جاءت تَعرِضُ عليَّ شِعـرَها
فكانتْ أولُ جملةٍ قلتُها (لاتكتبي الشِّعـرَ)
فَسألتني منزعجةً ولماذا لا أَكتبُ الشِّعـرَ؟
قلت سأوضِّحُ لك في ما بعـد ..
ثم كتبتُ هذه الأبيات .
لا تكتبي الشِّعـرَ
**********
لا تَكتُبي الـشِّعرَ إِنَّ الشِّعـرَ أَعْـذَبُـهُ
فـي مُقْـلَتيكِ بكُلِّ الصِّدقِ قد كُـتِـبا
وفـي حَـديثِكِ أَنْـغامٌ مُـغَـرِّدَةٌ
ونَـبْرَةُ الصَّوتِ فيها السِّحـرُ قد سُكِـبا
وفـي قَوامُكِ وَزْنُ الشِّعـرِ مُنْسجِمٌ
وبينَ شَـطْرَيْهِ خَـصْرٌ مَـائِسٌ طَـرَبَـا
كلُّ التَّفاعيلِ تَـشدو وهي راقِـصَةٌ
إذا خَـطَوتِ وتَـغْدو فِـتْنَةً عَـجَبَـا
وفـي جـمالِكِ شِعْـرٌ حين أُبْصِرُهُ
أَظَلُّ أَلْـمَحُ فـيهِ الـجَمرَ مُـلْتَهِـبَـا
ونارُ حُسْنِكِ لِلأَحْشاءِ مُحـْرِقَـةٌ
وفـي سَمائِكِ يُبْدي القلبُ لـي سُحُبَـا
والغَوثُ منكِ رَجاءٌ باتَ يُسعِدُنـي
وبِـتُّ للبرقِ فـي الآفـاقِ مُـرتَقِـبَـا
والغَوثُ عندَكِ نَـبْعٌ طابَ مَـورِدُهُ
حِـسٌّ وذَوقٌ وظَـرْفٌ عانَـقَ الأَدَبَـا
لا تَكتُبي الشِّعـرَ أَنتِ الشِّعـرُ مَصْدَرُهُ
ولا يَـجوزُ شِـراءُ الـمَنْجَمِ الـذَّهَبَـا
إِن كان يَشْرَبُ ذَوْبَ الكَرْمِ عاصِرُهُ
فأَيـنَ يَـذهَـبُ ظَـمآنٌ إِذا طَـلَبَـا
هذي الـقصيدَةُ جَـاءَتني مُـهَرْوِلـَةً
وكلُّ لَـفْـظٍ من الأَعـماقِ قـد وثَـبَـا
وكنتُ من زَمَـنٍ ما غَـازَلتْ قَـلَمي
أبـياتُ شِـعـري وكانت أَمْعَـنَتْ هَـرَبـا
وأَنتِ وَحْـدَكِ قد أَلْـهَـمْتِ قافِيَـتي
وكان حُـسْنُكِ فـي إِبْـدَاعِـها السَّبَـبَـا
تُـهْدَى إِلَيكِ وقد قالـتْ مُـعاتِـبَةً
يـا .. كيف يُهْدَى إِلـى الوَهَّابِ ما وَهَـبَـا
فقُلتُ إِنْ قَـبِلَتْ منِّي شَـكَرتُ لَـهَا
وإِنْ تَـأَبَّـتْ أَتَـاهـا الشِّعـرُ مُـنْتَـحـبـا
حَاولتُ أَكْـتُمُ شِعـري عنكِ مُـجتَهِداً
فما اسْتَـطَعتُ وقَـلبي مَـزَّقَ الـحُـجُبَـا
ماذا سَنَكتُبُ إِنْ أَصْـبَحتِ شاعِرَةً
وكيف يُـرضيكِ ما نُـبْديهِ إِنْ عَـذُبَـا
ومَن سَيُصْغي لِشعـرٍ فيكِ نُـنْشِدهُ
ومَن إلـى هَـجَـرٍ يَستَصْحِبُ الـرُّطَبَـا
لا تَكْتُبي الشِّعـرَ كُونـي وَرْدَ حانَتِهِ
وزَيِّنيهـا وكُونـي الـرَّاحَ والـحَـبَـبَا
فكانتْ أولُ جملةٍ قلتُها (لاتكتبي الشِّعـرَ)
فَسألتني منزعجةً ولماذا لا أَكتبُ الشِّعـرَ؟
قلت سأوضِّحُ لك في ما بعـد ..
ثم كتبتُ هذه الأبيات .
لا تكتبي الشِّعـرَ
**********
لا تَكتُبي الـشِّعرَ إِنَّ الشِّعـرَ أَعْـذَبُـهُ
فـي مُقْـلَتيكِ بكُلِّ الصِّدقِ قد كُـتِـبا
وفـي حَـديثِكِ أَنْـغامٌ مُـغَـرِّدَةٌ
ونَـبْرَةُ الصَّوتِ فيها السِّحـرُ قد سُكِـبا
وفـي قَوامُكِ وَزْنُ الشِّعـرِ مُنْسجِمٌ
وبينَ شَـطْرَيْهِ خَـصْرٌ مَـائِسٌ طَـرَبَـا
كلُّ التَّفاعيلِ تَـشدو وهي راقِـصَةٌ
إذا خَـطَوتِ وتَـغْدو فِـتْنَةً عَـجَبَـا
وفـي جـمالِكِ شِعْـرٌ حين أُبْصِرُهُ
أَظَلُّ أَلْـمَحُ فـيهِ الـجَمرَ مُـلْتَهِـبَـا
ونارُ حُسْنِكِ لِلأَحْشاءِ مُحـْرِقَـةٌ
وفـي سَمائِكِ يُبْدي القلبُ لـي سُحُبَـا
والغَوثُ منكِ رَجاءٌ باتَ يُسعِدُنـي
وبِـتُّ للبرقِ فـي الآفـاقِ مُـرتَقِـبَـا
والغَوثُ عندَكِ نَـبْعٌ طابَ مَـورِدُهُ
حِـسٌّ وذَوقٌ وظَـرْفٌ عانَـقَ الأَدَبَـا
لا تَكتُبي الشِّعـرَ أَنتِ الشِّعـرُ مَصْدَرُهُ
ولا يَـجوزُ شِـراءُ الـمَنْجَمِ الـذَّهَبَـا
إِن كان يَشْرَبُ ذَوْبَ الكَرْمِ عاصِرُهُ
فأَيـنَ يَـذهَـبُ ظَـمآنٌ إِذا طَـلَبَـا
هذي الـقصيدَةُ جَـاءَتني مُـهَرْوِلـَةً
وكلُّ لَـفْـظٍ من الأَعـماقِ قـد وثَـبَـا
وكنتُ من زَمَـنٍ ما غَـازَلتْ قَـلَمي
أبـياتُ شِـعـري وكانت أَمْعَـنَتْ هَـرَبـا
وأَنتِ وَحْـدَكِ قد أَلْـهَـمْتِ قافِيَـتي
وكان حُـسْنُكِ فـي إِبْـدَاعِـها السَّبَـبَـا
تُـهْدَى إِلَيكِ وقد قالـتْ مُـعاتِـبَةً
يـا .. كيف يُهْدَى إِلـى الوَهَّابِ ما وَهَـبَـا
فقُلتُ إِنْ قَـبِلَتْ منِّي شَـكَرتُ لَـهَا
وإِنْ تَـأَبَّـتْ أَتَـاهـا الشِّعـرُ مُـنْتَـحـبـا
حَاولتُ أَكْـتُمُ شِعـري عنكِ مُـجتَهِداً
فما اسْتَـطَعتُ وقَـلبي مَـزَّقَ الـحُـجُبَـا
ماذا سَنَكتُبُ إِنْ أَصْـبَحتِ شاعِرَةً
وكيف يُـرضيكِ ما نُـبْديهِ إِنْ عَـذُبَـا
ومَن سَيُصْغي لِشعـرٍ فيكِ نُـنْشِدهُ
ومَن إلـى هَـجَـرٍ يَستَصْحِبُ الـرُّطَبَـا
لا تَكْتُبي الشِّعـرَ كُونـي وَرْدَ حانَتِهِ
وزَيِّنيهـا وكُونـي الـرَّاحَ والـحَـبَـبَا
بشير عبد الماجد بشير
السُّودان
السُّودان
تعليق