فتاة عكس الساعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سحر جبر
    أديب وكاتب
    • 09-03-2009
    • 667

    فتاة عكس الساعة

    كثيرا ما لفتت طريقتها فى تحريك الشاى بالملعقة نظر الناس وهى صغيرة.
    - "أديرى الملعقة فى الأتجاه الصحيح."
    - "ولكن يا أمى-"
    بلهجة حاسمة:
    - "هذه هى الطريقة التى يتبعها الجميع."
    عندما كبرت، اعتادت سماع السؤال:
    - "لماذا تقلبين السكر فى الشاى بطريقة عكسية؟"
    - "يذوب السكر فى الحالتين. ما الفرق؟"
    أخيها:
    - "دراستك للمنطق والفلسفة أفسدت عقلك."
    صديقتها:
    - "أفهمك، تريدين الدوران عكس أتجاه الناس والزمن."
    لم تكن واثقة مما تريد. قالت لنفسها:
    - "هى حركة الحياة الطبيعية. لا يمكن أن يكون الجميع مخطئين."
    نفذت ما يطلبون، ولكنها لم تعتد ذلك أبدا.
    فى أحد الأيام، جلست تقدم الشاى للضيوف، وعقلها مشغول، فحركته بأسلوبها المعتاد. هتف أحد أقارب زوجها متعجبا:
    - "تقلبين الشاى عكس أتجاه عقارب الساعة."
    سارعت بتحريك السائل فى الأتجاه الأخر، فانسكب بعضه.
    مطت حماتها شفتيها، وقال زوجها معتذرا:
    - "تفعل ذلك دائما."
    - "تفعله بالطريقة الصحيحة، تحرك السائل فى أتجاه الطواف حول الكعبة، أتجاه دوران الكون."
    استأذنت بهدوء وغادرت المكان.
    فى وقت لاحق، بحثوا عنها ليجدوها فوق سطوح المنزل مستغرقة فى رقصة دائرية عكس أتجاه عقارب الساعة.
    الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه
  • لمياء كمال
    أديب وكاتب
    • 26-10-2012
    • 270

    #2
    مميزة قصتك سحر "" وفيها سحر من نوع خاص

    تبدأ من فكرة بسيطة وتنتقل بها وبنا إلى الفكرة الأشمل والابعد
    وهذا برأيي ذكاء قصصي وموهبة حقيقية

    كما أن أسلوبك السلس البسيط يضيف واقعية ومتعة فلا يسع القارئ إلا أن يتابع الحدث وحتى آخر رشفة,

    أشد على يدك وأتمنى أن تستمري في إمتاعنا بهذه القصص العميقة
    وأرى أن أسلوبك قادر على إيصالك إلى العالمية


    محبتي

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      هذا دليل أن حكم الأغلبية "الساحقة" ليس صوابا بكونه رأي الأغلبية وإنما يكون صوابا في ذاته، والواثق من حكمه الصواب لا يهتم لمخالفة الأغلبية له فيه، إن الأنبياء، عليهم السلام، هم الأقلية من حيث العدد، كانوا على الحق رغم مخالفة الأكثرية لهم.
      قصتك يا أختنا "سحر جبر" ساحرة في ذاتها وتجبرنا على مواصلة قراءتها رغما عنا.
      تحيتي إليك وتقديري.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • سحر جبر
        أديب وكاتب
        • 09-03-2009
        • 667

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة لمياء كمال مشاهدة المشاركة
        مميزة قصتك سحر "" وفيها سحر من نوع خاص

        تبدأ من فكرة بسيطة وتنتقل بها وبنا إلى الفكرة الأشمل والابعد
        وهذا برأيي ذكاء قصصي وموهبة حقيقية

        كما أن أسلوبك السلس البسيط يضيف واقعية ومتعة فلا يسع القارئ إلا أن يتابع الحدث وحتى آخر رشفة,

        أشد على يدك وأتمنى أن تستمري في إمتاعنا بهذه القصص العميقة
        وأرى أن أسلوبك قادر على إيصالك إلى العالمية


        محبتي
        أشكرك أختى الأديبة الرائعة لمياء كمال..
        كلماتك مثل حبات من مطر عذب تسقط على قلبى فتنعشه بعد قيظ طويل..
        اسعدنى جدا رأيك ومرورك الرقيق الراقى.
        مع خالص ودى وتحياتى
        الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

        تعليق

        • سحر جبر
          أديب وكاتب
          • 09-03-2009
          • 667

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
          هذا دليل أن حكم الأغلبية "الساحقة" ليس صوابا بكونه رأي الأغلبية وإنما يكون صوابا في ذاته، والواثق من حكمه الصواب لا يهتم لمخالفة الأغلبية له فيه، إن الأنبياء، عليهم السلام، هم الأقلية من حيث العدد، كانوا على الحق رغم مخالفة الأكثرية لهم.
          قصتك يا أختنا "سحر جبر" ساحرة في ذاتها وتجبرنا على مواصلة قراءتها رغما عنا.
          تحيتي إليك وتقديري.

          أشكر لك رأيك أستاذى الكريم حسين ليشورى..
          وتسعدنى قرأتك لقصتى البسيطة ومرورك الرائع..
          مع خالص ودى وتحياتى
          الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

          تعليق

          • أحمدُ النجار
            • 24-06-2015
            • 5

            #6
            جَميلٌ للغاية وذكي المعنى الذي أوصلتهُ لي هذه القصة ..

            تعليق

            • سحر جبر
              أديب وكاتب
              • 09-03-2009
              • 667

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أحمدُ النجار مشاهدة المشاركة
              جَميلٌ للغاية وذكي المعنى الذي أوصلتهُ لي هذه القصة ..
              شكرا جزيلا لحضرتك أ. أحمد النجار على القراءة والمرور العاطر.
              مع خالص ودى وتحياتى
              الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

              تعليق

              يعمل...
              X