مخالب لا ترحم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسماء رمرام
    أديب وكاتب
    • 29-07-2008
    • 470

    مخالب لا ترحم

    مخالب لا ترحم


    أمسكت منيرة بيد متثاقلة كيس البطاطا الذي أحضره ابنها الأصغر هاني ذو التسع سنوات، من عند جارهم سليم بائع الخضار ،بدون دفع نقود في انتظار المرتب الحقير كالعادة..وأوصته بأن يعود بعد وقت قصير ولا يطيل البقاء في الشارع..
    راحت تقشر البطاطا متذكرة زوجها الذي غادر المنزل هذا الصباح وليس في جيبه إلا خمسون دينارا..فكانت يدها تقشر ،وقلبها يذوب حسرة،ويحترق كيّا من هذا الواقع الذي تمادى في اللجاجة،وأجبرهم على التمادي في التلذذ بطعم الصبر المر،الصبر العلقم الذي أضحى لها ملازما وأنيسا..
    ولم يقطع شرودها وتيهها إلا صوت ابنتها رقية..ذلك الصوت الموسيقي الناعم الجميل الذي يرقص على نغماته العذبة ،قلبها المحب الحنون:
    -ماما..ماما ألم تعطي هاني حق المثلجات؟
    -ليس لدي نقود أي بنية
    -آه ماما
    وانصرفت رقية إلى التلفزيون غير مبالية بتغير سحنة أمها التي سكتت سكوتا يشبه صمت الأموات،لأنها عاجزة عن تلبية طلب ابنتها.
    وبعد دقائق ولج البيت أمير متناولا سيجارته كالعادة ،حاملا في يده جريدة رياضية، مزمجرا حاد اللهجة وهو ينادي أن عليّ بالقهوة...
    أسرعت الفتاة في تحضير القهوة، بينما كانت رائحة البطاطا المقلية تنتشر في أركان المطبخ وتصل إلى أنف أمير الذي ما إن اشتمها حتى هرول مغاضبا "ونتوما ما تعرفو تديرو غير البطاطا؟"
    وجهت الأم نظرة شزراء إلى ولدها علّها تفلح في إسكاته. ولكن دون جدوى "نهار كّل ونتي فالكوزينة على جالت الفريت؟ ياخي حالة ياخي"
    ردت منيرة:"الناس ما لقاوش واش ياكلو"...وسكتت.
    وعمّ صمت غريب فضاء المنزل الصغير للحظات، وما لبث أن دخل هاني وهو يسأل أخته إن كانت رسومه المتحركة المفضلة قد بدأت.

    رجع أمير إلى حيث كان يشاهد التلفزيون حاملا فنجان القهوة ،مربتا على كتف أخيه الصغير، والأم في المطبخ مستعبرة لا أحد يدري عن حالها سوى رقية التي طلبت منها أن تمسح دمعتها من أجلها على الأقل
    ثم وقفتا في البلكون تتأملان النجوم اللماعة والبدر المكتمل،والجبال الشامخة ولسان حال كل منهما يقول:"ليته يعود سريعا"
    ليت محمد يعود سريعا قبل أن يطول انتظار ولده على المائدة،فيسمعهم كلماته البذيئة،ويقطع عنهم شهية الأكل،فأمير منذ تخلى عن دراسته في الصف السادس الابتدائي،والعصبية مزاجه الدائم،خاصة أن عمله كحارس مدرسة ابتدائية لايروقه،فهو يريد الوظائف الإدارية المرموقة التي لم يحصل عليها المتخرجون من الجامعات،وظروفه هذه جعلت منه إنسانا فظا حاد الطباع لايسلم من تصرفاته ولسانه صغير العائلة ولا كبيرها،يحب أن يكون له الآخرون خدما،ويكون أميرا كاسمه فيأمر وينهى دون أن يقف في وجهه أحد.
    "ليت محمد يعود"
    كانت منيرة تردد هذه الجملة في نفسها التي غرس فيها شيطان الفقر مخالبه،كانت نفسا بريئة نقية،متحسرة على أولاد لم تبتسم لهم الأيام المكفهرة
    صاح أمير:
    -إلى متى سننتظر العشاء؟إلى الغد؟
    -وأردف هاني:
    -ماما..أنا أيضا جائع
    وراحت تمشي الهوينا حاملة تلك المائدة الصغيرة المستديرة وابنتها رقية من خلفها تحمل الصينية،ووجهها واجم ينتظر إطلالة أبيها ليسترجع إشراقه..
    ياللناس!!
    يظن الواحد أحيانا أن هناءه مرتبط برضى الآخرين وأن نفسه لتكتمل سعادتها الساخرة لابد لها من توقيع شخص آخر..من تأشيرة لها منه حتى ترتاح،وتحس بالأمن والاستقرار والأمان..بينما هذه الشخص لايخجل من إنشاب مخالبه الفتاكة فيها دون رحمة..!
    انتظرت الأسرة مجيء محمد لساعة كاملة فلم يأت وازداد التوتر وصار للدقيقة ثقل السنة،وللانتظار طعم آخر..
    وما إن رأت رقية احمرار وجه أمير واخضراره حتى سارعت للاتصال بأبيها من هاتف المنزل والاستفسار عن سبب تأخره ومكانه الآن،وكان هاني يلح على أمه للبدء،وهي تصر على لم شمل العائلة من جهة، ولأن البطاطا لن تكفي إلا إذا تناولتها الأسرة مجتمعة.
    -ألو..بابا أين أنت؟
    -الزحمة يا بنيتي أخرتني، لكني سأصل بعد خمس دقائق
    دخل محمد البيت متغير الملامح، منتفخ الوجنتين، ليجد الوجوه قد أشرقت لوصوله، وفي اللحظة التي كان يفترض فيها أن يجلس للعشاء، هبّ في وجه ابنه صارخا:
    -الرجل في مقام أبيك وتتشاجر معه؟ أهكذا ربيتك؟
    -نخليه يطيّحلي قدري؟
    -وهل إذا قال لك مازلت صغيرا يعني أنه أنقص من قدرك؟
    -فليقل ذلك لشخص آخر، الكل يعرفون رجولتي وقدري
    -وهل هذا يستدعي أن ترفع يدك في حضرته يا قليل الأدب؟
    ومن كلمة إلى كلمة هبّ أمير من مكانه وقد قلب الصينية بما فيها وراح يحثّ الخطى إلى الشارع، متمتما بكلمات مبهمة، ومنيرة تلحق به وتنادي:
    -على وجه ربي أمير..على وجه ربي
    وهاني لا يكف عن البكاء، ورقية ممسكة بذراع أمها قائلة:
    -ربي يعيشك ماما ما تقلقيش روحك..ماما تعيشي
    -على وجه ربي أمير بْني
    ..أمير
    ..أمير
    لكن هذه النداءات المحترقة المحبة كانت دون جدوى...
    وأنّى لقلبه الذي أعماه الجهل أن يلبي النداء؟!!
    توجّه الأب إلى البلكون بخطوات متثاقلة، والأم تمسك بذراعه وتحاول تهدئته:
    -ليست المرة الأولى التي يبيت فيها خارج المنزل، سيعود في الصباح
    نظر محمد نظرة دفء وأسى إلى زوجته، ثم راح يتأمل السماء وهو يقول:
    "وما أدراك أنه سيعود؟"
    أجابت منيرة:
    "سيعود..لا تقلق"
    ولملمت شتات نفسها ببارقة أمل عكّر صفوها صوت دفين، ما فتئ يقول لها:"ما أطول انتظار الصباح!!".


    مع تحياتي:
    أسماء

  • م. زياد صيدم
    كاتب وقاص
    • 16-05-2007
    • 3505

    #2
    الكريمة أسماء..

    ** اسماء...........

    شقاء يتلوه شقاء هى حال الاسر المستورة فى كل مجتمعاتنا العربية.

    الفقر قد يكون سببا مباشرا لكل ما حدث ولكن الفقر ليس عيبا طالما الانسان يحفظ كرامته كما الاب فى القص وقد فعل خيرا بتانيب ولده ولو على شقاء الاسرة بغيابه .
    فالواقع وان لم نرضاه فلا بد وان نتعايش معه قدر الامكان لنستطيع بعدها الوصول الى ما نريده بالطموح والامل والاصرار فكل العظماء هم من اسر مستورة وفقيرة.

    تحياتى العطرة.......
    أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
    http://zsaidam.maktoobblog.com

    تعليق

    • أسماء رمرام
      أديب وكاتب
      • 29-07-2008
      • 470

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
      ** اسماء...........

      شقاء يتلوه شقاء هى حال الاسر المستورة فى كل مجتمعاتنا العربية.

      الفقر قد يكون سببا مباشرا لكل ما حدث ولكن الفقر ليس عيبا طالما الانسان يحفظ كرامته كما الاب فى القص وقد فعل خيرا بتانيب ولده ولو على شقاء الاسرة بغيابه .
      فالواقع وان لم نرضاه فلا بد وان نتعايش معه قدر الامكان لنستطيع بعدها الوصول الى ما نريده بالطموح والامل والاصرار فكل العظماء هم من اسر مستورة وفقيرة.

      تحياتى العطرة.......
      شكرا أخي الكريم على المرور الطيب

      تعليق

      • دريسي مولاي عبد الرحمان
        أديب وكاتب
        • 23-08-2008
        • 1049

        #4
        قصة جميلة.وتماسك في سرد الاحداث بحنكة تجعلك تغوص في تفاصيل مشكل تعيشه اسرة لارتباط عوامل متداخلة في تشنج العلاقة الاسرية...

        واقع الاسرة العربية يفتقد لادنى شروط اللحمة العاشلية.فتفسخ العلاقات وتلاشي الاواصر وانعدام الاخلاق والتربية بالاضافة الى تعاظم سيكولوجية الانسان المقهور باستلاباته المتعددة تجعل الاسرة ميدان لتصارع القوى رغم ادعائها لارتباط وهمي...
        استمتعت بقصتك.... شكرا

        تعليق

        • أسماء رمرام
          أديب وكاتب
          • 29-07-2008
          • 470

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة دريسي مولاي عبد الرحمان مشاهدة المشاركة
          قصة جميلة.وتماسك في سرد الاحداث بحنكة تجعلك تغوص في تفاصيل مشكل تعيشه اسرة لارتباط عوامل متداخلة في تشنج العلاقة الاسرية...

          واقع الاسرة العربية يفتقد لادنى شروط اللحمة العاشلية.فتفسخ العلاقات وتلاشي الاواصر وانعدام الاخلاق والتربية بالاضافة الى تعاظم سيكولوجية الانسان المقهور باستلاباته المتعددة تجعل الاسرة ميدان لتصارع القوى رغم ادعائها لارتباط وهمي...
          استمتعت بقصتك.... شكرا
          [align=center]ردك أسعدني
          بارك الله فيك
          [/align]

          تعليق

          • اسماعيل عبيد
            عضو الملتقى
            • 13-08-2008
            • 99

            #6
            الكاتبة اسماء
            قصة مؤثرة تشرح حال طبقة واسعة من مجتمعات الوطن العربي
            شعور جميل ان تترجمي هذه المعانات بهذا الشكل الجميل
            ولكن......
            هنالك جمل محلية لم افهم معناها بالظبط؟؟؟
            وشكرا
            ""نهار كّل ونتي فالكوزينة على جالت الفريت؟ ياخي حالة ياخي""
            [CENTER][COLOR="DarkGreen"][SIZE="5"]محبتي
            إسماعيل الصياح[/SIZE][/COLOR][/CENTER]

            تعليق

            • بنت الشهباء
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 6341

              #7
              غاليتي أسماء
              إنك رسمت من خلال هذه القصة حالة من الحالات الاجتماعية بصورة جميلة تحكي لنا قصة هذه الأسرة الفقيرة التي لم تعيش بالكفاف , ومن ثم انتقلت بنا إلى حال هذا الولد المغرور الذي لم يستطع أن يكمل تعليمه ..
              لكنني أجده متعجرفا مغرورا متكبرا وربما هذا كله يعود إلى شظف العيش الذي أصاب أسرته , وعدم الحرص على تربيته كما يجب أن يكون من أسرته ...
              فكانت الأحداث والشخوص في قصتك كلها محكية بصورة واضحة جلية أردت من خلالها أن تنثري لنا العبر والمواعظ والحكم من بين ثناياها ضمن إطار الأدب الاجتماعي .
              وقد أبدعت في رسم الشخوص والأحداث الجارية ...

              أمينة أحمد خشفة

              تعليق

              • أسماء رمرام
                أديب وكاتب
                • 29-07-2008
                • 470

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل عبيد مشاهدة المشاركة
                الكاتبة اسماء
                قصة مؤثرة تشرح حال طبقة واسعة من مجتمعات الوطن العربي
                شعور جميل ان تترجمي هذه المعانات بهذا الشكل الجميل
                ولكن......
                هنالك جمل محلية لم افهم معناها بالظبط؟؟؟
                وشكرا
                ""نهار كّل ونتي فالكوزينة على جالت الفريت؟ ياخي حالة ياخي""
                [align=center]شكرا جزيلا على الرد
                نهار كل ونتي فالكوزينة على جالت الفريت؟طيلة اليوم وأنت في المطبخ من أجل البطاطا المقلية.هذا معناها
                ياخي حالة ياخي:جملة تقال للتذمر
                شكرا
                [/align]

                تعليق

                • أسماء رمرام
                  أديب وكاتب
                  • 29-07-2008
                  • 470

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                  غاليتي أسماء
                  إنك رسمت من خلال هذه القصة حالة من الحالات الاجتماعية بصورة جميلة تحكي لنا قصة هذه الأسرة الفقيرة التي لم تعيش بالكفاف , ومن ثم انتقلت بنا إلى حال هذا الولد المغرور الذي لم يستطع أن يكمل تعليمه ..
                  لكنني أجده متعجرفا مغرورا متكبرا وربما هذا كله يعود إلى شظف العيش الذي أصاب أسرته ,
                  نعم ،ولأنه لم يكمل تعليمه
                  وعدم الحرص على تربيته كما يجب أن يكون من أسرته ...
                  وهذه أيضا
                  فكانت الأحداث والشخوص في قصتك كلها محكية بصورة واضحة جلية أردت من خلالها أن تنثري لنا العبر والمواعظ والحكم من بين ثناياها ضمن إطار الأدب الاجتماعي .
                  وقد أبدعت في رسم الشخوص والأحداث الجارية ...
                  شكرا جزيلا
                  سرني ردك

                  تعليق

                  • حسين عبدالغنى ابرهيم
                    عضو الملتقى
                    • 27-06-2008
                    • 12

                    #10
                    نعم ................أسماء
                    انتظار الى انتظار الى آخر
                    بينهم يد تأتى بالخير حتى و إن أجل ثمنه
                    و يد تحتقره و تبعثره
                    ويد تبتهل ان يرجع الغائب وأن يعود الشارد
                    و يدك أنت يا"رقية - أسماء" تحاول أن تمسح الدموع التى فاقت استطاعتها
                    ودائما فى انتظار تأشيرة المرور كى تأذن للسعادة أن تمر الينا
                    ............... قصتك موحية و محملة بأشياء رائعة
                    أشكرك
                    :emot129:موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      فعلا .. ما أطول انتظار الصباح .. حين يغيب الطير عن عشه .. مغاضبا .. كاسرا كل هذه القلوب التى تحبه .. و تتمناه بخير حال !!!!
                      جاءت اللغة سليمة .. و مطردة .. و القص مريح هادىء رغم الصخب
                      يحيط به دفء و نبضات قلوب ما أثرت فيه .. بل كان فى عزلة عنها .. و كأنه قصد حيادية ما .. ربما !!!!
                      هذه هى المرة الأولى التى أقرأك فيها .. سعدت كثيرا .. و تمنيت بعض الدفء
                      و الغوص فى رحم الحزن الأمومى .. و الغضب الغريب و العجيب لهذا الأمير الذى نجد له الكثير من الصور المتكررة فى عالمنا المتدهور !!!
                      تحيتى و احترامى
                      sigpic

                      تعليق

                      • أسماء رمرام
                        أديب وكاتب
                        • 29-07-2008
                        • 470

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسين عبدالغنى ابرهيم مشاهدة المشاركة
                        نعم ................أسماء
                        انتظار الى انتظار الى آخر
                        بينهم يد تأتى بالخير حتى و إن أجل ثمنه
                        و يد تحتقره و تبعثره
                        ويد تبتهل ان يرجع الغائب وأن يعود الشارد
                        و يدك أنت يا"رقية - أسماء" تحاول أن تمسح الدموع التى فاقت استطاعتها
                        ودائما فى انتظار تأشيرة المرور كى تأذن للسعادة أن تمر الينا
                        ............... قصتك موحية و محملة بأشياء رائعة
                        أشكرك
                        سررت بمرورك
                        وكما قلت
                        دائما في انتظار تأشيرة المرور
                        شكرا لك

                        تعليق

                        • أسماء رمرام
                          أديب وكاتب
                          • 29-07-2008
                          • 470

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                          فعلا .. ما أطول انتظار الصباح .. حين يغيب الطير عن عشه .. مغاضبا .. كاسرا كل هذه القلوب التى تحبه .. و تتمناه بخير حال !!!!
                          جاءت اللغة سليمة .. و مطردة .. و القص مريح هادىء رغم الصخب
                          يحيط به دفء و نبضات قلوب ما أثرت فيه .. بل كان فى عزلة عنها .. و كأنه قصد حيادية ما .. ربما !!!!
                          هذه هى المرة الأولى التى أقرأك فيها .. سعدت كثيرا .. و تمنيت بعض الدفء
                          و الغوص فى رحم الحزن الأمومى .. و الغضب الغريب و العجيب لهذا الأمير الذى نجد له الكثير من الصور المتكررة فى عالمنا المتدهور !!!
                          تحيتى و احترامى
                          شكرا لملاحظاتك
                          سررت بها أيما سرور
                          الدفء والغوص في رحم الحزن الأمومي،الغضب العجيب لأمير

                          شكرا لك

                          تعليق

                          يعمل...
                          X