مجيد والنادلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رياض مقفرَّه
    عضو الملتقى
    • 06-09-2015
    • 11

    مجيد والنادلة





    نادلةٌ جميلة : طيبةُ قلبٍ إسمُها جُمانة ,
    تعودت على توزيع بعضاً من النقود على المتسولين
    وهيَ في طريقها إلى المقهى الذي تعملُ به


    أحبها كُل فقيرٍ في الحيّ , رغم أنها ليست ثريةً البته ..
    لكنها سخيةٌ كريمة , لم تفكر بالمال
    بقدر مافكرت في إبتسامةٍ تزرعها على مُحياهُم




    تعملُ نادلةً في أرقى مقاهي المدينة ,
    التي لا يرتادُها سوى الطبقةِ المخملية
    ففنجانٌ قهوةٍ مُرّه تشربها هُناك , ستكلفك تعب ثلاثة أيام !




    ذات ليلةٍ بارده , وعند دخولها للمقهى ..
    وجدت شاباً رث الثياب , غريب الملامح , فقيرُ المظهر ..
    يجلس على إحدى الطاولات بهدوءٍ بالغ !


    يخفي وجهه بعناية خلف إحدى الصحُف منظره مريب ..
    تقدمت له إحدى النادلات ومن ثم عادت ..
    أستفسرت جمانة هل هو ثريٌ ليجلس على هذه الطاولة ؟


    قالت لا أعلم , ولكنه طلب قهوةً مُرة وبعضاً من الكعك ..
    قالت من يكون كل مرتادي هذا المقهى نعلمُ من هُم
    من أين أتى هذا الرجل إذًا !


    فضولٌ إجتاح هذه الفتاة ,
    قررت أن تقدم القهوة والكعك بنفسها له ..
    وقفت أمام الطاولة ثم قالت :
    تفضل يا سيدي هذا ما طلبته للتو أتمنى أن يعجبك !


    لم يُحرك ساكناً ولم تستطع رؤية وجهه حتى ..
    وضعت طلبه على الطاولة وعادت من حيث أتت
    إرتشف قهوته ببطئ شديد ووضع قبلةً على الفنجان ورحَل !


    إستمر على هذا الحال ثلاثة أيام ,
    يخفي وجهه خلف الصحيفة , يقبّل الفنجان ويرحَل ..
    بصمتٍ وهدوء يثير الريبة دوماً وينسلُّ من المقهى بتخفي


    كان هناك رجلٌ يرتاد المقهى دوماً
    يملِك نصف الحيّ ثريٌ جداً لكنه سيءُ الخُلق ..
    ذميمُ الوجه .. كان يُضايق جمانة بإستمرار


    ذات ليلة أتى ثملاً هو وأصدقائه الأثرياء ..
    حاولوا التحرش بها أمام نظر الجميع ..
    الذين فضلوا الصمت عن الوقوف أمام هؤلاء الأثرياء المجانين !


    ضل صامتاً ساكناً بلا حراك لكنه أسقط الصحيفة وبدأ ينظر إليهم ..
    فرّت جمانة وهيَ تبكي لم يتمكنوا من اللحاق بها ,
    خرج هذا الغريب من هناك !


    لم تأتي أسبوعاً كاملاً ,
    ولم يغب هو لحظةً واحده عن المقهى
    سمع هذا الثري الثمل يتحدث مع أصحابهِ عنها مطلقين أنواع الضحكات !


    عادت بعد أيام مُنكسرةً حزينة إرتسم تحت عينيها السواد ..
    لم ينظر إليها حتى لكنه بدأ يراقب
    هذا الثمل .. فرأى إبتسامة مكرٍ على شفاه !


    وسمعه يقول لأصدقائه : كان يجبُ أن تتزوجني عندما أمرتها ..
    رفضتني فكان يجب عليّ تأديبها بطريقتي الخاصه
    لقد إغتصبتها كي تعلم من هوا أنا !


    ذهبت لتشكوني للشرطة , معتقدةً أني مواطنٌ ليس إلاّ ..
    فوضعوا قضيتها إنتظار .. إنتظارٌ للأبد
    ضحكوا بصوتٍ عال هو وأصدقائه ..

    نظر الفقير إليها إلى جمانة


    ثم خرج بهدوءٍ كعادته .. لكنه عاد في اليوم التالي مُبكراً ..
    جلس على طاولته أتت إليه النادلة لتستمع إلى طلبه لكنه قال لها :


    أخبري تلك الفتاة , أن تأتي إليّ وتستمع إلى طلبي
    وسأعطيك ضعف مُرتبك لهذا الشهر أرجوك ..
    ذهبت لجمانة وقالت لها : ذاك الغريب يريدك !


    ذهبت إليه تحملُ دفتر الطلبات ..
    نظر إليها وعينه في عينيها ثم أمسك بيدها وأجلسها في الكرسي المقابل
    ثم قال : هل تستمعين لي لأخر مرة أم لا !


    نهضت بسرعة .. ماذا تريد أبعد يدك عني ,
    ثم قال : كما تريدين لكن كنت أريد التحدث معك ليس إلاّ .. شكراً لك !


    فجأة طوق المكان رجال الشرطة !


    إقتحمت المكان .. أثارت ضجة , لكنه ظل هادئاً مبتسم
    نظرت إليه جمانة بإستغرابٍ شديد إقترب رجال الشرطة بحذرٍ منه ثم أنتصب واقفاً !


    وجههوا أسلحتهم على رأسه .. إلتفت لينظر إليهم مد يداه وقال :
    هيا خذوني سريعاً من هنا .. نظراتُ دهشةٍ إرتسمت على كُل شخصٍ كان هناك !


    إستمر العمل في المقهى ..
    وألفُ سؤالٍ في رأس هذه النادلة لماذا كان يريد الجلوس معها وماذا يريد منها
    وهي سابحةٌ في خيالاتها حدث شيءٌ غريب !


    صرخت إحدى النادلات إنه هو .. أنظري ياجمانة إنه هو ..
    إرفعي الصوت أرجوك .. ظهر مُكبلاً بالسلاسل ..
    وقال المُذيع : هذا هو المُجرم القاتِل !


    قتل أربعة رجالٍ من نخبة مُجتمعنا الراقي !!
    أهمهم رجل الأعمال أيمن .. الذي وجده الأطباء غارقاً بدمائه
    إثنى عشرة رصاصةً إستقرت في جسده !


    دخل المقهى في هذه الأثناء إحدى المتسولين
    وضع على نفس الطاولة التي إرتادها ذاك الغريب
    ورقةً بيضاء ورحل وهو يبكي !


    منظرٌ دراميٌ مخيف ..
    لم تستطع إستيعابه بعد ..



    قالت إحدى النادلات : هاه إذاً هذا الغريب قاتلٌ مأجور إرتاد المطعم
    ليقتل إيمن النتن وأصدقائه الأغبياء مضت هي نحو الورقة متجاهلةً حديثها !


    وكأنها تعلم بأن الورقة وضعها هذا المتسول هنا من أجلها فقط ..
    فتحت الورقة .. بدأت تقرأ وتبكي وترتجف كل النادلات ينظرنَ إليها بوجل !


    أسقطت الورقة ورحلت تبكي بجنون خرجت من المقهى لم يستوقفها أحد
    وفي لحظةٍ سريعة إختلط صوت مكابح مركبةٍ مُسرعة وصوت إرتطام جمانةٍ بها !


    حاولوا إسعافها لكنها ماتت في الحال عادت صديقتها إلى المقهى
    أخذت الورقة وضعتها في جيبها ورحلت لمنزلها ..
    بكت حتى نامت , بكت من أجل صديقتها




    عند إستيقاظها فتحت الورقة وقرأت :
    أنا إبن الرصيف يا جمانة
    أنا المتسول الفقير يا جمانة

    أنا كُل شيءٍ سيء ياجمانة
    لكني أحبك !


    إبنُ الرصيف كان يحلُم أكثر مما ينبغى ..
    كان يريد أن يُصبح أحد الأثرياء ,
    أو موظفاً مرموقاً لدى الحكومة

    أو أي شيءٍ بعيدًا عن ذلك الرصيف التعيس !


    عندما أظهر على شاشات التلفاز
    سيأتي صديقي الذي أخبرته دوماً بك وبجمالك وبحبي لك ..
    لكن من يهتم وجب عليَّ قتله وجب عليَّ قتله !


    فمن يتجرأ على قتل إبتسامتك ياحبيبتي !
    سأتجرأ أنا على قتل روحه السيئة بلا رحمة ..
    أضطررت لسرقة الأثرياء صباحاً ,
    لأجلس على طاولاتهم مساءًا



    من أجلك صدقيني من أجلك
    كنت أسرق المال ليس من أجل فنجان قهوةٍ أو كعك
    لكن من أجل إختلاس النظر من خلف صحيفتي القديمه لأراك بإسراف


    أحببتك كثيراً , لا أخشى الموت أبداً
    فأنا لا أعيشُ لأحد ولا ينتظرني أحد ولا يفتقدني أحد
    أنا لا أحد .. وأنتِ في عيني كل أحد !


    لكني سعيدٌ جداً لأني قتلته ,
    سأتمنى أن أحشر بجانبك فأنا أحبك كثيراً ويُحشر المرء مع من يُحب
    فليتك تحبيني أنتِ أيضاً لأراكِ هناك , عند الرّب العادل


    سيغفر ذنبي بالتأكيد فهو يعلم بأن هذا الشخص سيء ويجب أن يموت ..
    لكني أخشى أن لا يغفر ذنب سرقتي للمال من أجلك !


    أدعي لي , ليغفر الله ذنبي ..
    أحبيني , لتُحشري بجانبي ..

    سأشتاقُ لك كثيراً سأشتاقُ لك كثيراً ..
    المتسول الشريدُ القاتل العاشق : مجيد !
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    #2
    سيدي مساؤك طيب
    تملك خيالا خصبا وجميلا
    وقلمك يحمل رسالة جميلة
    لكنك اسمح لي أن أبدي رأيي ولك أن لا تأخذه بعين الاعتبار
    لقد أكثرت من الحزن سيدي بل بالغت فيه فلا داعي لتموت النادلة أيضا
    وأظن أن العنوان جاء تصريحيا ويحتاج إلى لمستك الجميلة
    على كل حال هي وجهة نظر وأعتذر إن أزعجتك
    راقت لي الفكرة جدا كأنها فيلم قصير
    تحياتي
    في انتظار ..هدية من السماء!!

    تعليق

    • محمود عودة
      أديب وكاتب
      • 04-12-2013
      • 398

      #3
      النص فيه اسهاب وكثير من الجمل يمكن تكثيفها ولغتك رصينة ومعبرة وحقا العنوان يحتاج إلى لمسة منك
      مودتي

      تعليق

      يعمل...
      X