حالة تحرش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    حالة تحرش

    حالة تحرش
    تجربة حقيقية " مع بعض التوابل "


    بقلمي " أحمد خيـري "

    - الحمد لله على نعمة الحرية .. الحمد لله على " المحاميات البارعات " ، والحمد لله على " غباء العدالة " او القائمين عليها ..
    " كانت اجازة شوم "

    هكذا قلتها ، وانا يقبض على ولـ المرة الثالثة ، وبنفس الطريقة ، وبنفس السيناريو
    نفس الطريقة " بمعنى أن السادة الافاضل في المباحث " يفتحون ملفاً قديماً لقضية بلا معنى ، ولا اساس ..
    ونفس السيناريو " بمعنى أن يتم القاء القبض على .. فى الاسبوع الاخيـر او بالأحرى الثلاث ايام الاخيـرة " قبل نهاية أجازتي في وطني السعيد ، والذى اقسمت هذه المرة على " عدم العودة له ثانية "
    كان الأسبوع الأخيـر في أجازتي ، وقمنا والحمد لله بالتازل عن بعض الصلاحيات العائلية " لاشقائي ، وابناء العمومة " حتى لا يتكدر البعض من سفري المستمر " ووزعنا الصدقات ، والهبات ، وجددنا مسجد " المرحومة " ..
    وكانت " سهرة السمر" على اوجها " ونعنشتها على صوت ام كلثوم " وكركرة المعسل البرىء طبعاً "
    وفجأة ، وبدون مناسبة .. يسقط فوق رؤوسنا " ضيوف غير مرغوب فيهم بالمرة " كـ جلاميد الصخور التي تحط من عل ، و واطي ، ومن كل صوب ..
    ويسألني أحدهم فى أدب مصطنع "
    - الحاج " أحمد " لو سمحت ممكن تتفضل معانا " خمس دقائيق " فى بلاغ مقدم ضدك ....... و
    يقاطعهم خمسين صوت هذه المرة :
    - تااااااااااااااني
    فـ ارد انا بسخرية وغضب عارم :
    - لا وحياتكم دي تااالت المرة دي .. " هو انتم بطلتوا تقبضوا على الاخوان ، وكل ما تفتكروني تخبطوا على .. ولا كالعادة عايزين شوية رز "
    فـ اعاد الضابط "المؤدب " جملته مرة ثانية مع اضافة جملة " وياريت بلاش مشاكل " انا معايا قوة كبيرة بره ..
    وهنا اشتغل الغضب فى كل مكان " وتحسس كل ابناء العمومة اسلحتهم الشخصية ، وبدأ بعضهم يجري اتصالاته بـ اشقاءه و اقاربه ورجاله "
    وأنا اواجه الضابط بسخرية أكبر هذه المرة ..
    - شكلك جاى جديد من القاهرة يا حضرة .. هنا " سوهاج " والامر مختلف .. وصعب جدا " اخرج بالشكل ده .. وانا فى وسط عيلتي " الافضل ترجع مطرح ما جيت ، وانا بكره الصبح هاكون عندكم ..
    وبالفعل كنت فى مكتبه صباح اليوم التالي ..لاجده يسألني " عن تهريبي لـتحفة اثرية أو اخفاءها ..
    وعندما سألته بسخرية " عن نوع التحفة او " الاثـر " ومعرفتهم به ، وهل هو مسجل اما لا .. أو أو أو إلخ
    ووجدت اجابات لكل اسئلتي وهنا انفجرت ضاحكاً وقلت له
    - يا عزيزي هناك فارق بين التحفة والاثـر .. التحفة يمكن امتلاكها أو اقتناءها اوحتى بيعها اما الاثـر فهو ملك للدولة .. والتحفة التي تتهمني فيها " هى ولعلمك تقليد طبق الاصل ، وحاصلة على خاتم الدولة من واحدة اخرى " رقمها ... " ومتواجدة فى المتحف الاسلامي " فى الركن الفلاني ، واتصل بـ اصدقائك هناك لـ يخبروك بمكانها ، او ليشكلوا لجنة " للكشف عنها " في حالة شككم ان اكون بدلت الاصل بالتقليد " واستعد بعدها يا عزيزي لـ قضية " رد الشرف التى سـ ارفعها عليكم "
    ويبدو ان قولي الاخيـر لم يروق له .. فـ بعثـر فى اوراقي القديمة " ليخرج قضية " حيازة اسلحة اثرية "
    والحقيقة أنها كانت بالفعل اثرية " وهى اسلحة عبارة عن طبنجات عثمانلية ومملوكية " كنت قد اشتريتها من الخارج وعدت بها " إلى وطني السعيد " لـ أضعها فى أحد محلاتي " التى اغلقت تماما منذ يوم 28 يناير 2011 وحتى الان " ولكن الوطن اعتبر " اسلحتي الاثرية التى اشتريتها من الخارج ملكا له " وهكذا وللمرة الثالثة على التوالي كانت "حالة التحرش " و من ثم تحويلي لـ النيابة ..
    ،
    و

    - أنا اتحبس 15 يوم على ذمة التحقيق واتمنع من السفر " تــــــــــــيت " طيب انا هاوريكم يا ولاد ألـ " تيــــــت "
    - مش أنا إللي ادخل التخشيبة مع الاوباش، والجرابيع ، والمجرمين ياااااا " تيــــــــــت " انتم مش عارفين انا مين ..
    وهكذا استمر " ألـ تيــــــت " قرابة الساعة ، وأنا ارفض الخروج من سرايا النيابة حتى وصل "ابن العم " وفى يده كانت هي ؟!!

    كدت أن انسى موقفي " السخيف " وانشغلت " بالمزة الجامدة اوي " التي حضرت مع ابن العم " حتى انا روح تهامي باشا استحضرتني ، ونظرت إلى " قريبي " على انه وديع ولسان حالي يقول "
    - أوبااااا .. ايوه كده يا وديع .. مين الصاروخ دي ؟!
    - دي مدام " س " المحامية إللي هتترافع عنك فى القـضــ ....
    فاقاطعه في عنف ، وجنون وغضب ..
    - محا " إيه " يا بن " التـيت " جايبلي " واحدة ست " تترافع عني .. أنت عايزهم يسجنوني ولا في إيه .. ثم دي لما يشوفها القاضي " هيدينى اعدام وش " بالعند فى " عشان مزة زيها اترافعت عني ..
    - ياكوستر .. انت مش عارف حاجة .. دي متخصصة فى الثغرات " يمكن أكتر من حسن سبانخ ، ومصطفى خلف ، وحتى مصطفى بطاطا " ثم دي بتاخد ارقام فلكية .. انت عارف دي مطلعة 3 من حبل المشنقة " وانت عايز تخرج النهارده قبل بكره .. يبقى مفيش غيرها .

    فرددت عليه بغير اقتناع :
    - هما الستات بيفهموا فى شغل المحاماة عشان تقولي " ثغرات قانونية " انا عايز محامي راجل " هاتلى المحامي " بتاع المرة إللي فاتت " العبقري اللي شكله خارج من فيلم كارتون ده ، واديله ضعف المرة اللي فاتت " انا عايز راجل "
    " هاتولي راجل "
    فتدخلت هى للمرة الاولي وردت بلطف :
    - هو حضرتك تعرف الدكتور " شعبان " ولا ايه
    - لا يا قطة ولا عمري شفته " مين شعبان ده "
    - بتاع هاتولي راجل
    - اهااا الراجل المحترم ده " ربنا يفك سجنه " لا ما اعرفوش يا ستي .. انتي جاية تتريقي ولا ايه .
    - لا بس حضرتك ممكن تسكت " لغاية ما اشوف شغلي .. ولو عجبتك النتائج او ضايقتك " تبقى تبدي اعتراضك ..
    كانت صدمة شديدة بالنسبة لي " ان ترد على إمرأة " وبهذا الاسلوب الواثق ، والقوي في نفس الوقت .. حتى انني " اتثبت يعني ، و سكت "

    لم تمر دقائق قليلة " حتى أذنت النيابة " بعودتى للمنزل " برغم تطاولي " مع استمرار منعي من السفر " على ذمة القضية "
    وعند خروجي حاولت الاعتذار لها عن سلوكي الفظ .. ولكنها تجاهلتني ، وهي تتوجه لـ ابن العم قائلة :
    - يحيى بيه أنت هتوصلني ، ولا هتفضل مع قريبك ؟!
    واستئذن " يحيى " مني فى حرج فـ تصنعت اللامبالاة ، وانا اقول فى سخرية تعمدت ان تسمعها :
    - سوق يا حبيبي ... سوق على مهلك سوووق ..
    ثم كانت الجلسة بعدها وبفترة ، وهنا اتصلت بي ولاول مرة وقالت " لا تحضر الجلسة "
    وعندما سألتها عن السبب قالت ..
    - لـ أكثر من سبب ولكن اهمهم حتى لا توترني وانا اقدم القضية .
    ثم عادت لـ تتصل بي بعد الجلسة وتقول بنفس الهدوء :
    - مبـروك البـراءة .. يمكنك ان تسافر بعد ان ننهي بعد الاجراءات البسيطة .
    عندها الجمتني الدهشة أكثر من الفرحة .. حتى انها اغلقت التليفون " بعدما طالت فتـرة الصمت "

    وما أن حصلت على البراءة .. حتى بدأت معركة جديدة " لمعرفة من المتسبب فى هذه الاجراءات السخيفة كل مرة أعود فيها إلى مصـر ، ولكن لهذه قصة أخرى "
    ونعود إلى المحامية " العبقرية " وكنت احتاج أن اصل اليها .. ليس فقط لـ شكرها ، ولكن لتقديم الاعتذار بالصورة المناسبة " ووصلت اليها فى محافظتها الشمالية " مما جعلنى استعجب من اتصالات " ابن عمي " الذي يعرف من أين يجلب " لبن العصفور " وكل اساطير المحاماة "
    وعندما دخلت مكتبها " الخالي تقريبا من الموكلين برغم " تأثيثه الواضح الذوق ، والغلو " حتى وصلت لـ السكرتارية " وعرفت بنفسي بـ " اسم قريبي " وما أنا سمحت لي بالدخول .. حتى ابتسمت وقالت :
    - كنت متأكدة انك انت إللي بره " يحيى بيه دايما بيتصل قبلها بيوم .. دى عادته .
    - انا حبيت آجي بنفسي " اعتذرلك " وياريت تقبلي مني " الهدية المتواضعة دي " على سبيل " قبول الاعتذار "
    - أنا أخدت اتعابي .. وخلاص
    - الاتعاب شيء ، والتقدير الادبي والمعنوي شيء تاني .. ثم أنا كنت جلف ، وقليل الذوق معاكي من البداية ..
    - انا لاحظت انك عديم الثقة " في الستات "
    - ابدا ، ولا الهوى .. ده حتى امي ، لو ابويا طلقها ولا هـ اثق فيها ..
    ضحكت ثم عادت لتسألني .. بجدية عن اسباب زيارتي الحقيقية .. فلم أجد مجال للمواربة فعدت أقول

    - ليه اتحدتيني .. انا تقريبا برفض المنازلات والتحديات مع " الستات " وبفضل التراجع .. لكنك اتحدتيني بشكل " خرسنى مش بس سكتني "
    ضحكت ثانية فى لطف ثم قالت :

    - شعرت انك بـ تتحرش بى .. مرة بسخريتك ، ومرة بغضبك ، ومرة بـ عدم ثقتك واستهتارك بقدراتي .. فكان لازم اعلمك درس .
    - درس .. ههه " ياللهول " هنا الكوستر " يا استاذة .. أنا مدرسة خاصة ..
    -
    - والله مدرسة أو حتى جامعة " انا شعرت انك مجرد تلميذ مرتبك يوم خروجنا من النيابة " ، وتعمدت اني اتجاهلك ، ويكون كل كلامي " مع يحيى بيه " وكنت مراهنة نفسي .. انك هـ تيجي لغاية مكتبي " وتعتذر فى يوم من الايام "
    اصابتني حالة الصمت ، والجمود ثانية ، ولـ فترة جعلتها "هى نفسها تقلق على .. هذه المرة "
    وفي داخلي أجد نفسي تسخر مني بقوة " ياللهول .. لقد تعرضت لحالة تحرش عقلي .. هذه المحامية تحرشت بي ، وجعلتنى محل اختبار " لتقيس على مدى مهاراتها .. ليس فقط على المستوى الانساني ، وانما هى كانت تقصد المستوى المهني "
    تلعثمت هي لتكسر حاجز الصمت قائلة :

    - أحمد بيه " في حاجة "

    - هاااا .. لا مفيش بس حاسس اني عريان ..

    - عريان ازاي يا افندم .. حضرتك جاى وقاعد اهو على سنجة عشرة ..

    - اه صحيح بالظبط .. سنجة عشرة .. انت عندك حق فى كل حاجة ، و ...

    يقاطعنى رنين الهاتف فـ اجد " يحيى " يسألني أن كنت سـ ابيت عندي أو سـ أعود إلى القاهرة أو سوهاج ، فـ اتجاهل اسئلته كلها ، وأسأله بدوري
    - يحيى بقولك .. هو انا لما كنت معاك .. كنت لابس البنطلون ، ولاخارج إزاي .. هااا
    "لا مفيش أصل حاسس أن اتعرضت لـ تحرش .. اه تحرش ... حالة تحرش ..
    حسبى الله ونعم الوكيل فيك يابن عمي .. أنا كان عندي اتسجن أحسن .
    " استئذنك يا استاذة ..
    فـ تشيعنى بـ نظراتها الخبيثة المنتصرة ، و كأنها تقول لي :
    - بـ السلامة يا مٌـز .
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 27-12-2015, 23:27.
    https://www.facebook.com/TheCoster
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    النص ساخر بامتياز
    حالة التحرش هذه بغض النظر عن توابلها الحرّاقة صدمتني بواقع
    صلب كالجدار لولا أن حالات التحرش غالبا ما تكون ثنائية المصدر والتأثير .
    راق لي أسلوبك في سرد الأحداث والحوارية التي تطعّم النص ..
    أظن أن تجربة المرّة الثالثة هي الأخيرة . لأنهم يقولون : " التالتة ثابتة " ولن تقع في رابعة مرة أخرى .
    اشتقنا لك أخي أحمد خيري
    تحياتي
    فوزي بيترو

    تعليق

    • أحمدخيرى
      الكوستر
      • 24-05-2012
      • 794

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
      النص ساخر بامتياز
      حالة التحرش هذه بغض النظر عن توابلها الحرّاقة صدمتني بواقع
      صلب كالجدار لولا أن حالات التحرش غالبا ما تكون ثنائية المصدر والتأثير .
      راق لي أسلوبك في سرد الأحداث والحوارية التي تطعّم النص ..
      أظن أن تجربة المرّة الثالثة هي الأخيرة . لأنهم يقولون : " التالتة ثابتة " ولن تقع في رابعة مرة أخرى .
      اشتقنا لك أخي أحمد خيري
      تحياتي
      فوزي بيترو

      اشكرك جزيلا " أخي " د / فوزي "

      على مرورك ، واستحسانك لـ الموضوع ..
      وشرفني " طبعا " أن يكون حضورك هو الاول هنا "كالعادة "

      اما ان تكون هذه المرة " تابتة " او غيـر تابتة .. فـ هذا لن يغيـر في الأمـر شىء .. لأنـي بالفعل إتخذت قراري بـ عدم العودة ثانية .

      ولي استفسار بسيط " هل يمكن ان ارد على مشاركات قديمة " فى هذا القسم " ليس بغرض رفع المشاركات ، ولكن فقط لـ الرد على المشاركين فيها ، ومن ثم يمكنكم اغلاقها بعد الرد .

      تحياتي .
      https://www.facebook.com/TheCoster

      تعليق

      يعمل...
      X