وحيدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شاكرين السامرائي
    أديبة وكاتبة
    • 15-06-2012
    • 574

    وحيدة

    وحيدة تمشي, لا تسمع غير وقع خطواتها البطيئة على إسفلت الشارع, تبعثر بقدميها ما تساقط من أوراق الخريف, صفراء ندية كانت, من دموع السحاب, حزنا على حلم مضى و أمنية تلاشت مع زبد البحر.
    وحيدة تمشي بظهر محني, عكاز خشبي يحتضن يدها يعزف مع صدى قدميها أغنية بألحان الذكريات و نبض قلب تعِب. حقيبة كبيرة تقبض عليها اليد الأخرى حشرت بداخلها رغيفي الخبز. قطة تموء في ركن قريب, تتسول بقطعة صغيرة من الخبز.
    تلاشى الصمت مع تدحرج وريقات الخريف على الطريق و كأنها تتحداها في سباق, ضوء باهت لقنديل مكسور يتراءى من بعيد حسبته القمر, بل هو نجم يتلألأ بين عتمة السحب, هو وعد بأمل. البرد يتسرب الى قدميها, و الضباب يزيد الطريق بردا و عتمة.
    غدا, تشرق الشمس تشاركها الدفء و النور, نهاية الطريق ليست ببعيد, تردد اسمها, تريد أن تسمع صدى صوتها, عبثا تحاول, ثقل اللسان, كُسر العكاز الخشبي و تبعثرت محتويات الحقيبة. القطة تقترب و تسرق رغيفا.
    ابتسمت و نهضت, الجسد المتعب ينفض شيخوخته, يزداد الضياء بهاء, تغادر الروح جسد مريض و تبعث من جديد بثوب الربيع.

    تحياتي - شاكرين السامرائي

    التعديل الأخير تم بواسطة شاكرين السامرائي; الساعة 15-06-2015, 18:48.
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    تجيدين قديرتنا شاكرين
    طرح النص بتراجيديا محبوكة
    و دائما تكون نهايتها
    متفائلة كربيع ..
    تقديري أختاه و تحبة تليق .



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • اعيان القيسي
      ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
      • 09-03-2011
      • 371

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      بارك الله فيك..وفي قلمك الرائع
      بالتوفيق وننتظر المزيد من ابداعكم
      تقبل تحياتي
      الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
      أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

      [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

      تعليق

      • شاكرين السامرائي
        أديبة وكاتبة
        • 15-06-2012
        • 574

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبوقصي الشافعي مشاهدة المشاركة
        تجيدين قديرتنا شاكرين
        طرح النص بتراجيديا محبوكة
        و دائما تكون نهايتها
        متفائلة كربيع ..
        تقديري أختاه و تحبة تليق .

        و تحية و تقدير اليكم استاذي الفاضل على حسن المتابعة الدائمة و الكلمات الرائعة,,, أمتناني

        تعليق

        • شاكرين السامرائي
          أديبة وكاتبة
          • 15-06-2012
          • 574

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة اعيان القيسي مشاهدة المشاركة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          بارك الله فيك..وفي قلمك الرائع
          بالتوفيق وننتظر المزيد من ابداعكم
          تقبل تحياتي
          و بارك الله فيكم مروركم الجميل و الكلمات الأجمل,, أمتناني

          تعليق

          • حسين يعقوب الحمداني
            أديب وكاتب
            • 06-07-2010
            • 1884

            #6
            ولادة حتى الشيخوخه لخطوات مرت على رصيف الحياة رغم أشكال الخوف ,والأرتباك كانت تجيد الطريق لربيعها نهاية كل الفصول
            كل فصول الخوف كم تحمل تلك الطرقا ت أنفاس تريد الربيع ,,صوره جمله تشعرنا أننا لانسير وحدنا رغم الضيق ..
            أحسنتم ألأديبه شاكرين السامرائي

            تعليق

            • شاكرين السامرائي
              أديبة وكاتبة
              • 15-06-2012
              • 574

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين يعقوب الحمداني مشاهدة المشاركة
              ولادة حتى الشيخوخه لخطوات مرت على رصيف الحياة رغم أشكال الخوف ,والأرتباك كانت تجيد الطريق لربيعها نهاية كل الفصول
              كل فصول الخوف كم تحمل تلك الطرقا ت أنفاس تريد الربيع ,,صوره جمله تشعرنا أننا لانسير وحدنا رغم الضيق ..
              أحسنتم ألأديبه شاكرين السامرائي
              الموت هو بوابة لعالم أخر, نخشاه و نخشاه, لكنا يوما سنرحل الى هناك
              أمتناني و تقديري للمرور و الكلمات التي اثرت النص,, تحياتي

              تعليق

              يعمل...
              X