تَعَب :قنصُ أرنبِ الخراب-مالكة عسال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    تَعَب :قنصُ أرنبِ الخراب-مالكة عسال

    تَعَب :قنصُ أرنبِ الخراب
    للشاعرة والأديبة المغربية
    مالكـــــة عســـــــــال

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    قــراءة سليمى السرايري

    عصر الخراب يطول ومعه نفقد كل ما لدينا من آمان و جمال وراحة البال
    فنتنازل مجبرين عن كل شيء لصالح اللاشيء عذرا اللاشيء الغامض ربما ، والبعيد القريب ربما أيضا ،
    لكنّنا في خضمّ الوجع تجدنا نبتسم بمرارة ونعلّق آمالنا في الآتي .
    تبدو معادلة لا تنتمي للعقل لكن هو هكذا يُفهم ويُعرف ويُعاش، وتبقى الذرائع وانعكاسات الوهم وأطر الأحلام التي تموج في داخلنا مساحة رمزية يتبناها الشعور الرافض للموت رغم أن الحلم يعطي الموت والخراب بكثرة.
    هل نحلّق بالأحلام كطير لا يمل الطيران؟ للأسف لم يعد الطيران ممكنا فكل الأجنحة انكسرتْ.
    أحيانا نحتمي بخوفنا من المجهول، ونكتفي فقط بمواسم البياض، كي يتلاشى السواد ونعود كلّ مرة من مدن الحزن نلمّ حقائب الصمت المذبوح في ثنايا الخراب.
    لذلك لابدّ من الإستقصاء والغوص إلى الأعماق والحفر ما أمكن في الأرض.
    أي مشهد لانتحار جماعي والوطن غائب عن الصورة ؟ و لم يعد متوفرا.

    هكذا الرؤيا لأرنب الخراب وكأنه تقمّصا لهذا الدور والقنص هنا بمعنى الفكرة التي اقتنصها العقل ووجدها الحل الوحيد. أو لعلها صورة زخرفها الأعلام لنتبناها نحن ...!!
    مهما فصلنا بالمعنى يبقى أرنب الخراب صورة مزخرفة أرسلت للوطن سهما في قلبه لينزف الوطن دون توقف.


    الكاتبة تعيش في هذا النص ولعا يتخلله بحث مضني عن الوطن وعن الذات في خضم خراب ينتشر حولها يتملكها اليأس والمشاهد التي تراها هي عبارة عن كفن يتراكم عليه غبار الماضي وتطالب برعشة الحلم الكاذب كي تعيش في ذروة الشعور من جديد.
    وكلّنا نحاول أن نعيش تلك الأحلام فنمتطي الأمنيات في خضمّ الوجع في فوضى الخراب.

    لأن ما أجج هذا الخراب هو حلم مكسور الأضلع ملتهب " بأنفلونزا الخنازير" وهنا رمز لعدو خارجي،
    هو من صَنـَع الخراب بأكذوبة الحلم. وتشير إلى وجود خلل معتوه، لذلك لم نكن نمتلك المناعة من ذلك الفيروس اللّعين وهنا رؤيا مكتملة الأركان تُحسب للكاتبة .
    وفي اكتظاظ المسافات المرهقة التي جعلت جدار القلب ينهار ، تجد الكاتبة نفسها تقيس المسافات وتجد الوقت المسترسل يمضي دون عودة فتفقد زهرة انسانيتها وتموت الفراشات مع الوقت ولا يسعفها,
    فأرنب الخراب أكمل ما عليه وهنا أجدها تتكلم عن أن التفكير السليم، قد غاب، ولا مجال أن يعود وكأننا مخمورين أو سكارى لا نعي ما نفعل ونمضي نحو الغروب بمعنى أن شمسنا سيكتمل أفولها إلى الأبد .
    والذي حلمنا به منذ الصبا يسقط من أيدينا وينتهي ضيما .....تلك الأحلام التي تساوي عندنا السلام فهي ترانيم قداستنا و تأشيرة للعبور ولو إلى حزن المساءات الخالية من الآمان.
    لذلك تطالب الكاتبة ، اللوعة ،أن تتوقف وأن تكتسح هذه الصورة لتغادر، وتغيثها بحلم ولو كاذب يغنّي بالفرح ويرزح تحت الأسقف وهنا تقصد الآمان وتكسّر رماح الحرمان المغروسة بالقلب وبغطاء أبيض تلتحفه العذارى .
    وهنا تقصد الصفاء.. وبتوتٍ بريّ يقضمه الأطفال وهنا تقصد العطاء دون حساب ، لم يتلوث بدم الوطن وتحت أجنحة المطر ذات هجير بمعنى أن نغتسل من كل ما حصل.
    هذه قراءة لبعض ما كان بالنص، فالقصيدة مثيرة وتمتلك الأبعاد، العمق، و أيضا ذلك الشعور الغريب بالمرارة والحزن.
    قد يطول في النص البعد النظري و نشرّع نوافذ جديدة على تأويلات أخرى، هنا صور كثيرة لم نتطرق إليها ، غير انها تبقى عالقة وتحتاج إلى قراءات جديدة وتوقف في كثير من النقط الهامّة .
    بالعموم النص كتب بروعة ورؤيا مكتملة ناضجة استطاعت أن توصل إلينا المشهد بأسلوب مدهش وقويّ.


    شكرا للشاعرة مالكة عسال التي دفعتني بلطف للغوص في جميل وعميق حرفها


    وفائق تحيّاتي
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      -
      -

      والليالي الخربة تطول

      لاندري

      من أي سفح تزحف




      نص يستحق الوقوف عنده وتأمل سماواته السخية
      وشاعرة راصدة للجمال..



      لهما شكر ملائكة النثر وتقديرهن


      لي عودة
      يثبت

      تعليق

      • آمال محمد
        رئيس ملتقى قصيدة النثر
        • 19-08-2011
        • 4507

        #4
        .
        .


        النص القصيدة.. تأمل لوطن يجتر مكائد الغربان
        وفي حين يكون ترابه الملاذ "نراه يتساقط في أوردتنا ك الرماد

        مقايضة لا تنتهي فصولها والقلم راصد يتجمل بصبر الأمل

        قراءة الشاعرة سليمى حملت القصيدة وأنفاس صاحبتها
        على محمل التفسير ومن ذات عين العشق ومن ذات الحنين والوله

        تقديري للشاعرة وللغالية سليمى وشكرا من القلب

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          تَعَب :قنصُ أرنبِ الخراب

          الظلال لاتنحرف
          والليالي الخربة تطول
          لاندري
          من أي سفح تزحف
          أركب وَطَر المغامرة
          إلى جزيرة
          في غيهب عميق تغور

          أرحل
          لأسعف وطني
          النخلةََ وارفةَ الظل
          للجميع حِضنها يتّسع
          أحرّك الأشياءَ
          الساقطةََ بين قدمي
          علّني لوطني
          أعيدُ ضوءَه الشارد
          أخترق تل ّالأحزان
          السابحَ في الفضاء
          ألج دهاليز الصمت
          على ماتملاني
          من سقوط أرقص
          تعبث بي الأيدي الراعفة
          تجتاحني
          ريحُ الاغتراب
          مِن ثُقب الحسرة
          تلتقط يدي غصنَ العذاب
          فترحل نقطةُ الفرح
          تتحنّط في معبدِها القديم
          وفي مداد المستحيل تتلاشى
          الضجر الضجر
          على قمم الهاويات
          يجرجرني
          أحدق في عزلتي
          في اغترابي
          في أماكن
          تُدمِن غَليون الردوخ
          المهانة
          الإقصاء
          والمقامُ تحت الظلال الضيقة
          يَطولُ بي
          هَمّي
          أن أقهَر الزمن
          الذي يقهرن وطني
          من خلل معتوه
          يَلوح طيفي مخروما
          يسكنُه حلم
          مكسورُ الأضلاع
          يلتَهب بأفلونزا الخنازير
          جداره في قلبي ينهار
          كل يوم
          أقيس مسافاتِه
          في يأس يُطوق خاصرتي
          في كفي أقرأ
          إبهام الوقت المسترسل
          بين أدغاله
          أفقد سَوسنةََ إنسانيتي
          والفراشات المُلَوِّنة لفضائي
          بالتدرج تسقط ميتة
          لم يسعفني الوقت
          في هذا الغاب الفضفاض
          أقتنص أرنبَ الخراب
          تحت أودية الغرق رابضا
          يَلوحُ طيفُه بعين ماردة
          من أقاصيه
          يُطلِق سهمَه المسموم
          نتلقَّفُه مخمورين
          ونَحْو الغروب نمضي
          نتأبط تمائِمنا الخرافية
          والمحلومُ به منذ الصبا
          يَسقط من أيدينا ضَيْما

          يالوعتي
          فكي رزَم أتعاب
          تتكثلُ جراثيمَ في صدري
          مذْ أن فتح عينيه
          اكْسَحي صورا كَدِرة
          ملأت جوفي
          أغيثيني بحلم كاذب
          يُرَنّم أهاليل فرح
          يرزح تحت الأسقف
          باللامكن
          اِكسِري رماحَ الحرمان
          المغروسةَ في قلبي
          وهِلّي عَلي ّ
          بموسم مثمرِ القطاف
          وبفضاء أبيض
          تلتحفه العذارى
          وبتوت بري
          يقضِمه الأطفال
          تحت أجنحة المَطر
          ذات هجير


          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
            .
            .


            النص القصيدة.. تأمل لوطن يجتر مكائد الغربان
            وفي حين يكون ترابه الملاذ "نراه يتساقط في أوردتنا ك الرماد
            مقايضة لا تنتهي فصولها والقلم راصد يتجمل بصبر الأمل
            قراءة الشاعرة سليمى حملت القصيدة وأنفاس صاحبتها
            على محمل التفسير ومن ذات عين العشق ومن ذات الحنين والوله
            تقديري للشاعرة وللغالية سليمى وشكرا من القلب


            الغالية صديقتي الشاعرة والناقدة آمال محمد
            أوّلا شكرا كبيرة لك على ما جاء في ردّك من لطف واطراء
            ثانيا قلقت على غيابك الطويلأ أرجو أن تعودي بسرعة
            اشتقنا لك وقسم قصيدة ا لنثر في انتظارك.
            ----
            محبتي وتقديري

            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • عوض بديوي
              أديب وناقد
              • 16-03-2014
              • 1083

              #7
              سلام من الله وود ،
              جميل أن تحتفي نصوصنا بهذه القراءات الواعية ،
              والأجمل أن نعي شعورنا بوعي هذه النصوص في بفارق بنائها ،
              ووعي ومسؤولية رسالتها..
              شكرا للناصة و شكرا للناقدة :
              في طبق إبداع مائز لا ريب...
              مودتي و محبتي

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
                سلام من الله وود ،
                جميل أن تحتفي نصوصنا بهذه القراءات الواعية ،
                والأجمل أن نعي شعورنا بوعي هذه النصوص في بفارق بنائها ،
                ووعي ومسؤولية رسالتها..
                شكرا للناصة و شكرا للناقدة :
                في طبق إبداع مائز لا ريب...
                مودتي و محبتي


                شهادة كبيرة منك دكتورنا الأديب الناقد في محاولاتي المتعثرة
                فائق التقدير والاحترام

                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                يعمل...
                X