الفراغ الروحي .. و الانحطاط المجتمعي
المفقودات السبعة التي تقودك للبؤس دون توقف !!!
.................................................. ..
سندرك جميعنا - في لحظة من سعادة - أن الحياة أشبه بزهر ريحان ينشر عبيره و يبدي جماله الأخاذ , يدعونا بإلحاح لنقتطف من جنانها , ونبتهج بما لا نتصور تغيره عنا ذات يوم أبدا , لكنها أيضا في حقيقتها محل لاختبار شاقٍ مظنٍ , يمحص صدق تلك الصلة المقدسة , التي ندعي أنها تربطنا بأواصر من المحبة , و الإيمان و العبودية لله .
لا يرتاب عاقل أن ما تشكوه المجتمعات العربية خاصة , من الانحدار الأخلاقي , و المعيشي , و الانهيار المتواصل لمقومات الحياة من حولنا , بل و في أنفسنا , ناجم عن الإضرار الشنيع الذي أصاب تلك الصلة مزقا و أشتاتا , فهل اختلط عليك يوما ذاك الفكر الفارغ , و المتناقضات الغريبة , التي جعلت كلمة الإسلام شعارا لحركات التطرف , و السيوف القاطرات , و هل تاه منك مغزى الفهم وسط هذه الفوضى الكبرى التي تحرك العالم بأسره باتجاهها .
لست أظن هذا بالطبع , فعادة العقول المنفتحة التطلع أبعد ما يكون الأفق , هناك حيث يسكن كل شيء و تتخذ المعاني براحا يسع الكون , اليوم أهديك خارطتي إلي الكنوز السبعة التي لا تستقيم الحياة دون العثور عليها , فلتبدأ مستعينا من هنا ...
** أنفاس الصباح آذان بحياة جديدة , فإن ضيعتها فأنت لم تزل تعش في الأمس الذي هو أمس الأمس بطبيعة الحال !!
هي سويعة تسبق النور , مشهودة في المقام الأعلى , لم يعرف فضلها إلا موفق , أنت منها في ذمة الأمان الأعظم , و القوة المطلقة , و اليد الحكيمة التي تدير مقاليد السماوات و الأرض , إنها تهبك تعبئة روحية جمة , و طاقة لمواصلة يومك , رشدا و سدادا , كيف بعد ذلك تظل أو تشقى .
** لا تنسى سقيا فسيل النخل , و لو أشرقت شمسك من حيث تغرب عادة !!
لم نكن يوما علي الأرض لنموت أكداسا , و لا لتطحننا الحروب في دوائرها التي نعجز حتى عن فهم حقائقها و أسرارها , لقد وجدنا ها هنا لنعطي الحياة معانيها إعمارا و سكنى , و لنتعلم كما فعل ( أبونا من قبل ) الأسماء كلها .
قد يبدو لفظ العمل لدى شريحة كبيرة من مجتمعنا العربي , مرادفا لكلمة ( هراء) مقارنة بمعدلات البطالة , و البطالة المقنعة, مع هذا فلابد أنه و في مكان ما يوجد شيء ينتظرك لتفعله " فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله "
** وبعد .. إن أعجزك الرأي يوما , و استنفدت كل حيلة إلي مبتغاك فلم تصل .. لا بأس , استمع لصوت الإلهام من قلبك سيدلك علي طريق ما بكل تأكيد .
لعله تضرع من دعاء , أو باقيات صالحات حجبن عن مقاصٌة الصحف , أو هي دمعة صادقة بوقت إجابة , لا تعلمن فضل الله كيف يصيبك .
تلك الأشياء الصغيرات التي نحتاجها ملء قلوبنا , التي لا تفدى , و لا تشترى بمال , أشياؤنا البعيدات كم غضضنا الطرف دونها , كي لا يفتضح فقرنا إليها , كم ضعفنا حيالها مرارا و أصابنا اليأس , إنها تحدث بالفعل لكنها رتبت بقدر .
وقديما قال شاعرا ..
** تنكر لي دهري و لم يدري أنني أعز .. و أحداث الزمان تهون
فظل يريني الخطب كيف اعتداؤه .. و بت أريه الصبر كيف يكون
البلاء قراه الصبر ( تلك كلمة مريرة في أعقابها الشهد ) سئل حكيم : إلي ثلاث ؟ فأجاب إلي سبع ( و إنا لموسعون ) و - الله تعالى أعلم - لبث العفيف في السجن بضع سنين , ثم صار ملكا علي رأس سبع عجاف صٌير ثامنهن غوثا بإذن ربه .
** يقول الفيلسوف ديوجينيس : ينبغي أن تقدر ثروة الإنسان لا بأمواله و مستغلاته , بل بعدد الأشياء التي يستطيع أن يعيش غير محتاجا إليها .
قد يبدو هذا كلاما مثاليا في عصر الكماليات - لا أخالفك الرأي - لكن لعلنا نتفق علي شيء آخر , لا تتجاوز حدودك المشروعة في الأخذ , لأن ما تأخذه جشعا هو نصيب إنسان آخر , أنت بذلك تؤسس لشريحة الفقر , توشك أن تقلب الأرض من تحتك تظلما , فلقد أصبتها في الخبز .
** أحسن الظن بالناس كـأنهم كلهم خير , و اعتمد علي نفسك كأنه لا خير في الناس .
أعلم بأنك قرأتها من قبل , فهل عملت بها حقا ؟؟ إن إدراكنا بأننا آحاد من الجنس البشري الذي هو قابل للوقوع في الأخطاء و الحماقات يسهل علينا كثيرا منح الأعذار للأخرين , منذ اليوم لا تبحث عن السبعين عذرا فأنت في الأغلب لن تجد منها شيئا , و انتقل للعذر الذي لا تعلمه , قد يبدو هذا تناقضا !! لكنه يناسب صنف خاص من البشر بالتحديد .
أخترع الأعذار لتبدل تلك الأمزجة , للجفاء , و لكلمات تراها دون قدرك , إنهم لا يحفظون لك صنيعا ,ستجد في مسيرك الكثير من هذا , فالسفهاء قدر من كدر الحياة , لكنك لست ملزما بقبولهم بالطبع , بل حافظ علي مسافة كافية لا تجمعك بهم فتصيرك أحدهم .
** إن صوته أعذب من كروان مغرد علي غصن جنة وارفة الظلال , إنه مقرئ الحرم في الليالي العامرات , أختر صوتا تفضله .
هل بحثت عن نفسك طويلا فلم تجدها , هل تنازعتما و علا ضجيجكما حيث لا أحد يسمع , هل أجرت دموعك حزنا و هموما و قلقا حيث لا أحد يرى , إنه ضنك العيش الذي تسميه الحداثة اضطرابات النفس , فليكن لك ورد من كلمات لو كان لها شجر الأرض أقلاما , و بحارها مدادا ما نفدت , لها في الروح عمل ألف طبيب اجتمعوا لسقم واحد فلم يجدوه شيئا .
بهذا اختتم نهاري عادة , و كلماتي إليك , و لعلك تهديني خارطتك إن بدا لك غير طريق إلي كنوز أخرى ...
24/ أبريل /2015
المفقودات السبعة التي تقودك للبؤس دون توقف !!!
.................................................. ..
سندرك جميعنا - في لحظة من سعادة - أن الحياة أشبه بزهر ريحان ينشر عبيره و يبدي جماله الأخاذ , يدعونا بإلحاح لنقتطف من جنانها , ونبتهج بما لا نتصور تغيره عنا ذات يوم أبدا , لكنها أيضا في حقيقتها محل لاختبار شاقٍ مظنٍ , يمحص صدق تلك الصلة المقدسة , التي ندعي أنها تربطنا بأواصر من المحبة , و الإيمان و العبودية لله .
لا يرتاب عاقل أن ما تشكوه المجتمعات العربية خاصة , من الانحدار الأخلاقي , و المعيشي , و الانهيار المتواصل لمقومات الحياة من حولنا , بل و في أنفسنا , ناجم عن الإضرار الشنيع الذي أصاب تلك الصلة مزقا و أشتاتا , فهل اختلط عليك يوما ذاك الفكر الفارغ , و المتناقضات الغريبة , التي جعلت كلمة الإسلام شعارا لحركات التطرف , و السيوف القاطرات , و هل تاه منك مغزى الفهم وسط هذه الفوضى الكبرى التي تحرك العالم بأسره باتجاهها .
لست أظن هذا بالطبع , فعادة العقول المنفتحة التطلع أبعد ما يكون الأفق , هناك حيث يسكن كل شيء و تتخذ المعاني براحا يسع الكون , اليوم أهديك خارطتي إلي الكنوز السبعة التي لا تستقيم الحياة دون العثور عليها , فلتبدأ مستعينا من هنا ...
** أنفاس الصباح آذان بحياة جديدة , فإن ضيعتها فأنت لم تزل تعش في الأمس الذي هو أمس الأمس بطبيعة الحال !!
هي سويعة تسبق النور , مشهودة في المقام الأعلى , لم يعرف فضلها إلا موفق , أنت منها في ذمة الأمان الأعظم , و القوة المطلقة , و اليد الحكيمة التي تدير مقاليد السماوات و الأرض , إنها تهبك تعبئة روحية جمة , و طاقة لمواصلة يومك , رشدا و سدادا , كيف بعد ذلك تظل أو تشقى .
** لا تنسى سقيا فسيل النخل , و لو أشرقت شمسك من حيث تغرب عادة !!
لم نكن يوما علي الأرض لنموت أكداسا , و لا لتطحننا الحروب في دوائرها التي نعجز حتى عن فهم حقائقها و أسرارها , لقد وجدنا ها هنا لنعطي الحياة معانيها إعمارا و سكنى , و لنتعلم كما فعل ( أبونا من قبل ) الأسماء كلها .
قد يبدو لفظ العمل لدى شريحة كبيرة من مجتمعنا العربي , مرادفا لكلمة ( هراء) مقارنة بمعدلات البطالة , و البطالة المقنعة, مع هذا فلابد أنه و في مكان ما يوجد شيء ينتظرك لتفعله " فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله "
** وبعد .. إن أعجزك الرأي يوما , و استنفدت كل حيلة إلي مبتغاك فلم تصل .. لا بأس , استمع لصوت الإلهام من قلبك سيدلك علي طريق ما بكل تأكيد .
لعله تضرع من دعاء , أو باقيات صالحات حجبن عن مقاصٌة الصحف , أو هي دمعة صادقة بوقت إجابة , لا تعلمن فضل الله كيف يصيبك .
تلك الأشياء الصغيرات التي نحتاجها ملء قلوبنا , التي لا تفدى , و لا تشترى بمال , أشياؤنا البعيدات كم غضضنا الطرف دونها , كي لا يفتضح فقرنا إليها , كم ضعفنا حيالها مرارا و أصابنا اليأس , إنها تحدث بالفعل لكنها رتبت بقدر .
وقديما قال شاعرا ..
** تنكر لي دهري و لم يدري أنني أعز .. و أحداث الزمان تهون
فظل يريني الخطب كيف اعتداؤه .. و بت أريه الصبر كيف يكون
البلاء قراه الصبر ( تلك كلمة مريرة في أعقابها الشهد ) سئل حكيم : إلي ثلاث ؟ فأجاب إلي سبع ( و إنا لموسعون ) و - الله تعالى أعلم - لبث العفيف في السجن بضع سنين , ثم صار ملكا علي رأس سبع عجاف صٌير ثامنهن غوثا بإذن ربه .
** يقول الفيلسوف ديوجينيس : ينبغي أن تقدر ثروة الإنسان لا بأمواله و مستغلاته , بل بعدد الأشياء التي يستطيع أن يعيش غير محتاجا إليها .
قد يبدو هذا كلاما مثاليا في عصر الكماليات - لا أخالفك الرأي - لكن لعلنا نتفق علي شيء آخر , لا تتجاوز حدودك المشروعة في الأخذ , لأن ما تأخذه جشعا هو نصيب إنسان آخر , أنت بذلك تؤسس لشريحة الفقر , توشك أن تقلب الأرض من تحتك تظلما , فلقد أصبتها في الخبز .
** أحسن الظن بالناس كـأنهم كلهم خير , و اعتمد علي نفسك كأنه لا خير في الناس .
أعلم بأنك قرأتها من قبل , فهل عملت بها حقا ؟؟ إن إدراكنا بأننا آحاد من الجنس البشري الذي هو قابل للوقوع في الأخطاء و الحماقات يسهل علينا كثيرا منح الأعذار للأخرين , منذ اليوم لا تبحث عن السبعين عذرا فأنت في الأغلب لن تجد منها شيئا , و انتقل للعذر الذي لا تعلمه , قد يبدو هذا تناقضا !! لكنه يناسب صنف خاص من البشر بالتحديد .
أخترع الأعذار لتبدل تلك الأمزجة , للجفاء , و لكلمات تراها دون قدرك , إنهم لا يحفظون لك صنيعا ,ستجد في مسيرك الكثير من هذا , فالسفهاء قدر من كدر الحياة , لكنك لست ملزما بقبولهم بالطبع , بل حافظ علي مسافة كافية لا تجمعك بهم فتصيرك أحدهم .
** إن صوته أعذب من كروان مغرد علي غصن جنة وارفة الظلال , إنه مقرئ الحرم في الليالي العامرات , أختر صوتا تفضله .
هل بحثت عن نفسك طويلا فلم تجدها , هل تنازعتما و علا ضجيجكما حيث لا أحد يسمع , هل أجرت دموعك حزنا و هموما و قلقا حيث لا أحد يرى , إنه ضنك العيش الذي تسميه الحداثة اضطرابات النفس , فليكن لك ورد من كلمات لو كان لها شجر الأرض أقلاما , و بحارها مدادا ما نفدت , لها في الروح عمل ألف طبيب اجتمعوا لسقم واحد فلم يجدوه شيئا .
بهذا اختتم نهاري عادة , و كلماتي إليك , و لعلك تهديني خارطتك إن بدا لك غير طريق إلي كنوز أخرى ...
24/ أبريل /2015