تــــصدع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الفرحان بوعزة
    أديب وكاتب
    • 01-10-2010
    • 409

    تــــصدع

    .. قعدا بهدوء داخل مقهى فاخر ، تجادلا ، تناقشا ، اصطدم صوتهما بالجدران ،اهتزت الكراسي من تحت الأجساد، تطاولت الخلائق البشرية بأعناقها . سكتا، صمت بارد يتلجلج في الصدر، لم تستطع النظرات أن تفصح عن المستور البعيد عن الأعين .
    نهض يتهالك على جسمه ، خرقها بنظرة ثاقبة ، ابتسمت . بخفة انقض على كوب ماء ، أفرغه على وجهها . تطايرت رشاشات الماء في كل مكان . انتفضت كعصفور تبلل ريشه ، تحسست وجهها ، وجدت زينتها قد فسدت ، ساح كحل عبق الرائحة على خديها . بسرعة غمست منديلا في كأس ماء ، مررته على وجهها ، لملمته برؤوس أصابعها ، دسته في المطفأة بين قشور فاكهة جافة.
    نهضت وهي تقاوم انفعالها ، أتته من الخلف وهو ما زال واقفاً يقرأ اللحظة. ضغطت على كتفيه بيديها ، قعد على الكرسي والشك يفــتـك به. رفعت يدها اليمنى إلى الأعلى لتصفعه ،أمسكها النادل بقوة ، غدا صدرها يغلي كالقدر الذي فقد غطاؤه . تفلت على شعره ثم خرجت تطارد الهواء وحقيبتها المتدلية من يدها تصطدم بالكراسي .
    انحسرت الدنيا بين عينيه ، تدلى رأسه على الطاولة وهو يناجي غيوم الخيبة . نهض يقاوم انفعاله . ثوان مرت ، عادت ،أطلت من الزجاج الخارجي للمقهى ، رأت سلمى ابنة جارتها تهديه وردة بيضاء.
    التعديل الأخير تم بواسطة الفرحان بوعزة; الساعة 24-06-2015, 12:22.
  • عباس العكري
    أديب وكاتب
    • 07-07-2016
    • 139

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
    .. قعدا بهدوء داخل مقهى فاخر ، تجادلا ، تناقشا ، اصطدم صوتهما بالجدران ،اهتزت الكراسي من تحت الأجساد، تطاولت الخلائق البشرية بأعناقها . سكتا، صمت بارد يتلجلج في الصدر، لم تستطع النظرات أن تفصح عن المستور البعيد عن الأعين .
    نهض يتهالك على جسمه ، خرقها بنظرة ثاقبة ، ابتسمت . بخفة انقض على كوب ماء ، أفرغه على وجهها . تطايرت رشاشات الماء في كل مكان . انتفضت كعصفور تبلل ريشه ، تحسست وجهها ، وجدت زينتها قد فسدت ، ساح كحل عبق الرائحة على خديها . بسرعة غمست منديلا في كأس ماء ، مررته على وجهها ، لملمته برؤوس أصابعها ، دسته في المطفأة بين قشور فاكهة جافة.
    نهضت وهي تقاوم انفعالها ، أتته من الخلف وهو ما زال واقفاً يقرأ اللحظة. ضغطت على كتفيه بيديها ، قعد على الكرسي والشك يفــتـك به. رفعت يدها اليمنى إلى الأعلى لتصفعه ،أمسكها النادل بقوة ، غدا صدرها يغلي كالقدر الذي فقد غطاؤه . تفلت على شعره ثم خرجت تطارد الهواء وحقيبتها المتدلية من يدها تصطدم بالكراسي .
    انحسرت الدنيا بين عينيه ، تدلى رأسه على الطاولة وهو يناجي غيوم الخيبة . نهض يقاوم انفعاله . ثوان مرت ، عادت ،أطلت من الزجاج الخارجي للمقهى ، رأت سلمى ابنة جارتها تهديه وردة بيضاء.
    يا للوردة!

    تعليق

    • أحمدخيرى
      الكوستر
      • 24-05-2012
      • 794

      #3
      مشهد أكثـر من رائع ..
      وقلم متميز " اقتنص لحظة ما " لـ يسجلها " بكل معانيها وبلمسة إحترافية جميلة ..
      رائعة رائعة رائعة
      ولن أزيد
      اخي " الفرحان "

      اشكرك على متعة القراءة لك

      تحياتي .
      https://www.facebook.com/TheCoster

      تعليق

      • حسن لشهب
        أديب وكاتب
        • 10-08-2014
        • 654

        #4
        البنية السردية هنا مميزة بجملها القصيرة السريعة والمتساوقة مع إيقاع الأحداث والذي أراده الكاتب سريعا بدرجة مربكة لقاريء يجد نفسه لاهثا ومتقطع الأنفاس.
        كنت رائعا كعهدي بك أخي بوعزة
        احترامي لإبداعك الجميل.

        تعليق

        • الفرحان بوعزة
          أديب وكاتب
          • 01-10-2010
          • 409

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عباس العكري مشاهدة المشاركة
          يا للوردة!
          فعلا أخي المبدع المتألق عباس للوردة لغة خفية رامزة لما هو عاطفي وإنساني .
          شكرا على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ،كلمة اعتز بها ..
          مودتي وتقديري

          تعليق

          • الفرحان بوعزة
            أديب وكاتب
            • 01-10-2010
            • 409

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة
            مشهد أكثـر من رائع ..
            وقلم متميز " اقتنص لحظة ما " لـ يسجلها " بكل معانيها وبلمسة إحترافية جميلة ..
            رائعة رائعة رائعة
            ولن أزيد
            اخي " الفرحان "
            اشكرك على متعة القراءة لك
            تحياتي .
            شكرا لك أخي المبدع المتألق أحمد خيري على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع .
            شكرا على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ،كلمة اعتز بها ..
            مودتي وتقديري

            تعليق

            • الفرحان بوعزة
              أديب وكاتب
              • 01-10-2010
              • 409

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
              البنية السردية هنا مميزة بجملها القصيرة السريعة والمتساوقة مع إيقاع الأحداث والذي أراده الكاتب سريعا بدرجة مربكة لقاريء يجد نفسه لاهثا ومتقطع الأنفاس.
              كنت رائعا كعهدي بك أخي بوعزة
              احترامي لإبداعك الجميل.
              تحية طيبة سي حسن ،
              شكرا لك أخي المبدع المتألق على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع .
              شكرا على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ،كلمة اعتز بها ..
              مودتي وتقديري

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                بين تصدع العلاقة بينهما
                وبداية علاقته بالجارة سلمى
                وجدت تسارع لم يحافظ على البنية السردية حتى بدا النص وكأننا في ق ق ج
                أحببت ومضة النهاية لأنها جاءت هادئة بعض الشيء نسبة للنص السريع الوقع
                بظني وهذه رؤيتي التي لست مجبرا عليها
                لو أنك اعطيت فسحة للسرد وأخذت الأنفاس وتدفقت قليلا وترويت
                النص بفكرته جميل لكن الوقع السردي السريع جعلني غير مرتاحة وأنا أقرأ
                ربما لأني أحب السرد في القص
                وتحدث مثل هذه النهاية حقا
                محبتي وباقات ورد
                بودي أن أقرأ الجديد لك
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • الفرحان بوعزة
                  أديب وكاتب
                  • 01-10-2010
                  • 409

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  بين تصدع العلاقة بينهما
                  وبداية علاقته بالجارة سلمى
                  وجدت تسارع لم يحافظ على البنية السردية حتى بدا النص وكأننا في ق ق ج
                  أحببت ومضة النهاية لأنها جاءت هادئة بعض الشيء نسبة للنص السريع الوقع
                  بظني وهذه رؤيتي التي لست مجبرا عليها
                  لو أنك اعطيت فسحة للسرد وأخذت الأنفاس وتدفقت قليلا وترويت
                  النص بفكرته جميل لكن الوقع السردي السريع جعلني غير مرتاحة وأنا أقرأ
                  ربما لأني أحب السرد في القص
                  وتحدث مثل هذه النهاية حقا
                  محبتي وباقات ورد
                  بودي أن أقرأ الجديد لك
                  المبدعة المتألقة عائدة ،تحية طيبة ..
                  شكرا على قراءتك الفاحصة لكل دعامات القصة ، خاصة البنية السردية ،ما أحوجني إلى مثل هذا النقد البناء الذي يضع يده على العثرات التقنية التي من شأنها قد تشوش على قيمة النص ،فعلا ،للسرد قيمته في تتبع الأحداث دون تسريع أو جعله يتباطأ بالوصف .. ربما لم أفلح في القبض على بنية سردية تكون منسجمة مع الحدث ، والواقع ،إن هذه القصة "تصدع" كانت قصة قصيرة جدا ،لكني مددتها شيئا ما لتنتقل إلى قصيرة .. هكذا هو الإبداع أختي الأديبة عائدة له محطات وظروف ومتغيرات طارئة، شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ، اهتمام وتشجيع أعتز بهما .. مودتي وتقديري

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
                    المبدعة المتألقة عائدة ،تحية طيبة ..
                    شكرا على قراءتك الفاحصة لكل دعامات القصة ، خاصة البنية السردية ،ما أحوجني إلى مثل هذا النقد البناء الذي يضع يده على العثرات التقنية التي من شأنها قد تشوش على قيمة النص ،فعلا ،للسرد قيمته في تتبع الأحداث دون تسريع أو جعله يتباطأ بالوصف .. ربما لم أفلح في القبض على بنية سردية تكون منسجمة مع الحدث ، والواقع ،إن هذه القصة "تصدع" كانت قصة قصيرة جدا ،لكني مددتها شيئا ما لتنتقل إلى قصيرة .. هكذا هو الإبداع أختي الأديبة عائدة له محطات وظروف ومتغيرات طارئة، شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ، اهتمام وتشجيع أعتز بهما .. مودتي وتقديري
                    مساء الورد بو عزة
                    صدقني أي نص لولا القراءات والنقاشات حوله سيبقى يفتقر لشيء ما
                    كتابة رؤية حول أي نص تجعل الكاتب ينفتح أكثر ويعرف اين كان يسير بخط صحيح وجميل واين مكمن الخلل إن وجد طبعا
                    أنا شخصيا يسعدني النقد وربما نصوصي أكثر النصوص التي تتلقى النقد شرط أن لايخل النقد بي أو ينتقص مني طبعا لأنه لن يصبح نقدا بل تجريحا للناص شخصيا.
                    النقد الصحيح ليس بالضرورة أن يأتيك من ناقد متمرس فعيون القراء ناقدة وتلقط الأحداث وتضعها بميزان الخيال
                    أي رؤية ستكون بصالح النص لو كانت بغير مجاملة وبرؤية متأنية وحقيقية لاتبغي التملق بل التقويم.
                    سأنتظر جديدك أو قديمك لايهم المهم أن تكتب جميلا
                    أسعدني النقاش معك فكن بخير عزيزي
                    محبتي والورد

                    لو جلس قربك
                    http://almolltaqa.com/vb/showthread....DE%D1%C8%DF%20!
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    • سعيد ماروك
                      أديب وكاتب
                      • 12-09-2012
                      • 52

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
                      .. قعدا بهدوء داخل مقهى فاخر ، تجادلا ، تناقشا ، اصطدم صوتهما بالجدران ،اهتزت الكراسي من تحت الأجساد، تطاولت الخلائق البشرية بأعناقها . سكتا، صمت بارد يتلجلج في الصدر، لم تستطع النظرات أن تفصح عن المستور البعيد عن الأعين .
                      نهض يتهالك على جسمه ، خرقها بنظرة ثاقبة ، ابتسمت . بخفة انقض على كوب ماء ، أفرغه على وجهها . تطايرت رشاشات الماء في كل مكان . انتفضت كعصفور تبلل ريشه ، تحسست وجهها ، وجدت زينتها قد فسدت ، ساح كحل عبق الرائحة على خديها . بسرعة غمست منديلا في كأس ماء ، مررته على وجهها ، لملمته برؤوس أصابعها ، دسته في المطفأة بين قشور فاكهة جافة.
                      نهضت وهي تقاوم انفعالها ، أتته من الخلف وهو ما زال واقفاً يقرأ اللحظة. ضغطت على كتفيه بيديها ، قعد على الكرسي والشك يفــتـك به. رفعت يدها اليمنى إلى الأعلى لتصفعه ،أمسكها النادل بقوة ، غدا صدرها يغلي كالقدر الذي فقد غطاؤه . تفلت على شعره ثم خرجت تطارد الهواء وحقيبتها المتدلية من يدها تصطدم بالكراسي .
                      انحسرت الدنيا بين عينيه ، تدلى رأسه على الطاولة وهو يناجي غيوم الخيبة . نهض يقاوم انفعاله . ثوان مرت ، عادت ،أطلت من الزجاج الخارجي للمقهى ، رأت سلمى ابنة جارتها تهديه وردة بيضاء.
                      وكأن كل شيء حدث في جزء من لحظة خاطفة.نقاش فجدال فشجار فخروج فعودة، وكأنك كنت متسرعا يا بوعزة لرؤية الوردة هههه
                      راق لي النص كثيرا رغم قصره وتساءلت لماذا عادت للمقهى؟
                      دام نبض أناملك أيها المبدع.
                      تحيتي

                      تعليق

                      • البكري المصطفى
                        المصطفى البكري
                        • 30-10-2008
                        • 859

                        #12
                        قصة ذات نفس إيقاعي سريع؛بجودة أدبية رفيعة؛ وأسلوب فني راق.
                        تحيتي للأستاذ الفرحان بوعزة.

                        تعليق

                        • الفرحان بوعزة
                          أديب وكاتب
                          • 01-10-2010
                          • 409

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سعيد ماروك مشاهدة المشاركة
                          وكأن كل شيء حدث في جزء من لحظة خاطفة.نقاش فجدال فشجار فخروج فعودة، وكأنك كنت متسرعا يا بوعزة لرؤية الوردة هههه
                          راق لي النص كثيرا رغم قصره وتساءلت لماذا عادت للمقهى؟
                          دام نبض أناملك أيها المبدع.
                          تحيتي
                          شكرا لك أخي المبدع المتألق سعيد على قراءتك التي شجعتني على المضي قدما ،
                          سررت بهذه القراءة القيمة التي اختزلت محطات قصيرة في السرد .. أحقا كنت متسرعا للوصول للوردة ؟
                          خفت أن تصل إليه ذاوية .ههه .. عادت لتسطلع أحواله ،لكنها صدمت ..
                          شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به ..
                          محبتي وتقديري

                          تعليق

                          • الفرحان بوعزة
                            أديب وكاتب
                            • 01-10-2010
                            • 409

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
                            قصة ذات نفس إيقاعي سريع؛بجودة أدبية رفيعة؛ وأسلوب فني راق.
                            تحيتي للأستاذ الفرحان بوعزة.
                            شكرا لك أخي المبدع المتميز سي مصطفى على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ..
                            شكرا على تشجيعك ،تشجيع أعتز به ..
                            محبتي وتقديري ..

                            تعليق

                            يعمل...
                            X