أنثى الخنزوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة رعبوب
    أديب وكاتب
    • 08-08-2012
    • 2749

    أنثى الخنزوان

    تأملتُ وجهها متسائلة :أين رأيْتُ هذا الوجه ؟
    فهو وجه مألوف يشبه شيئا ما ... لا أذكر!!
    أحتاجُ إليكِ يا ذاكرتي ... حاولتُ حثها على النهوض من سباتها..
    ولكنها خذلتني كعادتها!!
    قلتُ لنفسي : كفاكِ توجّسًا، وانطلقي بعيدًا عن شعور عدم الارتياح لها ..
    و لصوتها الغريب الذي يخرج من جوفها ، الشبيه بصوت ما ..
    يا إلهي.. كم تخذلني ذاكرتي!!
    كل هذا بسبب ذلك الاصطدام الذي تسبب لي بفقد الذاكرة .. هذا ما أتذكره.. !!
    ولكن ما سبب هذا الاصطدام ؟ وكيف حدث ؟ ومتى ؟ وأين ؟ لا أتذكر!!!
    فما عدتُ أعرف من أنا ؟ وكيف أضعتُ هويتي في هذا الزحام المكتظ بالوجوه المقنعة!
    غير مهم .. يا أنا انصتي لها ولبي ما تريد فأنا أضعتُ نفسي وما عدت أعرفُ من أكون ؟
    وما الذي يجعلني هنا ؟ ولكنني أندفع بكل سعادة الدنيا لمساعدة الآخرين . والدفاع عن الضعفاء . ومواساة المحرومين.
    فرغم ذاكرتي المفقودة إلا أنني ما زلتُ أملك قلب إنسان.
    مددت لها كفّي كي أساعدها ، فلدغتني بكلمة جارحة.
    توقفتُ كتمثالٍ منهمر الذاكرة .. عرفتُ صاحبة الوجه الوتدي الشكل ، الصغير الحجم مقارنة
    بجسدها الضخم، ونهيزها الخارج من جوفها . مستذكرةً لما مضى تحصنْتُ بالصمت . اعتراها الارتباك.
    فكشفتْ عن ساقٍ غليظة ذات أظلاف عجيبة ، لم أرَ قطٌّ مثلها .بادرتني بقولها: هذا حذاءٌ جديد يمكنني من السير
    فوق الطرق الموحلة دونما الغوص فيها... لم تكمل حديثها .. فقد أطلقتْ حشرجة أفزعتني..
    هرولتْ بعيدةً عني ! .. فمضيتُ على إثرها ..
    وجدتها تنبش قُمامة النّاس بمنخرها.. تتغذّى على ما فيها!
    لم أستطع مقاومة ذلك الشعور بالغثيان وإخراج كل ما في جوفي .. تمكّثت عما تفعل ناظرة إليّ
    شزرًا ، وبتعالٍ عجيب قالتْ: كيف يمكنكِ فعلُ ذلك؟!
    التعديل الأخير تم بواسطة فوزي سليم بيترو; الساعة 16-06-2015, 13:31.
    رَّبِّ
    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    #2
    تحياتي أستاذة سميرة
    كعادتك تقتادين ناصية الحديث بإقتدار.

    في هذه الجزئية ، قمتِ بوصف رائع وكأنك تقولين : إياك أعني يا جارة :

    توقفتُ كتمثالٍ منهمر الذاكرة .. عرفتُ صاحبة الوجه الوتدي الشكل ، الصغير الحجم مقارنة
    بجسدها الضخم، ونهيزها الخارج من جوفها . مستذكرةً لما مضى تحصنْتُ بالصمت . اعتراها الارتباك.
    فكشفتْ عن ساقٍ غليظة ذات أظلاف عجيبة ، لم أرَ قطٌّ مثلها .بادرتني بقولها: هذا حذاءٌ جديد يمكنني من السير
    فوق الطرق الموحلة دونما الغوص فيها... لم تكمل حديثها .. فقد أطلقتْ حشرجة أفزعتني..
    هرولتْ بعيدةً عني ! .. فمضيتُ على إثرها ..
    وجدتها تنبش قُمامة النّاس بمنخرها.. تتغذّى على ما فيها
    !

    ***
    أنثى الخنزوان هنا لها دلالة عميقة
    وبما أن :

    الخَنْزَوان: قيل ذكر الخنازير أو القرد

    الخُنْزُوان : هو الكِبْر أو التكبر كما جاء في المعجم

    فكلا المعنيين ينطبق على هذي الأنثى.
    متعك الله بالعافية وجنّبك أنثى الخُنْزُوان ، وأنثى الخَنْزَوان.

    دمتم

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      لا تخشى يا أنسان فقدان الذاكرة في زمن نبش القمامة
      هناك كنز مدفون في وعي كلّ منا ، إذا ما فقدنا الذاكرة لأي سبب
      يطفو على السطح يمنح صاحبه نعمة العطاء .
      نص فلسفي راق
      أحييكِ أخت سميرة
      فوزي بيترو

      تعليق

      • اعيان القيسي
        ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
        • 09-03-2011
        • 371

        #4
        السيدة سميرة رعبوب
        احسنتي.. جزيل الشكر والتقدير
        الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
        أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

        [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

        تعليق

        • عمر غراب
          شاعر
          • 02-01-2010
          • 167

          #5
          الكاتبة المقتحمة : سميرة رعبوب .

          يحتاج هذا النصّ لقراءة ثانية متأنية ...

          لسبر مغاليق الجمال فيه ...

          فالوحشة المطلّة لا تحجب هذا الحسن داخله ...

          ثم تلك القدرة اللغوية الواضحة بجلاء و فتنة ...

          و قد توقّفت طويلا لأختزن كثيرا من المتعة و التأمل ...

          أشكرك جدا أيتها المبدعة الفاتحة .

          تعليق

          • محمود خليفة
            عضو الملتقى
            • 21-05-2015
            • 298

            #6
            نص عميق الدلالة، يبدأ برواية صاحبة النص عن اندهاشها من منظر كائن غريب لا تتذكره بسبب فقدها للذاكرة!
            وهذا الفقد للذاكرة أتى من اصطدام راوية النص بوجوه كثيرة مقنعة، ليس فقط الوجه الغريب الذي بدأت به رواية نصها، إنما وجوه أخرى كثيرة مقنعة...
            وهذا الفقد للذاكرة أدى إلى أنها أضاعت نفسها بسبب تعاملها مع هذه الشخصيات الغير حقيقية والغريبة، وأدى أيضا إلى أنها لا تدري ما الذي جاء بها إلى المكان الغريب والمليء بوجوه مقنعة كثيرة ومنها هذا الوجه الغريب...
            وتقول الكاتبة المتألقة:
            "فأنا أضعتُ نفسي وما عدت أعرفُ من أكون؟"
            بيد أن الأمر ليس فقدا للذاكرة فقط، إنما ضياع شخصية الراوية بسبب تعاملها وسط زحام بوجوه غريبة مقنعة، وفي ذات الوقت، لم يعد وجود للشخصيات الإنسانية الطبيعية!...
            وبرغم فقدها للذاكرة، فإنها لازالت تملك قلب إنسان دفعها إلى أن تساعد الآخرين بسعادة، وتدافع عن الضعفاء... فهي تقوم بدورها كإنسانة بالرغم من إحساسها بالضياع في هذا المكان الغريب المكتظ بوجوه غريبة!
            وعندما مدت راوية النص يدها لمساعدة صاحبة الوجه الغريب والذي بدأت به حكايتها، ردت عليها بلدغة جارحة، وهذه اللدغة أشعلت ذاكرتها المتجمدة...
            تقول صاحبة النص:
            " فجأة توقف كتمثال منهمر الذاكرة".
            وهذا تعبير جميل جدا، فالتمثال لا يفعل شيئا مع هذا التذكر المنهمر.
            وقول الكاتبة:
            "وتحصنْتُ بالصمت"...
            وهو تعبير بديع أيضا جعلت فيه الصمت حصنا تتحصن فيه، ولكن هل التمثال سيتكلم أصلا؟
            فالكاتبة أرادت أن تقول لنا بأنها تجمدت كتمثال وتحصنت بالصمت من شدة المفاجأة بعدما تذكرت هذا الوجه الغريب، وبدأت الذاكرة تنهمر عليها كالمطر؛ فالصوت الغريب هو صوت القباع أي صوت الخنزير، والوجه الوتدي هو وجه الخنزير، والساق والأرجل والأظلاف كلها للخنزير، والحشرجة والمنخار والأكل من القمامة كلها للخنزير أو الخنزيرة فهي امرأة تشبه الخنزير في كل سيء...
            ولم تخبرنا راوية النص:
            هل أصابت المرأة الخنزيرة أمراض الخنزير أيضا كأنفلونزا الخنازير؟!
            والعجيب في النص:
            "نبش الخنزيرة من القمامة"!
            فالمرأة الخنزيرة اكتسبت كل صفات الخنازير لدرجة أنها وصلت لمرحلة نبش القمامة، وعندئذ، لم تتحمل راوية النص هذا الهوان وهذا الانحطاط وهذه الوضاعة وهذه السفالة؛ فانفعلت انفعالا شديدا أدى إلى أن تتقيأ!!
            والأعجب:
            أن المرأة الخنزيرة اندهشت من تقيوء صاحبة النص وسألتها وبتعالٍ عجيب قالتْ: كيف يمكنكِ فعلُ ذلك؟!
            فهذه المرأة الخنزيرة ضاعت منها أدميتها تماما، واكتسبت كل صفات الخنازير، وتندهش من الذين يتقيئون، وما عادت تنتمي للبشرية في شيء...
            وبالرغم من كل ما سبق فهذه المرأة الخنزيرة عندها كبر وغطرسة!!!
            شكرا للمبدعة الأستاذة سميرة رعبوب على هذا النص الرائع...
            التعديل الأخير تم بواسطة محمود خليفة; الساعة 16-06-2015, 20:43.

            تعليق

            • حسين يعقوب الحمداني
              أديب وكاتب
              • 06-07-2010
              • 1884

              #7
              أستاذه سميره ,شكرا لكم لغه رائعه ,مازالت عيوننا تلحظ الواقع الغير مرغوب فيه والمرفوض من ذاتكم الأصيله وبالرغم من هذا الرفض الا النفوس الكبيره تطمح بالأصلاح ومد يد العون ذلك هو الضمير الحيّ .تقبلوا التحيه

              تعليق

              • أبوقصي الشافعي
                رئيس ملتقى الخاطرة
                • 13-06-2011
                • 34905

                #8
                تعود أديبتنا القديرة سمية رعبوب
                بنص عميق المعاني
                قوي السكب و الصور
                يفتح مجالاً للقارئ
                ليسبر غوره
                و يستشف الفكرة ..
                عودة قوية لقلم يستحق القراءة و المتابعة..

                ينقل لقسم الخاطرة
                و يثبت بجدارة..

                تقديري و كل التحايا .



                كم روضت لوعدها الربما
                كلما شروقٌ بخدها ارتمى
                كم أحلت المساء لكحلها
                و أقمت بشامتها للبين مأتما
                كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
                و تقاسمنا سوياً ذات العمى



                https://www.facebook.com/mrmfq

                تعليق

                • سميرة رعبوب
                  أديب وكاتب
                  • 08-08-2012
                  • 2749

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
                  تحياتي أستاذة سميرة
                  كعادتك تقتادين ناصية الحديث بإقتدار.

                  في هذه الجزئية ، قمتِ بوصف رائع وكأنك تقولين : إياك أعني يا جارة :

                  توقفتُ كتمثالٍ منهمر الذاكرة .. عرفتُ صاحبة الوجه الوتدي الشكل ، الصغير الحجم مقارنة
                  بجسدها الضخم، ونهيزها الخارج من جوفها . مستذكرةً لما مضى تحصنْتُ بالصمت . اعتراها الارتباك.
                  فكشفتْ عن ساقٍ غليظة ذات أظلاف عجيبة ، لم أرَ قطٌّ مثلها .بادرتني بقولها: هذا حذاءٌ جديد يمكنني من السير
                  فوق الطرق الموحلة دونما الغوص فيها... لم تكمل حديثها .. فقد أطلقتْ حشرجة أفزعتني..
                  هرولتْ بعيدةً عني ! .. فمضيتُ على إثرها ..
                  وجدتها تنبش قُمامة النّاس بمنخرها.. تتغذّى على ما فيها
                  !

                  ***
                  أنثى الخنزوان هنا لها دلالة عميقة
                  وبما أن :

                  الخَنْزَوان: قيل ذكر الخنازير أو القرد

                  الخُنْزُوان : هو الكِبْر أو التكبر كما جاء في المعجم

                  فكلا المعنيين ينطبق على هذي الأنثى.
                  متعك الله بالعافية وجنّبك أنثى الخُنْزُوان ، وأنثى الخَنْزَوان.

                  دمتم
                  آمين ياربّ وإياكَ ..
                  شُكْرًا جزيلًا أخ جلال على القراءة المبصرة
                  متعكَ الله بالعافية.
                  رَّبِّ
                  ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                  تعليق

                  • سميرة رعبوب
                    أديب وكاتب
                    • 08-08-2012
                    • 2749

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                    لا تخشى يا أنسان فقدان الذاكرة في زمن نبش القمامة
                    هناك كنز مدفون في وعي كلّ منا ، إذا ما فقدنا الذاكرة لأي سبب
                    يطفو على السطح يمنح صاحبه نعمة العطاء .
                    نص فلسفي راق
                    أحييكِ أخت سميرة
                    فوزي بيترو
                    شُكرًا أخ فوزي على كلماتك الباعثة أملًا في روح الإنسان.
                    تقديري.
                    رَّبِّ
                    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                    تعليق

                    • سميرة رعبوب
                      أديب وكاتب
                      • 08-08-2012
                      • 2749

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة اعيان القيسي مشاهدة المشاركة
                      السيدة سميرة رعبوب
                      احسنتي.. جزيل الشكر والتقدير
                      بلْ التقدير والشكر لك أخ أعيان على المرور الكريم.
                      رَّبِّ
                      ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                      تعليق

                      • سميرة رعبوب
                        أديب وكاتب
                        • 08-08-2012
                        • 2749

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عمر غراب مشاهدة المشاركة
                        الكاتبة المقتحمة : سميرة رعبوب .

                        يحتاج هذا النصّ لقراءة ثانية متأنية ...

                        لسبر مغاليق الجمال فيه ...

                        فالوحشة المطلّة لا تحجب هذا الحسن داخله ...

                        ثم تلك القدرة اللغوية الواضحة بجلاء و فتنة ...

                        و قد توقّفت طويلا لأختزن كثيرا من المتعة و التأمل ...

                        أشكرك جدا أيتها المبدعة الفاتحة .
                        الله يسعدك على كلماتك المشجعة أخ عمر وكأنّي محاربة من العصور الوسطى
                        - أمزح - ربنا يكرمك بكل خير.
                        رَّبِّ
                        ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                        تعليق

                        • سميرة رعبوب
                          أديب وكاتب
                          • 08-08-2012
                          • 2749

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمود خليفة مشاهدة المشاركة
                          نص عميق الدلالة، يبدأ برواية صاحبة النص عن اندهاشها من منظر كائن غريب لا تتذكره بسبب فقدها للذاكرة!
                          وهذا الفقد للذاكرة أتى من اصطدام راوية النص بوجوه كثيرة مقنعة، ليس فقط الوجه الغريب الذي بدأت به رواية نصها، إنما وجوه أخرى كثيرة مقنعة...
                          وهذا الفقد للذاكرة أدى إلى أنها أضاعت نفسها بسبب تعاملها مع هذه الشخصيات الغير حقيقية والغريبة، وأدى أيضا إلى أنها لا تدري ما الذي جاء بها إلى المكان الغريب والمليء بوجوه مقنعة كثيرة ومنها هذا الوجه الغريب...
                          وتقول الكاتبة المتألقة:
                          "فأنا أضعتُ نفسي وما عدت أعرفُ من أكون؟"
                          بيد أن الأمر ليس فقدا للذاكرة فقط، إنما ضياع شخصية الراوية بسبب تعاملها وسط زحام بوجوه غريبة مقنعة، وفي ذات الوقت، لم يعد وجود للشخصيات الإنسانية الطبيعية!...
                          وبرغم فقدها للذاكرة، فإنها لازالت تملك قلب إنسان دفعها إلى أن تساعد الآخرين بسعادة، وتدافع عن الضعفاء... فهي تقوم بدورها كإنسانة بالرغم من إحساسها بالضياع في هذا المكان الغريب المكتظ بوجوه غريبة!
                          وعندما مدت راوية النص يدها لمساعدة صاحبة الوجه الغريب والذي بدأت به حكايتها، ردت عليها بلدغة جارحة، وهذه اللدغة أشعلت ذاكرتها المتجمدة...
                          تقول صاحبة النص:
                          " فجأة توقف كتمثال منهمر الذاكرة".
                          وهذا تعبير جميل جدا، فالتمثال لا يفعل شيئا مع هذا التذكر المنهمر.
                          وقول الكاتبة:
                          "وتحصنْتُ بالصمت"...
                          وهو تعبير بديع أيضا جعلت فيه الصمت حصنا تتحصن فيه، ولكن هل التمثال سيتكلم أصلا؟
                          فالكاتبة أرادت أن تقول لنا بأنها تجمدت كتمثال وتحصنت بالصمت من شدة المفاجأة بعدما تذكرت هذا الوجه الغريب، وبدأت الذاكرة تنهمر عليها كالمطر؛ فالصوت الغريب هو صوت القباع أي صوت الخنزير، والوجه الوتدي هو وجه الخنزير، والساق والأرجل والأظلاف كلها للخنزير، والحشرجة والمنخار والأكل من القمامة كلها للخنزير أو الخنزيرة فهي امرأة تشبه الخنزير في كل سيء...
                          ولم تخبرنا راوية النص:
                          هل أصابت المرأة الخنزيرة أمراض الخنزير أيضا كأنفلونزا الخنازير؟!
                          والعجيب في النص:
                          "نبش الخنزيرة من القمامة"!
                          فالمرأة الخنزيرة اكتسبت كل صفات الخنازير لدرجة أنها وصلت لمرحلة نبش القمامة، وعندئذ، لم تتحمل راوية النص هذا الهوان وهذا الانحطاط وهذه الوضاعة وهذه السفالة؛ فانفعلت انفعالا شديدا أدى إلى أن تتقيأ!!
                          والأعجب:
                          أن المرأة الخنزيرة اندهشت من تقيوء صاحبة النص وسألتها وبتعالٍ عجيب قالتْ: كيف يمكنكِ فعلُ ذلك؟!
                          فهذه المرأة الخنزيرة ضاعت منها أدميتها تماما، واكتسبت كل صفات الخنازير، وتندهش من الذين يتقيئون، وما عادت تنتمي للبشرية في شيء...
                          وبالرغم من كل ما سبق فهذه المرأة الخنزيرة عندها كبر وغطرسة!!!
                          شكرا للمبدعة الأستاذة سميرة رعبوب على هذا النص الرائع...
                          بل أفانين الشكر لك أخ محمود للقراءة المتوغلة في نصٍ فاقد الذاكرة
                          الله يكرمك بكل خير.
                          رَّبِّ
                          ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                          تعليق

                          • سميرة رعبوب
                            أديب وكاتب
                            • 08-08-2012
                            • 2749

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين يعقوب الحمداني مشاهدة المشاركة
                            أستاذه سميره ,شكرا لكم لغه رائعه ,مازالت عيوننا تلحظ الواقع الغير مرغوب فيه والمرفوض من ذاتكم الأصيله وبالرغم من هذا الرفض الا النفوس الكبيره تطمح بالأصلاح ومد يد العون ذلك هو الضمير الحيّ .تقبلوا التحيه
                            فعلًا!! .. الله يهدي من خلق، شُكرا لك أخ حسين.
                            تشرفتُ بتواجدك الكريم.
                            التعديل الأخير تم بواسطة سميرة رعبوب; الساعة 18-07-2015, 03:41.
                            رَّبِّ
                            ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                            تعليق

                            • سميرة رعبوب
                              أديب وكاتب
                              • 08-08-2012
                              • 2749

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أبوقصي الشافعي مشاهدة المشاركة
                              تعود أديبتنا القديرة سمية رعبوب
                              بنص عميق المعاني
                              قوي السكب و الصور
                              يفتح مجالاً للقارئ
                              ليسبر غوره
                              و يستشف الفكرة ..
                              عودة قوية لقلم يستحق القراءة و المتابعة..

                              ينقل لقسم الخاطرة
                              و يثبت بجدارة..

                              تقديري و كل التحايا .
                              أخ أبو قصي أسعدك الله .. فاتني الحفاوة بنصي
                              شكرًا لدعمك المشجع. تقديري والإحترام.
                              رَّبِّ
                              ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                              تعليق

                              يعمل...
                              X