رحيل شاعر فلسطين محمود درويش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    رئيس الجمعية المصرية للترجمة
    • 04-07-2007
    • 408

    رحيل شاعر فلسطين محمود درويش

    *صورة: http://www.bokra.net/images/news/200708261442390.jpg ورقة أخرى من أوراق دوحة المبدعين أسقطتها رياح خريف الموت ... وصوت شاد تغنى بالقضية...

    أكثر...
    حسام الدين مصطفى
    مترجم - باحث- كاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
    أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
    www.hosameldin.org
    www.egytrans.org

  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    مجموعة محمود درويش التي صدرت بعد رحيل الشاعر الكبير تشكل عالما مليئا بالتساؤل الذي لم يلق غير أجوبة مرة وبالغصات وبواقع يرثه الانسان ليجد أنه لا حول له فيه. وعلى خلاف قول ديكارت "انا افكر اذن فانا موجود" فسيجد هذا الانسان نفسه في وضع يمكن اختصاره بالقول "انا موجود إذن فأنا ضحية آلام لا حدّ لها".
    يصور درويش في جل ما في المجموعة الجديدة أو كلها آلام الانسان الرهيبة. لكنها هنا تطلّ من وجه فلسطيني ومن كفّين داميتين لانسان محكوم عليه بالصلب الدائم. ولربما شكل الانسان الفلسطيني المعاصر مثلا صارخا على اسطورة سيزيف لا يكاد يرفع الصخرة قليلا حتى تنهار عليه وطيور جارحة وحشية تنهش كبده. لقد تحول الانسان عامة عند الشاعر هنا من خلال الانسان الفلسطيني لا الى لاعب نرد بل في الواقع الى حجر نرد يرمى به فلا يستطيع ان يعرف الا مكان سقوطه. وهذا المكان ليس مكانا ثابتا. فكل القاء جديد لحجر النرد قد يقذف به الى مكان آخر او الى وهدة اخرى.
    لقد تحول هذا الانسان الى "الفلسطيني التائه" عوضا عن تعبير اليهودي التائه الذي الفناه تاريخيا بل ان ما اصاب هذا الفلسطيني من آلام يصح فيها قول لاحد كبار المفكرين من انها تشكل اعظم آلام "لاعظم صبر في التاريخ."
    ومجموعة محمود درويش الجديدة حملت عنوانا هو "لا اريد لهذه القصيدة ان تنتهي" ووصفها الناشر بانها "الديوان الاخير" للشاعر الذي توفي في التاسع من اغسطس آب 2008. وجاءت المجموعة في 157 صفحة متوسطة القطع وتوزعت على ثلاثة اقسام ضمت ما يزيد على 32 قصيدة طويلة بتفاوت. صدرت المجموعة عن دار "رياض الريس للكتب والنشر."
    اما الاقسام الثلاثة فجاءت عناوينها كما يلي "لاعب النرد" و "لا اريد لهذه القصيدة ان تنتهي" و "ليس هذا الورق الذابل الا كلمات." واحتوى كل قسم على عدد من القصائد. وفي القصائد كلها يطل محمود درويش لا كشاعر كبير فحسب بل "كمعلم" في فن الكلمة والتعبير وفي اثارة احزان وجودية وطرح احزان وجودية ايضا.
    وزعت دار "رياض الريس لكتب والنشر" مع المجموعة كتيبا صغيرا كتبه الروائي والصحافي اللبناني الياس خوري احد اصدقاء الشاعر الراحل عن كيفية عثوره مع عدد من المثقفين من اصدقاء الراحل واقربائه على قصائد المجموعة وكيفية تعامل خوري مع مشروع نشرها الذي كلّف به. وجعل خوري عنوان الكتيب "محمود درويش وحكاية الديوان الاخير." كما وزعت دار النشر كتيبا اخر اكبر من الاول حمل قصائد مختارة من شعر درويش. وكتب خوري ان درويش كان قد تحدث عن وجود ديوان له و فهم من كلامه انه اعده على عادته من الدقة في اعداد اي موضوع واي قصيدة. وبعد عرض مؤثر في النفس وصل خوري الى القول في القسم الثالث من الكتيب "المفاجأة التي صعقتنا حين دخلنا منزل درويش في عمان ان الشاعر لم ينظّم اوراقه قبل الرحيل (...) يبدو ان الرجل صدّق الاطباء وكذب حدس الشاعر الذي جعل الموت يتسلل الى جميع قصائده الاخيرة (...) وجدنا ان اوراقه الشعرية غير منظمة وكان علينا ان نعيد ترتيبها من دون ان نمسها تقريبا".
    بعض القصائد التي لم يعطها الشاعر عناوين وضع خوري عناوين لها استلهمها من القصائد نفسها. وهذا ما حدث بالنسبة الى عنوان المجموعة فهو عنوان قصيدة طويلة جعل خوري من قول للشاعر فيها عنوانا لها وللكتاب بعض هذه القصائد وهو قليل كان الشاعر قد القاه في مناسبات.

    </i>

    تعليق

    يعمل...
    X