تيبست عضلات جسدها من شدة التعب والإجهاد، فاصبحت بالكاد قادرة على تحريكها واستندت الى الدرابزين الحديدى القديم، وأخذت ترفع قدما بعد الأخرى بصعوبة لتضعهما على الدرجة بعد الأخرى. وصلت إلى الطابق الثانى بعد معاناة، ونظرت إلى أعلى من بئر السلم، وتمتمت لنفسها:
- "الطابق الثامن مازال بعيدا جدا."
جلست على درجات السلم تستريح، وأخذت تفكر فى وضعها الصعب.. لا يمكنها الاستمرار.. جسدها ينهار ولا يمكنها المذاكرة، ولم يعد الجهد الذى تبذله والدتها فى عملها كافيا لتغطية مصروفات دراستها.. صحيح أنها حققت حلمها بالالتحاق بكلية الهندسة ولكن المجموع أرسلها إلى بنها، ورفضت والدتها أن تلتحق ببيت طالبات هناك واصرت على ذهابها إلى كليتها وعودتها يوميا إلى شقتهم الصغيرة فوق سطوح المنزل القديم، التى يتشاركانها معا منذ وفاة والدها وهى صغيرة جدا.. أكثر من سبع ساعات تقضيها يوميا فى المواصلات وكثيرا ما تتأخر عن المحاضرات بسبب تأخير القطارات، وأحيانا تكون مجهدة جدا فلا تستطيع التركيز خلالها.. حاولت المواصلة، ولكن الأمر أصعب وأبعد كثيرا من طاقتها وقدرتها على الاحتمال.. شعرت بالالام ودوامات اليأس تضرب كل عضلة فى جسدها بقوة وتسحبها معها إلى القاع، قالت لنفسها:
- "أتريدين أن تصبحى مهندسة؟ هذا ليس لأمثالك، لقد وضعت حملا ثقيلا على والدتك، وها هو ظهرك أنت ينكسر."
سمعت خطوات تصعد السلم، تحاملت على نفسها لكى تقف، وحاولت أن تكمل الصعود، لكنها لم تتمكن من الحركة، فاستندت إلى الدرابزين، ودق قلبها متأهبا لمواجهة القادم.
وما أن رأتها حتى أنفجر طوفان الدموع ليجتاح كيانها كله وأبرق عقلها وتلفتت حولها منتظرة صوت الرعد.
صدمت الأم لمشهدها، وقالت بلهفة: "ما بك؟ هل حدث لك شئ؟"
لم تستطع الكلام، فاحتضنتها الأم وحكت رجفات الجسد المنهك كل ما يمكن أن يقال، فزاد احتضان الأم لابنتها مضمدة الجسد المكدود بجسد أكثر منه كدا والروح المنهارة بروحا مشفقة رحيمة.
- "لا تقلقى، سافعل كل ما يمكننى ولا يمكننى حتى تنقلى إلى كلية أخرى بالقاهرة."
احاطت الأم ابنتها بيديها، وأكملا صعود السلم.
- "الطابق الثامن مازال بعيدا جدا."
جلست على درجات السلم تستريح، وأخذت تفكر فى وضعها الصعب.. لا يمكنها الاستمرار.. جسدها ينهار ولا يمكنها المذاكرة، ولم يعد الجهد الذى تبذله والدتها فى عملها كافيا لتغطية مصروفات دراستها.. صحيح أنها حققت حلمها بالالتحاق بكلية الهندسة ولكن المجموع أرسلها إلى بنها، ورفضت والدتها أن تلتحق ببيت طالبات هناك واصرت على ذهابها إلى كليتها وعودتها يوميا إلى شقتهم الصغيرة فوق سطوح المنزل القديم، التى يتشاركانها معا منذ وفاة والدها وهى صغيرة جدا.. أكثر من سبع ساعات تقضيها يوميا فى المواصلات وكثيرا ما تتأخر عن المحاضرات بسبب تأخير القطارات، وأحيانا تكون مجهدة جدا فلا تستطيع التركيز خلالها.. حاولت المواصلة، ولكن الأمر أصعب وأبعد كثيرا من طاقتها وقدرتها على الاحتمال.. شعرت بالالام ودوامات اليأس تضرب كل عضلة فى جسدها بقوة وتسحبها معها إلى القاع، قالت لنفسها:
- "أتريدين أن تصبحى مهندسة؟ هذا ليس لأمثالك، لقد وضعت حملا ثقيلا على والدتك، وها هو ظهرك أنت ينكسر."
سمعت خطوات تصعد السلم، تحاملت على نفسها لكى تقف، وحاولت أن تكمل الصعود، لكنها لم تتمكن من الحركة، فاستندت إلى الدرابزين، ودق قلبها متأهبا لمواجهة القادم.
وما أن رأتها حتى أنفجر طوفان الدموع ليجتاح كيانها كله وأبرق عقلها وتلفتت حولها منتظرة صوت الرعد.
صدمت الأم لمشهدها، وقالت بلهفة: "ما بك؟ هل حدث لك شئ؟"
لم تستطع الكلام، فاحتضنتها الأم وحكت رجفات الجسد المنهك كل ما يمكن أن يقال، فزاد احتضان الأم لابنتها مضمدة الجسد المكدود بجسد أكثر منه كدا والروح المنهارة بروحا مشفقة رحيمة.
- "لا تقلقى، سافعل كل ما يمكننى ولا يمكننى حتى تنقلى إلى كلية أخرى بالقاهرة."
احاطت الأم ابنتها بيديها، وأكملا صعود السلم.
تعليق