لقد كان لي شرف تلقي هذه المحاضرة مباشرة بمراكش. وقد كان لها الصدى الطيب عند كل المتلقين الحاضرين بمختلف تخصصاتهم بمن فيهم العلامة المحتفى به الدكتور طه عبد الرحمان الذي نوه بالمستوى العلمي الرفيع الذي يتمتع به المحاضر الدكتور عبد الرحمان السليمان . وقد أتيح لي قضاء يوم كامل مع الدكتور عبد الرحمان في الطبيعة بعيدا عن ضوضاء مراكش . لكم مني أخي عبد الرحمان أجمل تحية وزادكم الله علما ومعرفة ، و للأخوة في الملتقى كل الحب و التقدير .
مفاهيم العَلمانية
تقليص
X
-
[frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
http://moutaki.jeeran.com/
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركةأخي الغالي الحبيب، وأستاذي الفاضل المحامي عبدالرؤوف النويهي حفظه الله،
أغيب وأعود وأراك مثابرا على نثر العلم والمعرفة والورد بلا كلل ولا ملل. أدامك الله معلما فاضلا ينشر الثقافة النيرة. وشكر لك حسن ظنك بي. فما أنا إلا طالب علم مثل أخينا الحبيب الأستاذ حسين ليشوري!
ذكرناكم أستاذي بالخير في مراكش، وأثنى عليكم أخونا الحبيب الدكتور علي المتقي بما أنتم أهله، وهذه صورة تذكارية أخذت لنا في جبال الأطلس يوم 10 مايو الماضي، الدكتور علي المتقي في الوسط، وعلى يمينه الدكتور مولاي المامون المريني أستاذ العبرية في كلية اللغة العربية في جامعة القرويين في فاس، وعلى يساره أخوك محسوبك:
أدامك الله معلما فاضلا وأخا كريما.أخونا الجليل الدكاترة عبدالرحمان السليمان
تحية إجلال وتقدير
أعلم علم اليقين أن روحكم السمحة وقلبكم الطهور وخلقكم الفريد يشملونى بحبهم ورعايتهم وتقديرهم لشخصى الضعيف .
منكم _سيدى الجليل _نتعلم ونستزيد علماً وفكراً وأدباً.
أخونا الجليل وصديقنا الغالى الأستاذ الدكتور على المتقى ..له مكانة فى القلب لايشغلها سواه .
وكنت أتمنى أن أكون "رابعكم "كى أنال شرف لقائكم ،وإنه لشرفٌ عظيمٌ .
قلبى وعقلى مع القادة المفكرين العظام فى كل زمان ومكان .
عاطر محبتى لأستاذنا الجليل الأستاذ الدكتور مولاى المامون المرينى .
وأما شيخنا الكبير ،مقاماً وعلماً،حسين ليشورى، فله تقديرٌ ومحبةٌ خالصة لوجه الله تعالى وأتمنى من الله أن يشمله بالصحة والسلامة .
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركةأخي وعزيزي العالم الأستاذ د.عبد الرحمن السليمان
تحيتي وتقديري لاهتمامكم الطيب والمفيد
والذي نتعلم منه البحث بالمصادر الموثقة
وليس بكلام المثقف الواسع المعرفة فقط
زادك الله علما وجعل وجودك بالملتقى حافزا للتردد عليه
للحوار معك أو قراءة موضوعاتك المتميزة والمثرية للفكر والروح
حديثك عن العلمانية رغم أني قرأت كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري
عن العلمانية وهو المتاح في مكتبتي المتواضعة أفادني كثيرا ثقافة وعلما
جزاك الله خيرا ودمت متميزا في موضوعاتك القيمة
أخي المكرم وأستاذي العزيز والمعلم الفاضل محمد فهمي يوسف،
شكر الله مرورك العطر، وكلمتك الطيبة وحسن ظنك بأخيك محسوبك، لا حرمنا الله من وجودك المثير للطمأنينة، فحضرتك والأستاذ عبدالرؤوف النويهي والأستاذ حسين ليشوري وغيرهم من الأساتذة الأفاضل والأستاذات الفضيلات مرابطون في الملتقى تنثرون في ربوعه العلم النافع والثقافة الأصيلة والورد الجوري، فشكر الله لكم.
والأستاذ المرحوم عبدالوهاب المسيري أستاذ الأجيال، وكان كتابه في العلمانية أول شيء قرأته فيها وأنا مطمئن إلى المعلومة!
آنسك الله.[/align]
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركةلقد كان لي شرف تلقي هذه المحاضرة مباشرة بمراكش. وقد كان لها الصدى الطيب عند كل المتلقين الحاضرين بمختلف تخصصاتهم بمن فيهم العلامة المحتفى به الدكتور طه عبد الرحمان الذي نوه بالمستوى العلمي الرفيع الذي يتمتع به المحاضر الدكتور عبد الرحمان السليمان . وقد أتيح لي قضاء يوم كامل مع الدكتور عبد الرحمان في الطبيعة بعيدا عن ضوضاء مراكش . لكم مني أخي عبد الرحمان أجمل تحية وزادكم الله علما ومعرفة ، و للأخوة في الملتقى كل الحب و التقدير .
أخي الحبيب الدكتور علي المتقي حفظه الله،
عدت من مراكش فسرعان ما التفت القلب إليكم متأسيا بذكريات رائعة قضيتها في ربوع المدينة الرائعة بين إخوة غاية في الكرم والجود والطيب وحسن المعشر.
لقد كانت النزهة التي اصطحبتني وصاحبي الأخ محمد فيها إلى جبال الأطلس بمعية أخينا الحبيب الدكتور مولاي المامون المريني يوما مشهودا حفر في شغاف القلب لروعة الصحبة وجمال المقام. لقد كانت نزهة جميلة بصحبة أحبة شعرت بحبهم وتقديرهم لشخصي المتواضع في كل خطوة خطوناها ومجلس جلسناه. فبارك الله فيك أخي الحبيب، وشكر الله صنيعك معي، وأدامك أخا عزيزا وزميلا كريما وأستاذا قديرا.
تحياتي العطرة مع دعائي وسلامي للدكتور مولاي المأمون المريني وإلى لقاء قريب إن شاء الله.
عبدالرحمن.[/align]
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركةدكتورنا الجليل عبد الرحمن السليمان
محاضرة قيمة و قد استمتعتُ بما جاء فيها و تعلمتُ منه
نقف هنا ننهل من علمك ..ما شاء الله
كل التقدير لهذه الجهود الكبيرة و الإثراء
و أهلا و سهلا بك معنا من جديد
شكرا جزيلا على مرورك العطر، وعلى كلامك الطيب، وعلى نشرك النص في مجلة الترجمة.
بارك الله في وقتك وجهدك وصحتك، وجازاك خيرا على ما تقومين به من نشر للعلم والمعرفة، والقيمومة عليهما هنا وهناك.
تحياتي العطرة.
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركةأخونا الجليل الدكاترة عبدالرحمان السليمان
تحية إجلال وتقدير
أعلم علم اليقين أن روحكم السمحة وقلبكم الطهور وخلقكم الفريد يشملونى بحبهم ورعايتهم وتقديرهم لشخصى الضعيف .
منكم _سيدى الجليل _نتعلم ونستزيد علماً وفكراً وأدباً.
أخونا الجليل وصديقنا الغالى الأستاذ الدكتور على المتقى ..له مكانة فى القلب لايشغلها سواه .
وكنت أتمنى أن أكون "رابعكم "كى أنال شرف لقائكم ،وإنه لشرفٌ عظيمٌ .
قلبى وعقلى مع القادة المفكرين العظام فى كل زمان ومكان .
عاطر محبتى لأستاذنا الجليل الأستاذ الدكتور مولاى المامون المرينى .
وأما شيخنا الكبير ،مقاماً وعلماً،حسين ليشورى، فله تقديرٌ ومحبةٌ خالصة لوجه الله تعالى وأتمنى من الله أن يشمله بالصحة والسلامة .
لا يعلم إلا الله مقدار المحبة والاحترام والتقدير الذي أكنه لحضرتك. وقد أجرى الله اسمك الكريم على ألستنا ونحن في مراكش، بعدما جعل القلوب تنظر إلى الأحبة التي غابت صورهم عن الأعين وليس عن القلوب .. وأدعو الله أن يجمعنا بمعية الأحبة وفي مقدمتهم الدكتور علي المتقي، وأستاذنا الحبيب محمد شعبان الموجي وأخينا الحبيب حسين ليشوري وأستاذنا الهويمل أبو فهد - الذي أكن له احتراما خاصا لعلمه وأدبه - وسائر الأحبة الكرام، وليس ذلك على الله بكثير.
وشعورك تجاه الأخ الفاضل الدكتور عي المتقي متبادل لأنه ذكركم بظهر الغيب بكلام لا يمكن أن يصدر إلا عن محب. وأستغل هذه المناسبة الطيبة وأذكر أني التقيت بأخي الدكتور علي المتقي مرتين: مرة في مارس 2014 في مؤتمر في مراكش، ومرة في مايو الماضي. وأعترف أن شوقي لرؤية وجهه الكريم ومجالسته كان باعثا على مشاركتي في مؤتمر 2014 أكثر من أي شيء آخر! أما اليوم فأنا حريص على ألا أفوت مناسبة اقربني منه ومن الأخ الدكتور مولاي المامون المريني والزملاء الآخرين في مراكش. فبارك الله فيه وفي صحته وجمعنا به وبكم وبسائر الأحبة دائما على المحبة الصافية.
وفي الصفحة التالية صور مع الدكتور علي المتقي في مراكش التقطت في مارس سنة 2014:
الدكتور علي المتقي في الوسط وعلى يمينه العلامة الفاضل الدكتور محمد الديداوي وعلى يساره العبد الفقير:
وهذه صورة في رحاب المؤتمر وبدا فيها الدكتور علي المتقي وعلى يساره العبد الفقير والدكتور الديداوي، وعلى يمينه الدكتور عبدالقادر حمدي:
وهذه صورة ثالثة توثق لجلسة سمر جمعتني بالدكتور علي المتقي في مجلس (رياض الضيافة) في مراكش:
تحياتي العطرة.
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد الغذيوي مشاهدة المشاركةبارك الله فيك أستاذنا الفاضل ، موضوع قيم وبحث نحتاج إليه .. وأنا شخصيًا يساعدني في دراستي .. جزاك الله عنا كل خير ، وجعله الله في ميزان حسناتك.
الأستاذ الفاضل محمد الغذيوي،
شكرا جزيلا على مرورك الكريم ودعائك، جعل الله لك منه نصيبا.
وفقك الله في دراستك.
تحياتي الطيبة.
تعليق
-
-
السلام عليكم أستاذ عبد الرحمن السليمان بحث مهم كبير نتابع معكم الموضوع ,شكر للمجهود الكبير المبذول في التقديم الرائع وفقكم اللهالتعديل الأخير تم بواسطة حسين يعقوب الحمداني; الساعة 25-06-2015, 23:27.
تعليق
-
-
في البدء .. أشكر الدكتور الفاضل الغالي الحبيب الأريب[عبدالرحمان السليمان] على هذا الحفر الأركيولوجي في أواليّات الفكر الغربي، والتعرض لإحدى أكبر دعائمه الآداتيّة والمفاهيميّة ومن ثم الغوص إلى البنية العقليّة للمركزية الغربية، التي تسوق لنفسها على أنها القلب وماعداها الأطراف وأنها المركز وماعداها الهامش، أي العلمانيّة، هذه الآلية التي اهتدى إليها العقل الغربي بعد حروب طويلة مريرة بين رجال الدين المسيحي والأباطرة من جهة، ومن جهة أخرى هي نتاج طبيعي لطبيعة الدين المسيحي الذي أعتنقته أوربا، الدين الذي قال عنه ستندال: "أنه دين الفلاسفة العرب معاصروه"، أي أن العقائد الإغريقية التي كانت سائدة في الثقافة الهلنستية، وهي عقائد وثنية تم دمجها في دين السيد المسيح عليه السلام، ولئن كان العقل العربي يتهم بالقياسية، قياس الغائب(الجديد) على الشاهد (المستقر من الشرع والثابت بالضرورة)، وهو قياس صحيح سليم، بيد أن العقل الهلنستي الغربي قاس قياسا مقلوباًغريبا، قاس الشاهد (الانسان) على الغائب ـ عالم الغيب ـ (الله)، حتى جعل المسيح ابن العذراء وسيدة النساء، الذي كان يأكل الطعام وويمشي في الأسواق إبنا لله ـ تعالى الله عن هذاالوصف ـ ولما أراد الامبراطور قسطنطين جمع شتات الامبراطورية البيزنطية التي دب إليها التفكك اعترف بالديانة المسيحية، ومن ثم حصلت قوانين الإيمان المسيحي في مجمع (نيقية) عام325م، وتم محاصرة الأريوسية واضطهادها حتى لم يبق لها أثر، وكانت هي التيار الغالب في المسيحية والأقرب إلى صحيح المسيحية، ثم حصلت الخلافات بسبب التأثيرات الفلسفية وخاصة فلسفة أفلاطون وفيتاغورس ثم أفلوطين، التي كانت فاعلة ومؤثرة وكلها فلسفات ميتافيزيقية، جعلت الدين المسيحي دين الفلاسفة كما قال ستاندال، وأدت تلك الخلطة العجيبة إلى تدهور أوضاع الشعب البيزنطي فثار على المسيحية واتهمها بأنها سبب الانحطاط والتراجع، وهنا ألف أوغستين ـ الذي كان مانويا من قبل ـ كتابه مدينة الله، دافع فيه عن المسيحية، وهكذا تواصل التخبط الديني المسيحي إلى أن وصل إلى هرطقة صكوك الغفران، التي جعلت البابوات والأباطرة سواء في الظلم والجور والتسلط على رقاب الشعوب الأوربية التي عاشت أحلك ظروفها مع مسيحية مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان، قضت على حرية الفرد المسيحي وجعلته مسلوب الإرادة تحت رحمة البابا والامبراطور إلى أن ثار مارتن لوثر في ساكسونيا وجاءت البروتستانتية التي رفضت صكوك الغفران وطلبت بالتفسير الحرفي للنص المقدس لا التفسير المجازي الذي كان مدخلا للاستغباء والانتهازية ثم جاءت حروب الـ30 عام التي قضت على 70% من سكان ألمانيا، وتطور الأمر إلى ابتداع العلمانية للفصل بين الزمني والروحي والديني والدنيوي وماهو لله وما هو لقيصر.
هذا في الجانب الغربي، بينما في الجانب العربي الإسلامي فالأمر مختلف تماما، وهذه معضلة الأصوليات الليبرالية والاشتراكية وكل التيارات الحداثوية التي ترى التنوير بدأ منذ لحظة نابوليون في مصر، وترى الثورة النموذج هي الثورة الفرنسية لا غير، في حين أن ثورة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت قد سبقتها بما يقرب من نصف قرن في المدار العربي الإسلامي وبلغ تأثيرها وصداها جل الأقاصي الإسلامية، وتريد إصلاحا دينيا على الطريقة اللوثرية وهي إن فعلت ذلك بصدق لوجدت نفسها أمام قال الله قال رسوله، أمام ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن عبد الوهاب وغيرهم، دون تأويلات مجازية كالتي استعملها المعتزلة زمن (المأمون والمعتصم والواثق) وكانت معاول الهدم للحضارة العربية الإسلامية ولم تكن بداية لها، وما بعدها كان العرفان الغنوصي شيعيا ممثلا في الزنج والقرامطة والاسماعيليّة والنصيرية والبهرة والأغاخانية والدروز ....وغيرها، وسنيا ممثلا بالصوفية وطرقها المتمركزة حول نظريات وحدة الوجود والاتحاد، والعرفان الإسلامي سار بنفس المسلكية التي سار عليها الدين المسيحي، أي الاتكاء على فلسفات أفلاطون وفيتاغورس وأفلوطين وغيرهم، فهل الحداثة المرجوة في العالم العربي الإسلامي مرهونة بالعلمنة سواء كانت بفتح العين أو كسرها أم ثمة طريق آخر، لاشك أن العلمانية كانت في الجانب الغربي ضرورية لتخليص العقل الغرب(كما فعل ديكارت) من القيود التاريخية الثقيلة التي كبلته بها المسيحية المحرفة، التي عاشت الاضطهاء والسرية أزيد من ثلاثة قرون، جرى فيها التحريف بينما منظومة التوحيد الإسلامية كانت الدين الوحيد الذي بدأ عزيزا منذ أول يوم، بدأ دينا ودولة، فلم يلتحق نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام بربه إلا وقد شكل دولة متحفزة متنامية مندفعة نحو الأفاق البعيدة بسرعة هائلة مذهلة، وفي خلال حياته دوّن القرآن وكان يراجعه فيه جبريل كل سنة مرة وفي السنة الأخيرة راجعه فيه مرتين ثم حفظته الصدور وتم جمعه على مقربه من رحيل الرسول الكريم في عهد خليفته الأول أبي بكر الصديق، فلم يكن ثمة مجالا لتحريفه بعكس الأناجيل التي دونت مع أواخر القرن الأول الميلادي وبدايات القرن الثاني، بلا أسانيد، وقد بلغت ثلاثين إنجيلا، تم اختيار 4 منها وحرق الباقي عام 180م في ليون الفرنسية ضمن أجواء المطاردة الاضطهاء، وماتزال تظهر بعض نسخها حتى اليوم كإنجيل برنابا ويهوذا الأسخريوطي، ومن ثم فالعلمانية كانت ضرورة لأوربا لأنها كبلت نفسها بدين ليس هو الدين الصحيح، بينما المسلمون لا يختلفون حول كتابهم بل هم مجمعون عليه موقنون به، ومشكلة المسلمون لم تكن في سيطرة الدين على الدولة بل العكس، كانت المشكلة في سيطرة الدولة على الدين، فقد كان الحاكم رجل دين ودولة معا، ولم يعرف المسلمون كنيسة كمؤسسة تناظر مؤسسة الرئاسة كما عرفها الغرب، فهل نحن محتاجون لعلمانية كالتي احتاجها الغربيون؟
كل الأطياف الحداثوية والأقليات الثقافية ترى ذلك، لا لأن الدين كان مسيطرا بل هو مجرد تقليد للغرب دون معرفة بالمنطلقات والخلفيات التاريخية، وهي محاولة لقراءة تراث العرب المسلمين بتراث وتاريخ الغرب، كما كانت القراءة الفيلولوجية الاستشراقية التي تجهد نفسها في قراءة تراث الإسلام بإرجاعه إلى أصول وهمية (فارسية فرعونية هندية هلنستية...) وبخاصة الاغريقية ليقال أن العرب الذين كانوا واسطة بين الحضارة اليونانية والغربية الحالية لا جديد عندهم، بل هو تراث الغربين (اليونانيين تحديدا) عاد إليهم. وهذه القراءة هي قراءة الحداثويين الليبيراليين الذين يتبعون مسالك المستشرقين حذو القذة بالقذة، بل لو دخل الغربيون جحر ضب لدخله هؤلاء المستلبون، في حين أن الطريق مسدود أمام العرب، إلا ذلك الطريق الذي حدده صاحب الرسالة الغراء بقوله للفاروق لما رآه يقرأ صحيفة من التوراة: [ويم الله لو كان موسى حيا بين أظهركم لما وسعه إلا أن يتبعني]، لاشك أن المسلمين في فتنة عقلية كبيرة، جلهم يرى السبيل سبيل الغرب، وأن مشاكلنا مثل مشاكل الغرب، وأن الدين أعاقنا مثلما أعاق الغرب، ولابد من وصفات جاهزة كالعلمانية، ولهؤلاء يقول تاريخ العرب الحديث أن العلمانية لم تخل منها ديارنا منذ غزوة نابليون التنويرية وما تلاها من استعمار تنويري كما يراه الليبيراليون، لكن بلا جدوى، إن العلمانية كانت وصفة مناسبة وعلاجا ضروريا لأمراض حقيقية منذ القرن السادس عشر بعد ظهور البروتستانتية، ومشاكلنا تتطلب اجتهادا من نوع خاص يتجه لتراثنا وينبش في تاريخنا لمعرفة علل التراجع والانحطاط كما فعلت أوربا مع تراثها وتاريخا، لا أن نأخذ الوصفات الجاهزة التي أعدت كحلول لمشاكل هي ليست مشاكلنا،بل مشاكل غيرنا، وعلى مثقفينا المتنورين أن يعوا أن العقلاء لا يجربون مالم يأت بنتيجة مرتين، فتلك استعادة ملهوية للتاريخ كما قال ماركس، وليعلموا ـ كما قال علي حرب:"إن تعثر العقلانيّة وتراجع الاستنارة وفشل العلمانيّة، كل ذلك إنما مرده أن أصحاب الشعارات الحديثة قد تعاملوا مع علمانيتهم بصورة لاهوتيّة، وتعلقوا بالعقل على نحو أسطوري، وتعاطوا مع عصر التنوير بطريقة تقليدية، أصولية وغير تنويرية"(أوهام النخبة، أو نقد المثقف، المركز الثقافي العربي، بيروت/الدار البيضاء، ط3، 2004، ص:112).
وتحياتي للجميع فردا فردا ونفسا نفسا وروحا روحا، وليلتمس لنا الجميع العذر فللغائب دوما حججه وموانعه القاهرة وخالص الأمنيات لكل رواد ومنتسبي هذا الصرح الثقافي
التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 07-08-2015, 22:19.لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا
{صفي الدين الحلّي}
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 112199. الأعضاء 7 والزوار 112192.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق