وحيدة تمشي, لا تسمع غير وقع خطواتها البطيئة على إسفلت الشارع, تبعثر بقدميها ما تساقط من أوراق الخريف, صفراء ندية كانت, من دموع السحاب, حزنا على حلم مضى و أمنية تلاشت مع زبد البحر.
وحيدة تمشي بظهر محني, عكاز خشبي يحتضن يدها يعزف مع صدى قدميها أغنية بألحان الذكريات و نبض قلب تعِب. حقيبة كبيرة تقبض عليها اليد الأخرى حشرت بداخلها رغيفي الخبز. قطة تموء في ركن قريب, تتسول بقطعة صغيرة من الخبز.
تلاشى الصمت مع تدحرج وريقات الخريف على الطريق و كأنها تتحداها في سباق, ضوء باهت لقنديل مكسور يتراءى من بعيد حسبته القمر, بل هو نجم يتلألأ بين عتمة السحب, هو وعد بأمل. البرد يتسرب الى قدميها, و الضباب يزيد الطريق بردا و عتمة.
غدا, تشرق الشمس تشاركها الدفء و النور, نهاية الطريق ليست ببعيد, تردد اسمها, تريد أن تسمع صدى صوتها, عبثا تحاول, ثقل اللسان, كُسر العكاز الخشبي و تبعثرت محتويات الحقيبة. القطة تقترب و تسرق رغيفا.
ابتسمت و نهضت, الجسد المتعب ينفض شيخوخته, يزداد الضياء بهاء, تغادر الروح جسد مريض و تبعث من جديد بثوب الربيع.
تحياتي - شاكرين السامرائي
وحيدة تمشي بظهر محني, عكاز خشبي يحتضن يدها يعزف مع صدى قدميها أغنية بألحان الذكريات و نبض قلب تعِب. حقيبة كبيرة تقبض عليها اليد الأخرى حشرت بداخلها رغيفي الخبز. قطة تموء في ركن قريب, تتسول بقطعة صغيرة من الخبز.
تلاشى الصمت مع تدحرج وريقات الخريف على الطريق و كأنها تتحداها في سباق, ضوء باهت لقنديل مكسور يتراءى من بعيد حسبته القمر, بل هو نجم يتلألأ بين عتمة السحب, هو وعد بأمل. البرد يتسرب الى قدميها, و الضباب يزيد الطريق بردا و عتمة.
غدا, تشرق الشمس تشاركها الدفء و النور, نهاية الطريق ليست ببعيد, تردد اسمها, تريد أن تسمع صدى صوتها, عبثا تحاول, ثقل اللسان, كُسر العكاز الخشبي و تبعثرت محتويات الحقيبة. القطة تقترب و تسرق رغيفا.
ابتسمت و نهضت, الجسد المتعب ينفض شيخوخته, يزداد الضياء بهاء, تغادر الروح جسد مريض و تبعث من جديد بثوب الربيع.
تحياتي - شاكرين السامرائي
تعليق