الكتابة من طرف واحد...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد غبسي
    أديب وكاتب
    • 25-11-2014
    • 97

    الكتابة من طرف واحد...

    بين قصيدة وأخرى...
    أقف عاجزاً عن التصفيق
    عن الرقص
    عن الإلتفات
    اكتفي بالإخضرار الطبيعي
    الذي تعكسه قافية العشق
    وبما تمدني به غانيات الشعر
    من عطر الكتابة
    ....
    أحتشد حول حرف واحد من حروفكِ
    لأصير جمهوراً عريضاً...
    وتصبحين أنتِ محور العرض
    ومحتوى الرواية .

    بين لوحة وأخرى...
    تنساب مشاعري بهدوء ودفء
    تنمو أناملي في قلبها النابض بالحب
    الناطق بالأبدية
    وتسَّاقط أوجاعي على مهلها
    لتختفي في ضريح افتراضي مهمل
    وتحتشد في الأفق العاطفة .
    ............
    أمام لون واحد...
    تقف الأنثى عارية تماماً
    في مركز اللوحة
    عيناها تسبحان في خيالي
    وقدماها ترقصان في أحشائي
    وأنا أتدلى على إطار ذهبي
    كلون خارج عن المألوف
    تخشاه الرتابة
    ..........

    بين لحظة وأخرى...
    تجدوني ثملاً ليس في حوزتهِ
    سوى قداحة و غيمة شديدة البياض
    هي روحي التي لففتها في آخر سيجارة تناولتها
    وبين أصابعه...
    نهدة وجملتان حديثتا الشكل
    لا علاقة للأبجدية بي
    وليس ثمة معنى للعبارة
    ...........
    على جبيني نار ونور
    أنا الذي خُلقت بلا سبب
    وقتلت بلا دليل
    نبيٌ لم تؤمن به الزوايا
    ولم تسعفه الأبجدية
    للكفر بكل ما لديكم من طلاسم
    و مراسم و قرابة
    ............

    بين أغنية وأخرى...
    تمسك بيدي حبيبة ما
    وتحلق عالياً بجسدي الممزق
    تصعد ببراءتي الى الفردوس الأعلى
    وتدندن بثقة وغرام...
    في الأرض والسماء
    ليس هناك حوريات يا محمد
    أنا كل شيء في حياتك
    وفي حياتي...ليس هناك غيرك
    دعنا نفرغ الأحلام من الفراغ
    ودع أرواحنا تسكن بعضها
    دعنا نذبح كل النهايات
    على شرف البداية
    .........
    أدندن وحيداً...
    ليتني كنت " لاعب فيديو "
    ليتني كنت مسرحاً في عصر شكسبير
    أو كنت مذياعاً على نهر النيل
    في زمن العروبة
    ...........

    بين صفحتين من العذاب...
    وضعت أشيائي الثمينة
    حذائي ، ابتسامتي ، ذكرياتي ، أناملي ،
    وقصيدتي هذه أيضاً
    بإمكانكم أن تمنحوها وقتاً كافياً
    لتصير أغنية أليفة
    أو أبجدية ملونة لا يجف بريقها
    بسمٍ نحويّ...
    ولا تبعثرها رصاصة
    .........

    في هذه الأثناء...
    يتنافس الناس على تخزين الغذاء
    لأبنائهم الذين تهددهم المجاعة
    القادمة من جيراننا الأغنياء..
    جيراننا الذين لا ينافسهم أحد في الغباء الفاحش
    الناس في صنعاء يقتاتهم الجوع
    أسرة أسرة...
    وآلات الموت في الحالمة تقتل الكبار والصغار
    الحي والجماد في عدن...على حد سواء
    وأنا قلق من حياد السماء
    ونفاد الأبجدية
    وكل ما أخشاه يا وطني الجريح...
    أن يفقد المعنى صوابه
    .......
    قد أموت بعد قليل...
    بصاروخ دفع ثمنه كل مسلمي العالم
    الذين لولا نقودهم العمياء...
    لما شعرت الصحراء بالشبع
    ولما ازداد الحجر الأسود سوادا
    ولما كنت من عداد المفقودين غدا
    أو بعد غد...
    أو بعد اسبوع من زمن الكتابة
    ......

    بين غارة وأخرى...
    تلد البلاد بلادا وتنجب الجبال جبالا
    وتأبى العبارة أن تموت
    أنا الحر يا معشر العبيد...
    يا معشر العملاء...
    يا بقية القطيع...
    أنا النصر المؤزَّر الذي تبحثون عنه
    أنى لكم أن تدركوني...
    وأنى لي أن أموت
    ستسقط طائراتكم وعقالاتكم
    ويؤذن للنصر ألن تكون...إلا يمانيا يمانيا يمانيا
    وهكذا يأتي النصر دوما...
    وما أحلى مذاقه
    .......
    يؤنبني ضميري...
    وتؤلمني الكتابة
    عن الحرب الضروس الدائرة
    بين تاريخ عريض عريق شاهق
    وبين كثبان الرمل الماكرة
    معركة لا حق فيها للفراغ المحتشد حول بلدتي
    والحق كل الحق للإنسان ، للتاريخ ، للحب ، للحضارة
    ولئن وقف الجميع مع القطيع...
    فالتاريخ لا يقف إلا مع نفسه منذ الأزل...
    وأنا المعني الوحيد بأمر الكتابة
    ........

    وتؤلمني الكتابة أكثر...
    إذا ما غازلتني الأرض بفنجان بن
    يختزل في حلاوته تفاصيل الحكاية
    تطفو من أصالته على هامش الصبح
    نجمة "الشعرى"
    وعلى سفح الظهيرة
    تظللني سحابة
    .......
    يا لهذه الأرض يا محمد...
    مثلك لم يؤمن بها أحد
    ومثلنا لم يؤمن بك أحد..!
    ريتك عقلت الناقة بعيدا منا فحسب...
    كي لا تهلك الغيرة أهلك
    بأيادي الصحابة .

    محمد غبسي
    5/8/2015م
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد غبسي; الساعة 08-08-2015, 12:10.
    اللوحة الأولى في ذمة الله
    القصيدة الأخيرة في الجحيم
    اللحظة التي أقف عليها ليست للبيع...
    أنا هنا استمتع بمشاهدة الفيلم الذي تؤدون فيه دور اللصوص .
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    .
    .

    أخذتك الغربة إلى أشجانها واستحقاقاتها وحتى غلبتك العاطفة
    وكنت كمن يقدم صدره للريح .. تشّرحُك وتُشَرح محيطك وأفكارك وأحلامك
    وبلا انكسارات أو جدران ..

    وذاك سكين بحدين .. مدد رقعة الكلام وحتى أخرجه من محيط القصيدة والمألوف
    ولكنه قدم محمد غبسي حرا جريئا يقذف أفكاره بلا توار كمن ينظر في قاع مرآة..

    وأظن أن الفقرة الأخيرة حادت عن فكرة النص وغَرّبت خصوصيته
    وأدخلت الجدار في الجدار ..

    لم أفهم معنى عقلت الناقة , وأظنك تقصد بركت أو عقرت

    ولك التقدير والاحترام

    تعليق

    • محمد غبسي
      أديب وكاتب
      • 25-11-2014
      • 97

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
      .
      .

      أخذتك الغربة إلى أشجانها واستحقاقاتها وحتى غلبتك العاطفة
      وكنت كمن يقدم صدره للريح .. تشّرحُك وتُشَرح محيطك وأفكارك وأحلامك
      وبلا انكسارات أو جدران ..

      وذاك سكين بحدين .. مدد رقعة الكلام وحتى أخرجه من محيط القصيدة والمألوف
      ولكنه قدم محمد غبسي حرا جريئا يقذف أفكاره بلا توار كمن ينظر في قاع مرآة..

      وأظن أن الفقرة الأخيرة حادت عن فكرة النص وغَرّبت خصوصيته
      وأدخلت الجدار في الجدار ..

      لم أفهم معنى عقلت الناقة , وأظنك تقصد بركت أو عقرت

      ولك التقدير والاحترام

      السيدة آمال محمد.......تحياتي الدائمة لحضورك المثمر دوماً
      واعتزازي بملاحظاتك التي لابد منها للسير قدماً في درب القصيدة
      وعن المقطع الأخير فقد قصدت بــ " عقلت الناقة " ربطها والأهم هو التمني لو أنه ربطها بعيداً منا فحسب كي لا نلقى ما نلقاه اليوم من حقد وكراهية .
      تحياتي وتقديري
      اللوحة الأولى في ذمة الله
      القصيدة الأخيرة في الجحيم
      اللحظة التي أقف عليها ليست للبيع...
      أنا هنا استمتع بمشاهدة الفيلم الذي تؤدون فيه دور اللصوص .

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        كنت هنا و كانت
        وتوزعت القصيدة بين أنت و هي
        و هي بين خطين من فقر وحقد أسود
        ماتزال فتية تمتلئ بالحياة و الامتداد
        و لا تقطع ما بين حاضرها و ماضيها الذي حكم عليها أن تظل أسيرة هذا الموت الأسود
        متناسية أنها كانت منبت أصلاب العرب

        عشت معك الحزن و الشجن و أيضا طرحت أسئلتي و لكني لم أنتظر جوابا من أحد
        شكرا أنك ماتزال تقاوم العفن و التسلط و الموت و الرجعية العربية في أعلى قذارتها !!

        محبتي

        أكتفي
        بسمٍ نحويٍّ
        و بين أصابعه .. نهدة و جملتان حديثتا الشكل
        sigpic

        تعليق

        • محمد غبسي
          أديب وكاتب
          • 25-11-2014
          • 97

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          كنت هنا و كانت
          وتوزعت القصيدة بين أنت و هي
          و هي بين خطين من فقر وحقد أسود
          ماتزال فتية تمتلئ بالحياة و الامتداد
          و لا تقطع ما بين حاضرها و ماضيها الذي حكم عليها أن تظل أسيرة هذا الموت الأسود
          متناسية أنها كانت منبت أصلاب العرب

          عشت معك الحزن و الشجن و أيضا طرحت أسئلتي و لكني لم أنتظر جوابا من أحد
          شكرا أنك ماتزال تقاوم العفن و التسلط و الموت و الرجعية العربية في أعلى قذارتها !!

          محبتي

          أكتفي
          بسمٍ نحويٍّ
          و بين أصابعه .. نهدة و جملتان حديثتا الشكل
          السيد / ربيع عقب الباب........تحية أدبية ملونة سيدي
          سرني جداً تواجدك في زاويتي الغامضة المزدحمة بالأخطاء والخطايا
          سرني أكثر تواضعك ومشاطرتي نكد اللحظة التي أنجبت هذه القصيدة الممزقة
          ....................
          تحياتي بلا حزن ولا وجع لروحك التي حلَّقت بالقرب
          اللوحة الأولى في ذمة الله
          القصيدة الأخيرة في الجحيم
          اللحظة التي أقف عليها ليست للبيع...
          أنا هنا استمتع بمشاهدة الفيلم الذي تؤدون فيه دور اللصوص .

          تعليق

          • طاهر مصطفى
            شاعر
            • 26-02-2014
            • 135

            #6
            أمام لون واحد...
            تقف الأنثى عارية تماماً
            في مركز اللوحة
            عيناها تسبحان في خيالي
            وقدماها ترقصان في أحشائي
            وأنا أتدلى على إطار ذهبي
            كلون خارج عن المألوف
            تخشاه الرتابة

            لغة غنية في موسيقى حداثية المشاعر ، الكلكة هنا تحمل وعياً ثقافياً في ابصار هكلية متناية تصاعديا في هندسة اللغة
            لروحكم كل الود
            محبتي
            طاهر

            تعليق

            يعمل...
            X