يقف بعد الفجر في طابور صغير،يحصل علي أرغفته الخمسه،يوزع الأرغفه علي الرصيف القريب من المخبز الذي تحول مع الوقت إلي رصيف ممتلئ بحبات الخبز،يترك أرغفته تتماسك قليلاً كي تستوي،يخرج علبة سجائره،يدندن لحن محلي غير مفهوم،يشعل سيجارة،خمسة دقائق ثم يجمع الأرغفة الخمسة !!
**
لديه عادة غريبة،أو قد ورثها مع مرور الزمن،لا يأخذ أبداً أول جريدة بل يأخذ الثالثه مقتنعاً بأن لا أحد مسها وكأنها ستزيد خبراً،حاملاً أرغفة الخبز الخمسه،جريدته الصباحية،يسير إلي عربة الفول وكأنها أخر ما تذكره بدنياه،الماضي،تغير كل شئ في الشارع،إلا هو وعربة الفول !!
**
يطلب كيس محوج،يلوم البائع الذي لا يكثر من الزيت،يسدد له ثمن الفول وبعض البقشيش مذكراً صانع الفول بأصلهم الملكي،مطلقاً ضحكته وسبابه ع العصر الجمهوري البغيض !!
**
أمرأته تحب الورد،يجلب لها وردة حمراء،فارقته ولم تفارقه ولكن الورده لم تفارقه،يصل إلي منزله أخيراً،يخلع سترته،نظارته،يضع عكازه في الجزء المخصص وراء باب الشقه،قالت له يومها حين كان مضطراً أن يعتمد عليه "كبرت وبقيت راجل عجوز" ضحك حينها لكن الأن تمني لو فقط ضحكة واحدة،نظرة واحدة،يدان تضمه فيضمه الفرح،يستنشق رائحة الوردة،دمعتان،يكف عن البكاء،ويتناول فطاره ناظراً إلي صورتها،الذي وضعها أمام المائدة التي تتمركز في منتصف المنزل،وكأن كل الطرق تتقاطع عند صورتها !!
**
ينهي طعامه،يغلف باقي الخبز إلي الغذاء،يتمني لو عادت ومازحته بالسؤال اليومي المزعج عن الطعام ولكنها تركته إلي ذلك السؤال،يدير التلفاز علي أحدي القنوات التي تعرض أفلام قديمة شاهد أكثر من نصفها في قاعات السينما،منذ متي لم يدخل السينما لا يتذكر،يشعل سيجارة أخري،يفرض قدميه،نائما علي السرير الذي وُضع أمام التلفاز في منتصف الصاله،بصعوبة بالغة يصل إلي كيس الدواء،الذي يصرفه كل شهر علي حساب الدولة من الصيدلية القريبه،لم يعد يطيق الدواء،ولكن الدواء قد يصبره علي الوحدة البغيضة،يشرب نص كوب ماء مع الدواء،ينهي نصف سيجارته،يسعل كثيراً،ينظر إلي صورة زوجته،تبتسم،يهدأ،يفكر في كوب الشاي من يدها،جميل صنعها كان دوماً،يشعر ببعض الحماسه،يقف،يسير علي مهلاً،يصل إلي المطبخ،لا يجد سكر،متي أخر مرة أستخدم بها السكر وهو مريض السكر،لا يتذكر،كانت لتخبره،فقط لو كانت هنا،يجد البن،كوب القهوة السادة سينعشه،مرضي القلب خطر علي قلوبهم القهوة،كانت ستخبره،وكان سيضحك،سيخبرها،وضحكتك أكثر خطورة علي قلبي،فقط لو كانت هنا،يترك القهوة،يستمع إلي صوتها قادماً من الصاله،يذهب لها مسرعاً كما لو أنه لم يستخدم عكازاً منذ عشر سنوات،لم يستطع من بعدها أن يسير علي قدميه،الأن تنادي له فكيف لا يسبق الخطى،ذهب إليها تاركاً القهوة علي النار !!
**
لديه عادة غريبة،أو قد ورثها مع مرور الزمن،لا يأخذ أبداً أول جريدة بل يأخذ الثالثه مقتنعاً بأن لا أحد مسها وكأنها ستزيد خبراً،حاملاً أرغفة الخبز الخمسه،جريدته الصباحية،يسير إلي عربة الفول وكأنها أخر ما تذكره بدنياه،الماضي،تغير كل شئ في الشارع،إلا هو وعربة الفول !!
**
يطلب كيس محوج،يلوم البائع الذي لا يكثر من الزيت،يسدد له ثمن الفول وبعض البقشيش مذكراً صانع الفول بأصلهم الملكي،مطلقاً ضحكته وسبابه ع العصر الجمهوري البغيض !!
**
أمرأته تحب الورد،يجلب لها وردة حمراء،فارقته ولم تفارقه ولكن الورده لم تفارقه،يصل إلي منزله أخيراً،يخلع سترته،نظارته،يضع عكازه في الجزء المخصص وراء باب الشقه،قالت له يومها حين كان مضطراً أن يعتمد عليه "كبرت وبقيت راجل عجوز" ضحك حينها لكن الأن تمني لو فقط ضحكة واحدة،نظرة واحدة،يدان تضمه فيضمه الفرح،يستنشق رائحة الوردة،دمعتان،يكف عن البكاء،ويتناول فطاره ناظراً إلي صورتها،الذي وضعها أمام المائدة التي تتمركز في منتصف المنزل،وكأن كل الطرق تتقاطع عند صورتها !!
**
ينهي طعامه،يغلف باقي الخبز إلي الغذاء،يتمني لو عادت ومازحته بالسؤال اليومي المزعج عن الطعام ولكنها تركته إلي ذلك السؤال،يدير التلفاز علي أحدي القنوات التي تعرض أفلام قديمة شاهد أكثر من نصفها في قاعات السينما،منذ متي لم يدخل السينما لا يتذكر،يشعل سيجارة أخري،يفرض قدميه،نائما علي السرير الذي وُضع أمام التلفاز في منتصف الصاله،بصعوبة بالغة يصل إلي كيس الدواء،الذي يصرفه كل شهر علي حساب الدولة من الصيدلية القريبه،لم يعد يطيق الدواء،ولكن الدواء قد يصبره علي الوحدة البغيضة،يشرب نص كوب ماء مع الدواء،ينهي نصف سيجارته،يسعل كثيراً،ينظر إلي صورة زوجته،تبتسم،يهدأ،يفكر في كوب الشاي من يدها،جميل صنعها كان دوماً،يشعر ببعض الحماسه،يقف،يسير علي مهلاً،يصل إلي المطبخ،لا يجد سكر،متي أخر مرة أستخدم بها السكر وهو مريض السكر،لا يتذكر،كانت لتخبره،فقط لو كانت هنا،يجد البن،كوب القهوة السادة سينعشه،مرضي القلب خطر علي قلوبهم القهوة،كانت ستخبره،وكان سيضحك،سيخبرها،وضحكتك أكثر خطورة علي قلبي،فقط لو كانت هنا،يترك القهوة،يستمع إلي صوتها قادماً من الصاله،يذهب لها مسرعاً كما لو أنه لم يستخدم عكازاً منذ عشر سنوات،لم يستطع من بعدها أن يسير علي قدميه،الأن تنادي له فكيف لا يسبق الخطى،ذهب إليها تاركاً القهوة علي النار !!
تعليق