روح الشعر 1 نشيد الموت وعادل الحلبى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشاعر/ ناصر صلاح
    عضو الملتقى
    • 16-06-2008
    • 121

    روح الشعر 1 نشيد الموت وعادل الحلبى

    روح الشعرهي مجموعات مقالات نشرت بجريدة آفاق عربية عام 2006 كان الهدف منها الوقوف على براعة موهبة المبدع بعيدا عن النقد الأكاديمي وهى بين أيديكم الآن في أولى حلقاتها وفى انتظار أرائكم


    "نشيد الموت" 00 وعادل الحلبى

    [SIZE="4"][COLOR="DarkGreen"][LIST=1][*]إن هذا النشيد – النص – يضعني بين إشكاليتين عجيبتين:[*]الأولى: تخص الشاعر الصديق/ عادل الحلبي ، ورغم هذه الصداقة فمعلوماتي عنه قليلة جدا لا تتعدى الاسم الثنائى وأنه من إحدى قرى مركز السنبلاوين بالمنصورة وأنه كيميائي يعمل حاليا بالسعودية ، وقد تعرفت عليه من خلال عملى منذ ما يزيد عن العشر سنوات0[*] [*] وهو شاعر رقيق حساس لماح ويبدو ذلك جليا من خلال قصيدته التى بين أيدينا والتى تمثل الإشكالية الثانية فهى حول حادث شهير عام 1987 لن اكشف عنه إلا مع أبيات القصيدة 0
    [*] أما الإشكالية الثانية : فهى جدلية المحاكاة فى الشعر وهل هو نقل الواقع بكل معالمه دون تدخل المبدع؟ أم أن المحاكاة كما قال أرسطو" أن الشاعر لا ينقل من الطبيعة رأسا وإنما عن الصورة التى تنعكس داخل وجدانه"[*] [*] هذه الإشكالية تقف دائما أمامنا عند قراءة بعض النصوص التقليدية والتقريرية بما تحتويه من مباشرة وسردية فى معظم الأحيان ، رغم أن موضوع المباشرة يحتاج منا إلى أحاديث كثيرة لتعدد معانيها وأغراضها ، فليس كل نص مباشر سىْ والعكس صحيح0 [*] [*] ولكن أرى أن براعة المبدع أو كما أحب أن أطلق عليها " عبقرية الموهبة " تضع بين سطور السرد ما لا نستطيع أن نهمله مطلقا بل يشدك دائما لقراءته كما صنع الحلبي فى نشيد الموت0

    [*]الواد فى إيده سندوتش[*]كان شايله بين الكراسات فى شنطته[*]واقف بياكل فيه ولسه ماكملوش[*]والبنت قعده تعيد على الواجب نظر[*]ومعاها كحكاية سميط[*]والشمس بتصبح على كل الوشوش[*]أولاد فى مرحلة القبول[*]بيلعبوا وبيضحكوا[*]مستنظرين وقت الدخول للمدرسه[*]ضرب الجرس 00 جريوا العيال[*]واتصفوا فى طابور الصباح[*]مايعلموش ان اللى جاى من عمرهم[*]مع بكره راح[*]ولا يعرفوش[*]إن الحضور أخر حضور[*]وان الطابور أخر طابور[*]واليوم دا أخر يوم لهم فى المدرسه[*] [*] هكذا تنقل "كاميرا الحلبي " الحزينة الدامعة صورة المسرح المعد لأحداث الغيب وأفاعيل القدر ، تنقل براءة الأطفال وحيويتهم فى الصباح وكيف تسعد الشمس بهم وتصبح على وجوههم المشرقة ، هؤلاء الذين فى مرحلة القبول ليست المرحلة التعليمية فقط بل والاجتماعية والإنسانية فهو سن القبول بالقلوب لكل من رأى مشهد التلاميذ الصغار أمل الغد ، وفى خضم هذا الوصف يأتى فى نهاية المقطع صوت الشاعر ليعطى إشارات لما سيحدث بعد:

    [*]صوت العيال عصافير تزأزأ فى الفضا[*]طالع بيرسم فى السما لون النشيد[*]الكلمه تتبعتر حروف[*]تتلم فى رجع الصدى[*]حبات ندى[*]تنقش على خدود البلد[*]حلم القلوب[*]حلم البنية والولد[*]ولا حد دارى بالخبر[*]إن النشيد اللى بيرسم اسم مصر[*]ميت على لسان العيال فى المدرسه
    [*] مازال الحلبي ينقل صورة المسرح ويعطى ومضات تستشف منها أن هناك مصيبة كبيرة فى الطريق ، ولكن تأمل ماذا صنع الشاعر بالنشيد فى وصفه على ألسنة الأولاد عند التغنى به وفى نهاية المقطع حينما أماته على نفس الألسنة أيضا0

    [*]كان الخبر[*]ان الأتوبيس المسافر بالبشر[*]فات الطريق[*]وفجأه حود وانكفى[*]فوق التلامذه المجموعين[*]فى صف طابور الصباح[*]المربوطين 00 زى العساكر فى الدرك[*]لكنهم من غير حمايه أو سلاح[*]ماتوا العيال[*]مات الطابور[*]بنات وصبيان عمرهم[*]عمر الزهور[*]متقتلين 00 مدهوسين[*]تحت الحديد تحت العجل[*]فى قلب حوش المدرسه[*] [*] هذا هو الخبر وهذا ما حدث فى مدرسة " كفر الحاج عزب الابتدائية" مركز السنبلاوين صباح الاثنين 12 أكتوبر 1987، وهذا هو الشجن واللوثه الوقتية التى تصيب الأب أوالأم التى تفقد ابنها أو تشاهد هذه المعجنة المطحنة ، فما هى التفاصيل؟ يكمل الحلبي من خلال دموع الكاميرا الحزينة:
    [*]فى لمحه من لمح البصر[*]صف الطابور أصبح جثث[*]وكل شيء كان فيه حياه قطع النفس[*]"عدد اربعه وعشرين ضحيه مقتولين [*]عدد اربعه وتلاتين ضحيه مكسرين"[*]والصرخه فى الزور حجرت[*]لا حصلت ولا وصلت[*]وعيلين بنت وغلام[*]متكومين تحت الأتوبيس الجبل[*]رسمة وشوشهم خارجه من وسط الكتل[*]بيطلعوا فى الروح وف أخر نفس[*]نظرة عينيهم ميته ومتكفنه[*]بين الأسى وبين العتاب[*]وبين وداع مصر ونشيد المدرسه
    [*] إن الحلبي لا يعطى لنفسه فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير فى المحسنات البديعية والرمز والتجميل ، انه يقف أمام المدرسه وينقل بل أشعر أنه أحد التلاميذ الضحايا يكتب قصيدته من تحت الأتوبيس الجبل0

    [*]قال الشهود ركاب أتوبيس القضا[*]وقاضى من أهل القضا[*]وأهالي ماشين فى الطريق[*]إن الأتوبيس انحرف عن سكته[*]واللى جرى كان من بشاعة سرعته[*]وفعل طيش سواق عجيب[*]طاير على عجلات شيطان[*]لا خاف قانون ولا يحزنون[*]ولا همه حد ولا امتثل[*]لنصيحة القاضى اللى كان راكب معاه[*]وكأنه كان طالع سبق[*]أو معركه[*]ضد التلامذه الأبرياء فى المدرسه[*] [*] هكذا يقدم الشاعر صحيفة الإتهام مدعومة بالشهود من الركاب ومن أهل القرية بل هناك شاهد هام هو القاضى الذى صادف ركوبه الأتوبيس وشهادنه هنا أهم من حكمه لأنه نصح السائق وحذره من السرعة ولم يمتثل فكانت اللقطه المميتة" وكأنه كان طالع سبق ضد التلامذه الأبرياء"0

    [*]والمتهم مين ولا مين[*]ومين هيتلفع بذنب المقتولين[*]والإتهام يا هل ترى هيروح لفين ؟؟!![*]ويبص فين ؟؟؟!!![*]هل فى الطريق اللى انفتح وانشق فى وسط البلد !!؟[*]لا حجزات ولا شجر[*]هل فى ألات تسديد خانات00[*]وسواقين متعينين من غير نظر!!؟[*]هل فى مكان مسموح له ياخد "إغفا" من شرط الأمان ؟![*]عملوه لتفريخ العقول[*]عريان على كف الخطر[*]هل فى الأساتذه المشرفين ؟![*]ما تعلموش ويا المقرر فى الدروس[*]لفتة نظام[*]يدرسوها للعيال وسط الحصص فى المدرسه[*]وهل00 وهل 00؟؟؟!!![*]عدوا معانا الهلهلات والهلهله [*]هل فى فريق العازفين[*]فى سيمفونية حب مصر ؟؟[*]ومطربين لكل دوله وكل عصر[*]أصحاب طريقة إحنا جاهزين للكلام[*]وموشحات وأغنيات[*]واصحى عشان تعزف ونام
    [*] أرأيتم كيف انتقل الشاعر من حوش المدرسة إلى حوش مصر، كيف انتقل بانسيابية المشاعر من حادثة إلى حوادث ، كيف وضع يده على أصل المشكلة أرجوكم ارجعوا إلى المقطع السابق أكثر من مرة 0

    [*]لكننا00 إحنا بجلالة قدرنا[*]حسب الجداول اجتمعنا ببعضنا[*]وباسم حالات المخاض[*]بعد المناقشة والحوار والاجتهاد[*]صرحن يعلن فى الجرائد ما هو آت:[*]مطلوب هبات وتبرعات [*]من أولياء أمر الولاد المنكوبين[*]علشان نكرر بعد ذلك نبنى سور[*]من طوب وطين[*]يحمى كيان المدرسه[*]كان اللى كان[*]من ألف غلب وغلب إحنا بنزرعه[*]بإيدينا فى عيون الزمان[*]عدينا من طوق المذله والهوان والانكسار[*]ودخلنا فى طوق الانتحار[*]وبلدنا عزاها السكات[*]والقاضى مات[*]من قبل ما تموت العيال[*]فى قلب حوش المدرسه[*] لست أدرى لماذا أبحث عن الكلمات مع هذه الأبيات الأخيرة ، هل لأنها لا تحتاج الى تعليق بل تحتاج الى الدموع، أم لأنها واضحة جلية للواقع الذى نحياه ولأحاسيسنا جميعا 00 ربما ، ولكن يظل السؤال الهام الذى أوجهه إلى الشاعر، ترى ماذا كتبت فى حادث الطائرة والسفينة والقطار و000و000و000 ، كيف تعاملت مع هذه السنوات العجاف، إننا منذ ما يزيد عن ربع قرن نحيا عصر الكوارث وكأننا بالفعل كما قال الحلبي:

    [*]ودخلنا طوق الانتحار[*]وبلدنا عزاها السكات[*]والقاضى مات
    ]]
    التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر/ ناصر صلاح; الساعة 08-08-2008, 11:59.
    [U][size=6][color=#000000][align=center]حرفوش المجذوب[/align][/color][/size][/U]
    :emot90::emot90::emot90:
  • سيدة الشولى
    شاعرة وأديبة
    • 16-08-2007
    • 514

    #2


    أخى الفاضل/ ناصر صلاح
    أولا أشكر لك نقلك لنا هذا النص لهذا الشاعر القدير
    الذى نجح نجاح عالي جداً فى نقل المشهد كما لو كان كاميرا
    وصورة
    ثانياً يبقى السؤال أو حسب مقولتك ( الإشكاليه الثانية )
    المباشرة أو عدم المباشرة علاوة على إضافة المبدع وصورُه
    والفرق بين الصحفى ناقل الخبر والصورة وبين الشاعر ؟

    ثالثاً فى تعليقاتك المصاحبة للنص ذكرت أن النص لحادث حدث فعلا فى
    سنة 87 ـ وهذه الفترة من حياة البلد مليئة بالمتغيرات العصيبة
    المصاحبة للإنفتاح والتطبيع والعولمة ــ مازالت تنضح علينا أفضالها حتى الأن ( وهذا واضح فيما نوه عنه شاعرنا الرائع صاحب هذا النص ـ
    وتحول النص لمعرفة على من تقع المسئولية ؟ )
    على السائق الذى لم يعبأ بحياة الأخرين ؟
    أم على المسئولين الذين يصرفون المال العام شمال ويمين ويبقى كتير عليهم بناء سور المدرسة ..حيضلعهُم !
    أم على الذى تهاون مرة فجاءت المرات .. سفينة وطائرة
    وقطارات ومسرح وعمارات وقوت الناس وتعليمهم ونتائج امتحاناتهم ....
    القائمة كبيرة .. ما تعدش
    والموضوع كبير وعايز وقت أكبر

    أشكرك وأشكر الشاعر عادل الحلبى

    تحياتى للجميع

    تعليق

    • الشاعر/ ناصر صلاح
      عضو الملتقى
      • 16-06-2008
      • 121

      #3
      اختنا العزيزه
      سيده الشولى
      اشكر مرورك الكريم وتعليقك الأجمل
      [U][size=6][color=#000000][align=center]حرفوش المجذوب[/align][/color][/size][/U]
      :emot90::emot90::emot90:

      تعليق

      يعمل...
      X