لسْتُ مُضَّطراً لأنْ أنْساكِ
كَيْ أمْضي قُدُمَاً
كَيْ أرْكُنَ عَصْرَكِ في مِرَآبِ ذاكِرَتي
ولا أظَلُّ عَلَى الحَنينِ مُثّبَّتاً
عَلَى انْتِظاركِ باسِطَاً وَجْهي في المَرَايا وَالصُّور
فضَياعُكَ يُشْبِهُني
يؤَرِّقُني كَمَسِّ الصَّدى للصَّدى
كَبُطْءِ تَفَاديكِ
حِينَ تَمُرّينَ في الوَهْلةِ ألفَ مَرَّة
وَأنا لسْتُ مُضَّطراً لِصَوتِكِ
آخِرَ الليلِ لأنجُو من القلَقِ الثَّقيلِ
وخِفِّةِ الوَهمِ
لأنجُو قابَ موتٍ..
يومَ كنْتُ أسْرَعَ إخْوتِي مِنْ أبِي
في الوُصُولِ لذلكِ البِئرِ المَكِينِ
وقدْ نَجَوتُ
اسْتبَقْتُ بابَ الوُضوحِ
رؤايَ القديمَة بأنَّني سِنْدِبادُ هَذَا البّحْر
وأسْطورَتي وحْدَها على الصَلصَالِ ترسْو
لأَعْمُرَ الأرضَ ..
ها قدْ نجَوتُ
وأنا لستُ مُضَّطراً لعُطْرِكِ
كَيْ أُبَاغِتَ النَّسْمةَ
السبّابة التي تتخدّر في اتجاهكِ
انبِعَاثكِ فجْأة كنَبيٍّ في مَهَبِّ الرَّفضِ
لستُ مُضَّطراً لطَيِّ العبارةِ
كي أوغِلَ صَدرَ المعْنى بالدَّهشَة
وأُحَقِّقَ المَطْلوبَ منْ لغَتي الهَشّةِ
كي أشمَّكِ في انبِهَارِ المُعْجبينَ بالوجعِ النّامِي
على وجْهِ القَصِيدَةِ
المُطْرقينَ رُؤوسَهمْ منْ ثِقلِ الوَحْيِ
والهمِّ
كَذلكَ لسْتُ مُضَّطراً لحَقْنكِ بالليلِ
كَيْ تلِدينَ كواكِبَ لي
وقَمَراً موغلاً في الصَّمتِ والمَسَافةِ
والسّهرْ
تعليق