صلاة أيلول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شيرين حسن يوسف
    أديب وكاتب
    • 09-09-2015
    • 29

    صلاة أيلول

    يا إلهي عاملني كشجرة في ايلول أصلها ثابت وظلها لا يخون وأوراقها الصفراء تنتحر كعمر أصفر؛ تتدحرج على الطريق وسط السراب المتجلط كالدم في عروق الوقت .
    كلما زحفت أيلول على الأرض كناسكه تتضرع أمام ضريح كلما ابتلت اثوابها بذنوب الأرض ودموع المعترفين .. كلما اقتربت من الشمع الأبيض حول المقام ارتجت من فيض صياح المتوسلين ( مدددددددد....)
    أيلول التي اثقلت المساء بحملها فأثقلها بغيمة وظلاله ومصابيحه الخافتة على قارعة الشقاق البشري..أيلول التي نذرتها أمها للخريف خالصة وحين هدهدت المهد نطقت بإسمها الأول وإسم أبيها وإسم حبيبها ... أيلول المصلوبة على خشبة العمر والوحشة والوحده بين أشباح أجنتها التوأم في عرض البحر ...حتى انتشلتها يد ارسلها الله من نور الدعاء وبقايا الابتهالات المسائية . وصلت لشاطيء المدينة الغريبة دون حقيبة حية تسبح بحمد نجاتها، حملت ضغينتها وألفتها وبطن منتفخة تاركة زوج اختبأ خلف بندقية لا تدرى لأى كتيبة يقاتل ضد أي كتيبة !
    إلتحفت كفنها واتخذت موضعها فى التابوت العائم فوق الموج ، وكلما تحالفت الأمواج ضد القارب تحسست بطنها بقلق وريبة ونظرت إلى السماء دامعة .
    أيلول الممدة فوق الغيمة البيضاء في سماء المدينة الغريبة استفاقت للتو من سباتها ... تحسست بطنها ... غاصت اصابعها في الفراغ.... انزعجت ... بكت .... صرخت ...أين أولادي ؟؟؟؟؟
    كلما جن عليها الليل ذهبت إلى الشاطيء ... غطت رأسها وصلت كشفت شعرها وابتهلت... لطمت خدها ونادت في الظلمات ؛حتى أتاها الموج بخبر لاح لها على البعد ، الظل الهائل القادم من بعيد اقترب كثيرا ً منها لتري الحوت الذي إلتقم أحد أجنتها لفظه للتو تحت قدميها ثم عاد ادراجه لقلب الماء المحتشد بالغرقي ...
    كان الصغير مفعم بالحياة ... وفي عيونه أسرار ما رأى في رحلته في بطن الحوت...
    وكم كان حنونا ً معه ...
    بعد أيام بدأت الأنباء تتداول عن طفل آخر التقطه سكان البلدة المجاورة واختلفوا حول هويته وتنازعوا أيهم يكفله ...وسالت الدماء فيما بينهم فوق جثته ....
  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    نص رائع

    لغة جميلة و سلاسة في التعابير و تنقل سلس بين مفاصل النص

    القفلة كانت رائعة و ذكية

    استمتعت بالنص للمرة الثانية هنا

    مرحبا بك في بيتك استاذتي

    تقديري الكبير
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • شيرين حسن يوسف
      أديب وكاتب
      • 09-09-2015
      • 29

      #3
      الأديب الراقي بسباس عبد الرزاق
      تحيه لرقي حضورك وأناقة توقيعك في صفحتي
      ويسعدني دوما ان تحظي نصوصي بقراءتك
      تحياتى....شيرين

      تعليق

      • أحمدخيرى
        الكوستر
        • 24-05-2012
        • 794

        #4
        جميلة القصة .. والاجمل كان المفتتح الحواري
        يا إلهي عاملني كشجرة في ايلول أصلها ثابت وظلها لا يخون وأوراقها الصفراء تنتحر كعمر أصفر؛ تتدحرج على الطريق وسط السراب المتجلط كالدم في عروق الوقت .
        في رآيي ان القصة كانت في هذا المفتتح
        وهذه الجملة :
        أيلول الممدة فوق الغيمة البيضاء في سماء المدينة الغريبة استفاقت للتو من سباتها ... تحسست بطنها ... غاصت اصابعها في الفراغ.... انزعجت ... بكت .... صرخت ...أين أولادي ؟؟؟؟؟
        وفي الخاتمة كذلك او القفلة ففيهم يكمن الاسقاط الذي بنيت عليه القصة ككل

        بعد أيام بدأت الأنباء تتداول عن طفل آخر التقطه سكان البلدة المجاورة واختلفوا حول هويته وتنازعوا أيهم يكفله ...وسالت الدماء فيما بينهم فوق جثته ...
        اما لغة السرد الجميلة والسلسة فيما بينهم " فكانت رسائل ايضاح " لعالم يتصارع ، وكتائب تتقاتل بلا منتصر ولا منهزم .. والخاسر الوحيد او الوحيدة هي " ايلول " وما شابهن ايلول ..
        اختيار العنوان كان غريب نوعا ولكنه جذاب ..
        فـ " ايلول " هو شهر سبتمبر " وهو شهر الخريف .. حيث تتساقط الاوراق والازهار فيه " لتعلن نهاية أجل ، وبداية اجل جديد "
        وصلاة ايلول " كذلك هى عظات كنائسية موسمية عند الكاثوليك .. لذا فـ العنوان وحده كعامل جذب للمتلقي " يشي بقلم يعلم ماذا يكتب "

        اشكرك " سيدتي / انستي "

        على متعة القراءة
        ودمت بكل خيـر.
        التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 05-11-2015, 21:57.
        https://www.facebook.com/TheCoster

        تعليق

        • شيرين حسن يوسف
          أديب وكاتب
          • 09-09-2015
          • 29

          #5
          الأديب الراقي أحمد خيري
          الشكر كل الشكر لهذه القراءه العميقه للنص والتي تسبر غور أسراره
          شكرا مرات ومرات على هذا التواجد الرائع ويسعدني دوما قراءتك لمشاركاتى ونقدك لها
          تحياتى .....شيرين

          تعليق

          • عبد الحميد عبد البصير أحمد
            أديب وكاتب
            • 09-04-2011
            • 768

            #6
            أيلول ......

            كانت مصافحة قوية ..وأقصد المقدمة ..فالمقدمة هي التي تستولي على ذهن القاريء وتجعله يستعذب قطوف المضمون..

            ذكرتني تلك القصة بفاجعة "الحرام " للعملاق يوسف أدريس..

            شكراً لك
            الحمد لله كما ينبغي








            تعليق

            • وفاء حمزة
              أديب وكاتب
              • 11-12-2015
              • 628

              #7
              اعترض على العنوان لا توجد صلاة ايلول ولاا بهلول
              لم اقرأ النص بسبب العنوان
              مع التحية
              https://www.facebook.com/profile.php...ibextid=uzlsIk

              تعليق

              • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                أديب وكاتب
                • 09-04-2011
                • 768

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة وفاء حمزة مشاهدة المشاركة
                اعترض على العنوان لا توجد صلاة ايلول ولاا بهلول
                لم اقرأ النص بسبب العنوان
                مع التحية
                أتفق معكي على أن العنوان مبهم ..
                كنت تمنحين النص الفرصه لعله جدير بالقراءة
                الحمد لله كما ينبغي








                تعليق

                • شيرين حسن يوسف
                  أديب وكاتب
                  • 09-09-2015
                  • 29

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
                  أيلول ......

                  كانت مصافحة قوية ..وأقصد المقدمة ..فالمقدمة هي التي تستولي على ذهن القاريء وتجعله يستعذب قطوف المضمون..

                  ذكرتني تلك القصة بفاجعة "الحرام " للعملاق يوسف أدريس..

                  شكراً لك
                  شكرا لتلك المصافحة الرقيقه
                  وتشبيه ما كتبت برائعة يوسف ادريس فهذا شرف كبير اتمنى ان اكون جديره به في يوم ما
                  تحياتى .....شيرين

                  تعليق

                  • شيرين حسن يوسف
                    أديب وكاتب
                    • 09-09-2015
                    • 29

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء حمزة مشاهدة المشاركة
                    اعترض على العنوان لا توجد صلاة ايلول ولاا بهلول
                    لم اقرأ النص بسبب العنوان
                    مع التحية
                    تحياتي لك استاذه وفاء
                    ولكن ايلول هو اسم بطلة القصه
                    ولك مطلق الحرية في قراءه القصه او تجاهلها
                    تحياتي ..... شيرين

                    تعليق

                    • وفاء حمزة
                      أديب وكاتب
                      • 11-12-2015
                      • 628

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
                      أتفق معكي على أن العنوان مبهم ..
                      كنت تمنحين النص الفرصه لعله جدير بالقراءة
                      نعم معك حق ..
                      وعادة لا نحكم على النص من عنوانه
                      لكن نحن في العالم العربي لا يوجد لدينا اسم أيلول

                      تقديري


                      وفاء
                      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء حمزة; الساعة 17-12-2015, 05:12.
                      https://www.facebook.com/profile.php...ibextid=uzlsIk

                      تعليق

                      • عائده محمد نادر
                        عضو الملتقى
                        • 18-10-2008
                        • 12843

                        #12
                        نص بحجم الموت والجثث والدماء
                        بحجم الوجع المتدحرج
                        لك ملكة قص واضحة المعالم وبصمة
                        لك حضور واضح
                        أتمنى أن أقرأ جديدك كي أتعرف عليك أكثر
                        وأوجاعنا متشابهة كأنها مكتوبة علينا
                        محبتي وغابات ورد

                        لو جلس الكابوس قربك

                        http://almolltaqa.com/vb/showthread....-%DE%D1%C8%DF-!
                        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                        تعليق

                        • شيرين حسن يوسف
                          أديب وكاتب
                          • 09-09-2015
                          • 29

                          #13
                          رائع ذلك الكابوس الذي أهديتني فرصه لقراءته
                          اشكرك علي اهتمامك بالنص وشهادتك التي افتخر بها
                          ويسعدني دوما قراءتك لنصوصي

                          تعليق

                          يعمل...
                          X