إلى متى هذا الكابوس المزعِجَ إلى متى هذا الذّل في ليل طويل سرمدا
مناديا بالإصلاح وهو الذّي أفسَدَ
وهو من استبدَّ وأخفض الآذان وأهمل الوَرَى
ومنَع الحَجاب وأطال الخِطاب وأكثَرَ الهُرَى
ابْتزَّ الإذاعة والجريدة وأقلام الشُعراء
ليَصنعَ تحوّلا كلّه افتراء
ويخُلق دستورا يقلب موازين القُوى
ليُظهر للعالم أنّه صانع المعجزات ومكَبِّل الحريات
وهومن أنقذ البلاد وأهل البلاد
بكثرة الصّناديق وغصب التبرعات
من شعب فقير متقطّع الأصوات
أتعبته السّجون وكثرة العيون
والظّلم المرتدي لعباآت الأمن والحرس الوطني
الذّي اعتدى على الشّعوب وتآمر على الحِس الوطني
وأطلق الرّصاص على حرٍّ صرخ: أنا مُتْعب يا وطني
أنا مُتعب ياوطني
وأنت مُتعب مثلي
مُتعب من ثقافة العِقَاب والزجر والإدانة
وقدح تجرّعته مزيج بالخيانة
بالكتمان والمرارة منذ أيّام الطّفولة
ضرب واعتداء وإهانة
في المدرسة الأولى ومن أساتذة الحضارة
أنا متعب يا وطني
مُتعب من الكلمات التّي في صدري
مُتعب من الكتمان، من الحرمان،من الخوف من القضبان التّي طوّقت وطني
مِن القُرصان الذّي احتلّ السّفينة ولا أدري
لا أدري أين المرسى ياوطني
أنا مُتعب من الغد الذّي سيراه أولادي
هل سيرون الذّي رأيت في صغري
وماظننت هذا يحدُث في وطني
وظننت أنّه كان يحدث في الصِّغر
وسأكبر يوما وأتجاوز أساليب الإساءة وأُعامَلُ نِدّا في وطني
ولكنّي كبرت ولا تزال مُتعبا مثلي
وأصبح صاحب الحانة مرموق المكانة
بعد أن أهلك الشباب وتصدّق من أموال الفساد
هذا حال البلاد وكذلك في سيدي بوزيد
في عهد التّغيير وعهد التبرير
مشاريع ومساعدات وانعدام للحريّات
فإن لم تفتح خانة فسيفتح مقهى يملئ الفراغ
وينفخ الغبار على عهد التحدّيات
ويَأتي صاحب التحديات ليزور البلاد
زيارة عسكرية مدجّجة بأشباح سُود
انتشروا في البلاد لضمان السّلام
ويمُرَّ بسلام صاحب التحدّيات
وانهالت العصا على الجماهير التي أرادت أن ترى
وتقاعست الأشجار الكبيرة التي غرست بالأمس
وفرحت بالعطور التي دسّت تحت التراب
لتدفن واقع البلاد وأحوال الشباب
أنا مُتعب يا وطني
ولي أمل في شعبي
أن يغادر الملاعب ويلتحق بالشّوارع
لإنقاذ البطولة والدّفاع برجولة
عن شعار واحد يتجاوز الكلمات والأندية والجهويات
لي أمل في شعب يثور
لا لينتحر ويحترق ويُخرّب ماتركوه الجناة
شعب يثور من أجل الحياة
من أجل حريّة ووطن عزيز
من أجل تونس كوطن

ليست مُلكا لأحد وليست وكرا للفساد.
فلا عاش في تونس من خانها ”

ولا عاش من ليس من جندها

نموت و نحيا على عهدها
حياة الكرام و موت العظام