تجلس علي الكرسي المتحرك في شرفتها،تراقب حركة الأطفال،النجوم،تنظر إلي تلك الشجرة التي زرعتها منذ خمسين عاماً حين كانت أعوامها عدد صوابع يدها،كبرت الشجرة ولم تنهزم بعد ظلت مثمرة وصارت هي عجوز !!
**
تتذكره في أخر أيامه،قبل أن يرحل إلي البعيد،هو من جعله تعشق مشاهدة التفاصيل
- الشوارع عاملة زي الفضا في حركة دايما،كل بيدور حوالين مركز،مش مهم فين المركز بتاع البشر،المهم ان انتي مركز الكون بتاعي انا،وهفضل الف حواليكي وادور عليكي !!
مبتسماً يغني لها لحن قديم لعبد الوهاب "بلاش تبوسني في عنيا"
- بس أحنا كبرنا ع الكلام دة !
- الروح عمرها ما بتكبر
- هتفضل تقولي الكلام،لحد ما تسبني هنا في البلكونة،للصبار وزقزقة العصافير،وحركة الناس في الشارع وهتمشي !!
***
حين كانت صغيرة،كان لها قلبين،إذا قسي عليها أحدهم،تهرب للأخر،تفلت يدها من يد أمها التي رفضت شراء قطعة حلوي أخري،تجري أتجاه والدها،تتعلق بيده،يبتسم لها،تطلب منه قطعة حلوة،يعنفها لأنها لا تسمع كلام أمها،تفلت يدة،تذهب إلي حضن أمها،تبكي،ثم بعد قليل تضحك !!
***
ولكن يوماً ما أحتاجت إلي قلب أخر،يكون لها،تكون له،وأتي كالمصادفات الجميلة،مرت السنوات،تركها هنا،تجلس علي كرسي متحرك،لا تطيق الأنتظار،تصلي كثيراً كي تصل له،تتذكر كلماته عن الموت
- تعرفي لو البشر مكنوش بيموتوا مكنوش حسوا ببعض !
تبكي،تنظر إلي تلك الشجرة،ستموت وتتبقي الشجرة،مثمرة هي الشجرة،ياليتها أتت بأولاد تحبهم ويحبونها،يتشاجروا معها تسامحهم،ولكن كان جميلاً ولم تشعر بأنها بلا أهل في وجوده،يوماً رأت بعينيه تلك النظرة حين رأي طفلة جميلة،بكت وبنبرة خافتة
- متزعلش
حضنها،قبلها،أخبرها بأبتسامة صافية
- يمكن ربنا مدناش الفرصة دية،عشان نفضل أحنا الأتنين متمسكين ببعض،وبنمثل لبعض كل حاجة،وبعدين هتفضلي أنتي الأصل وأنا مش عاوز عيال يفشلوا في تقليدك !
ولكنه ذهب،ذهب دون أن يودعها !!
***
كان فجراً هادئا،أستيقظ وكانت هي بنصف أعين تنام علي سرير وضع أمام التلفاز،أيقظه،وصلوا معاً ولكن في السجدة الثانية،لم يقم،كانت تعلم،كانت تعلم،بكت،بكت كثيراً،ودعت له كثيراً !!
***
غروب هادئ،الشجرة في مكانها،الحركة لا تتوقف في الشارع،تنظر إلي الصبار،إلي حمام يشكل سرب،تنظر إلي طفلة جميلة تضحك في الشارع الواسع،تنظر إلي السماء،تشعر بالغروب،تذهب إليه !!
**
تتذكره في أخر أيامه،قبل أن يرحل إلي البعيد،هو من جعله تعشق مشاهدة التفاصيل
- الشوارع عاملة زي الفضا في حركة دايما،كل بيدور حوالين مركز،مش مهم فين المركز بتاع البشر،المهم ان انتي مركز الكون بتاعي انا،وهفضل الف حواليكي وادور عليكي !!
مبتسماً يغني لها لحن قديم لعبد الوهاب "بلاش تبوسني في عنيا"
- بس أحنا كبرنا ع الكلام دة !
- الروح عمرها ما بتكبر
- هتفضل تقولي الكلام،لحد ما تسبني هنا في البلكونة،للصبار وزقزقة العصافير،وحركة الناس في الشارع وهتمشي !!
***
حين كانت صغيرة،كان لها قلبين،إذا قسي عليها أحدهم،تهرب للأخر،تفلت يدها من يد أمها التي رفضت شراء قطعة حلوي أخري،تجري أتجاه والدها،تتعلق بيده،يبتسم لها،تطلب منه قطعة حلوة،يعنفها لأنها لا تسمع كلام أمها،تفلت يدة،تذهب إلي حضن أمها،تبكي،ثم بعد قليل تضحك !!
***
ولكن يوماً ما أحتاجت إلي قلب أخر،يكون لها،تكون له،وأتي كالمصادفات الجميلة،مرت السنوات،تركها هنا،تجلس علي كرسي متحرك،لا تطيق الأنتظار،تصلي كثيراً كي تصل له،تتذكر كلماته عن الموت
- تعرفي لو البشر مكنوش بيموتوا مكنوش حسوا ببعض !
تبكي،تنظر إلي تلك الشجرة،ستموت وتتبقي الشجرة،مثمرة هي الشجرة،ياليتها أتت بأولاد تحبهم ويحبونها،يتشاجروا معها تسامحهم،ولكن كان جميلاً ولم تشعر بأنها بلا أهل في وجوده،يوماً رأت بعينيه تلك النظرة حين رأي طفلة جميلة،بكت وبنبرة خافتة
- متزعلش
حضنها،قبلها،أخبرها بأبتسامة صافية
- يمكن ربنا مدناش الفرصة دية،عشان نفضل أحنا الأتنين متمسكين ببعض،وبنمثل لبعض كل حاجة،وبعدين هتفضلي أنتي الأصل وأنا مش عاوز عيال يفشلوا في تقليدك !
ولكنه ذهب،ذهب دون أن يودعها !!
***
كان فجراً هادئا،أستيقظ وكانت هي بنصف أعين تنام علي سرير وضع أمام التلفاز،أيقظه،وصلوا معاً ولكن في السجدة الثانية،لم يقم،كانت تعلم،كانت تعلم،بكت،بكت كثيراً،ودعت له كثيراً !!
***
غروب هادئ،الشجرة في مكانها،الحركة لا تتوقف في الشارع،تنظر إلي الصبار،إلي حمام يشكل سرب،تنظر إلي طفلة جميلة تضحك في الشارع الواسع،تنظر إلي السماء،تشعر بالغروب،تذهب إليه !!
تعليق