الحياةُ هنا تختنق
الناس متشابهون
إلا في تفاصيل الوجوه
الرجل يعلم بأنه لا يستحق العيش
والمرأةُ مؤمنة بوجوب موتها قبله
هُنا في هذه المدينة ..
الكل يخاف من نعم ربه عليه
من عقلهِ حين يفكر
من عينه حين ترى
من قلبه حين يشعر
من لسانه حين ينطق
قد تسجنك كلِمة
أو تقتلك حتى
قد تجعل منك مُلحداً
أو تصطفيك مؤمناً
هل تعلم بأني لا أعلم عن ماذا أكتب ؟
لكنني أكتب ..
أخشى أن أبقي الكلام في صدري
فيمتلئ ويفيض ..
صدري الذي أريده خاوياً فارغاً من أي شيء ..
ففي إحدى الأيام سأحتاجه لأبني حديقة ..
حديقة لا يهابُ عصفورها البندقية
ولا تقطفُ ورودها بإسم الحُب ..
لا يأتي عليها الخريف ,
ولا تزورها الريح ..
لا يهجرها من بناها
ولا يسقط فيها جريح ..
في هذه الساعة
أنا أموت ..
أنتظر الزائر الأخير ..
لا أحد بجانبي ..
لا أحد يمسُك بيدي
أو يمسح على جبيني
لا أحد يصلي من أجلي ..
لا أرى دعاءاً من حولي ..
ولا دمعة ..
أني وحيد .. وحيدٌ جداً
ذبتُ في هذه الدنيا لوحدي كقطعةِ سُكر ..
رُميت في كوب قهوتك الصباحية
إتصالٌ مفاجئ ..
جعلك ترحل مسرعاً ,
ناسياً القهوة
وناسياً أن تضع قطعة سُكرٍ أخرى تواسيني ؟
دعك من القهوةِ والسُكر
دعك مني , وغني ..
كي تنصت الريحُ لك
وتهدأ ..
فترتطم الغيمةُ السمراءُ بأختها ..
وتمطر !
تعليق