أبلغ الفصحاء عائشة أمّنا......بقلم : بنت الشهباء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    أبلغ الفصحاء عائشة أمّنا......بقلم : بنت الشهباء

    أبلغ الفصحاءأمّنا.....
    كاملة الأنوثة ، تؤنس الزوج وترضي العشير، ومنزلتها عند زوجها الحبيب كمنزلة البدر في ليلة القمر.....
    بليغة الكلم , واسعة العلم ، بارعة في البيان , تفتي للفقهاء وتعطي العلم للعلماء، زعيمة في العلم والسياسة ، والطب والاجتماع....
    وقد قال عنها الأحنف:
    " سمعت خطب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والخلفاء إلى يومي هذا ، فما سمعت من فم مخلوق أفخم ولا أحسن من فم عائشة"
    ملأت الدنيا بعلمها ، وشغلت الدنيا بسيرتها، ولها عقل لا توازيه عقول الرجال من المفكرين في زمانها....

    كيف وقد قال فيها الحبيب محمد –صلى الله عليه وسلم:

    عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    "لو جمع علم نساء هذه الأمة فيهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم , كان علم عائشة أكثر من علمهن"


    رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
    لم تتلقّى علمها من كلية الآداب ، ولا من السوربون، ولا من جمعية حقوق المرأة ، والهيئات الإنسانية التي تنادي بالدفاع عن حقوق المرأة ، ونيل حريتها المغتصبة.....
    بل تلقّت علمها من مدرسة خير البشر والرسل رسول العالمين....
    فكانت أفصح الخطباء ، وأفطن العلماء ، وأبلغ الفصحاء
    وعن معاوية قال:
    " والله ما رأيت خطيبا قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة "
    رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح


    هاهي أمنّا الصديقة الطاهرة معلمة الرجال ، وسيدة العالمين , وأفقه الفقهاء ، وأعلم العلماء يا أصحاب الدفاع عن حقوق المرأة....
    يكفينا فخرا وعزّة وكرامة بأن منّ الله علينا نعمة الإسلام , ليرفع من شأننا بين العالمين جمعاء.....
    أم المؤمنين الصدّيقة الطاهرة
    عائشة بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما-
    أفضل امرأة في تاريخ الإسلام من بعد أم المؤمنين:


    خديجة بنت خويلد ،

    و فاطمة بنت محمد
    نشأت وترعرعت في أفضل بيت من بيوت المسلمين ، وأصدقهم وأشرفهم ، وأول من أعلن إسلامه لله ، وخير الرجال من بعد النبي صلوات الله عليه وصحبه وسلم خليفة رسول الله سيدنا :أبو بكر الصديق – رضي الله عنه-
    ولمّا نزلت آية تخيير زوجات رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين الحياة الدنيا وزينتها ، أو الله ورسول
    بدأ الحبيب النبيّ الأميّ بعائشة فقال:
    " إني أريد أن أذكر لك أمراً ما أحبّ أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك.
    قالت ما هو!!؟؟
    قال: فتلا عليها يا أيها النبي قل لأزواجك الآية.
    قالت عائشة: أفيك أستأمر أبوي؟
    بل أختار الله ورسول، وأسألك أن لا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترت.
    فقال: إن الله عز وجل لم يبعثني معنّفا ,ولكن بعثني معلّماً ميسّراً لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلاّ أخبرتها"
    مسند أحمد ج3ص328
    كيف تستأمر أباها وفي قلبها وروحها تحمل أكبر حبّ لله ورسوله!!؟
    كيف وهي النموذج الأتمّ للوفاء والإخلاص والصدق للزوجة الصالحة !!؟؟
    كيف وقد أعطاها الله تسعاً لم يعطهن لامرأة قبلها إلاّ مريم بنت عمران !!؟؟
    عن عائشة قالت
    " لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة إلاّ مريم بنت عمران لقد نزل جبريل - صلى الله عليه وسلم- بصورتي في راحته ، حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يتزوّجني , ولقد تزوّجني بِِكراً وما تزوج بكراً غيري ، ولقد قبض ورأسه في حجري ، ولقد قبرته في بيتي, ولقد حفّت الملائكة بيتي ، وإن كان الوحي لينزل وهو في أهله فيتفرقون عنه ، وإن كان الوحي لينزل عليه وإنّي معه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه , ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة وعندي طيب , ولقد وعدت مغفرةً, ورزقاً كريماً"
    رواه أبو يعلى وفي الصحيح
    صبرت مع الحبيب على الفقر والجوع،حتّى إن أياماً طويلة لم يوقد في بيت رسول الله نار ، وكانا يعيشان معاً على التمر والماء !!؟؟..
    إنها والله بحق مثال المرأة المخلصة الوفيّة لدينها وزوجها ،و مثال للزوجة الصالحة القانتة المؤمنة الخاشعة, الصابرة العالمة المتعلّمة،الوفية الرؤوم الودود.....
    المنافقون والمفسدون لم تنم لهم عينٌ ولم يهدأ لهم بالٌ حتى يصيبوا قلب الإسلام في شرفه وعرضه !!؟؟..
    عائشة الصديقة الطيبة الطاهرة ، الزوجة المحبّة، المرأة الصالحة ، وأمّ المؤمنين تتعرض لأكبر اتهّام في شرفها وعرضها ، ووراء هذا كلّه المنافق اللدود عدو الله من المنافقين – عبد الله بن أبي بن سلول – الذي تولّى الإفك ، وبقيت الطاهرة الصدّيقة شهراً كاملا تعاني من آلام وجعها لا يرقأ لها دمع ولا تغمض لها عين ولا تسمع من حبيبها الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان يناديها ويسّلم عليها:
    "كيف تيكم
    شهرا كاملا بقيت تنتظر براءتها ، و قلبها يكاد ينفطر


    من الدموع والألم ، وهي تدعو الله تضرعا وخفية أن يرى زوجها الحبيب المصطفى رؤيا تكشف له عن براءتها.....
    شهراً من الآلام القاسية، والأحزان الدامية مرّت على الصديقة أم المؤمنين، لكنها لم تكن تعلم بأنّ الله لم يدعها مع هذه الآلام الطاحنة, والدموع الباكية، وينزل فيها قولاً من السماء على حبيبه -محمد صلى الله عليه وسلم- ليشهد كل ما في الكون براءة أم المؤمنين الطاهرة البريئة ، ويبقى خالدا مخلّداً على مر الزمان والعصور!!؟؟..
    الرسول الحبيب ، وهو خير الرسل والأنبياء ، وأنبل بني البشر ، يتهّم في حبيبته وزوجته الوفية المخلصة, التي حلّت من قلبه مكان الابنة والزوجة والحبيبة.....
    بعد أن علمت أُمّنا الصدّيقة الطاهرة بحادثة الإفك المبين ذهبت إلى بيت أبويها ، ورسول الله شهرا كاملا لم يوحَ إليه شيء،وقال لها:
    "ياعائشة فإنّه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله, وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه, فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تابَ الله عليه"
    وهاهي أم المؤمنين تتابع لنا قصة ألمها وحزنها فتقول:
    "فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحسّ منه قطرة رجاءلأبي أجب عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما قال.قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: وأنا جارية حديثة السّن لا أقرأ كثيرا من القرآن. فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدّث به الناس ,ووقر في أنفسكم ، وصدقتم به ،ولئن قلت لكم إنّي بريئة والله يعلم إنّي لبريئة لا تصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أَنّي بريئة لتصدقني ،والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف إذ قال:
    فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
    ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله , ولكن والله ماظننت أن ينزل في شأني وحياً ،ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري،ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا يبرئني الله.....
    فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله
    فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلت:
    لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلاّالله.
    فأنزل الله تعالى:
    " إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم ..... "
    صحيح البخاري ج2 ص945
    وإلى يومنا هذا لم تخلُ الصديقةالطاهرة البريئة أم المؤمنين،ومعلّمة الرجال من التهم التي يتشدق بها هؤلاءالرافضة، وأعداء الله ورسوله.....


    بقلم : ابنة الشهباء






    أمينة أحمد خشفة
  • إسماعيل صباح
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 304

    #2
    درس من السيرة العطرة

    [align=center]شكرا أخيتي العصماء على هذا الدرس من السيرة النبوية العطرة لأمنا عائشة رضي الله عنها . لعل الله ينفع به زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا , فبأمثالها يقتدين ويتخذن مآثرها سننا يرقين بها سلم المجد , بارك الله بقلم كل يوم يأتينا بما هو مفيد وجعل ذلك في موازين أعمالك يوم تلقينه .[/align]

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة إسماعيل صباح مشاهدة المشاركة
      [align=center]شكرا أخيتي العصماء على هذا الدرس من السيرة النبوية العطرة لأمنا عائشة رضي الله عنها . لعل الله ينفع به زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا , فبأمثالها يقتدين ويتخذن مآثرها سننا يرقين بها سلم المجد , بارك الله بقلم كل يوم يأتينا بما هو مفيد وجعل ذلك في موازين أعمالك يوم تلقينه .[/align]
      أشكركَ أخي الكريم الفاضل
      اسماعيل صباح
      على متابعتكَ لما أطرحه من مواضيع ....
      وليتنا والله يا أخي نستقي العبر والمواعظ من سيرة أمهاتنا الأوائل , ونقتفي وراء علومهم وآدابهم وأخلاقهم ...
      ونسأل الله أن يعيننا ويثبتنا على ديننا
      إنه سميع مجيب

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • عصام مشعل
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 299

        #4
        [align=center]شكراً لك أختي الكريمة بنت الشهباء

        درس عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

        ندعو الله تعالى أن تنتفع به نساء المسلمين

        فيتعلمن ويقتدين لها

        جزاك الله خيراً وسلمت وسلم قلمك المِعطاء

        مع خالص التحية والتقدير
        [/align]
        [align=center][/align]
        [align=center][/align]
        [align=center][/align]

        تعليق

        • صابرين الصباغ
          أديبة وشاعرة
          • 03-06-2007
          • 860

          #5
          { لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة إلاّ مريم بنت عمران لقد نزل جبريل - صلى الله عليه وسلم- بصورتي في راحته ,حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يتزوّجني ,ولقد تزوّجني بِِكراً وما تزوج بكراً غيري , ولقد قبض ورأسه في حجري , ولقد قبرته في بيتي, ولقد حفّت الملائكة بيتي , وإن كان الوحي لينزل وهو في أهله فيتفرقون عنه ,وإن كان الوحي لينزل عليه وإنّي معه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه , ولقد نزل عذري من السماء , ولقد خلقت طيبة وعندي طيب , ولقد وعدت مغفرةً, ورزقاً كريماً }
          الحبيبة بنت الشهباء
          كم أغبط سيدة نساء العالمين امنا عائشة
          جعلها الله لنا اما نسير على نهجها فهى الحبيبة حبيبة الحبيب
          شكرا لهذه المدرسة التي حملتها لنا امينة لندخلها جميعا دون معاناة
          دمت رحيقا


          تعليق

          • بنت الشهباء
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 6341

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عصام مشعل مشاهدة المشاركة
            [align=center]شكراً لك أختي الكريمة بنت الشهباء

            درس عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

            ندعو الله تعالى أن تنتفع به نساء المسلمين

            فيتعلمن ويقتدين لها

            جزاك الله خيراً وسلمت وسلم قلمك المِعطاء

            مع خالص التحية والتقدير
            [/align]
            أخي الكريم
            عصام مشعل

            أم المؤمنين الصديقة الطاهرة
            والله إنها لتعطينا دروسًا في كل مجالات الحياة
            لو حاولنا أن نقتبس من سيرتها , ونتعلم من أدبها وعلمها وخلقها ...


            كل الشكر والتقدير والاحترام أخي عصام
            على مروركَ الكريم الذي دائمًا أسعد به , ويزيدني دفعًا إلى أن أتابع مسيرتي مع رسالة الخير والأخوة التي أكرمنا الله بها
            ونسأل الله أن يعيننا ويثبتنا , وأن يجعل لنا لسان صدق في الآخرين
            ولا يخزنا يوم يبعثون
            إنه سميع مجيب

            أمينة أحمد خشفة

            تعليق

            • بنت الشهباء
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 6341

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة صابرين الصباغ مشاهدة المشاركة
              { لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة إلاّ مريم بنت عمران لقد نزل جبريل - صلى الله عليه وسلم- بصورتي في راحته ,حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يتزوّجني ,ولقد تزوّجني بِِكراً وما تزوج بكراً غيري , ولقد قبض ورأسه في حجري , ولقد قبرته في بيتي, ولقد حفّت الملائكة بيتي , وإن كان الوحي لينزل وهو في أهله فيتفرقون عنه ,وإن كان الوحي لينزل عليه وإنّي معه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه , ولقد نزل عذري من السماء , ولقد خلقت طيبة وعندي طيب , ولقد وعدت مغفرةً, ورزقاً كريماً }
              الحبيبة بنت الشهباء
              كم أغبط سيدة نساء العالمين امنا عائشة
              جعلها الله لنا اما نسير على نهجها فهى الحبيبة حبيبة الحبيب
              شكرا لهذه المدرسة التي حملتها لنا امينة لندخلها جميعا دون معاناة
              دمت رحيقا
              إنها مدرسة كبيرة وعظيمة
              يا غاليتي صابرين

              مدرسة نشأت وترعرعت في بيت النبوة ...
              فكيف لها أن لا تكون مدرسة وخير الرسل والأنبياء كان معلمها , وزوجها , وحبيبها !!!؟؟؟.....

              لكِ كل الشكر والمحبة والود
              غاليتي وأختي المحبة
              صابرين

              أمينة أحمد خشفة

              تعليق

              • اسلام المصرى
                عضو أساسي
                • 16-05-2007
                • 784

                #8



                اختى فى الله امينة ان افضل اخوة هى اخوة تكون فى حب وطاعة الله عزوجل منتظرين روائع موضوعاتك التى تجعلنا نتعلم من سيرة عطرة لمن سبقونا وكان حب الله ورسوله هو هدفهم حفظكى الله وسدد خطواتك
                واسمحى لى بحثت ووجدت شى عن ام المومنين

                إن كرم الله واسع وفضله عظيم يوتيه من يشاء ويختص برحمته من يشاء من عباده وإمائه. لكن واجب العبودية يقتصي شكر المنعم بإحسان العبادة وإخلاصها للمتفضل بالنعم... وهكذا كانت السيدة الجليلة الفاضلة أم المؤمنين سيدتنا عاشة رضي الله عنها، كيف لا وقد اختارها الحق سبحانه لتكون للمومنين أما وللحبيب المصطفى زوجا وحبيبة؟ وللأمة مربية ومعلمة، وقبل هذا وبعده اختارها الله لتشع على الأمة بالأنوارالمحمدية من مشكاة قلب المرأة بما اختصها الله من رفق ورحمة ؟؟

                ولا نستغرب أن نقرأ عن أمنا القائمة الصائمة المتبتلة المتصدقة البرة التقية النقية العطوفة الرحيمة:


                المبشرة بالجنة

                في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إنه ليهون علي أن رأيت بياض كف عائشة في الجنة".



                من يقرؤها جبريل السلام

                ورد في مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا عائشة هذا جبريل عليه السلام وهو يقرأ عليك السلام فقلت عليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته".



                من تختار الله ورسوله

                جاء الأمر الإلَهي بحرية اختيار أزواج النبي لمسار حياتهن : إما أن يخترن الله ورسوله والدار الآخرة أو الحياة الدنيا وزينتها؛ فكانت أولى الممتحنات السيدة عائشة رضي الله عنها فعن عائشة رضي الله عنها قالت : أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني سأعرض عليك أمرا فلا تعجلي حتى تشاوري أبويك فقلت: وما هذا الأمر قالت: فتلا علي :" ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا إن كنتان تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما" قالت فقلت وفي أي أمرذلك تأمرني أن أشاور أبوي بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة . قالت: فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه. رواه الإمام أحمد.



                المباركة التي يجري الله على يديها اليسر للمسلمين

                من فضل سيدتنا عاشة وكرمها على ربها أن الله اصطفاها لتكون أكثر نساءالنبي صلى الله عليه وسلم صحبة له في سفره وفي كل مرة يمن الله على الأمة باليسر والترخيص بفضلها؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كان بتربان- بلد بينه وبين المدينة بريد وأميال- وهو بلد لا ماء فيه وذلك من السحر انسلت قلادة لي من عنقي فوقعت فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لالتماسها حتى طلع الفجر ليس مع القوم الماء قالت: فلقيت من أبي ما الله به عليم من التعنيف والتأفيف وقال: في كل سفر للمسلمين منك عناء وبلاء قالت فأنزل الله الرخصة بالتيمم قالت: فتيمم القوم وصلوا. قالت: يقول أبي حين جاء من الله الرخصة للمسلمين: والله ما علمت يابنية أنك لمباركة ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر.



                الصابرة المحتسبة الموقنة

                في قصة الإفك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : أما بعد ياعائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله عز وجل وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ثم توبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة...فقلت وأنا جاريةحديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله قد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمروالله عز وجل يعلم أني بريئة تصدقوني وإني والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف" صبر جميل والله المستعان على ما تصفون" قالت : ثم تحولت فاضطجعت على فراشي قالت وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله عز وجل مبرئي ببراءتي ولكن والله ماكنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله عز وجل في بأمريتلى ...رواه الإمام أحمد والقصة عند البخاري ومسلم.

                يا سبحان الله.. سيدتنا عائشة التي رأينا من فضلها ومكانتها عند الله ورسوله وجبريل تتحدث عن نفسها بهذا التواضع ؟؟ من أين لها هذه التربية الربانية ؟؟ لا عجب فهي السيدة المتخرجة من المدرسة المحمدية.



                الصائمة القائمة المعتكفة المتصدقة

                لقد أرسل الله تعالى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم نورا مبينا وسراجا منبيرا ليخرج الناس من الظلمات إلى النوربإذن الله الهادي إلى صراط مستقيم فتشرب الصحابة هذا النورالرباني؛ ولا شك أن حظ أزواجه رضوان الله عليهن كان وافرا ومن أوفرهن حظا سيدتنا عائشة الصديقة بنت الصديق .هذه الأنوار الممزوجة بالمحبة الصادقة الأبدية أنارت أمامها الطريق لتقتدي وتهتدي بخير البشرية فكانت رضي الله عنها حريصة على الخير فلا تدع برا إلاأقبلت عليه ؛ قالت رضي الله عنها: كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله عز وجل واستعاذ ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله عز وجل ورغب إليه
                من من الرجال أو النساء اليوم يقوم ليلة يصلي بالمطول من السور اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه؟؟ ومن من الأزواج يوقظ صاحبه في جوف الله ليقفا معا أمام الله متضرعين خائفين يدعوان ربهما تضرعا وخشية رهبة ورغبة؟؟من ؟ من يتأسى؟؟

                وفي حديث آخر تقول سيدتنا عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ذكر أن يعتكف العشر الأواخرمن رمضان فاستأذنته عائشة فأذن لها فأمرت ببنائها فضرب وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلت فأمر ببنائها فضرب فلما رأت زينب ذلك أمر ببنائها فضرب قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى انصرف فبصر بالأبنية فقال: ما هذه؟ قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب فقال النبي صلى الله عليه وسلم آلبر أردتن بهذا؟ ما أنا بمعتكف فرجع فلما أفطر اعتكف عشر شوال
                لتنظر معي أيها الزائر الكريم أيتها الزائرة، كيف كانت أمهات المومنين تتبع خطوات النبي الكريم دون أن يأمرهن، تحدوهن المحبة ويدفععهن إرادة وجه الله والدرجات العلى من الجنة امتثالا لقول الله تبارك وتعالى : سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض (الحديد آية21)
                لذلك كانت سيدتنا عائشة تتصدق بمالها تقربا لله فلا تبقي ما تشتري به طعام إفطارها



                المتبتلة

                ورد في مسند الإمام أحمد أن ابن أبي موسى أرسله مدرك إلى عائشة ليسألها أشياء قال: فأتيتها وهي تصلي الضحى فقلت: أقعد حتى تفرغ. فقالوا هيهات...

                أم المومنين تصلي الضحى وتطيل حتى يشق على الرجال انتظار ها ..أي تعبد وأي تبتل وهي المبشرة بالجنة وزوج رسول الله في الدنيا والآخرة ؟

                إنها التربية الإيمانية التي شبت عليها في مدرسة النبوة.

                فياليت شعري متى تقتدي نساء أمتنا اللاتي حرمن قرونا من حقهن في عبادة الله والقرب منه حتى صارت الصلاة وباقي العبادات حكرا على الرجال، وأصبح المسجد لا تدخله إلا العجائز يوم الجمعة ليصلين في مكان ضيق معزول في مؤخرة المسجد.
                [color=#00008B][size=7][align=center]"واإسلاماه"[/align][/size][/color]

                [align=center][img]http://www.almolltaqa.com/vb/image.php?u=46&dateline=1179777823[/img][/align]
                [CENTER][SIZE="5"][COLOR="Black"]دعائكم لى بالشفاء[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

                تعليق

                • بنت الشهباء
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 6341

                  #9
                  سلمكَ الله ورعاكَ أخي الكريم
                  إسلام
                  على هذه الاضافة الثمينة من سيرة أمنا الصديقة عائشة - رضي الله عنها -

                  وجزاكَ الله الخير كله عاجله وآجله
                  إنه سميع مجيب

                  أمينة أحمد خشفة

                  تعليق

                  • خليل حلاوجي
                    عضو الملتقى
                    • 04-06-2007
                    • 97

                    #10
                    وسئلت من أين لك كل هذا العلم قالت :

                    من قلب عقول ولسان سؤول


                    يارب إجعلنا معهم آل بيت النبي ... أجمعين

                    \

                    بالغ تقديري

                    تعليق

                    • بنت الشهباء
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 6341

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
                      وسئلت من أين لك كل هذا العلم قالت :

                      من قلب عقول ولسان سؤول


                      يارب إجعلنا معهم آل بيت النبي ... أجمعين

                      \

                      بالغ تقديري
                      واجعلنا يارب أن نقتدي بسير الصحابيات الجليلات , وأمهات المؤمنين الصالحات
                      ونحن نأمل من الله أن يجمعنا معهم بجنات الفردوس والنعيم
                      إنه سميع مجيب

                      لك مني جزيل الشكر والتقدير
                      لمرورك الكريم أخي
                      خليل حلاوجي

                      أمينة أحمد خشفة

                      تعليق

                      • بنت الشهباء
                        أديب وكاتب
                        • 16-05-2007
                        • 6341

                        #12
                        عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:

                        " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ."

                        أخرجه أحمد

                        أمينة أحمد خشفة

                        تعليق

                        • رشا عبادة
                          عضـو الملتقى
                          • 08-03-2009
                          • 3346

                          #13
                          [align=center] يا الله
                          أجزم ان نبرة الأمان بحروفكِ يا سيدتي، التي تتسلل لقلوبنا بفن وسلاسة"كلاعب خلوق محترف" يجبر الحكم على إحترام "تسلسله" وعدم إحتسابه هى ذاتها نبرة صوتكِ الحقيقية بالحياة" ماشاء الله عليكِ"
                          أحب روح الفن التي تجسدينها بقوة وعفة حين تناقشين حقائق ثابتة ،أومعروفة نوعا ما
                          تمنحينها مؤثرات جمالية أصدق وأعمق وأبعد من حدود المعلومة والقصة الثابتة، وهذا هو الإبداع الحقيقي الذييفرق ما بين الجهد الصادق لهدف أشمل وأعم والجهد المحدود بغرض الشهرة أو التواجد والنصح فقط

                          اما بالنسبة لموضوعكِ هنا يا أستاذتنا الخلوقة الجميلة
                          فأظنكم ما شاء اله كفيتم ووفيتم
                          لتخرجون عبرة النقاش "الخاصة"عن الشخصية الرائعة "أمنا عائشة رضى الله عنها"
                          لساحة الهدف العام الأكثر شمولاً فى كيفية الصبر على الظلم
                          والإستعانة بالله
                          والثقة بعدله
                          وردة الفعل الجميلة الواثقة الراضية التى تحفظ لأصحاب الحق حقوقهم دون ان تنال منه او تنقص منه مثقال ذرة
                          يشهد الله انى ما قرأت عن أمنا عائشة حرفاً إلا وزاد حبي لها وخاصة تلك الحوارات القصيرة من أحداث تجسد تعاملها مع النبي عليه الصلاة والسلام
                          فى جدهم ومزاحهم ورقتهم وحبهم وغضبهم وغيرتهم
                          أحببتها وانا اسمع حروفها بعيني وهي تقول لنبي الحبيب
                          كيف هو حبي بقلبك
                          فيقول الحبيب"انه كالعروة الوثقى بل أشد"
                          فكانت كثيرا ما تسأله بعدها" كيف هو حال العروة؟
                          أحببتها عاشقة للنبي حين تقول
                          "وكيف لايغار مثلي على مثلك"
                          بالتأكيد لن يكفى الحديث عنها صفحات
                          ولكن الأهم هنا هو هدف تذكرينا بتلك القصة"حادثة الإفك"
                          لعلها رسالة تصل لمن يحتاجها أو ينساها
                          تحياتي ومودتي واحترامي وحبي وشوقي لملاقاتكِ يا ست الكل
                          لا حرمنا الله رقي تواجدكِ وأهميته بهذا البيت الكبير
                          كوني بخير
                          [/align]
                          " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                          كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                          تعليق

                          • بنت الشهباء
                            أديب وكاتب
                            • 16-05-2007
                            • 6341

                            #14
                            أختي الغالية رشا
                            إن الحديث عن أم المؤمنين عائشة الصدّيقة المطهرة المبرأة من سبع سموات ، التي كانت أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وأبوها أحب الرجال إليه لم يكفنا والله مئات بل آلاف الصفحات لننهل من سيرتها العظيمة الدروس والوصايا والعبر ، ونتعلّم منها كيف تكون المرأة الصالحة القانتة البرّة المستقيمة ، الفقيهة العالمة الفطنة الذكية التي لم تسلم من المحنة والفتنة والابتلاء واتهامات المغرضين والمنافقين ....
                            إنها الصديقة الطاهرة التي بقيت في قلب الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حتى آخر لحظة من حياته:
                            عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :
                            رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَ دَخَلَ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاضْطَجَعَ فِي حِجْرِي فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ أَخْضَرُ قَالَتْ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ نَظَرًا عَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُحِبُّ أَنْ أُعْطِيَكَ هَذَا السِّوَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَتْفَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ لَهُ حَتَّى أَلَنْتُهُوَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ قَالَتْ فَاسْتَنَّ بِهِ كَأَشَدِّ مَا رَأَيْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ قَبْلَهُ ثُمَّ وَضَعَهُ وَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثْقُلُ فِي حِجْرِي قَالَتْ فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ فَإِذَا بَصَرُهُ قَدْ شَخَصَ وَهُوَ يَقُولُ بَلْ الرَّفِيقُ الْأَعْلَى مِنْ الْجَنَّةِ فَقُلْتُ خُيِّرْتَ فَاخْتَرْتَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ قَالَتْ وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
                            مسند الإمام أحمد بن حنبل
                            لم ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلا في بيتها :
                            لم ينزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى لحاف امرأة من نسائه غيرها . أخرجه البخارى فى المناقب ورواه ابن حبان فى صحيحه والحاكم فى المستدرك بلفظ : " ما نزل الوحى على وأنا فى بيت امرأه من نسائى غير عائشة ".
                            هي العالمة الجليلة التي جمعت علوم الدين والدنيا
                            وذكر أَبوعمر بن عبد البر رحمه الله : انها كانت وحيدة عصرها فى ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر ".
                            كانت المرجع الوحيد لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
                            قال ابوموسى الأشعرى : " ما اشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط , فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما "
                            أخرجه الترمذى
                            وما أحوجنا يا غاليتي رشا أن نعود إلى منابع رسالة أمهات المؤمنين ، ونستقي منهم ما نحن بحاجة إليه بعدما غدونا نعدو وراء من يريد لنا الفساد والضياع بحجة حرية المرأة !!!....

                            أمينة أحمد خشفة

                            تعليق

                            • بنت الشهباء
                              أديب وكاتب
                              • 16-05-2007
                              • 6341

                              #15
                              وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
                              (30)الأنفال
                              مرة ثانية أعود إلى صفحة الصدّيقة الطاهرة العفيفة أمّ المؤمنين وابنة الصديّق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ خير الرجال من بعده ونتأمل معا ما أنزله الله في كتابه العزيز بحقّ الطاهرة الصدّيقة زوج الحبيب محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -عائشة بنت الصدّيق – رضي الله عنها – ولنأخذ العبرة والدروس منها ، ونكون على حذر من أحفاد المنافقين واليهود الماكرين الذين كانوا وراء حادثة الإفك التي وصلت اتهاماتها القذرة الشنيعة لبيت الحبيب المصطفى وفراشه ...
                              " ما كان حديث الإفك رمية لعائشة وحدها ، إنما كان رمية للعقيدة في شخص نبيها وبانيها . . من أجل ذلك أنزل الله القرآن ليفصل في القضية المبتدعة ، ويرد المكيدة المدبرة ، ويتولى المعركة الدائرة ضد الإسلام ورسول الإسلام؛ ويكشف عن الحكمة العليا وراء ذلك كله؛ وما يعلمها إلا الله .
                              { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم . لا تحسبوه شرا لكم ، بل هو خير لكم . لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم . والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } .
                              فهم ليسوا فردا ولا أفرادا؛ إنما هم { عصبة } متجمعة ذات هدف واحد . ولم يكن عبد الله بن أبي بن سلول وحده هو الذي أطلق ذلك الإفك . إنما هو الذي تولى معظمه . وهو يمثل عصبة اليهود أو المنافقين ، الذين عجزوا عن حرب الإسلام جهرة؛ فتواروا وراء ستار الإسلام ليكيدوا للإسلام خفية ، وكان حديث الإفك إحدى مكائدهم القاتلة . ثم خدع فيها المسلمون فخاض منهم من خاض في حديث الإفك كحمنة بنت جحش؛ وحسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة . أما أصل التدبير فكان عند تلك العصبة ، وعلى رأسها ابن سلول ، الحذر الماكر ، الذي لم يظهر بشخصه في المعركة . ولم يقل علانية ما يؤخذ به ، فيقاد إلى الحد . إنما كان يهمس به بين ملئه الذين يطمئن إليهم ، ولا يشهدون عليه . وكان التدبير من المهارة والخبث بحيث أمكن أن ترجف به المدينة شهرا كاملا ، وأن تتداوله الألسنة في أطهر بيئة وأتقاها!
                              وقد بدأ السياق ببيان تلك الحقيقة ليكشف عن ضخامة الحادث ، وعمق جذوره ، وما وراءه من عصبة تكيد للإسلام والمسلمين هذا الكيد الدقيق العميق اللئيم . ثم سارع بتطمين المسلمين من عاقبة هذا الكيد :
                              { لا تحسبوه شرا لكم؛ بل هو خير لكم } . .
                              خير . فهو يكشف عن الكائدين للإسلام في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته . وهو يكشف للجماعة المسلمة عن ضرورة تحريم القذف وأخذ القاذفين بالحد الذي فرضه الله؛ ويبين مدى الأخطار التي تحيق بالجماعة لو أطلقت فيها الألسنة تقذف المحصنات الغافلات المؤمنات . فهي عندئذ لا تقف عند حد . إنما تمضي صعدا إلى أشرف المقامات ، وتتطاول إلى أعلى الهامات ، وتعدم الجماعة كل وقاية وكل تحرج وكل حياء .
                              وهو خير أن يكشف الله للجماعة المسلمة بهذه المناسبة عن المنهج القويم في مواجهة مثل هذا الأمر العظيم .
                              أما الآلام التي عاناها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ، والجماعة المسلمة كلها ، فهي ثمن التجربة ، وضريبة الابتلاء ، الواجبة الأداء!
                              أما الذين خاضوا في الإفك ، فلكل منهم بقدر نصيبه من تلك الخطيئة : { لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم } . . ولكل منهم نصيبه من سوء العاقبة عند الله . وبئس ما اكتسبوه ، فهو إثم يعاقبون عليه في حياتهم الدنيا وحياتهم الأخرى : { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } يناسب نصيبه من ذلك الجرم العظيم .
                              والذي تولى كبره ، وقاد حملته ، واضطلع منه بالنصيب الأوفى ، كان هو عبد الله بن أبي بن سلول . رأس النفاق ، وحامل لواء الكيد . ولقد عرف كيف يختار مقتلا ، لولا أن الله كان من ورائه محيطا ، وكان لدينه حافظا ، ولرسوله عاصما ، وللجماعة المسلمة راعيا . . ولقد روي أنه لما مر صفوان بن المعطل بهودج أم المؤمنين وابن سلول في ملأ من قومه قال : من هذه؟ فقالوا : عائشة رضي الله عنها . . فقال : والله ما نجت منه ولا نجا منها . وقال : امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت؛ ثم جاء يقودها!
                              وهي قولة خبيثة راح يذيعها عن طريق عصبة النفاق بوسائل ملتوية . بلغ من خبثها أن تموج المدينة بالفرية التي لا تصدق ، والتي تكذبها القرائن كلها . وأن تلوكها ألسنة المسلمين غير متحرجين . وأن تصبح موضوع أحاديثهم شهرا كاملا . وهي الفرية الجديرة بأن تنفى وتستبعد للوهلة الأولى .
                              وإن الإنسان ليدهش حتى اليوم كيف أمكن أن تروج فرية ساقطة كهذه في جو الجماعة المسلمة حينذاك . وأن تحدث هذه الآثار الضخمة في جسم الجماعة ، وتسبب هذه الآلام القاسية لأطهر النفوس وأكبرها على الإطلاق .
                              لقد كانت معركة خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاضتها الجماعة المسلمة يومذاك . وخاضها الإسلام . معركة ضخمة لعلها أضخم المعارك التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج منها منتصرا كاظما لآلامه الكبار ، محتفظا بوقار نفسه وعظمة قلبه وجميل صبره ".(1)
                              ( 1) في ظلال القرآن
                              سيد قطب
                              ج5ص256

                              أمينة أحمد خشفة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X