خربشات نجمة بنت طالبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    خربشات نجمة بنت طالبي

    خربشات نجمة بنتطالبي
    بدايات خلق وإبداع تتراسخ بالممارسات و التّجارب و زيادة ثقافة الوعي و العرفان
    بقلم: حسين أحمدسليم
    تكتب نجمة بنتطالبي كلمات خواطرها و نصوصها، كما يحلو لها أن تسمّيها و تذهب بعيدًا في توصيفها" خربشات "... نثريّة النّسق ذات طابع فنّي التّشكيل، تميل في بعضهانغماتها المتناسق إلى الشّاعريّة، فيما البعض منها يتماسّ تلامسًا لطيفًا مع فنونالشّعر، و كأنّها فيما حملت بوجدانها، معالم البوح في جرأة كتاباتها، شاءت محاكاةتوكيد شخصيّتها الإنسانيّة، و هي تمتطي على صهوات أجنحة محارف الكلمات، لتنسج منهافي البعد الآخر ما ترتاح له نفسيّتها و يطمئن له قلبها، و هي تمارس حركات أفعالالإجتهاد في خلق فقهيّة مستحدثة لها خصوصيّتها، ترسم و تشكّل من خلالها لوحةمشهدّيّتها، كنجمة بنت طالبي، التي يتراءى لها بين اليقظة و الغفوة تلك الحقيقةالمجلوّة و التي تراود وجدانها، و هي تتأبّط قيثارها ذات الوتر الأوحد، لتعزفموسقاتها ذات الإيقاعيّة الخاصّة، بترانيم أنثويّة نسائيّة لها حنينها الخاصّ، ولها وقعها الذي يرود جلاء الأسماع، ليصل إلى جلاء النّفس، فإذا بالعقل يتقلبنمنتعشًا بالحنين لأنثى كاتبة أتت كما غيرها من رحم أمّها، إنّما لها ميزتهاالإبداعيّة، بحيث تجتهد بقلبنة عقلها حينًا، لتتجرّأ بالبوح بما يعتلج في طواياها،تشكّل من سيّالاته بعض ما تطمئن له ذاتيّتها، فتأتي كتاباتها على شاكلة خواطرقصيرة، تفوح من محارفها و كلماتها و جملها و تشكيلاتها روائح الطّيب، تتجسّد فيضوع و شذي رحيق نصوص نثريّة تحاكي الإيقاعات الشّعريّة في سبكها و صبّ بعضقوالبها...
    دائما تسعى نجمةبنت طالبي في ما حملت وجدانها على ريادته في البعد الخيالي، تحريضا آخر ليتتناهىلها خفق السّيّالات من المدى، و كأنّها الرّذاذ يتهادى حنينا من الفضاءات العلا،ليروي عطش الأرض الظّمأى، التّوّاقة للماء الذي جعل الحقّ منه كلّ شيء حيّ...فتراها ترتدي قناع خفاياها في غفلة من ضحكات بكائها، لترسم على نسائجه وشائج نفسهاو إبتساماتها، و هي تشكّل الحقيقة التي عنها تبحث و لو بمجرّد رمز من علامة, تخطّعناصره قناعة واثقة من نفسها بومض أو قبس من وسامة... محاولة في كلّ ما جنحت إليهعلى ذِمّة الأقدار، أن تقنع من حولها بفرحها و سرورها و حبورها و إطمئنانها، وهيتخفي جراحاتها النّازفة و عذاباتها التي منها تتضوّر، و ما يعاني منه قلبها الباكيالصّامت، المليء طافحًا بالأسرار، و الذي أرهقته الأوجاع و حطّمته الأقدار...لكنّها أبدًا لم و لن و لا تشعر بضعفها البشريّ، أمام قهر الأيّام و تعاظمالمعوقات بوجهها، لأنّها تحمل في روحها إيمان يكتنز بمعالم الصّفاء و النّقاء فيكلّ ما به تبوح جرأة و تكتب...
    المتتبّع بوعي والمتفحّص بعرفان، لكتابات نجمة بنت طالبي المنشورة في صفحتيها الطّافحتين بخواطرهاالقصيرة، عبر برمجيات التّواصل الإجتماعي الفيسبوكيّة بالشّبكة العالميّةالعنكبوتيّة للمعلومات " الأنترنت "، يستطيع أن يسبر أغوارها بشيء منالخبرة، ليستكشف أنّنجمة بنت طالبي، تحمل ذاتيّتها على الهيام في الأبعادالممتدّة، و كأنّها تتمثّل الفراشات و العصافير و الأنسام، تحاول أن تقطف من كلّ معلمماورائيّ ومضةً، و تلتقط من كلّ بارقة في البعد الآخر قبسًا، تعكف في مخزونطواياها الإنسانيّة و بوعيها الباطني و عرفانها الذّاتيّ، على تشكيل رؤاها بعدمعالجتها حينًا أو تجاوز معالجتها أحيانًا، لترسم و تُشكّل لوحاتها بأنساقمستحدثة، تغرقها طيبة نفس و قلبٍ برموز معيّنة، و تُلبسها ديثاراتًا و أوشحةً منأوشحتها التّقليديّة التّراثيّة في مجتمع بيئتها، تتماهى بمسحاتٍ من فلسفةتجريديّة أو سرياليّة أو إنطباعيّة أو واقعيّة أو كلاسّيكيّة أو تحمل أسلبةالحداثة العصريّة، فإذا بها تتلامس كتاباتها على تناسقها أو إختلافها، و تتماذجبألوان تتكامل في سياقاتها حينًا و تتنافر في تزاوجها حينًا آخر، و يتوالد فيمابينها المتنافر ما يقارب بين تنافرها، لتعكس مشهديّات جماليّة لافتة لا تلتقطهاإلاّ العيون الرّافلة بالجمال في حداقاتها، و لا تعي فقهيّة أبعاد أسرارها إلاّالعقول المُتفكّرة بطوايا رحمة الله و مودّته لها...
    تجارب نجمة بنتطالبي الكتابيّة المتنوّعة، و التي شاءت لها أن تتفتّق من زاوية الخواطر القصيرة،النّثريّة بفنونها و الشّاعريّة بموازينها، توزّعت على لوحات تحمل مشهديّات منالوصف المُسهب حينًا و المُختصر حينًا آخر، و لجت في تشكيلها الكاتبة من كوىالرّؤى المعيشيّة و الحياتيّة، و الأساليب الشّعبيّة السّائدة في حركات أفعالتعامل و تواصل النّاس فيما بينهم، و صولاً إلى رؤى فعل النّقد الإجتماعي، و حيًا وإلهامًا و إستقراءً من واقع المجتمع البيئي الذي تعيشه، بكلّ موروثاته و تقاليده وأعرافه و قناعاته و تطلّعاته... هذا و لم تغفل الكاتبة ولوج فنون الغزل اللطيف والخفيف و الملتزم في نصوصها، تماشيًا مع أخلاقيات و مناقبيات و نظم البيئةالمحافظة... و كذلك كان للكاتبة بعض الكتابات التي تناولت جوانب من الفلسفة المبسّطةو أخرى من الحكمة و البعض من الصّوفيّة و بعض الكتابات الحواريّة... و الكثير منالكتابات المتنوّعة التي تنضع بالمودّة و الرّحمة لتتفرّع نضارة بالحبّ الأقدس والعشق الأطهر، إضافة لبعض الكتابات الوطنيّة التي تنمّ عن مدى حبّها لوطنهاالجزائر و تعلّقها بهويّتها العربيّة، و التي ساهمت بنشرها لأصدقائها و متتبّعيها،بحيث تجلّت في بعضها و أبدعت، و تستوجب بعضها كتاباة حروفها بماء من ذهب و ليسبحروف ضوئيّة، فيما البعض منها كان يتطلّب التّريّث بنشره، لمراجعته و تنقيحه وتعديله ليأتي أكثر جماليّة في حبكته الفنّيّة و أسلبته الإبداعيّة...
    مجمل كتاباتنجمة بنت طالبي، يغلب عليها الطّابع القصصي اللافت، و التي إستقته الكاتبة منمجريات الأحداث التي تحدث في مجتمع بيئتها أو مجتمعات أخرى متقاربة مكانًا وزمانًا و تقاليدًا و أعرافًا... و أستطيع أن أقول بكلّ جرأة و بوح شفيف و رأيتكليفي و مسؤول مشفوعًا بنبل في التّوصيف، أنّ ما قرأت من كتابات نجمة بنت طالبي،هو بدايات لافتة و تتّسم بمسحات من جماليات و أفكار و توصيفات، لمشروع كاتبةمستقبليّة، سيكون لها حضورها القوي فيما تحمل من بذور إبداع، و ملامح تجلّيات فيمجالات الخواطر القصيرة و الأقاصيص المختصرة و الأقوال الحكميّة و غيرها ممّايراود وجدانها، إن إلتفت إلى كيفيّة تفعيل أدواتها و تقنيّاتها، و واظبت على إثراءثقافتها بكشكولات من الألوان الثّقافيّة التي تغني وعيها و عرفانها، و هي قادرةعلى حركات الأفعال لتحقيق ما تصبو إليه في المدى...
    و من خربشات نجمة بنت طالبي إخترنا هذا النّموذج
    سأسجنك داخل قلبي، و حارسك سيكون رمشي، فلا تراك إلاّ عيني، و لا أنتترى غيري...
    إن أعجبك قصري، سأزيدك قربي و ودّي، وإن خنتني، سأقلب وجهي...
    لا أحب أن أفرض حبّي، فقط أن تحترم مشاعري...
    فأنا أشبه النّمر في قوّتي،فلا تستهين أنت بقربي...
    و إلا ستبكي الدّهرلبعدي، و سيرافقك طيفي أينما تمضي، و لن تستطيع نسيان إسمي...
    خربشات نجمة بنت طالبي
    حسين أحمد سليم
    hasaleem
يعمل...
X