لأمَّهَات قبَّلتْ وَجَناتهُن شِفاه السَّماء
هيام ضمرة
غزلن من عمرهن نجمات تتلألأ سابحة في عرين السماء، ليضئن عتمة الليل بأجمل البسمات.. نثرن عطر المحبة والألفة لتصير فرحة عمر تجمع الخير والود للزينات..
فالأمهات أنامل رقيقة تبلسم أوجاع الأبناء، وتهدئ روع قلوب تعلقت بأهداب عينيها وعناق رحمتها، فغفت هانئة على صدر ينبض خافقه بالتحنان.. يداها تصنع حلوى الزمن الآتي، تزينها، تلونها، تجعلها ربيعاً دائما تملأ الأجواء بطيور النشوى تغرد أفانين الشوق على وتريات قلبها النابض بكلِّ النغمات
..
هن أمهات مجبولات من طين الطهر والسكينة، حين يسردن حكاياهن تسترسل تفاصيل تعبيراتهن بشغف لين يتجمل كبيلسان المواسم فتتلهف الأسماع هذا الصوت العازف برقيق المعاني، وألسنة تكتنز درّ الكلام بأحسن وأجمل وألطف الكلام، اقتطعن قلوبهن من عذوق ورد ناضر لم يحمل على فروعه غير باقات الورد العابق بالشذى العاطر، هن أمهات يتحدثن بلغة الإغداق فقلوبهن نبع متدفق من الرأفة والحب والحنان، أنفاسهن فيوض عطر يفوح شذاها بكل الأمان
هن سلطان النور حين ينتعشن بطاقته يملأن الأماكن وضوحاً ويصرفن أشباح الخوف عن قلوب صغيرة كانت أم كبيرة تتعطش صعود سلالم الوقت تحت النور الساطع لوهج عواطفهن الفياضة
فإيه يا أمي.. يا لهفة قلبي الذي يتعنى شوقه إليك، لتقبيل قدميك صباحاً ومساء.. لا تحفلي يا أمي بالموت الذي غيبك عني وقهر خاطري، لا تسألي التراب لماذا حال بيني وبينك.. اعتصري فقط بيديك رياح الموت، واقطفي الزمن عن أغصان الصمت الذي تلفعك كل هذه السنين، وناديني باسمي كما تعودت أن تناديني، افتحي لي يديك لتعانقيني، فأنا يا أمي مهما كبرت وهرمت وشاب تاجي سأظلّ في حضنك الطفلة المدللة التي تنعم بالحنان وتتلفع التحنان، ذات الطفلة التي عشقت رائحتك الزكية المعطرة بالعود والعنبر ، فتخزنت هذه الرائحة في ذاكرتي، أتلقى فوحها كلما أدركني الشوق إليك، فترتسم كل صورك حية في ذهني، تعانقك روحي، تقبل قلبك، وتقبل وهجك ووجهك وجبينا يطلق النور وينشر في النفس المشتاقة كل أشكال الحبور
سلاماً أمي لروحك، لعبق أنفاسك، لنظرة ألفتها نفسي، لابتسامة مسحت ذات يوم عن قلبي الخوف، لنبض رسم خارطة حياتي وحدد عليها جغرافية النفس والروح، لصوت ما زالت أنغامة تترد في أذني وكأني ما زلت تلك الطفلة الصغيرة التي يتراقص قلبها على ترنيمة صوتك الحاني، ليد رحيمة مشطت جدائلي وعبأت فيها فيوض روحها فاستطالت على كتف تهيأ لحمل المسؤليات، لعين اختزنتني داخلها والدمع يغسلنا معاً بالود والتحنان، لنفس أبية زرعتني بأسمى أشكال التخلق فانتشى بي كبرياء العزة حتى صار وطناً من مجد، لوعي علمنا معنى الحرية أرشدنا أن الحياة كرامة إن سطعت بالنفس ارتقت بها إلى أسمى الحالات، أوقد بنا شعلة مضيئة من الابداعات ومنحتنا خطوات سادرة في أرض تخضبت بحناء الوجد الأسري المتحد في بوتقة الانعتاق من شرور إمارة النفس التي تفتت أكباد العلاقة المتماسكة، سلاماً أمي لأمومتك الحقة التي منحتنا الدفء فيما زمهرير البرد يسرج رياح الشمال ويهبط بحرارة الأجواء لأدنى الدرجات
لك أمي حبي وروحي وشوقاً لا ينهيه تباعد المسافات، لك حبي وامتناني لأن أعظم النساء وأفضل الأمهات
هيام ضمرة
غزلن من عمرهن نجمات تتلألأ سابحة في عرين السماء، ليضئن عتمة الليل بأجمل البسمات.. نثرن عطر المحبة والألفة لتصير فرحة عمر تجمع الخير والود للزينات..
فالأمهات أنامل رقيقة تبلسم أوجاع الأبناء، وتهدئ روع قلوب تعلقت بأهداب عينيها وعناق رحمتها، فغفت هانئة على صدر ينبض خافقه بالتحنان.. يداها تصنع حلوى الزمن الآتي، تزينها، تلونها، تجعلها ربيعاً دائما تملأ الأجواء بطيور النشوى تغرد أفانين الشوق على وتريات قلبها النابض بكلِّ النغمات
..
هن أمهات مجبولات من طين الطهر والسكينة، حين يسردن حكاياهن تسترسل تفاصيل تعبيراتهن بشغف لين يتجمل كبيلسان المواسم فتتلهف الأسماع هذا الصوت العازف برقيق المعاني، وألسنة تكتنز درّ الكلام بأحسن وأجمل وألطف الكلام، اقتطعن قلوبهن من عذوق ورد ناضر لم يحمل على فروعه غير باقات الورد العابق بالشذى العاطر، هن أمهات يتحدثن بلغة الإغداق فقلوبهن نبع متدفق من الرأفة والحب والحنان، أنفاسهن فيوض عطر يفوح شذاها بكل الأمان
هن سلطان النور حين ينتعشن بطاقته يملأن الأماكن وضوحاً ويصرفن أشباح الخوف عن قلوب صغيرة كانت أم كبيرة تتعطش صعود سلالم الوقت تحت النور الساطع لوهج عواطفهن الفياضة
فإيه يا أمي.. يا لهفة قلبي الذي يتعنى شوقه إليك، لتقبيل قدميك صباحاً ومساء.. لا تحفلي يا أمي بالموت الذي غيبك عني وقهر خاطري، لا تسألي التراب لماذا حال بيني وبينك.. اعتصري فقط بيديك رياح الموت، واقطفي الزمن عن أغصان الصمت الذي تلفعك كل هذه السنين، وناديني باسمي كما تعودت أن تناديني، افتحي لي يديك لتعانقيني، فأنا يا أمي مهما كبرت وهرمت وشاب تاجي سأظلّ في حضنك الطفلة المدللة التي تنعم بالحنان وتتلفع التحنان، ذات الطفلة التي عشقت رائحتك الزكية المعطرة بالعود والعنبر ، فتخزنت هذه الرائحة في ذاكرتي، أتلقى فوحها كلما أدركني الشوق إليك، فترتسم كل صورك حية في ذهني، تعانقك روحي، تقبل قلبك، وتقبل وهجك ووجهك وجبينا يطلق النور وينشر في النفس المشتاقة كل أشكال الحبور
سلاماً أمي لروحك، لعبق أنفاسك، لنظرة ألفتها نفسي، لابتسامة مسحت ذات يوم عن قلبي الخوف، لنبض رسم خارطة حياتي وحدد عليها جغرافية النفس والروح، لصوت ما زالت أنغامة تترد في أذني وكأني ما زلت تلك الطفلة الصغيرة التي يتراقص قلبها على ترنيمة صوتك الحاني، ليد رحيمة مشطت جدائلي وعبأت فيها فيوض روحها فاستطالت على كتف تهيأ لحمل المسؤليات، لعين اختزنتني داخلها والدمع يغسلنا معاً بالود والتحنان، لنفس أبية زرعتني بأسمى أشكال التخلق فانتشى بي كبرياء العزة حتى صار وطناً من مجد، لوعي علمنا معنى الحرية أرشدنا أن الحياة كرامة إن سطعت بالنفس ارتقت بها إلى أسمى الحالات، أوقد بنا شعلة مضيئة من الابداعات ومنحتنا خطوات سادرة في أرض تخضبت بحناء الوجد الأسري المتحد في بوتقة الانعتاق من شرور إمارة النفس التي تفتت أكباد العلاقة المتماسكة، سلاماً أمي لأمومتك الحقة التي منحتنا الدفء فيما زمهرير البرد يسرج رياح الشمال ويهبط بحرارة الأجواء لأدنى الدرجات
لك أمي حبي وروحي وشوقاً لا ينهيه تباعد المسافات، لك حبي وامتناني لأن أعظم النساء وأفضل الأمهات
تعليق