&رواية غير دقيقة &

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابوهجر
    أديب وكاتب
    • 18-01-2014
    • 48

    &رواية غير دقيقة &

    لم يضع الحجاب تحت الوسادة ولا في رقبته ، هذه المرة حاول أن يجرب النوم بلا حجاب لكن النوم لا يأتي ظل يفكر ترى ماذا في الحجاب هل هي بعض آيات أم أذكار عامة أم طلاسم و أسماء غريبة ، مع أن الشيخ الروحاني لمح له بوجوب حفظ سر الحجاب لمكافحة خطر الجني الأزرق ، أزرق ؟ و لم لا يكون الجني أسوداً أو بتعبيره الجني بني ؟، أزرق ؟ معناها أن شره مستطير ، لم يتسرع بفتح الحجاب يحس بكسل أصابعه حتى كأنها لا تقوى إلا على حك جلده ، يمكن تأجيل ذلك إلى أجل غير مسمى فالحجاب بين يديه دائماً أو هو بين صدره و رقبته ، المهم إحساسه بأن مفعول الجني يتضاءل و الكوابيس تقل و تقل و إن لم تنقطع وحتى وجه فهمية زوجته لم يعد يتحرك على الوسادة بصور و تجاعيد مخيفة كما كان قبل حوالي الشهر ، بل وجه فهيمة لم يعد دميماً في نظره فقد كان نظره لعبة بيد الجني الأزرق مثل حديث الغاشية ، بالفعل نفعت نصيحة الشيخ بقراءة سورة الغاشية على قدح ماء و سقيه فهيمة بعلمها ، فهي لم تعترض حين عرفت أن الجني يشوه وجهها في نظر زوجها لا لأنها تحبه ولا لأنها مطيعة وديعة و إنما بفعل ارتياحها لفكرة تشويه الجن لوجهها خلاف الحقيقة حقيقة جمال وجهها و هو أيضا كان يكذب نظره فيراها بعين نفسيته جميلة لأن نظرة واقع تحت هيمنة الجن ربما يطلب تقوية الحجاب قريباً ليس غداً و إنما خلال أسبوع أو شهر ...
  • ابوهجر
    أديب وكاتب
    • 18-01-2014
    • 48

    #2
    لا يصغي شعلان أبو سعد إلى تعليقات ولده سعد الساخرة من الأحراز و الروحانيات من دون أن يكترث بحضور والده بل على العكس هو يمعن بحضرته في التهجم على هذه المعتقدات و لا يوفر أي شاهد يدينها و يسخفها ، حينها يحس شعلان بالذنب من أنه لم يرب ولده بصرامة الأباء الذين يوسعون المسافة بينهم وبين أولادهم فلا يجرؤن على نقدهم وممازحتم و مناقشتهم ، يحس شعلان بهذا كلما سمع ولده يتجاهر بمناقشته في كل المسائل بما فيها اختيار الطبخ و تفاصيل البيت ، في نفس الوقت ينظر إلى سعد بشيء من الفخر لأنه بلغ مبلغ الرجال و نضجت شخصيته و ما هذه العنجهية الجريئة إلا علامة تكامل الرجولة ، و عليه أن يفرح متحملاً جسارة ولده فذلك خير من أن يظل منطويا على نفسه معقداً كما هو حال ولده الآخر عماد و يخطر لشعلان أن ولده هذا هو المسحور و هو أولى منه بالحجاب و الأحراز ، لكنه لا يجرؤ على الإلحاح بذلك و حمل عمار على الإيمان بهذه الأحراز ، و عمار بخلاف سعد لا يناقش والده في هذه المسائل الروحانية و لكن الوالد يرى في صمت ولده مقتا أشد و يلمح في عينيه استخفافا أعمق مما يظهره ولده الأكبر سعد ، كان شعلان يردد عبارته المتكررة : لا تخف إلا من الساكت المهذب ، لا تخف من الفوضوي الأرعن ، و هو بهذا يعلن انحيازه إلى همجية سعد ضد أناقة عمار ، بينما كانت الأم تتعاطف مع عمار بقلق عليه و محاولة فهم سكوته متكهنة أن صمته ينطوي على وجع مكتوم و هي مع ذلك لا تهتم كثيرا بهوس زوجها في الاعتماد على الأحراز ، و لا تذهب بعيدا في تفسير أحوال عمار من غير اعتراض على ميول زوجها ، إنها لا تبالي برفض ذلك أو تصديقه ، فهي ربما أصغت إلى انطباعات زوجها حتى كأنها توافقه ، ثم تتصرف و كأنها لم تسمع أي شيء ، و لهذا هي مجمع القبول من كل الأطراف .

    تعليق

    • ابوهجر
      أديب وكاتب
      • 18-01-2014
      • 48

      #3
      بانتظار الدفتر الشجري ، المختصر للأرض
      ربع قرن و لا ينتهي قلق الذبول ، و جفاف الريق على الأعتاب ،عبر مسبحة رمل الشك ،،الآن وهاتف البريد لا يجيب ، و الرنين المتعطش للغربة يندمج في نعيب غربان هاربة من نافذة خرساء ،، الدفتر المأوى كسيارة لا تصل ، على مطبات تراب و فوبيا هواء ، لا هوية و لا غلاف أخضر ، لا عودة للغريب إلا في نعش ،، كفينيق يتنزه بين الحرائق ، جناح في رماد سيني و جناح في رماد عيني، لاجواب في السين المحترقة و لا رؤية في العين المنطفئة ، مثل سينات أم تهدأ بجيم كاذبة و عين أب تورطت في عدسة ملتهبة ، ، بانتظار تذكرة مرور إلى اغتراب مؤبد ، و لعل السعف يعرقل الساقين عن التيه
      ربما نام البريد فلا جواب ، ربما مات الأخضر فلا جواب ، ربما الأخضر برزخ أهوال فلا جواب ،
      الوساوس حشائش تفتك بالمنظرالطبيعي ، و الغريب متعب لا يحسن دورالذئب و لا خداع ليلى ، ساعات بعدها ، آه يا جنوبية ، آه لا تقلها : الأخضر ذابل ، على حافة الاصفرار ، الهوية ضائعة ، المنفذ مسدود ؟ ، لا جواً و لابراً و لا بحراً ، ما العذر لدى الحبيبة ؟ يجب أن لا تصدّق ثم قال : لو صدقتني فهذا يعني بدء ذبول الحب ، لو ، هذا لو ذبل الأخضر ، لو ، قل : لو ، متحدياًالتشاؤم ، و عاقبة سهو الدعاء ، و الأخيلة الأثيمة ، و الوقت الزنيم ، و التجديف المبطن ، و كتم الشهادة ، و لزوجة دراهم مشبوهة ، وعقوق والدين كعقوق أرضين و الصور المفترسة ، كيف لا يذبل الأخضر إلا أن يستدرجك نحو غابة أولئك المسعورين ، هنا راحة مملة ، هناك تعب يفتقرللملل ، ، نعاس يخفف الذبول سلفاً . كأن التشاؤم جميل أيضاً .
      التعديل الأخير تم بواسطة ابوهجر; الساعة 06-10-2015, 13:01.

      تعليق

      يعمل...
      X