satan.jpg

***" سيناريو الحرب العالمية الثالثة "***
-
( مقالة تحتمل الصواب أو الخطأ )
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله
محمد ابن عبد الله و على آله و صحبه و من والاه ، أما بعد :
سوريا !!
وما أدراك ما سوريا ...
فلنبدأ بحزب البعث السوري (1) ، ماهو حزب البعث ؟ و ماهي أهدافه ؟
رغم مرور 5 سنوات أو أكثر على الثورة السورية ، مازال نظام الأسد "حزب البعث " موجودا في سوريا ، ولاتزال تلك المنطقة في حرب و صراع بين جيش الأسد و بين كتائب المعارضة سواء من جبهة النصرة والألوية الأخرى و الدولة الاسلامية " داعش " .
وما يزالون يقتلون بعضهم البعض دون أي تدخل دولي لإيقاف هذا الصراع .
-
إذا نظرنا إلى هذة المسالة نظرة عميقة جوهرية سنفهم ما هي أسباب عدم التدخل من أي دولة مجاورة لمنطقة الصراع تدخلا رسميا عسكريا .
رغم أن بقاء الأسد من مصلحة ايران ، وسقوط الأخير أيضا مصلحة لكل من الدول المجاورة .
مع العلم أن سقوط الأسد أمر بسيط بالنسبة لنظام متآكل يواجه صراعات
داخلية من أطراف عدة ، فتركيا أو غيرها من الدول المجاورة مثلا ،
كفيلة باجتثاث نظام الأسد في غضون أشهر " على أقصى تقدير " لكنها لم تتدخل إلى الان .
-
كما أن استمرارية الصراع في المنطقة من مصلحة اسرائيل ، وبسبب غموض الدولة الاسلامية ( داعش ) وعدم قدرة استخبارات معظم الدول التأكد من المصادر التي تمول هذا التنظيم ، يظن الكثيرون أن اسرائيل هي
التي أسست هذا التنظيم لكي تضيف "داعش" كطرف ثالث في الصراع لزيادة المشكلة سوءا وضرب المسلمين بالمسلمين وهي التي تمول هذا التنظيم ، على العموم تبقى داعش لا تفارقها كثير من علامات الاستفهام والأسئلة التي لم يستطع الكثير إيجاد جواب شافي لها ، والله اعلم
( مجرد افتراضات ولا يوجد دليل على ارتباط داعش باسرائيل )
-
بغض النظر عن داعش ، نجد هنا تلقائيا أن هذا السؤال يطرح نفسه :
لماذا تهتم الدول المجاورة بازالة نظام الأسد واجتثاثه من جذوره ؟
لأن بقاء الأسد يعني وصول النفوذ الإيراني ( بشكل مباشر أو غير مباشر إلى البحر الأبيض المتوسط ) هذا يعني أن الايرانيين استطاعوا إكمال آخر قطعه من أحجية القوس الأخضر أو القوس الذهبي الممتد من الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط ، ويعتبر هذا القوس بمثابة الفك العلوي على دول الخليج. (من العراق إلى سوريا )
-
كما نرى أن الكويت و البحرين بها تيارات شيعية كثيرة ، وقد قامت المملكة العربية السعودية بعملية تدخل بقوات درع الجزيرة (2) ضد ما حصل في البحرين ، ولم يثير "التدخل العسكري " الرأي الدولي بحجة الحفاظ على معايير ومستويات القوى الإقليمية في المنطقة .
-
على الرغم من نجاح المملكة العربية السعودية في اخماد ما حصل في البحرين ، لم تيأس إيران وزرعت يدا جديدة لها في اليمن ( الحوثيين ) حتى تضع دول الخليج بين فكين المارد الشيعي .
فمن الشمال الشرقي نجد أن العراق حليف لأيران ، ومن الشمال الغربي
نجد حزب البعث السوري من حلفاء ايران أيضا ً، والحوثيين جنوباً
ومن الشرق نعلم أن هناك تكتلات شيعية موالية لولاية الفقيه الإيرانية ، وعندما تتسنح الفرصة سيظهر شيعة الخليج على حقيقتهم .
-
وبانتصار إيران في السيطرة على بلاد الشام ( بشكل مباشر أو غير مباشر ) لا قدر الله ، ستحاول إنشاء حرب إقليمية هدفها السيطرة على آبار النفط
أي أن دول الخليج أصبحت بين المطرقة و السندان ، وذلك لإعادة إنشاء الدولة الفارسية ، و سأذكر لاحقا سبب آخراً لمحاولة إيران تطويق جزيرة العرب بهذا الشكل المرعب و المخيف من كل الجهات وهو أهم أهداف المشروع الشيعي الإيراني .
-
كما أنَّ دول الخليج أدركت هذا الخطر المحيط بها منذ سقوط العراق في الأيدي الإيرانية ، وهو أيضا مما جعلهم يبادرون بالعملية العسكرية ( عاصفة الحزم ) في اليمن لكسر شوكة الايرانيين وتوجيه رسائل مبطنه لإيران ، بأنّ دول الخليج جاهزة و مستعدة لردع هذا المد الشيعي الايراني . سنتوقف قليلا هنا و ننتقل إلى أنقاض الاتحاد السوفييتي
( روسيا الإتحادية ) ، سنجد هنا سؤالا آخر يطرح نفسه ؟ لماذا تقوم روسيا بدعم إيران ؟
كما شاهدنا ذلك مسبقا في الحصار السياسي والعقوبات الدولية التي وقعت على ايران ،علمنا من خلالها الموقف الروسي في الأجندة الإيرانية
عندما أعلن الرئيس " فلاديمير بوتين " بكل صراحة قائلا : إن أي تدخل عسكري أمريكي أو أوروبي أو غيرهما على إيران يُعتبر بمثابة إعلان حرب ستشترك فيها روسيا .
ومن هذا التصريح سنعلم أنه إذا تم إعلان هذه الحرب ...
فإن حلفاء روسيا ( الصين ، كوريا الشمالية ، وغيرهما .. ) سيدخلون هذه الحرب أيضا لاشتراك مصالحهم مع روسيا .
وأيضا بسبب أن كل هذه الدول بها أنظمة اشتراكية تتوافق مع المشروع الروسي .
كما أن روسيا في " أزمة القرم " مع أوكرانيا تدخلت عسكريا لجس نبض
ردة الفعل أمريكا التي لم تحرك ساكنا في خلال هذا التقدم الروسي .
-
دعونا نسأل السؤال مرة أخرى ، لماذا تقوم روسيا بدعم إيران سياسيا وعسكريا " إن لزم الأمر " ؟؟؟
على الرغم من أنَّ إيران لا تشترك مع روسيا جغرافياً أو دينياً أو عِرْقِيّاً !!!
الجواب هو .... " النفط "
نعم إنه النفط ، فقبول الدعم الروسي في إيران يوضح لنا رضوخ الإيرانيين للروس واشتراكهم في المصالح ...
التي أبرزها هي السيطرة على الاقتصاد العالمي بالسيطرة على إنتاج و أسعار براميل النفط مما يؤدي إلى جعل أمريكا تحت رحمة روسيا .
وستستطيع روسيا تدمير الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا في غضون سنوات قليلة إذا تحكموا في أسعار أو انتاج النفط .
-
ورغم دراية الأمريكان بأهداف الروس ، حاولت كسب الولاء الايراني لكنها لم تنجح في ذلك !
والدليل على ذلك هو تسليم العراق لإيران بعد خروجها منه ، لكنها أخطأت ، وأدركت خطأها بعد رؤية استمرار إيران في مشروعها النووي المدعوم
من قبل روسيا الاتحادية .
-
إذا العالم الان كما نرى ينقسم إلى هرمين لا ثالث لهما ، الهرم الأول و رأسه أمريكا والهرم الثاني رأسه روسيا
يتصارعان في حرب الوكالات ودعم المليشيات من أجل السيطرة على مصدر الطاقة الأساسي في هذا الكوكب في نهاية المطاف ، النفط كما ذكرنا سابقا .
-
إذا نجحت " لا قدر الله " إيران في القضاء على المقاومة في سوريا ،
وتثبيت نظام الأسد من جديد ....
فسوف تحاول بعد ذلك الدخول إلى الجزيرة العربية ، و إذا نجحت في ذلك ، سيؤدي ذلك في نهاية المطاف ..
إلى سيطرة روسيا على أسعار و إنتاج النفط في العالم.
-
طبعا لن يسمح حلف الناتو بذلك للحفاظ على مصالحه ، لذلك فإن سقوط سوريا تحت أيدي الإيرانين يعني
شبه اكتمال فك المارد العلوي على دول الخليج ، ويبقى الفك السفلي " اليمن " .
-
" لاقدر الله " اذا نجح الإيرانيون في ضم اليمن تحت الجناح الشيعي ، هذا يعني ان إيران تتحكم في أهم المعابر
البحرية " مضيق هرمز و مضيق باب المندب " و هي المعابر التي يتدفق منها النفط الى العالم ، ويبقى هناك مهرب وحيد لتصدير النفط ،
هو مد و ضخ النفط و تصديره إلى الخارج عن طريق قناة السويس الذي
سيجعل تجارة النفط تحت رحمة المصريين الذين لم يحددوا اتجاهاتم إلى الان ، ويتذبذبون بين أمريكا و روسيا ، وإن لزم تصدير النفط عبر قناة السويس سيرفع تكلفة تصدير النفط بشكل خيالي مؤدياً إلى انهيار
الاقتصاد العالمي الذي سوف تدخل الدول العظمى في الحرب قبل حصوله
لأنه إن حصل فلن يستطيعوا تحريك جيوشهم .
-
لذلك فأن أي تدخل في سوريا من الطرفين سواءً من حلفاء روسيا أو من حلفاء حلف شمال الأطلسي " الناتو " ...
هو بمثابة اعلان للحرب العالمية الثالثة !!
-
والسؤال هنا هو : من الذي سوف يبدأ هذة الحرب ؟
حسب بعض التحليلات و النظريات أن الصين ستبدأ الحرب لأن عند حدوث الأزمة النفطية ستكون هي الضحية الأولى جراء هذا الحدث ، كما أن
الصين ستُنهي حاملة الطائرات الصينية الصنع خلال الأعوام القليلة المقبلة .
-
عموما ، ستكون الحرب العالمية الثالثة النووية الحرارية ، التي ستبدأ في الشرق الأوسط ، و ستسحب هذه الحرب جميع الدول العظمى من
الطرفين ، فهذه الحرب هي تصادم الأمم والصراع من أجل البقاء .
سيكون طرفاها أمريكا وحلفاؤها و روسيا وحلفاؤها ، وستدمر هذه الحرب الكرة الأرضية وستقتل الملايين وتعيد العالم 100 سنة إلى الوراء .
و ربما في هذه الأثناء ستنتهز إسرائيل هذا الصراع محاولة إعلانْ دولة اسرائيل الكبرى و النظام العالمي الجديد الذي سترضخ له الكرة الأرضية
بسبب عدم دخول اسرائيل في الحرب السابقة ، مما يؤدي إلى تفوقها عسكرياً و تكنولوجياً .
-
كما يقول الكثير من المختصين أن الحرب النووية سوف تُعيد العالم إلى العصور الوسطى ، وكما لاحظنا أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم في ذكره للسلاح الأبيض في الملحمة التي سوف يتنصر فيها المسلمون و النصارى ضد العدو ( روسيا وحلفائها ) بعد أن يتم تدمير نصف الكرة الأرضية بالأسلحة النووية وبعد هذه الأحداث يتقاتل المسلمون والنصارى بالسلاح الأبيض ، وكما نعلم أن كل علامات الساعة الصغرى قد وقعت ، ربما يتلو كل ما سبق خروج المهدي ثم المسيح الدجال و يأجوج ومأجوج .
" والله أعلم " .
-
نسأل الله التوفيق و السداد وأن يُلهمنا طريق البر و الرشاد .
-
هشام مخدوم ، الأربعاء (8-11-1436 هـ) / (2-9-2015 م)
--------------------------------------------------------------------------------
-