بعد أن فقد سنفور فرصة العيش الشريف ولو بوظيفة بسيطة بدخل يؤمن له العيش الكريم بعيداُ عن المهنة التي ورثها عن والده بتوجيهات والدته التي كانت ترمي به بشوارع العاصمة من الفجر الى النجر لكي يعود لها آخر النهار بما يضمن لها الحياة التي تصبو اليها مع ابنتها ريا المدللة بشعرها الشلال المنذور ..
بدأت الشوارع تضيق على سنفور ومتطلبات الحياة تتضاعف ..وهويقفز من شارع لشارع ليمسح نوافذ السيارات .. يقف بالساعات الطويلة في الشوارع المزدحمة ليسمع الكلمات الجارحة بعدد تناوب الوان إشارات المرور تشتم أمه دون أسباب تذكر ....!
كان سنفور يشهد على إشارات المرور مذابح أخلاقية ابتداءً من مذابخ الجنيه في أحذية شرطة المرور... مرورا بمذابح الجنيه مقابل راحة البيه في الفنادق خمس نجوم والشقق المفروشة حتى الكسب السريع من المتجارة بالنساء والمخدرات ..!وبطريقة الصدفه كان سنفور يطارد أحد الغرباء ...(رجل خليجي يبدو عليه الثراء يحمل في يده حقيبة سوداء غريبة الشكل )
- عن ازن سعادتك يابيه .هات أشيلهالك..
نظر له الرجل وقال :
- لأ ياخويه سعادتي مش عاوز من سعاتدك حاجة ..
- مالك يابيه أنت عصبي كدا لي...والله دنا مش عاوز غير راحتك هو حد مزعل حضرتك..
- لا حول ولا قوة إلا بالله..هو أنتو مش ح تبطلو ..قلتلك افرقنا ..ألعوذ بالله منكم , لصقة امريكي
- يابيه أنا والله حبيتك لله في الله وارتحت لك.. حشيل الشنطة عنك ومش عاوز منك حاجة.. ايه رأيك بقى..يعني عاوز أتبارك بيها وأخدمك بعنيه دنتا ضيفنا ...والمسألة مسألة مبدأ ..
- نظر الرجل له بإزدراء...تردد قليلا ثم قال بامتعاض:
- .. طب شيل..وفكني من شرك .
- ربنا يخليك يابيه...هو حضرتك ساكن في الفندق ده ..
-أيوه في الفندق ده... عندك مانع ..والله حاله شيال عاوز يصاحبني ..
- حاضر يافندم..أنا أسف والله ..حقك علي يابيه بس والله ما أقصدش هي بس ..المسألة مسألة مبدأ .. ....
جرس النقال ( أحبك موت لو تدري ) .. الرجل الأنيق وقف يتحدث بالهاتف :
- الو ها حبيبتي وينك فيه تراني صرت قريب الفندق ..أقول شو لابسه اليوم ياقمري ..
سنفور استغل تغريب الرجل مع الحبيبه وبلمحة بصر اختفى ومعه الشنطة ..
..التفت الرجل حوله لم يجد سنفور ولا الحقيبة ..ناداه : يا بيه أنت هربت ليه ..بحث عنه شمال يمين ولافائدة .
عاد سنفور الى أمه ومعه الصيد الثمين .حقيبة والله وحده يعلم ما فيها..
- نسومة أم سنفور :
–..جاي بدري ليه يامدهول
- بدري عشان الرزق جي بدري نقوله لأ ..
- رزق ايه..تعال ياود اشوفك جبت ايه
أخذت أم سنفور الحقيبة حاولت فتحها ولم تفلح ..
- .. سنفور يكاد يطير من الفرح (اوعي كدا ) فتح شنطة وكانت المفاجأة شيء لم يكن يحلم به .. ..إنه بورتابل (جهاز حاسوب متنقل )كان يراه مع الزبائن وقد طلب منه أحدهم أن يطبع له بعض المدونات مقابل تدريبه على تشغيل الحاسوب ..كيفية تشغيل لوحة المفاتيح وتخزين الملفات ومبادىء أولية عن تشغيل الحاسوب .
كان سنفور يملك من الذكاء الفطري مايكفيه للقيام بمهمة مشغل لكنه مع الإصرار طور نفسه الى مرتبة العلم بكيفية استخدام البرامج بما فيها التواصل عبر الأنترنت وتصفح المواقع والصحف ..كان الهدف الأول له إكتشاف العالم الإفتراضي الذي كثيرا ما كان يسمع عنه من خلال أحاديث الزبائن الغير موجهة له وقد سمع عن أصدقاء له حصلوا على فرص عمل عن طريق أصدقاء وصديقات لهم..سنفور ..حضن الحاسوب غير مصدقا مايراه ..لمسه ..ضمه الى صدره بعنف وبدأ يراقصه ويغني بنشوة المنتصر الحالم :
- بتلوموني ليه .(يقبل الحاسوب) . بتلوموني ليه (يكرر القبل) ..لو شفت ايديه (يقصد الخليجي) ..وهو بيدهولي من غير ليه وليه ....حتقولي انتشالي وبهدلة الليالي مش كتير عليه ...
أم سنفور تراقب من الداخل بصمت وتعجب ..ثم تخرج عن صمتها
- يالهوي الود اتهرش بنافوخه ولا.. ايه ....مالك ياود .. ياسنفور جرالك ايه فيه ايه الصندوق المنيل دا ..
- حتعود عليه ..يا بيه ياخيبتك يابيه
- مالك ياواد
- .. شايفه الصندوق دا ..دنا كنت أحلم أشوف البهوات وهم بيعزفوا عليه ..
من الصندوق دا بكلموا الناس في كل حته على الكرة الأرضية ..دنا كنت بتمنى اشوفه بس ودلوقتي أهوأهو البتاع بتاعي أنا ..
- بتعاع ايه.. هات ياود حبيعه بعشرة جنيه وأجيب حاجة مفيدة تكلوها.. بلا يتكلموا بيه .. بلا نيلة ..
- عشرة جنيه..يما دا يجيب مية جنيه ..بس قسما عزما ماحدش ح يهوب ناحيته ..مش حبيعه . دا حيطلعي الكنز واشتري بيه العنز ..
- عنز مين يامنيل
- حتجوز واجيب شقة واعمل كل اللي نفسي بيه
- ازاي ..هو فرخة حبيضلك يعني
- اش عرفك أنت بالحجات دي يما ..دي حاجات كبيرة قوي ..
- صندوق ايه ودنيا ايه يامنيل
- بئولك دا عالم بحاله وممكن نلف الدنيا بيه .. دنا أعرف أصحاب كتير تغير حالهم من الصندوق دا .
خرج سنفور ومعه الصندوق ، ذهب الى أحد نوادي الأنترنت ..طلب من مشغل الأجهزة أن يدربه على كيفية تشغيل الجهاز 3 ساعات يوميا مقابل تأجيرالحاسوب للزبائن لمدة 3 ساعات ولمدة شهر واحد قابل للتجديد ..
كان سنفور يمتلك قدرا لابأس به من الذكاء فقد تعلم خلال الشهر التشغيل إضافة الى الصيانة وفك طلاسم لغة البرمجة والأنترنت فالمهنة التي امتهنا منذ الصغر علمته سرعة البديهة وخفة الحركة إضافة الى ذكاء فطري ..وبعد التدريب أخذ سنفور الصندوق الى منزله وبدأ يتصفح المنتديات بعد جمع العناوين من مصادر عدة وفي أحد المواقع وجد إعلان
“أعمل من المنزل وحسن دخلك" كتب لهم سنفورعلى الفور رسالة يطلب عملا ... أرسلت له نماذج عده لتعبئتها كانت النماذج بمثابة تحليل نفسي له ..ومن خلال التحليل والإختبار ثبت لهم أنه عضواً صالحاً بل مميزاَ جداً فكان ردهم على طلبه سريع جداً مرفقاً بمئة دولار جعلت سنفور يعتبر اليوم الذي وصله به الرد مع المرفق يوم خاص يحتفل به كل اسبوع .
بدأ العمل من المنزل بعيداً عن الأرصفة والشوارع وازعاج المارة لقد بدأ بعمل بسيط جداً رسالة مكتوبة عليه أن ينشرها في قائمة عناوين وبإسم أختاره له رب العمل الجديد ..كاشف النور ..ومع مرور الوقت بدأ سنفور يرسم هالة لنفسه بمساعدة زملاءه بالعمل فهم أيضا لهم ذات المهام بإختلاف بسيط وبتنسيق بينهم لكي يحتلوا كل الأماكن بقوة ..كان عملهم غسيل جماعي للعقول ..
تقدم حال سنفور ورفاقه وتطور عملهم من المنزل لمركز عام .. بدأ العمل يتطور والمهام تزيد وسنفور يزيد من تنازلاته على حساب الإنسان المغدور بداخله حتى تفوق على رفاقه بنجاح زرع بقلوبهم الضغينة ضده ..بدأت المهام التي توكل لسنفور تختصر ببعض محاولات التحرشات بالكتاب والقراء بأسمه وباسمائهم وكان الهدف من ذلك استنزاف طاقته وتخريب أعصابة بالطاقة السلبية التي تنتج عن العداء المضاد والرد عليه مع تكليف بتصنيف أراء الكتاب الكبار وشن حروب عليهم بهدف الشهرة له والنيل منهم .
لم يعد سنفور مجرد رقم وخادم مطيع ..فقط تحول الى كادر مسؤول عن 24 عنصر من ضمن 24 كادر لمجاميع أخرى من الكوادر النشطة في العالم الإقتراضي تعلم على أيديهم فن القرصنة وإختراق حياة الناس الأمنة ونشر بيناتهم بعد تزويرها إن تطلب الأمر .
فالقرصنة و التخريب..الجريمة الوحيدة التي لم ينص لها قانون عقوبات - وفي البلدان المتخلفة يعتبرونها إختراع يستحق براءة - ..
مرت الأيام متسارعة .. عائلة سنفور تحسن وضعها ريا شقيقته بدأت تنجذب لعالم سنفور وتشاركه بعض المهام وكذلك والدته ..وذات ماسنجر دخل حسون على ريا
- هع هع هع كيفك يا دهل
ريا فهمت أنه يعني سنفور فقالت :
- أنا ريا من أنت
- أهلا ريا أكيد أنت القمر اللي شفته مع سنفور من يومين صح
- صح .أنت مين
-أنا حسن حسون المجنون أموت في الجمال وأموت في العيون السود.. قديش عمرك يا ريا وشو لابسه ..
- مرسي وربنا ياخذك أنت خشيت بيا شمال كدا على طول ..
- أيوه على طول ماعندي وقت وياريت بشوف النور والجمال بالمرة..
- عسل والله عسل ياحسون..بس لو عرف سنفور حيقول ايه ..
- سنفور..هع هع هع ..دا دهل وعبيط ومش فاهم شي لاتخافي ثقي بحسون يابنت عمي ..
- قصدك سنفور أخوي عبيط طب أقولك على سر
- قولي يختي
- أنا عارفه من قبلك أنه عبيط .. ومن يوم ماجاب الحاسوب دا وأنا كاشفه كل عمايله لسودا
- حسون بحذر وخوف شديدين..كاشفة شو؟؟
- ههه اسمع اقبل الصورة دي وأنت حتعرف
- حسون وقد ارتاح قليلاٌ قبلت..عندك غيرها
- ه هع سنفور عندي طبعاً و خذ دي ..
استمرت الأحاديث والصور لأيام وشهور ..وبعدها حسون ..
- اسمعي ريا أنا مليت من الكلام خلف الشاشة و بعد لازم أشوفك
- لأ مأقدرش
- لأ بتقدري الموضوع ضروري ولك عندي مفاجأة.. ناطرك بكرا الساعة الثالثة مساءً--- والعنوان -حي الملاعين شارع 6
وفي اليوم التالي ذهبت ريا لمقابلة حسون .. كان حسون محضر لها مفاجآة لم تتوقعها ..لم يكن في المنزل لوحده بل كان معه الكثير من الأصدقاء .
مكان رهيب يعلو به الصخب والضحك والشرب وريا وليمة مثلجة لليلة ليلاء . .من الليالي الحمراء ..ليالي تسعد الجميع إلا سنفور السميع اللميع ..فهو يدير معارك وهمية مع أشباح مقابل جنيه لكل معركة....وفي ليلة كان المقصود منها إختبار سنفور . جلس أبوضحكة جنان يقص عليه أفلام ريا ونسومة كاملة مع تغير اسم البطلة من ريا الى ثريا ..وتغير اسم نسومة الى فطومة ..كان سنفور طوال الوقت يحي ويمجد ويغني لأبطال القصة ..وليس هذا فحسب بل توسل أبو ضحكة جنان أن يسمح له الحضور في السهرة القادمة ليشاركهم بالوليمة ..تردد أبوضحكة لكنه وعده أن يفكر ..سنفور لم ينتظر اتصل بحسون على الفور ..
- حسون ..هل نحن أصدقاء
- نعم
- هل تعاهدنا على تقاسم الغنائم
- نعم
-طب أنا راجل ياحسون وعايز حقي في الوليمة
- ..لأ يا دهل ما بيصير .دي بالذات مايصير .الوليمة القادمة ممكن ..
- لأ بقى..أنا عايز الوليمة دي بالزات
- أطلق حسون ضحكة مدوية وليش دي بالزات.. أغلق السماعة بوجهه ..عاود سنفور الإتصال ولكن حسون أقفل المتحرك .
استاء سنفور جداً وقرر أن يثأر لرجولته بالتمرد على أوامر حسون وأبو ضحكة جنان ..تسلل الى الشقة الخاصة بهم ..أختبىء تحت نافذه غرفة العمليات التي جهزها بنفسه .. ..ليراقب الوليمة ..متباهيا برجولته وفحولة رفاق العمر ليكتشف أن الضحية هي شقيقته ريا بصحبة والدته المصون نسومة أم سنفور التي كانت ترتدي عباءة واسعة جداً ومعها علبة محارم ورقية فقط .
.
انتهت .
بدأت الشوارع تضيق على سنفور ومتطلبات الحياة تتضاعف ..وهويقفز من شارع لشارع ليمسح نوافذ السيارات .. يقف بالساعات الطويلة في الشوارع المزدحمة ليسمع الكلمات الجارحة بعدد تناوب الوان إشارات المرور تشتم أمه دون أسباب تذكر ....!
كان سنفور يشهد على إشارات المرور مذابح أخلاقية ابتداءً من مذابخ الجنيه في أحذية شرطة المرور... مرورا بمذابح الجنيه مقابل راحة البيه في الفنادق خمس نجوم والشقق المفروشة حتى الكسب السريع من المتجارة بالنساء والمخدرات ..!وبطريقة الصدفه كان سنفور يطارد أحد الغرباء ...(رجل خليجي يبدو عليه الثراء يحمل في يده حقيبة سوداء غريبة الشكل )
- عن ازن سعادتك يابيه .هات أشيلهالك..
نظر له الرجل وقال :
- لأ ياخويه سعادتي مش عاوز من سعاتدك حاجة ..
- مالك يابيه أنت عصبي كدا لي...والله دنا مش عاوز غير راحتك هو حد مزعل حضرتك..
- لا حول ولا قوة إلا بالله..هو أنتو مش ح تبطلو ..قلتلك افرقنا ..ألعوذ بالله منكم , لصقة امريكي
- يابيه أنا والله حبيتك لله في الله وارتحت لك.. حشيل الشنطة عنك ومش عاوز منك حاجة.. ايه رأيك بقى..يعني عاوز أتبارك بيها وأخدمك بعنيه دنتا ضيفنا ...والمسألة مسألة مبدأ ..
- نظر الرجل له بإزدراء...تردد قليلا ثم قال بامتعاض:
- .. طب شيل..وفكني من شرك .
- ربنا يخليك يابيه...هو حضرتك ساكن في الفندق ده ..
-أيوه في الفندق ده... عندك مانع ..والله حاله شيال عاوز يصاحبني ..
- حاضر يافندم..أنا أسف والله ..حقك علي يابيه بس والله ما أقصدش هي بس ..المسألة مسألة مبدأ .. ....
جرس النقال ( أحبك موت لو تدري ) .. الرجل الأنيق وقف يتحدث بالهاتف :
- الو ها حبيبتي وينك فيه تراني صرت قريب الفندق ..أقول شو لابسه اليوم ياقمري ..
سنفور استغل تغريب الرجل مع الحبيبه وبلمحة بصر اختفى ومعه الشنطة ..
..التفت الرجل حوله لم يجد سنفور ولا الحقيبة ..ناداه : يا بيه أنت هربت ليه ..بحث عنه شمال يمين ولافائدة .
عاد سنفور الى أمه ومعه الصيد الثمين .حقيبة والله وحده يعلم ما فيها..
- نسومة أم سنفور :
–..جاي بدري ليه يامدهول
- بدري عشان الرزق جي بدري نقوله لأ ..
- رزق ايه..تعال ياود اشوفك جبت ايه
أخذت أم سنفور الحقيبة حاولت فتحها ولم تفلح ..
- .. سنفور يكاد يطير من الفرح (اوعي كدا ) فتح شنطة وكانت المفاجأة شيء لم يكن يحلم به .. ..إنه بورتابل (جهاز حاسوب متنقل )كان يراه مع الزبائن وقد طلب منه أحدهم أن يطبع له بعض المدونات مقابل تدريبه على تشغيل الحاسوب ..كيفية تشغيل لوحة المفاتيح وتخزين الملفات ومبادىء أولية عن تشغيل الحاسوب .
كان سنفور يملك من الذكاء الفطري مايكفيه للقيام بمهمة مشغل لكنه مع الإصرار طور نفسه الى مرتبة العلم بكيفية استخدام البرامج بما فيها التواصل عبر الأنترنت وتصفح المواقع والصحف ..كان الهدف الأول له إكتشاف العالم الإفتراضي الذي كثيرا ما كان يسمع عنه من خلال أحاديث الزبائن الغير موجهة له وقد سمع عن أصدقاء له حصلوا على فرص عمل عن طريق أصدقاء وصديقات لهم..سنفور ..حضن الحاسوب غير مصدقا مايراه ..لمسه ..ضمه الى صدره بعنف وبدأ يراقصه ويغني بنشوة المنتصر الحالم :
- بتلوموني ليه .(يقبل الحاسوب) . بتلوموني ليه (يكرر القبل) ..لو شفت ايديه (يقصد الخليجي) ..وهو بيدهولي من غير ليه وليه ....حتقولي انتشالي وبهدلة الليالي مش كتير عليه ...
أم سنفور تراقب من الداخل بصمت وتعجب ..ثم تخرج عن صمتها
- يالهوي الود اتهرش بنافوخه ولا.. ايه ....مالك ياود .. ياسنفور جرالك ايه فيه ايه الصندوق المنيل دا ..
- حتعود عليه ..يا بيه ياخيبتك يابيه
- مالك ياواد
- .. شايفه الصندوق دا ..دنا كنت أحلم أشوف البهوات وهم بيعزفوا عليه ..
من الصندوق دا بكلموا الناس في كل حته على الكرة الأرضية ..دنا كنت بتمنى اشوفه بس ودلوقتي أهوأهو البتاع بتاعي أنا ..
- بتعاع ايه.. هات ياود حبيعه بعشرة جنيه وأجيب حاجة مفيدة تكلوها.. بلا يتكلموا بيه .. بلا نيلة ..
- عشرة جنيه..يما دا يجيب مية جنيه ..بس قسما عزما ماحدش ح يهوب ناحيته ..مش حبيعه . دا حيطلعي الكنز واشتري بيه العنز ..
- عنز مين يامنيل
- حتجوز واجيب شقة واعمل كل اللي نفسي بيه
- ازاي ..هو فرخة حبيضلك يعني
- اش عرفك أنت بالحجات دي يما ..دي حاجات كبيرة قوي ..
- صندوق ايه ودنيا ايه يامنيل
- بئولك دا عالم بحاله وممكن نلف الدنيا بيه .. دنا أعرف أصحاب كتير تغير حالهم من الصندوق دا .
خرج سنفور ومعه الصندوق ، ذهب الى أحد نوادي الأنترنت ..طلب من مشغل الأجهزة أن يدربه على كيفية تشغيل الجهاز 3 ساعات يوميا مقابل تأجيرالحاسوب للزبائن لمدة 3 ساعات ولمدة شهر واحد قابل للتجديد ..
كان سنفور يمتلك قدرا لابأس به من الذكاء فقد تعلم خلال الشهر التشغيل إضافة الى الصيانة وفك طلاسم لغة البرمجة والأنترنت فالمهنة التي امتهنا منذ الصغر علمته سرعة البديهة وخفة الحركة إضافة الى ذكاء فطري ..وبعد التدريب أخذ سنفور الصندوق الى منزله وبدأ يتصفح المنتديات بعد جمع العناوين من مصادر عدة وفي أحد المواقع وجد إعلان
“أعمل من المنزل وحسن دخلك" كتب لهم سنفورعلى الفور رسالة يطلب عملا ... أرسلت له نماذج عده لتعبئتها كانت النماذج بمثابة تحليل نفسي له ..ومن خلال التحليل والإختبار ثبت لهم أنه عضواً صالحاً بل مميزاَ جداً فكان ردهم على طلبه سريع جداً مرفقاً بمئة دولار جعلت سنفور يعتبر اليوم الذي وصله به الرد مع المرفق يوم خاص يحتفل به كل اسبوع .
بدأ العمل من المنزل بعيداً عن الأرصفة والشوارع وازعاج المارة لقد بدأ بعمل بسيط جداً رسالة مكتوبة عليه أن ينشرها في قائمة عناوين وبإسم أختاره له رب العمل الجديد ..كاشف النور ..ومع مرور الوقت بدأ سنفور يرسم هالة لنفسه بمساعدة زملاءه بالعمل فهم أيضا لهم ذات المهام بإختلاف بسيط وبتنسيق بينهم لكي يحتلوا كل الأماكن بقوة ..كان عملهم غسيل جماعي للعقول ..
تقدم حال سنفور ورفاقه وتطور عملهم من المنزل لمركز عام .. بدأ العمل يتطور والمهام تزيد وسنفور يزيد من تنازلاته على حساب الإنسان المغدور بداخله حتى تفوق على رفاقه بنجاح زرع بقلوبهم الضغينة ضده ..بدأت المهام التي توكل لسنفور تختصر ببعض محاولات التحرشات بالكتاب والقراء بأسمه وباسمائهم وكان الهدف من ذلك استنزاف طاقته وتخريب أعصابة بالطاقة السلبية التي تنتج عن العداء المضاد والرد عليه مع تكليف بتصنيف أراء الكتاب الكبار وشن حروب عليهم بهدف الشهرة له والنيل منهم .
لم يعد سنفور مجرد رقم وخادم مطيع ..فقط تحول الى كادر مسؤول عن 24 عنصر من ضمن 24 كادر لمجاميع أخرى من الكوادر النشطة في العالم الإقتراضي تعلم على أيديهم فن القرصنة وإختراق حياة الناس الأمنة ونشر بيناتهم بعد تزويرها إن تطلب الأمر .
فالقرصنة و التخريب..الجريمة الوحيدة التي لم ينص لها قانون عقوبات - وفي البلدان المتخلفة يعتبرونها إختراع يستحق براءة - ..
مرت الأيام متسارعة .. عائلة سنفور تحسن وضعها ريا شقيقته بدأت تنجذب لعالم سنفور وتشاركه بعض المهام وكذلك والدته ..وذات ماسنجر دخل حسون على ريا
- هع هع هع كيفك يا دهل
ريا فهمت أنه يعني سنفور فقالت :
- أنا ريا من أنت
- أهلا ريا أكيد أنت القمر اللي شفته مع سنفور من يومين صح
- صح .أنت مين
-أنا حسن حسون المجنون أموت في الجمال وأموت في العيون السود.. قديش عمرك يا ريا وشو لابسه ..
- مرسي وربنا ياخذك أنت خشيت بيا شمال كدا على طول ..
- أيوه على طول ماعندي وقت وياريت بشوف النور والجمال بالمرة..
- عسل والله عسل ياحسون..بس لو عرف سنفور حيقول ايه ..
- سنفور..هع هع هع ..دا دهل وعبيط ومش فاهم شي لاتخافي ثقي بحسون يابنت عمي ..
- قصدك سنفور أخوي عبيط طب أقولك على سر
- قولي يختي
- أنا عارفه من قبلك أنه عبيط .. ومن يوم ماجاب الحاسوب دا وأنا كاشفه كل عمايله لسودا
- حسون بحذر وخوف شديدين..كاشفة شو؟؟
- ههه اسمع اقبل الصورة دي وأنت حتعرف
- حسون وقد ارتاح قليلاٌ قبلت..عندك غيرها
- ه هع سنفور عندي طبعاً و خذ دي ..
استمرت الأحاديث والصور لأيام وشهور ..وبعدها حسون ..
- اسمعي ريا أنا مليت من الكلام خلف الشاشة و بعد لازم أشوفك
- لأ مأقدرش
- لأ بتقدري الموضوع ضروري ولك عندي مفاجأة.. ناطرك بكرا الساعة الثالثة مساءً--- والعنوان -حي الملاعين شارع 6
وفي اليوم التالي ذهبت ريا لمقابلة حسون .. كان حسون محضر لها مفاجآة لم تتوقعها ..لم يكن في المنزل لوحده بل كان معه الكثير من الأصدقاء .
مكان رهيب يعلو به الصخب والضحك والشرب وريا وليمة مثلجة لليلة ليلاء . .من الليالي الحمراء ..ليالي تسعد الجميع إلا سنفور السميع اللميع ..فهو يدير معارك وهمية مع أشباح مقابل جنيه لكل معركة....وفي ليلة كان المقصود منها إختبار سنفور . جلس أبوضحكة جنان يقص عليه أفلام ريا ونسومة كاملة مع تغير اسم البطلة من ريا الى ثريا ..وتغير اسم نسومة الى فطومة ..كان سنفور طوال الوقت يحي ويمجد ويغني لأبطال القصة ..وليس هذا فحسب بل توسل أبو ضحكة جنان أن يسمح له الحضور في السهرة القادمة ليشاركهم بالوليمة ..تردد أبوضحكة لكنه وعده أن يفكر ..سنفور لم ينتظر اتصل بحسون على الفور ..
- حسون ..هل نحن أصدقاء
- نعم
- هل تعاهدنا على تقاسم الغنائم
- نعم
-طب أنا راجل ياحسون وعايز حقي في الوليمة
- ..لأ يا دهل ما بيصير .دي بالذات مايصير .الوليمة القادمة ممكن ..
- لأ بقى..أنا عايز الوليمة دي بالزات
- أطلق حسون ضحكة مدوية وليش دي بالزات.. أغلق السماعة بوجهه ..عاود سنفور الإتصال ولكن حسون أقفل المتحرك .
استاء سنفور جداً وقرر أن يثأر لرجولته بالتمرد على أوامر حسون وأبو ضحكة جنان ..تسلل الى الشقة الخاصة بهم ..أختبىء تحت نافذه غرفة العمليات التي جهزها بنفسه .. ..ليراقب الوليمة ..متباهيا برجولته وفحولة رفاق العمر ليكتشف أن الضحية هي شقيقته ريا بصحبة والدته المصون نسومة أم سنفور التي كانت ترتدي عباءة واسعة جداً ومعها علبة محارم ورقية فقط .
.
انتهت .
تعليق