خطوات ملائكة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تغريد عبد العال
    عضو الملتقى
    • 02-08-2008
    • 26

    خطوات ملائكة

    خطوات ملائكة..
    قصة قصيرة

    كنت أعلم أن ملائكة ما تقيم في ضوء فراشات جميلة قرب النافذة ...النافذة وان كانت تطل على زقاق لكنها تتسع حين تصدح فراشاتي بضوئها...
    غيوم ما تقرع بوابتي الموصدة ونشيد يتواصل ..خائفة لأنه يشبه صوتي . يشبه ما كنت أبوح به للفراش.
    ,
    مدينتي التي نامت طفولتها نامت منذ ساعات ... حشرات الضوء ساهرة ...فأهرب اليها وهي الاخرى تبوح لي وتحاوني بالضوء أن داخلها ملائكة تسمعني....وأنا منذ زمن أحاصر صوتي الا ان ألتقيهم فأبوح بما أحلم.
    ركضت خائفة . كأن أحدا سرق ملابسي...
    أطل من النافذة أتبع صدى روحي ..الحشرات الصامتة قابعة هناك ..كانت خطوات ما تحفر الرمل ..ماذا هل هربوا تركوا أضواءهم وسرقوا صوتي؟ ؟هل سيدفنوه لا ربما سيملؤون فيه أضواء فراشات أخرى..أو ربما لم يعجبهم فصرخوا به بأعلى أصواتهم انتقاما وذهبوا..
    لعلهم....
  • ابراهيم درغوثي
    نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين
    أبو غسان
    مستشار في ملتقى الترجمة
    • 22-06-2008
    • 356

    #2
    أختنا تغريد
    شعرية رائعة في هذا النص القصصي الجميل
    و تكثيف كبير للأحداث
    و هذا من متممات نجاح القصة القصيرة جدا

    لك المودة و التقدير

    تعليق

    • عبدالرؤوف النويهى
      أديب وكاتب
      • 12-10-2007
      • 2218

      #3
      [align=justify]على هامش الخطوات
      **********

      "هذه أنا
      إمرأة وحيدة
      على عتبة فصل البرد
      فى بداية مشوارهم لفهم
      الوجود الملوث للأرض
      والتشاؤم البسيط والحزين للسماء
      وعجز هاتين اليدين الملموستين"


      فروغ فرخزاد
      الشاعرة الإيرانية الأشهر
      1935م-1967م

      (1)
      استحواذ النص على العقل وانشغال العقل به ،هو تميزٌ ،قلّ أن تتمتع به نصوصُ منشورة.
      أن نفلت من أسر هذه النصوص المتميزة ، لهو المستحيل بعينه.
      قرأت "خطوات ملائكة" للقاصة المبدعة _حقا وصدقا_ تغريد عبدالعال،فتمكلنى جمالها الهادىء وحزنها الشفيف وصوتها الخافت ولغتها الآسرة .

      قدمت هذه السطور بجزء من قصيدة للشاعرة فروغ فرخزاد ،هذا الريح العاصف فى الشعر الإيرانى الحديثوشهرتها التى طغت فى الآفاق.

      أحسست بحميمية العلاقة بين الشاعرة والقاصة ،وكلتاهما رغم البعد الزمانى والمكانى ،يعزفان موسيقى شجية، تأخذ بالقلوب وتسبى الواجدان ،وتغوص فى عمق الإنسان الوحيد ، وتستظهر مكنوناته ومخاوفه وبواطن مشاعره الحبيسة .

      إنها الوحدة التى تسيطر على القاصة ومع فراشاتها الجميلة وملائكتها النورانية،تحيا وتعيش.


      (2)

      قمتُ بتقسيم القصة إلى ثلاثة مشاهد .
      "المشهد الأول "

      "كنت أعلم أن ملائكة ما تقيم في ضوء فراشات جميلة قرب النافذة ...النافذة وإن كانت تطل على زقاق لكنها تتسع حين تصدح فراشاتي بضوئها...
      غيوم ما تقرع بوابتي الموصدة ونشيد يتواصل ..خائفة لأنه يشبه صوتي . يشبه ما كنت أبوح به للفراش
      "

      حديث القاصة عن مخاوفها ووحدتها واستمرار حياتها مع ملائكتها /فراشاتها ،وهذه المناجاة التى تعصف بالروح وتعصر القلب ،وتشعل فى الأفئدة نيران الأبواب الموصدة والنشيد الحزين والغيوم القارعة لليلٍ طويل ،لفراشٍ يطوى القاصة وحيدة ،تبوح له بمخاوفها .

      "المشهد الثانى"

      مدينتي التي نامت طفولتها نامت منذ ساعات ... حشرات الضوء ساهرة ...فأهرب إليها وهي الأخرى تبوح لي وتحاورني بالضوء أن داخلها ملائكة تسمعني....وأنا منذ زمن أحاصر صوتي إلا أن ألتقيهم فأبوح بما أحلم.


      المدينة النائمة وحشرات الضوء الساهرة والملائكة التى تناجيها القاصة الحالمة ، بشغف وولهٍ، إنها الوحدة ..لإمراة وحيدة حالمة ،بوح ينتزعها من وحدتها ومخاوفها انتزاعا .

      "المشهد الثالث"

      ركضت خائفة . كأن أحدا سرق ملابسي...
      أطل من النافذة أتبع صدى روحي ..الحشرات الصامتة قابعة هناك ..كانت خطوات ما تحفر الرمل ..ماذا هل هربوا تركوا أضواءهم وسرقوا صوتي؟ ؟هل سيدفنوه لا ربما سيملؤون فيه أضواء فراشات أخرى..أو ربما لم يعجبهم فصرخوا به بأعلى أصواتهم انتقاما وذهبوا..
      لعلهم....

      القاصة تبوح بمخاوفها وتركض خائفة مذعورة ،كل شىء صامت ،هرب منها كل شىء، فراشاتها وملائكتها ، بل هرب وجودها وضاع صوتها ،سُرِق منها صوتها ،ما أقسى أن تكون وحيدا فى عالم يموج بالحياة والضجيج والحركة!!


      (3)
      الوحدة.. فى عالم يموج بالحياة ،قسوة مابعدها قسوة ،ويظل النص يحمل بين جنباته الكثير من الأسئلة، ويطرح إشكاليات السرد القصصى ،بهذه اللغة المتوازية مع أحزان القاصة ووحدتها القاسية .
      تشيكوف ..عبقرى القصة العالمى وبلامنازع ،وقصته الفارقة" لمن أسرد أحزانى "،عن هذا الحوذى الذى فقد ابنه الوحيد ،لم يستمع له أحد لم يجد فى الدنيا الواسعة، من يشاركه همه ويطبطب على أحزانه ويضمد جراح نفسه المهزومة ،لم يجد سوى حصانه ،صار يحكى له عن ابنه الفقيد ،عن حياته وعن أحزانه وعن مخاوفه واحباطاته .
      أصبح الحصان كل وجوده الحى ،يتكلم معه ويحدثه ويقص عليه ما عاناه فى دنياه وما يعانيه ،هذا الضجيج ولا أحد ..لا أحد.
      وها هى قاصتنا المبدعة تحكى لفراشاتها وتبوح بمكنونات نفسها وتستشعر الآمان والأمن بصحبتها .[/align]

      هذه الملائكة النورانية والفراشات الجميلة التى تنتظرها القاصة ،لكنها فجأة لاتجد سوى الصمت القاتل ، بل هو إلى الموت أقرب.سرقوا صوتها واختفوا ،تركوها وحيدة .لن يُجدى صراخها فى عودتهم ، فقد سرقوا معهم بوحها وصوتها ،صارت كتلةً صماء لايسترها ثوب ولايخرج منها صوت.

      (4)

      عنوان القصة الذى يطلب المستحيل ويسعى إليه ،من منا يسمع خطوات الملائكة؟؟
      إنه عنوان يؤكد على الوحدة والترقب لما لايجىء .

      اللغة الهامسة الحزينة واستجلاؤها لمكنونات النفس ومخزون الحزن المتنامى الذى سيطر سيطرة كاملةً على القصة والقاصة، على المفردات اللغوية المعبرة عن حالة الخوف وضباب النفس وعتمتها ووحدتها القاصمة ،هذا الذى يزحف بالقاصة ويتربص بها .

      تعليق

      • تغريد عبد العال
        عضو الملتقى
        • 02-08-2008
        • 26

        #4
        الأستاذ الكاتب
        ابراهيم درغوثي
        شكرا أستاذي الكريم
        على القراءة الرائعة
        والكلمات الجميلة التي توحي بصدق كاتبها
        شكرا جزيلا

        تعليق

        • تغريد عبد العال
          عضو الملتقى
          • 02-08-2008
          • 26

          #5
          المستشار الأستاذعبد لرؤوف
          أشكرك من عميق القلب أولا على هذه الدراسة المطولة لقصتي القصيرة جدا
          ثانيا على تمتعك واستحسانك بهدوئها ومقارنتك والشعراء الكبار لأجوائها
          ثم اني ممتنة لاهتمامك الشديد بسطور قليلة لكاتبة ناشئة
          أـمنى أن يكون ذلك بداية لصداقة فكرية رائعة
          شكرا لك أستاذي
          تغر

          تعليق

          • محمود عادل بادنجكي.
            أديب وكاتب
            • 22-02-2008
            • 1021

            #6
            الاخت تغريد
            نصّ جميل كُتب بلغة خاصّة، هي أقرب للخاطرة.. يبعث على التفكّر، ويستحضر الوحدة، فيخرجنا منها بشيء من الرهبة.
            تحيّاتي الطيّبات
            ستبقـى حروفنــــا.. ونذهـــــبُ
            مدوّنتي
            http://mahmoudadelbadinjki.ektob.com/
            تفضـّلوا بزيارة صفحتي على فيسس بوك
            www.facebook.com/badenjki1
            sigpic
            إهداء من الفنّان العالميّ "سامي برهان"

            تعليق

            يعمل...
            X