أيا . . جدي . .
[align=justify]تمددتَ على " الكنبة " التي تتوسط ساحة الدار . لك أيـام تشكـو من ضيـق أنفاسك ، و ثقل صدرك . تتلحف بملاءة أرختها خالتي عليك . أمكث بجوارك ، أترقب انفلاج عينيك المكسوتين بالبياض في حدقتيهما ، عندما تكشفها أجفانك عند الآذان ، ثم يرتخي الوجه ، و تستكن التجاعيد المنتفخة من طول الرقاد . تتمتم :
- صدري سخن . . . يفور . .
تزفر ، يلسعني زفيرك . الكل مشغول عنك ، تأتي عيونهم ، تتأملك في غفوتك . تتعلق أناملي المدببة بكفك الأسود ، براحته الخشنة ، و أظفارك المطمورة في أصابعك . كنت تضحك على بكائي عندما يسقط " الشاكوش " على حواف يدي ، و أنا أقلّدك عندما تدق المسامير و تصنع شُبّاكًا أو بابًا . تطبطب على ظهري ، و ذراعك يتوغل في جيب " السَيـّالـة " في جلبابك ، لتخرج " الكراملة " و تقول : " أنت نجار نونو . . . و أنا نجار عجوز " . وتردف : " زبائني كلهم ماتوا أو مثلي ، ناس توّصل ناس " .
و تقبع على أريكتك أمام دكانك الذي يشغل طرف دارنا ، تنظر في اللا شئ .
يتحرك جسدك النحيل ، و عظامك تبرز من أكتافك ، يدك متخشبة بيدي ، تهمس وتكرر :
- حرّك " الكنبة " . . . و تشير ناحية " الدهليز " .
ألُفُّّها ، و أكتم أنّاتي ، و تلتف معي ، قد صرت خفيفًا ، تهمس بأن أكفّ . ثم استكانتك ثانية ، و استفهام يتشكل بنفسي . يتحرك لسانك بالتمتمة . . . و أفغر فمي كلمات السماء تتغلغلني و بـرودة تسري في مسامي من راحـة كـفـك . أهذا هو الموت؟، الخوف منه، تتصلب أمامي ، أبكي بقوة ، خالتى تسلّك أصابعي منك تسقط طاقيتك عن صلعتك ، و شيبتك ، تطبق خالتي شفتيك القائمتين ، و تشد إصبع قدمك الكبير . . ؟ ثم الملاءة على وجهك . لم لا تصرخين يا خالتي ؟ دموع فقط تبلل ثوبك و أنت تستندين برأسك إلى ركبتيك في انزوائك بجانب السرير النحاسي العالي . صرخات النسوة اللائى ملأن الدهليز ، تائه أنا في أثوابهن السوداء و أيديهن ترقع خدودهن اللاتى تحمرن . . . . . و خالتي لا زالت في قرفصتها . . . ؟
* * *
قبرك من قوالب الطين ، سوَّيته بيدك ، و كنت معك ، و ها هي عظامك الملفوفة تتمدد في الحفرة ثم التراب . . . الأرجل عائدة . هل ستبقى هنا و حدك ؟
* * *
الكنبة في اعوجاحها نحو القبلة ، و جلبابه مطـوي بطرفهـا ، السكـون ، خالتي . . في تكومها ، و “ الكراملّة “ المتناثرة على الأرض الأسمنتية ، أربتُ على كتفها ، و أشير بالتساؤل إلى الكنبة ، تحتويني أكف خالتي السمراء ، فأتجمع في حجرها ، تهز أصابعها مشيرة بين الكنبة حيث كان جثمان جدي وإلى قبلة الجامع .
[/align]
[align=justify]تمددتَ على " الكنبة " التي تتوسط ساحة الدار . لك أيـام تشكـو من ضيـق أنفاسك ، و ثقل صدرك . تتلحف بملاءة أرختها خالتي عليك . أمكث بجوارك ، أترقب انفلاج عينيك المكسوتين بالبياض في حدقتيهما ، عندما تكشفها أجفانك عند الآذان ، ثم يرتخي الوجه ، و تستكن التجاعيد المنتفخة من طول الرقاد . تتمتم :
- صدري سخن . . . يفور . .
تزفر ، يلسعني زفيرك . الكل مشغول عنك ، تأتي عيونهم ، تتأملك في غفوتك . تتعلق أناملي المدببة بكفك الأسود ، براحته الخشنة ، و أظفارك المطمورة في أصابعك . كنت تضحك على بكائي عندما يسقط " الشاكوش " على حواف يدي ، و أنا أقلّدك عندما تدق المسامير و تصنع شُبّاكًا أو بابًا . تطبطب على ظهري ، و ذراعك يتوغل في جيب " السَيـّالـة " في جلبابك ، لتخرج " الكراملة " و تقول : " أنت نجار نونو . . . و أنا نجار عجوز " . وتردف : " زبائني كلهم ماتوا أو مثلي ، ناس توّصل ناس " .
و تقبع على أريكتك أمام دكانك الذي يشغل طرف دارنا ، تنظر في اللا شئ .
يتحرك جسدك النحيل ، و عظامك تبرز من أكتافك ، يدك متخشبة بيدي ، تهمس وتكرر :
- حرّك " الكنبة " . . . و تشير ناحية " الدهليز " .
ألُفُّّها ، و أكتم أنّاتي ، و تلتف معي ، قد صرت خفيفًا ، تهمس بأن أكفّ . ثم استكانتك ثانية ، و استفهام يتشكل بنفسي . يتحرك لسانك بالتمتمة . . . و أفغر فمي كلمات السماء تتغلغلني و بـرودة تسري في مسامي من راحـة كـفـك . أهذا هو الموت؟، الخوف منه، تتصلب أمامي ، أبكي بقوة ، خالتى تسلّك أصابعي منك تسقط طاقيتك عن صلعتك ، و شيبتك ، تطبق خالتي شفتيك القائمتين ، و تشد إصبع قدمك الكبير . . ؟ ثم الملاءة على وجهك . لم لا تصرخين يا خالتي ؟ دموع فقط تبلل ثوبك و أنت تستندين برأسك إلى ركبتيك في انزوائك بجانب السرير النحاسي العالي . صرخات النسوة اللائى ملأن الدهليز ، تائه أنا في أثوابهن السوداء و أيديهن ترقع خدودهن اللاتى تحمرن . . . . . و خالتي لا زالت في قرفصتها . . . ؟
* * *
قبرك من قوالب الطين ، سوَّيته بيدك ، و كنت معك ، و ها هي عظامك الملفوفة تتمدد في الحفرة ثم التراب . . . الأرجل عائدة . هل ستبقى هنا و حدك ؟
* * *
الكنبة في اعوجاحها نحو القبلة ، و جلبابه مطـوي بطرفهـا ، السكـون ، خالتي . . في تكومها ، و “ الكراملّة “ المتناثرة على الأرض الأسمنتية ، أربتُ على كتفها ، و أشير بالتساؤل إلى الكنبة ، تحتويني أكف خالتي السمراء ، فأتجمع في حجرها ، تهز أصابعها مشيرة بين الكنبة حيث كان جثمان جدي وإلى قبلة الجامع .
[/align]
تعليق