شرعية الحب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العربي حاج صحراوي
    أديب وكاتب
    • 11-02-2011
    • 256

    شرعية الحب

    حبيبتي أمس و اليوم وغدا ، وباسم شرعية الحب تظلين تلك الوردة التي كنت أشتاق اليها يوميا كي أراها ، وأتنشق شذاها ، وأشاهد عبث صباها وطفولتها ومراهقتها ، وخربشات أحلامها ورسومات آمالها، و مشاكساتها ، وتلك التي كانت تجذبني الى ذاك المكان الذي كان صحراء و قفارا جرداء فأصبح بغيث حبك ، و اشراق جمالك ، و سحر روحك بساتين و رياضا و جنات فيها من كل ما أهوى ، و ما أرتاح اليه من مغريات و مفاتن ... لقد كنت سرا أكبر من أن أكشفه ، وعالما لا يمكن لي أن أعبر عنه في كلمات أو دمعات أو نبضات من فن وابداع .
    حبيبتي مازلت تلك التي عبرت بي بحارا و محيطات ، وصحراوات و سهولا و هضابا ووهادا ، و فضاءات و أكوانا ، وكانت الشمس فلا من نجوم ، و كانت الربيع فلا من خريف ، و كانت الأمل فلا من يأس ، و كانت الماء فلا من ظمأ ..و ستبقين التي كانت و مازالت الى يوم نرحل عن هذا العالم ... قد لا تصدقين كم أنا أحبك ، وكم أنا أتألم ، وكم أنا أستأنس حين تقفزين الى ذهني و تستولين على كامل الشعور و الاحساس ...من يمنعني أو ما يضع نقطة النهاية لحبي الذي كان يوما ينساب عبر وجداني وفاء واخلاصا، و يسقي ساحاتنا و أيامنا اخضرارا وأحلاما وردية ... باسم شرعية الحب سأمضي لا أبالي جراحا أو آلاما ، عوائق أو حواجز ، و أعبر جزرا و جبالا ، و أدوس أشواكا و صخورا ...باسم شرعية الحب تظل روحي تعانق روحك في عالم السكون و الهدوء ، و تتماوج الأحاسيس هواء و رذاذا ، ولا عيون ترانا و لا آذان تسمعنا ، و لا أيادي تتحسسنا ...
    حبيبتي ... اذا هم حاصروا الأجساد ، و أجهضوا أحلام تلاقيها ، و أفسدوا دروب الوصال ، و أعلنوا أنهم انتصروا تحت تغطية الأقدار و الحظوظ التي تنكرت لنا ، وأقاموا الأفراح و الأعراس هنا وهناك ، و وفق مراسيم اعدام الحب في كل مرة من بداية مسيرة البشرية الى اليوم ، وتشييع جنازته في مقبرته التي سميتها يوما - الزواج - ، و ما فعلوا و لكنهم توهموا ، فالحب لا يعدم ، و لا يستطيع أحد اغتياله ، أو ايقاف تدفقه ، أو حبسه ، فمصدره من الروح لا الجسد ، و يمكنه أن يحيا بعيدا عن حرارة الجسد ، بل قد يكون في بعده اشتدادا و سموا و صفاء ...ولهذا نحن نحلق مثلما كنا بالأمس ، و نرفرف بأجنحة لا يرونها ، و نتفيأ ظلال الوفاء في هجيرة الحرمان بكل رضى . فلهم الجسد المغتصب ولنا الروح الطاهرة .
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    #2
    سمفونية شاعرية ولغة شفافة رومانسية
    جميل ما قرأت هنا أخي صحراوي.
    تقديري لك.

    تعليق

    • العربي حاج صحراوي
      أديب وكاتب
      • 11-02-2011
      • 256

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
      سمفونية شاعرية ولغة شفافة رومانسية
      جميل ما قرأت هنا أخي صحراوي.
      تقديري لك.
      أتشرف برأيك الغالي ...مايزال الخير ساريا بيننا ...تحياتي .

      تعليق

      • جلال داود
        نائب ملتقى فنون النثر
        • 06-02-2011
        • 3893

        #4
        الأستاذ العربي
        تحياتي
        نص يتلفح الصدق وينثر شذاه في عالم الحل

        ولكن يبرز سؤال هام.
        فأنت تقول :

        و وفق مراسيم اعدام الحب في كل مرة من بداية مسيرة البشرية الى اليوم ، وتشييع جنازته في مقبرته التي سميتها يوما - الزواج - ، و ما فعلوا و لكنهم توهموا ، فالحب لا يعدم ، و لا يستطيع أحد اغتياله ، أو ايقاف تدفقه ، أو حبسه ، فمصدره من الروح لا الجسد ، و يمكنه أن يحيا بعيدا عن حرارة الجسد ، بل قد يكون في بعده اشتدادا و سموا و صفاء


        فهل تقصد أن مقبرة الحب هو عند زواج المحب من محبوبته ؟
        أم زواج المحبوبة من شخص آخر ؟
        فلو كنتَ تقصد بأن الزواج بين المحبين مقبرة للحب ، فبلا شك أخالفك الرأي. فزواج المحبين عبارة عن قوقعة تحتضن الحب والمحبين تحت كنفها.
        أما زواج المحبوبة من شخص آخر لأي سبب خارج عن إرادتها ، فإن الحب لا يموت إن كان صادقا ، ولكنه يجري في العروق مجرى الدم ، ويختلط بما تحتويه الذاكرة من أحداث، ويبقى جزءا أصيلا من أحلام اليقظة وأحلام المنام.

        لا يفوتني أن أكرر لك بأن لك لغة سلسلة ، واصا إتحافنا وشارك أهل الخاطرة خواطرهم

        دمتم

        تعليق

        • العربي حاج صحراوي
          أديب وكاتب
          • 11-02-2011
          • 256

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
          الأستاذ العربي
          تحياتي
          نص يتلفح الصدق وينثر شذاه في عالم الحل

          ولكن يبرز سؤال هام.
          فأنت تقول :

          و وفق مراسيم اعدام الحب في كل مرة من بداية مسيرة البشرية الى اليوم ، وتشييع جنازته في مقبرته التي سميتها يوما - الزواج - ، و ما فعلوا و لكنهم توهموا ، فالحب لا يعدم ، و لا يستطيع أحد اغتياله ، أو ايقاف تدفقه ، أو حبسه ، فمصدره من الروح لا الجسد ، و يمكنه أن يحيا بعيدا عن حرارة الجسد ، بل قد يكون في بعده اشتدادا و سموا و صفاء


          فهل تقصد أن مقبرة الحب هو عند زواج المحب من محبوبته ؟
          أم زواج المحبوبة من شخص آخر ؟
          فلو كنتَ تقصد بأن الزواج بين المحبين مقبرة للحب ، فبلا شك أخالفك الرأي. فزواج المحبين عبارة عن قوقعة تحتضن الحب والمحبين تحت كنفها.
          أما زواج المحبوبة من شخص آخر لأي سبب خارج عن إرادتها ، فإن الحب لا يموت إن كان صادقا ، ولكنه يجري في العروق مجرى الدم ، ويختلط بما تحتويه الذاكرة من أحداث، ويبقى جزءا أصيلا من أحلام اليقظة وأحلام المنام.
          لا يفوتني أن أكرر لك بأن لك لغة سلسلة ، واصا إتحافنا وشارك أهل الخاطرة خواطرهم

          دمتم
          طبعا أنت تعرف وقبل أن أجيبك أنني أقصد أن يزوج المحب بغير محبوبه ... أما اذا تزوج المحب بمن يحب فهذا سقي للحب و انماء له ... بل هو المنطق ..لا اختلاف بيننا أخي الأديب الرائع ... شرفتني بما قلته ..و لا يصدر الا عن موضوعي مخلص للأدب ... وفقت . وشكرا على دعوتي الى قسم الخاطرة .

          تعليق

          • أبوقصي الشافعي
            رئيس ملتقى الخاطرة
            • 13-06-2011
            • 34905

            #6
            فلهم الجسد المغتصب ولنا الروح الطاهرة .

            هنا غاية الحب و مآربه
            عرفاني لقلمك الطاهر..



            كم روضت لوعدها الربما
            كلما شروقٌ بخدها ارتمى
            كم أحلت المساء لكحلها
            و أقمت بشامتها للبين مأتما
            كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
            و تقاسمنا سوياً ذات العمى



            https://www.facebook.com/mrmfq

            تعليق

            • العربي حاج صحراوي
              أديب وكاتب
              • 11-02-2011
              • 256

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أبوقصي الشافعي مشاهدة المشاركة
              فلهم الجسد المغتصب ولنا الروح الطاهرة .

              هنا غاية الحب و مآربه
              عرفاني لقلمك الطاهر..
              هو كذلك ..شكرا أخي .

              تعليق

              يعمل...
              X