غاضبت فرعها ،
يوما تضيق بالرحيل و المنافي ..
يوما تحن للجذور ".
الحارس العجوز .. بدا كأنه في هزيعه الأخير
كقط مبلل
وحيدا باكيا
رغم تعانق الغصون
التفافها الحنون
محاصرة أحزانه
فالعطب نال غصنه المبتلى
فتح الطريق أمام طابور الجنازات
وكم يخشى .. رؤية الطريق مفتوحة الأشداق
يكون شاهدا على ابتلاع عمره المنثور
حارسا لملحها و الجنازات !
تعليق