مصير مغترب
ما إن جلس على الطاولة المقابلة لساحة الرقص في المطعم ، حتى أحضر له الغارسون نرجيلة و كأسا من الوسكي ، وبدأت الراقصات تهز بأردافهن و صدورهن المرتفعة المنفوخة على صوت ضجيج من الغناء و الثرثرة ، وبدات تتطاير من بين يديه الروبلات لتحط على رؤوس الراقصات ، مع تبادل البسمات .
اجتمع حوله على طاولة نصف مستطيلة لفيف من الشباب يدخنون سجائرهم ، و ينفخون إلى الأعلى عبابها ، ليصبح المكان أشبه بيوم سديمي ، و يسمعون صوت موسيقى و اغاني خلت من الموسيقى ، لكنه كان غير آبه بكل هذا، والمهم له هو شعوره بأنه رئيس عشيرة أو قبيلة يحل و يربط ، و الكل يسمع له ما يقول ، فيطلب لهم الشاي و القهوة ، و يرحب بهم و يهديهم السلامات عبر الميكروفون ، هكذا كانت أيامه تمضي .
و في يوم و كعادته جلس في المكان نفسه ، و أمامه قدح الويسكي و بين سبابته و الوسطى المرتجفتين سيجارة بدأت تئن من شفتيه الصفراويتين ، عندما كان يسحب الدخان بملء رئتيه و ينفثه في الهواء رافعا و جهه قليلا إلى الأعلى ، شكل من اشكال النشوة .
نظر إلى ساعته و مط شفتيه تعجبا من الوقت الذي يمضي سريعا ، و قال : ها هو الليل انتصف
نادى الغارسون ليحضر له عشاء منتصف اليل ، و يصب له الويسكي مرة خامسة، مع لفيفه الذي كان ينظر إليه باعجاب و حسرة ..
رشف ما تبقى من ثمالة الكأس و اتكأ على مخدة كانت بجانبه ، منتشيا ، لتتقدم إليه إحدى الراقصات التي تعرت من بقايا ثياب على صدرها ، تهز نهديها يمينا و يسارا و أحيانا إلى الأعلى و الأسفل و هو يبتسم لها و تبتسم له ، كانت هي تغلي كابرق شاي على موقد ، فتسبل شعرها الذهبي على ركبتيه كما لو انها تطلب رضاه ، و هو يلامس خصرها بيديه المرتجفتين ، لكنه لم يستطيع الكلام بصوت عال و مفهوم ، و فجأة رفع راسه مقهقها على غير عادته , و اشار إلى احداهن لتتقدم إليه ، فهمس في أذنها قائلا أريد ان يكون صدرك قبري .
تقدمت إليه ذات النهود االمستديرة المكتنزة ،و مسكت يده لينتصب واقفا ، ملتويا شمالا و يمينا ، و فجأة اكفهر و جهه و تجحدت عيناه ، و اصفرت بشرته، و ارتمى على صدرها فاقدا وعيه ، نظر لفيفه بعضهم إلى بعض ، وقلوبهم تختلج خوفا ، وانفرطت مسبحة كانت في يد أحدهم لتملأ حباتها ساحة الرقص . .
و بينما هم في حالة من الذهول و التأمل ، دخل طبيب إلى المكان ليمسك يد الرجل المرمي على صدر الراقصة و يعلن أن نبضه قد توقف ، و حلمه تحقق ، و لفيفه أصبح كحبات المسبحة المنفرطة في ساحة الرقص .
ما إن جلس على الطاولة المقابلة لساحة الرقص في المطعم ، حتى أحضر له الغارسون نرجيلة و كأسا من الوسكي ، وبدأت الراقصات تهز بأردافهن و صدورهن المرتفعة المنفوخة على صوت ضجيج من الغناء و الثرثرة ، وبدات تتطاير من بين يديه الروبلات لتحط على رؤوس الراقصات ، مع تبادل البسمات .
اجتمع حوله على طاولة نصف مستطيلة لفيف من الشباب يدخنون سجائرهم ، و ينفخون إلى الأعلى عبابها ، ليصبح المكان أشبه بيوم سديمي ، و يسمعون صوت موسيقى و اغاني خلت من الموسيقى ، لكنه كان غير آبه بكل هذا، والمهم له هو شعوره بأنه رئيس عشيرة أو قبيلة يحل و يربط ، و الكل يسمع له ما يقول ، فيطلب لهم الشاي و القهوة ، و يرحب بهم و يهديهم السلامات عبر الميكروفون ، هكذا كانت أيامه تمضي .
و في يوم و كعادته جلس في المكان نفسه ، و أمامه قدح الويسكي و بين سبابته و الوسطى المرتجفتين سيجارة بدأت تئن من شفتيه الصفراويتين ، عندما كان يسحب الدخان بملء رئتيه و ينفثه في الهواء رافعا و جهه قليلا إلى الأعلى ، شكل من اشكال النشوة .
نظر إلى ساعته و مط شفتيه تعجبا من الوقت الذي يمضي سريعا ، و قال : ها هو الليل انتصف
نادى الغارسون ليحضر له عشاء منتصف اليل ، و يصب له الويسكي مرة خامسة، مع لفيفه الذي كان ينظر إليه باعجاب و حسرة ..
رشف ما تبقى من ثمالة الكأس و اتكأ على مخدة كانت بجانبه ، منتشيا ، لتتقدم إليه إحدى الراقصات التي تعرت من بقايا ثياب على صدرها ، تهز نهديها يمينا و يسارا و أحيانا إلى الأعلى و الأسفل و هو يبتسم لها و تبتسم له ، كانت هي تغلي كابرق شاي على موقد ، فتسبل شعرها الذهبي على ركبتيه كما لو انها تطلب رضاه ، و هو يلامس خصرها بيديه المرتجفتين ، لكنه لم يستطيع الكلام بصوت عال و مفهوم ، و فجأة رفع راسه مقهقها على غير عادته , و اشار إلى احداهن لتتقدم إليه ، فهمس في أذنها قائلا أريد ان يكون صدرك قبري .
تقدمت إليه ذات النهود االمستديرة المكتنزة ،و مسكت يده لينتصب واقفا ، ملتويا شمالا و يمينا ، و فجأة اكفهر و جهه و تجحدت عيناه ، و اصفرت بشرته، و ارتمى على صدرها فاقدا وعيه ، نظر لفيفه بعضهم إلى بعض ، وقلوبهم تختلج خوفا ، وانفرطت مسبحة كانت في يد أحدهم لتملأ حباتها ساحة الرقص . .
و بينما هم في حالة من الذهول و التأمل ، دخل طبيب إلى المكان ليمسك يد الرجل المرمي على صدر الراقصة و يعلن أن نبضه قد توقف ، و حلمه تحقق ، و لفيفه أصبح كحبات المسبحة المنفرطة في ساحة الرقص .