تويت
أحدهم قد سألني عن الرسالة الأخيرة التي سأكتبها قبل الموت ؟
شكَّل السؤال لي صدمةً رهيبة لم أشعر بها من قبل ..
فكيف يأتي الموت وأنا لازلت أنتظر الحياة ؟
لم أرتدي أجمل بدلةٍ في خزانتي بعد ..
لم ألتقي بحبيبتي
لم أفرح
لم أبكي ..
لم أُشرق ..
لازلتُ طيناً خام ,
عزرائيل العزيز أرجوك أضع الطريق
أرجوك لا تأتي ..
أو توقف قليلاً لتشرب القهوة ..
تسمم ..
تأخر قليلاً أرجوك ..
فأنا لم أعِش بعد ؟
خوفٌ إعتراني ..
ماذا لو لم يفعل ..
ماذا لو سخر من توسلاتي
ماذا لو أصر على أن يلتقي بي ,
بعد ساعة ..
هل سأستسلم ؟
وكيف سأسافر بين السموات السبع ,
بلا حُلمٍ أو حبيبة ..
مع من سأُحشر يوم التلاق ..
آهٍ يالخيبتي ,
إن كُنت ستأتي لا محالة ..
أمهلني بعضاً من الوقت ..
دعني أكتبُ رسالة لإمرأةٍ خدعتها :
إلى من كُنت أعتقد بأنها حبيبتي .. أما قبل
كي أشعر بأني حيّ , قتلتك
كُنت جاهلاً عندما تعلقتُ بك , وعلقتُك بي ..
وأوهمت نفسي بأني أحب
أرجوك أغفري لي ذنبي ..
أخرجيني من قلبك الطاهر ..
لا تراقبيني ..
في هذه اللحظة الكئيبة ..
قبل أن أموت ..
وددتُ أن تسامحيني ..
لأني خسرتُكِ فعلاً ! .
أنتهيت من كتابة الرسالة ,
توقفت عن الإشفاق على نفسي ..
وحزمتُ ذكرياتي المُملة ..
مستعداً للرحيل ..
لكنه لم يأتي
مر أسبوع ..
إثنان , ثلاثة ..
أأضاع الطريق ؟
أم أنه تسمم ؟
أأقنعه الوجيه بأن يمهلني بعضاً من الوقت لأعيش ؟
بعدما تجهزتُ حقاً للموت ..
لم أمُت ؟
ولم أحيا ..
بقيتُ عالقاً منذ أن ولدت ,
متأرجحاً بين هذا وتلك .
تعليق