جلد المجنّد
تقليص
X
-
جَلْدُ المُجَنَّدِ
للشاعر / هشام مخدوم
------------------------------------
أَمِنْ أُمِّ شَادٍ يُوْلَدُ الصَّدُ مِنْ دَدِي ؟
لَيَقْطَعَ وَصْلَاً مِنْ ثَنَايَا المُغَرِّدِ ؟
------------------------------------
وَجُورِيَّةٌ تَمْشِي وَلَمْ يَمْشِ حَوْلَهَا
سُوَى خَمْسَةٍ جُنْدٍ كَحِصْنٍ مُشَيَّدِ
------------------------------------
وَخَمْسٍ حَوَاسٍ لَيْسَ يَعْرِفْنَ غَيْرَهَا
وَلَا غَيْرَهَا فِيْ شَدْوِ طَيْرٍ وَ مُنْشِدِ
------------------------------------
يَثُرْنَ إِذَا قَامَتْ وَ يَنْثُرْنَ خَلْفَهَا
قُطُوفَا لِشِعْرٍ مِنْ بُحُورِ التَّأَبْجُدِ
------------------------------------ غ
فَيَا لَيْتَ كُلَّ الخَلْقِ نَفْسٌ كَنَفْسِهَا
وَيَا لَيْتَ كُلَّ الدَّرِّ دَرُّ الزَّبَرْجَدِ
------------------------------------
وَسَامِقُ شِعْرٍ حَرَّكَ الأَرْضَ بَغْتَةً
فَأَنْبَتَ مِنْ عُشْبِ السَّمَقْمَقِ مَقْعَدِيْ
------------------------------------
وَأَشْكُو إِلَهِيْ كُلَّ مَاضٍ وَ حَاضِرٍ
وَ أَحْمَدُهُ فِيْ كُلِّ رُكْنٍ وَ مَسْجِدِ
------------------------------------
وَأُثْنِيْ عَلَى خَيْرِ البَرَيَّةِ وَالوَرَى
صلاةً عَلَى ذَكْرِ النَّبِيِّ المُحَمَّدِ
------------------------------------ غ
تَنَاسَيْتُ مَا قَدْ كَانَ بِالأَمْسِ فَائِتَاً
وَمَا أَخَّرَ الغَيبُ النِّصَابَ مِنْ الغَدِ
------------------------------------
وَعِشْتُ حَيَاةً قَدْ تَكَرَّرَ نَهْجُهَا
فَبِالَّلْيلِ مَوْتِيْ ثُمَّ بِالفَجْرِ مَوْلِدِيْ
------------------------------------
أُطَأْطِئُ رَأْسِيْ فِيْ اخْتِلَائِيْ بِخَالِقِيْ
وأرفع رأسي بين صحبي و حُسَّدِي
------------------------------------
سَأَنْظُرُ لِلْعَفْوِيِّ عَفْوَاً وَ ضَرْبَتِيْ
عَلَى كُلِّ ذِيْ مَكْرٍ بِحَدِّ المُهَنّدِ
------------------------------------
وَخَيْرُ رِجَالِ العُرْبِ شَامٌ وَ مَكَّةٌ
وَمِصْرُ إِذْا كَانَتْ كَـ (بَنَّا) وَسَيِّدِ
------------------------------------
فَمَا خَيْرُ قَوْمٍ مَنْ تَجَمَّعَ شَمْلُهُمْ
عَلَى ذَيْلِ كَلْبٍ مُجْرِمٍ مُتَهَوِّدِ
------------------------------------
وَإِبُّ بِهَا لُبُّ الشُّجَاعِ وَدِرْعُهُ
دِيَارُ ابْنِ مُخْتَارٍ وَ صَفْوٌ بِإِرْبِدِ
------------------------------------ غ
وَأَهْلُ الوَغَى هُمْ مِنْ سُلَالَةِ حَارِثٍ
وَيَحْمِيْ الحِمَى إِزْدٌ وَ زَهْرَانُ غُمَّدِ
------------------------------------
وَمَخْدُومُ أَرْضٍ يَأْسِرُ النَّاسَ شِعْرُهُ
وَيُؤْسَرُ مَخْدُومٌ مِنْ الثَّغْرِ وَالثَّدِيْ
------------------------------------
فَيَا بَدْرُ هَلَّا كُنْتَ خِلّاً بِمَغْرِبٍ ؟
وَيَا شَمْسُ هَلَّا كُنْتِ شِعْرَ التَّبَغْدُدِ ؟
------------------------------------
فَمَحْبُوبَتِيْ أَرْضٌ سَمَرْقَنْدُ كُحْلُهَا
كَمَنْسُوجِ تِبْرٍ فِيْ تَتَوُّجِ هُدْهُدِ
------------------------------------
أُجَوِّدُ شِعْرَاً فِيْ رُبُوعٍ وَ مَشْرِقَاً
تُجَوِّدُهُ رُوسٌ وَ فُرْسُ التَّرَصُّدِ
------------------------------------
فَمَا لِيْ لَهُمْ إِلَّا مِنْ الشِّعْرِ نُصْرَةٌ
وَمَاعِنْدَهُمْ إِلَّا وُعُودُ المُعَوَّدِ
------------------------------------
فَيَارَبُّ إِنِّيْ قَدْ كَرِهْتُ تَفَرُّقَاً
وَكَيَّاً عَلَى ظَهْرٍ وَ جَّلْدَ المُجَنَّدِ
------------------------------------
أُكَتِّمُ هَمَّاً فِيْ الضُّلُوعِ بِمُهْجَةٍ
وَلَيْتَ بِهَا لَهْوَاً وَحُبَّ التَّعَدُّدِ
------------------------------------
أَرَى النَّاسَ تَرْمِيْ كُلَّ بَلْوىً بِغَيْرِهَا
أَرَى الَّلمْزَ فِيهَا أَبْيَضَاً ضِدَّ أَسْوَدِ
------------------------------------
وَأَعْجَبُ مِنْ قَوْمِيْ يَخَافُونَ بَعْضَهُمْ
وَمَا خَافَ قَوْمِيْ يَوْمَ بَعْثٍ وَ مَوْعِدِ
------------------------------------
قَلِيلٌ هُمُ الأَبْطَالُ فِيْ ظُلْمِ سُحْرَةٍ
كَثِيرٌ هُمُ الأَرْذَالُ وَقْتَ التَّكَبُّدِ
------------------------------------
خُلِقْتُ وَبِيْ رِفْقٌ وَحِلْمٌ لِمُبْغِضٍ
وَلَا غَيْرَ ثَوْبَ الصَّبْرِ يَوْمَاً سَأَرْتَدِيْ
------------------------------------
وِإِنْ مَدَّتِ الأَعْرَابُ كَفَّاً لِحُرْمَةٍ
لَعَمْرِيْ أَجُزُّ الكَفَّ إِنْ طَاوَعَتْ يَدِيْ
------------------------------------
وُقُوفَاً بِهَا وَحْدِي وَ شِعْرِي مَطِيَّتِي
يقولون ما خَطْبُ الفتى الـمُتَوَحِّدِ ؟
------------------------------------
أُنَادِي بِصَوْتِ الحَقِّ فِيْ كُلِّ وَقْعَةٍ
أُصَوِّبُ يَوْمِي صَوْبَ لَحْدٍ وَ مَرْقَدِ
------------------------------------
فَيَا رَبْعُ إِنّْيْ قَدْ طَلَبْتُ شَهَادَةً
وَإِنْ تُنْكِرُوا حَقَّاً فَيَا أَرْضِيَ اشْهَدِي
------------------------------------
سَئِمْتُ بِمَنْ تَحْكِيْ الحَيَاةُ فُجُورَهُ
وَ يَنْطِقُ بِالشَّفَتَيْنِ رُكْنَ التَّشَهُّدِ
------------------------------------
سُيُفْضَحُ مَنْ أَخْفَى بِقَلْبٍ نِفَاقَهُ
إِذَا غِبْتُ أَوْ غيَّبْتُ نَثْرَ الزُّمُرِّدِ
------------------------------------
وَيَقْمَعُ مَنْ عَمَّتْ بِقَفْرٍ كِلَابُهُ
عُقُولاً وَ أَفْئِدَةً بِجَيْشٍ وَ مِقْوَدِ
------------------------------------
يُنَادِي ضَعِيفُ النَّفْسِ مَالَاً وَ دُنْيَةً
وَيَبْنِي قُصُورَاً فَوْقَ عَبْدٍ وَ مَعْبَدِ
------------------------------------
وَيَقْرُبُ مَنْ يَرْضَى المَذَلَّةَ وَ الأَذَى
وَإِنِّيَ إِنْ تَدْنُ المَذَلَّةُ أَبْعُدِ
------------------------------------
فَلَا القَوْمُ كَانُوا فِيْ المَعَامِعَ قَسْطَلَاً
وَلَا القَوْمُ فِيْ سِلْمٍ بَرَأْيٍ مُسَدَّدِ
------------------------------------
وَلَا الأَرْضُ أَرْضٌ لِلْأَبِيِّ فَأَهْلُهَا
تَشُكُّ بِمَنْ يِمْشِيْ وَلَمْ يَتَرَدَّدِ
------------------------------------
وَمَا لِغَرِيبٍ وَ الْمَكَارِمُ طَبْعُهُ
تُعَدُّ مَسَاوِئُهُ فَيَهْدِي لِيَهْتَدِي
------------------------------------
وَكَمْ مِنْ وَحِيدٍ تَعْرِفُ النَّاسُ فَضْلَهُ
وَكَمْ مِنْ غَبِيٍّ بَيْنَ حَشْدٍ مُحَشّدِ
------------------------------------
وَإِنْ يُبْغَضِ الأَخْيَارُ فِيْ قَوْلِ حُجَّةٍ
عَلِمْتُ بِأَنَّ المُوبِقَاتِ سَتَبْتَدِيْ
------------------------------------
وَ إِنْ نَفَدَتْ كَلِمَاتُ عَبْدٍ فَرَبُّهُ
يَمُدُّ وَمَا نَفِدَتْ مِدَادُ المُمَدِّدِ
------------------------------------
بِعِلْمٍ وَدِينٍ يُصْبُحُ المَرْءُ مُسْلِمَاً
وَعِلْمٌ بِلَا دِينٍ كَجَهْلٍ بِمُلْحِدِ
------------------------------------التعديل الأخير تم بواسطة ابن مخدوم; الساعة 18-10-2015, 00:02.
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركةقصيد ماتع ويراع بارعدمت بهذا البهاء الشعري الذي أنعش الروح ...لاغادرت محاصيل السعادة والإبداع مواسمكمودتي وأرق تحاياي
لاعدمنا مرورك و حضورك الجميل
تحياتي
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 153476. الأعضاء 5 والزوار 153471.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق