قد نما الورد ولملم العطر من غيوم هطلت بحنان ثم غفا
وشكا اللؤلؤ استدارته للمحارة فتوسعت بحنان كوسادة من ريش
ولما تعطرت صنوبرة من نسمة جبل عشقها العطر ومضى
وبلل العصفور ريقه وجمع شدوه من سيل ٍ يمضي بالخفى
وعصا الراعي تدق الأرض بحثاً عن مسار في الكون الرحيب
وأقحوانة تسكب اللون فوق العشب بسخى
وندى يعقبه ندى
تلمح عيني كيف ان الأشياء قررت كَونها فتكونت ْ
فلم لا تبلغ الروح اقصى المدى
للإنسان خصم هو ذاته فلا صلح يلوح ولا لقتال منتهى
فتصالح مع الذات
كما الورد ، اللؤلؤ ، الصنوبرة ، العصفور ، العصا ، الأقحوانة والندى
كما الأشياء كلها
تصالح فترى أنك من يَخلقُ
فلا يخلقن أحد فيك عندئذ نور الهدى
كي لا تغدو مثل فراغ في وعاء يملؤه الزيت أحياناً وأحياناً يملؤه الصدى
هي الأيام ستمضي بك أو بدون خيالك
فتمسك باللحظة ولا تضعها سدى .
تعليق